شكري المبخوت: «الطلياني» قصّة تونسيّة تعبّر عن خصائص المجتمع التي أعرفها

الروائي التونسي: مشروعي يتناول تحوّلات الهوية

الروائي التونسي شكري المبخوت (الشرق الأوسط)  -  رواية «الطلياني» للروائي التونسي شكري المبخوت
الروائي التونسي شكري المبخوت (الشرق الأوسط) - رواية «الطلياني» للروائي التونسي شكري المبخوت
TT

شكري المبخوت: «الطلياني» قصّة تونسيّة تعبّر عن خصائص المجتمع التي أعرفها

الروائي التونسي شكري المبخوت (الشرق الأوسط)  -  رواية «الطلياني» للروائي التونسي شكري المبخوت
الروائي التونسي شكري المبخوت (الشرق الأوسط) - رواية «الطلياني» للروائي التونسي شكري المبخوت

على الرغم من أنه قضى عمراً طويلاً في التدريس والبحث العلمي الأكاديمي، فإنه فاجأ الجميع في 2015 بحصول روايته «الطلياني» على جائزة الرواية العربية «البوكر»، وهي الرواية الأولى لاسم لم يكن معروفاً في المشهد الروائي العربي. الناقد والأكاديمي والروائي التونسي شكري المبخوت الذي أصبح نجماً في عالم الرواية، ولد عام 1962، وهو عميد سابق لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة، ويشغل الآن وظيفة رئيس جامعة منوبة. وحاصل على دكتوراه الدولة في الآداب، من كلية الآداب بمنوبة. صدر له عن دار «التنوير» ثلاث روايات، هي: «الطلياني» و«باغندا»، و«مرآة الخاسر»، كما صدر له: «السيد العميد في قلعته»، ورواية «السيرة العطرة للزعيم». جاءت روايته الأولى «الطلياني» وبعدها «مرآة الخاسر» وقبلهما مجموعة «السيّدة الرئيسة»، ضمن مشروعٍ روائي يسجل من خلاله تحولات المجتمع التونسي في قالب روائي.
لقيت «الطلياني» ترحيباً لدى عامة الجمهور الثقافي في العالم العربي؛ لأنها برأيه «قصة تونسية تعبّر عن المجتمع التونسي». الجانب الفني لـ«الطلياني» أنزلها هذه المنزلة في نفوس القرّاء، من ذلك بناء الشخصيّة المنكسرة التي لا تفقد تألّقها حتى في لحظة الانكسار؛ علاوة على الكتابة البصريّة التي تجعل القارئ يطالع الرواية كما لو أنه يشاهد شريطاً سينمائيّاً. هكذا يقول الدكتور شكري المبخوت لـ«الشرق الأوسط»، في الحوار التالي الذي أُجري معه بمناسبة الاحتفاء بتونس (ضيف شرف) في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022. وفيما يلي نص الحوار:

> كيف ترى الحضور الثقافي التونسي في معرض الرياض الدولي للكتاب؟
- أعتقد مبدئيّاً بأنّ هذا الحضور سيكون فرصة لمزيد من التعرّف على الحركيّة الثقافيّة التي تشهدها الثقافة التونسيّة؛ إذ لا شكّ في أنّ البرنامج الثقافي سيبرز جوانب منها. وأكبر ظنّي أن هذا الحضور حلقة مهمّة من سلسلة متواصلة للحضور التونسي في المملكة، وقد تجسّم تاريخيّاً في معرفة القرّاء السعوديين لكثير من الإنتاج الإبداعي والفكري التونسي من قبل، علاوة على تمثيل الأكاديميين التونسيين لهذه الثقافة في عدد من الجامعات السعودية؛ خصوصاً في مجال تدريس الأدب والنقد العربيين.
> لديك حضور بارز في المشهد الثقافي العربي، وأنت بالإضافة لعدد من الأسماء الأدبية التونسية سجلتم علامة فارقة في مشهد الإبداع الأدبي على المستوى العربي والعالمي. كيف ترى التفاعل بين الإبداع الأدبي في تونس وأرجاء العالم العربي؟
- كنتُ أشبّه دوماً الأدب في العالم العربي بالنهر الكبير ذي الروافد المتعدّدة، ومنه الرافد التونسيّ. ومن الطبيعي والحال تلك أن يحدث تفاعل ربما بصورة أكبر مما نتصوّر. فالقرّاء والمثقّفون في تونس كانوا دوماً منفتحين -ولا يزالون- على الإنتاج الإبداعي في العالم العربي، ولا يوجد كاتب عربي مهمّ لم يشارك في لقاء من اللقاءات الثقافيّة الكثيرة التي تُعقد في تونس. وبالمقابل يشكو الفاعلون الثقافيّون والمبدعون التونسيّون من قلّة احتفال العالم العربي بهم. ففكرة أن المشرق مركز والمغرب هامش تحكّمت لعقود في الثقافة العربيّة، وأثّرت في تمثّلات التونسيين منذ ثلاثينات القرن الماضي لموقع إبداعهم من المشهد الإبداعي العربي. ولنا في بعض رسائل الشابّي أدلّة واضحة على هذا الشعور. لكنني أعتقد بأنّ حال الثقافة العربيّة تغيّرت بفضل تعدّد المراكز؛ إذ خرجنا من هيمنة المركز المصري، وإلى حدّ ما المركز الشامي، إلى مراكز أخرى ظهرت منذ عقدين أو أكثر؛ سواء في المغرب الكبير أو الخليج، لأسباب يطول شرحها. وعلينا أن ننظر إلى هذا بإيجابيّة؛ لأن في ثراء الروافد ثراءً للنهر كلّه.
> أتيتَ لعالم السرد والرواية من ميدان الممارسة الأكاديمية والنقدية. كيف أثر ذلك في نجاحك بوصفك روائياً؟
- ذكّرني سؤالك بأخبار قديمة تُروى عن النحاة العرب. فقد كانوا بارعين لا محالة في علمهم باللغة؛ لكن هذه البراعة لم تمنعهم من اللحن عند الكلام. فالمعرفة النظريّة بالقواعد لا تعصم المتكلّم بالضرورة من الخطأ عند المخاطبة العاديّة. وقياساً عليه، فإنّ المعرفة بنقد الرواية لا تعني آليّاً إنتاج نصّ ناجح يلقى حظوة لدى القرّاء على الأقلّ. ولو كان الأمر كذلك لقدّم المحرّرون الأدبيّون في كبرى دور النشر العالميّة إلى القرّاء كلّ يوم آلافاً من الأعمال التي تلقى رواجاً كبيراً (مسألة البيست سيلر). ما أستطيع قوله وأنا مطمئنّ: إنّ المعرفة النقديّة الأكاديميّة في علاقتها بالسرد الروائي ينبغي أن ننظر إليها على أنها جزء فقط من خبرة الروائي باللغة والمجتمع والنفسيّات... إلخ، وليست محدّداً للنجاح الأدبي، مع لطف الإشارة إلى أن الرواية في عصرنا لم تعد حكياً لقصّة مشوّقة فحسب؛ بل أصبحت تحمل معرفة ما وتنتجها أيضاً.

إقبال كبير من الجمهور في ثالث أيام معرض الرياض للكتاب (واس)

- سرّ «الطلياني»!

> في عام 2014 صدرت لك رواية «الطلياني» التي شقت لك طريقاً نحو النجومية الثقافية. كثيرون اعتبروا هذه الرواية واحدة من أهم ما أنتجه السرد العربي. برأيك، ما السرّ في رواية «الطلياني»؟
- لو كنت أعرف الوصفة أو السرّ لقلت لك... بكل بساطة: ما فكّرت فيه عن وعي وأنا أكتب «الطلياني» هو أن أروي قصّة تونسيّة تعبّر عن مجتمعي التونسي بخصائصه التي أزعم أنني أعرفها. فالمشكلة أن صورة تونس في الأدب ضعيفة بسبب ضعف الإنتاج الروائي نفسه، قبل الفورة التي شهدتها الرواية العربيّة عموماً في العقدين الأخيرين. وأعتقد أنّ القرّاء الذين رأوا بعض القيمة في هذه الرواية، إنما أدركوا هذا الهدف الذي رسمته لها، ولاحظوا فيها وفي غيرها مما كتبت اشتغالاً على تحوّلات المجتمع التونسي وملامح الإنسان التونسي. طبعاً هذا إطار عام للمسألة؛ لأنه توجد مسائل فنيّة ربما جعلت لـ«الطلياني» هذه المنزلة في نفوس القرّاء. من ذلك بناء الشخصيّة المنكسرة التي لا تفقد تألّقها حتى في لحظة الانكسار، علاوة على الكتابة البصريّة التي تجعل القارئ يطالع الرواية كما لو أنه يشاهد شريطاً سينمائيّاً.
> كيف فتحت رواية «الطلياني» ما يمكن أن نسميه «أرشيف» الألم الإنساني؟ تقول بطلتها «زينة»: «وجعي –يا عبد الناصر– في الجسد، ولكن لا دواء له... خرقتُ الصمت معك أنت، أنت الوحيد الذي فتحت له أرشيف وجعي».
- كل الروايات الجادّة هي بحث في أرشيف الوجع الإنساني بالنسبة إليّ. هكذا أفهم الرواية. فحين نكتب نتأمّل من حيث ندري أو لا ندري حركة الإنسان، بحثاً عن شيء ما ينقصه، فيصارع وينكسر فيصرّ ويعيد البحث، فتخيب آماله وتتعاظم أوجاعه. فهذا الكائن الهشّ أمام حركة الزمان وفي الأمكنة التي لم يخترها في العادة عنيد عناداً يصنع إنسانيّته، بتردّداتها وتناقضاتها وأخطائها وعظمتها والقلق الذي يلفّها. من هنا، فإنّ الرواية إذ تتتبّع هذا البحث الإشكالي تفتح أرشيفات الأوجاع والآلام.
> في «الطلياني»، تقول على لسان بطلتها «زينة»: «المثقف عندي هو الذي يطلق النار على كل ما يتحرك... هو من يخلخل السائد». هل ترى فعلاً أن هذا هو دور المثقف؟
- هو تصوّر من التصوّرات الموجودة عن دور المثقّف، وليس من ابتداعي إلا في طريقة التعبير عنه. العبارة المحايدة أكثر هي «المثقّف النقديّ». كان هذا اختيار «زينة» بثقافتها الواسعة والثوريّة في الرواية، ولا أرى اختياراً آخر يناسب شخصيّتها كما رسمتها في «الطلياني». ولكن عموماً أجد التعريف مناسباً لكلّ فكر ينشد التغيير، ويعمل على تجاوز المحنّط في المجتمع والقيم والأفكار. فللحقيقة وجوه، ودور المثقّف فلسفيّاً هو أساساً أن يكشف هذه الوجوه ويناقشها، ويجوّد النظر فيها انتصاراً لقيمة الحرّيّة.
> كأن ثورات «الربيع العربي» حفزتك لاستكمال رواية «الطلياني»، فجاءت رواية «مرآة الخاسر» (دار التنوير 2019)، لتكمل المشوار، وتضيف عناصر جديدة أثرت المشهد الروائي. هل هو مشروع لكتابة تاريخ تونس الحديث بقالب روائي؟
- ذكرتُ لك من قبل أنّ اشتغالي الأساسي روائياً كان على تحوّلات المجتمع التونسي، وتأمّل خصائص هذا البلد والإنسان فيه. لتعتبر ذلك ضرباً من البحث في الهوية التونسيّة وتحوّلاتها التي تبرز بالخصوص في فترة الأزمات. فهذه الأزمات مادّة خصبة روائيّاً للتفكير في المستمرّ الثابت وفي المتغيّر المتحوّل، يكشف في العمق تفاعل الإنسان التونسي مع الأحداث، ويبرز تصوّراته وردود فعله وهواجسه. من هذه الناحية تناولت «الطلياني» بعض التحوّلات في ثمانينات القرن المنصرم، وجاءت «مرآة الخاسر» لتعالج تحوّلات تونس في تسعينات القرن العشرين، وتوقّفت الرواية تقريباً في حدود سنة ألفين للميلاد. وفي أطول قصّة من مجموعة «السيّدة الرئيسة»، وقد منحت للمجموعة كلّها عنوانها، نجد اشتغالاً على بداية سنوات الألفين. هذا الترتيب يدلّ على أننا أمام مشروع روائي فعلاً مثلما قلت، وسمّيته كتابة تاريخ تونس، كما عشته وعايشته في صيغة روائيّة. وأصدقك القول إنه يمكن كتابة جزءين آخرين على الأقلّ، يواصل فيهما «عبد الناصر الطلياني» مساره المتعرّج الذي يروي من خلاله تعرّجات مسار البلاد والمجتمع. ولكنّ هذا يحتاج إلى جهد ومثابرة وتركيز كي تكون الحبكات مناسبة، فلا تسقط الشخصيّة في التكرار والنمطيّة. وما يحول دون ذلك هو الحاجة إلى التفرّغ؛ لأن الرهان كبير ولا مجال للخطأ فيه.

- بين الشعر والرواية
> الشعر كان ديوان العرب، واليوم هناك من يقول إن الرواية هي ديوان العرب؛ لأنها الأصدق في تمثيل أحوالهم. أنت تقول إنّ «الشِّعر تمرين بلاغي، بينما الرواية هي أم الحقيقة الإنسانية العميقة». كيف نجح الخطاب السردي في تمثيل أحوال المجتمعات العربية؟
- نعم. المسألة مهمّة جدّاً. فأنت تقرأ اليوم في الروايات العربيّة روحاً محلّيّة تمثّل تنوّع المجتمعات العربيّة في كل شيء؛ حتّى لغويّاً (لهجات عربيّة مختلفة ولغات أخرى غير العربيّة تُستعمل هنا وهناك). وقد سبق للرواية المصريّة أن قامت بهذا الدور، ولم يكن نجيب محفوظ إلا المثال الساطع على ذلك؛ لكنّ القرّاء العرب اكتشفوا منذ رواية الطيّب صالح «موسم الهجرة إلى الشمال» أي في حدود سنة نشرها 1966 على الأقل، أن الرواية المصريّة تعبّر عن مصر وليس عن كل العالم العربي، وأنّ ثراء المجتمع السوداني مختلف عن ثراء المجتمع المصريّ. وعلى هذا القياس، ففي كل بلد عربي نجد خصائص ومميّزات تمثّل مادّة للروائيين يمتحون منها ما يمكن أن يعبّر عن هذه المجتمعات المتنوّعة فعلاً اجتماعيّاً وثقافيّاً. أصبحنا اليوم نعرف المجتمع العماني أو الليبي أو الإريتري، من خلال روايات نجحت لبشرى خلفان أو محمد النعّاس أو حجي جابر، مثلما عرفنا من قبل المجتمع العراقي أو السوري أو اللبناني من خلال كتابات مميّزة. عموماً أعتقد أن الرواية العربيّة قامت بالدور الذي من المفترض أن يقوم به علم الاجتماع أو الأنثروبولوجيا، ولكن بشكل آخر أقرب إلى نفوس القرّاء، علاوة على أدوارها الأخرى الجماليّة والثقافيّة.
> ماذا تمتلك الرواية لتصبح ديوان العرب؟
- تمتلك ما كنت أقوله لك. أقصد قدرتها على بيان أن وحدة الثقافة العربيّة بفضل اللغة العربيّة لا تعني مطلق التشابه والمماثلة. لذلك فهي قادرة على أن تتناول المحلّي والخصوصي والمميّز والمتنوّع والمختلف. صحيح أن رواياتنا حين تترجم إلى اللغات الأخرى -إذا تُرجمت- توضع في خانة الأدب الأجنبي، وتفريعاً في خانة الأدب العربي، ولكن هذه الخانة تخفي تنوّعاً مذهلاً بدأ يبرز أكثر فأكثر.
> لديك سجل مع الجوائز. ماذا يعني لك الفوز بجائزة الملك فيصل العالمية في فرع اللغة العربية والأدب 2018، وقبلها جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة 2012؟
- يظنّ كثيرون أنّ حصولي على بعض الجوائز هو من باب أنّ لي من اسمي نصيباً، إن لم تكن الكتابة عندي منذ البداية موجّهة للحصول على جوائز، كما يدّعي البعض (فكرة صيّاد جوائز). ولكن في حقيقة الأمر أرى هذه الجوائز ضرباً من الاعتراف بجهد متواضع في سياق محدّد، وليس تخطيطاً.
فجائزة أكاديميّة في قيمة جائزة الملك فيصل ليست بالأمر الهيّن، حتّى نخطّط له ونصل إلى مبتغانا، فالإعلان عنها والترشّح لها لا يفصل بينهما وقت يسمح بالارتجال، وإنما يكون ذلك بفضل تراكم معرفي وكتابات سابقة تتوّج بالترشّح، إضافة إلى التسابق مع أفضل العقول العربيّة وغير العربيّة. وقس عليها حصول «الطلياني» على «البوكر»، وهي الرواية الأولى لاسم غير معروف في المشهد الروائي العربي. والحق أنني بقدر ما أفخر بـ«البوكر» التي وسّعت من قاعدة قرّائي في الأدب، فإنّني أفخر كذلك فخراً كبيراً بجائزة الملك فيصل؛ لأنها جائزة أكاديميّة توّجت جزءاً من عملي الأكاديمي طيلة ثلاثين عاماً تقريباً.
> واسيني الأعرج قال بعد منحك جائزة الرواية العربية، إن «جائزة (البوكر) لم تخلق أديباً؛ ولكنها كشفت عن أديب»، ولكنك قلت بعد أن فاز واسيني بجائزة «كتارا»: «إن الجوائز تزيد النجم سطوعاً». فكيف ترى أثر الجوائز الأدبية؟
- سأروي لك شيئاً. كنتُ قد قرأت لواسيني منذ سنوات، ولكن أوّل مرّة ألتقيه فيها كانت سنة 2015 في القاهرة، في مؤتمر للرواية. ومما أذهلني وأبهجني في الآن نفسه رغبة القرّاء في التحدّث إلى واسيني والتقاط صور معه، وكان يتعامل مع الطلبات الكثيرة والمزعجة أحياناً بنبل وأريحيّة وابتسامات تليق بالنجوم. يومها عرفت أن للأدب نجومه، ومنهم واسيني. لذلك قلت إن الجوائز تزيد النجوم سطوعاً؛ لأنه فعلاً كان نجماً قبل حصوله على جائزة «كتارا». ربما لم يكن سياق التصريح يسمح بسرد ما ذكرته لك الآن، وها أنا أفعل. أما ما قصده الصديق واسيني من قوله، فمن الواضح أن الجوائز لا تصنع الأدباء؛ بل تتوّجهم وتعرّف بهم.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

جائزة الملك فيصل تحتفي بالمتميزين في خدمة الإسلام والطب والعلوم

تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)
تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)
TT

جائزة الملك فيصل تحتفي بالمتميزين في خدمة الإسلام والطب والعلوم

تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)
تكرم الجائزة أبرز المساهمين في خدمة الإنسان في مجالات عدة (تصوير: بشير صالح)

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كرّمت جائزة الملك فيصل العالمية، الاثنين، خمس شخصيات عربية وعالمية تميّزت في مجالات خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والطب والعلوم.

وفي مستهل الحفل، هنأ الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الفائزين بالجائزة التي وصفها بأنها «تحمل اسم الشهيد في بلد عتيد، ورايته الإسلام المجيد، وتحت رعاية مليكه الصنديد»، مشيراً إلى أنها تأسّست لتكريم العلم والعلماء من حول العالم الذين يساهمون في تقدم البشرية وخدمة الإنسانية.

وأكد الأمير تركي أن الجائزة - التي بدأت قبل نحو خمسة عقود - تأتي «لتكريم المنجز العلمي دون النظر لأي اعتبارات جغرافية أو عرقية أو دينية أو مذهبية، مما جعلها تغدوا محل تقدير للجامعات والمراكز العلمية حول العالم».

الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز (تصوير: بشير صالح)

ونالت «جمعية مسلمي اليابان» جائزة خدمة الإسلام هذا العام تقديراً لجهودها الحثيثة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز التفاهم والتسامح في المجتمع الياباني، حيث تأسّست الجمعيّة عام 1952 تحت اسم «مجتمع الأصدقاء اليابانيين»، وعملت على خدمة ورعاية المسلمين هناك، والدفاع عن مصالحهم، كما أولت اهتماماً خاصاً بتعليم النشء المسلم، وتثقيفهم وتمكينهم من فهم دينهم وثقافتهم.

وقال يحيى إندو رئيس الجمعية، في كلمته خلال الحفل، إنها حققت منذ تأسيسها العديد من المنجزات التي تخدم الإسلام، وعلى رأسها مشروع أول ترجمة للقرآن الكريم للغة اليابانية من قبل المسلمين، الذي تولاه رئيسها الثاني الراحل عمر ميتا، عام 1972، كما ترجمت عدداً من كتب التفسير، والحديث، والسيرة النبوية، وساهمت في تأليف وترجمة مواد تعريفية بالإسلام وتوزيعها.

يحيى اندو (تصوير: بشير صالح)

ومُنحت جائزة خدمة الإسلام إلى الدكتور محمد السمّاك، الذي ترك بصمةً في ميدان تلاقي الأديان من خلال دوره الحواري منذ نصف قرن بين المرجعيات الدينيّة المختلفة، حيث تمّ اختياره لنيل الجائزة؛ لإسهاماته الفعّالة في مؤتمرات حول العلاقة بين الإسلام والمعتقدات الأخرى، وأدواره القيادية في مؤسسات مختلفة مكرّسة للتسامح والسلام.

ويتبوّأ السماك حالياً منصب أمين عام اللجنة الوطنية للحوار المسيحي الإسلامي، والأمين العام للأمانة الدائمة للقمة الروحيّة الإسلاميّة في لبنان.

الدكتور محمد السماك (تصوير: بشير صالح)

وفي فرع الدراسات الإسلامية التي تناول موضوعها هذا العامّ «النظم الإسلاميّة وتطبيقاتها المعاصرة»، تسلّم الجائزة الدكتور وائل حلاق، أستاذ مؤسسة أفالون للعلوم الإنسانيّة في جامعة كولومبيا، وذلك لتقديمه مرجعية علمية موازية للكتابات الاستشراقية التقليدية المؤثرة في الجامعات العالمية، ونجاحه في بناء دليل لتطور التشريع الإسلامي عبر التاريخ.

البروفيسور وائل الحلاق (تصوير: بشير صالح)

أمّا جائزة اللغة العربيّة والأدب التي كان موضوعها هذا العامّ «جهود المؤسسات خارج الوطن العربي في نشر اللغة العربيّة»، فقد قَرَّرت لجنة الاختيار للجائزة، حجبها، نظراً لأن الأعمال المرشحة لم تحقّق معاييرها.

ومُنحت جائزة الطبّ لهذا العام، وموضوعها «علاجات الإعاقات الطرفية» للبروفيسور الأميركي جيري ميندل، مدير مركز العلاج الجيني في مستشفى نايشن وايد للأطفال؛ لعمله الرائد في الفحص والتشخيص المبكر، وعلاج المرضى الذين يعانون من ضمور العضلات الشوكي والحثل العضلي من نمط دوشين، والضمور العضلي لحزام الأطراف.

ويعدّ البروفيسور ميندل أول باحث يوضح سلامة وفعالية الجرعات العالية من علاج نقل الجينات بوساطة الارتباط بالفيروس الغدي لمرضى ضمور العضلات الشوكي من النوع الأول، وهو علاج تمت الموافقة عليه عالمياً.

وقال ميندل في كلمته، إن مبادئ الجائزة التي تعكس رؤية الملك فيصل ومساعيه لتخفيف المعاناة الإنسانية تتناغم مع رؤيته الشخصيّة والإنجازات التي حققتها خلال حياته، حيث بذل كل ما بوسعه لتحسين حياة المرضى المصابين بأمراض عصبية عضلية، وإطالة أعمارهم.

البروفيسور جيري ميندل (تصوير: بشير صالح)

أمّا في فرع العلوم «علم الحياة»، فمُنحت الجائزة للبروفيسور هاورد تشانغ، الأستاذ في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة؛ لإسهاماته الرائدة في تفسير الدور الذي يلعبه الحمض النووي الريبوزي غير المشفر في تنظيم وعمل الجينات، بعد أن كان من المعتقد أن 98 بالمائة من الحمض النووي البشري عديم الفائدة.

وقام البروفيسور تشانغ بتطوير وسائل مبتكرة للتعريف بالمواقع المنظِمة داخل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين، وكان لهذه الاكتشافات تأثير بالغ الأهمية في تخصص الأحياء الجزيئية وعلم الوراثة، وفي فهم الأمراض البشرية المعقدة.

وذكر في كلمته أن أبحاثهم طرحت تساؤلات عن كيف تقرر الخلايا ومتى وأين تقوم بتشغيل الجينات المختلفة، وكيف يتم تمرير هذه القرارات مع مرور الوقت، لتقود الدراسات التي أجراها مع فريقه إلى فئة جديدة من الحمض النووي الريبوزي، تسمى «الطويل غير المشفر»، والذي يساعد الخلايا على تذكر مصيرها الخلوي، مما أدى إلى معرفة دور الاختلافات الجينية الموروثة في الإصابة بالأمراض، وخاصة المناعية، والمساعدة في التعامل مع الطفرات التي تنشأ في حالات السرطان.

البروفيسور هاورد تشانغ (تصوير: بشير صالح)

يشار إلى أنه منذ عام 1979، كرّمت الجائزة 295 فائزاً ساهموا في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، وقدّموا أبحاثاً متميزة، وتوصّلوا لاكتشافات فريدة، وابتكارات استثنائية في مجالات خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية، والأدب، والطب، والعلوم.


صدارة سعودية في جوائز «هوليوود للفيلم العربي»


طارق الجنايني خلال تسلم جائزة «هجان» (الشرق الأوسط)
طارق الجنايني خلال تسلم جائزة «هجان» (الشرق الأوسط)
TT

صدارة سعودية في جوائز «هوليوود للفيلم العربي»


طارق الجنايني خلال تسلم جائزة «هجان» (الشرق الأوسط)
طارق الجنايني خلال تسلم جائزة «هجان» (الشرق الأوسط)

كان للسينما السعودية النصيب الأكبر من جوائز الدورة الثالثة لمهرجان «هوليوود للفيلم العربي» بفيلمي «إلى ابني» لظافر العابدين و«هجان» لأبو بكر شوقي.

ففي حين فاز الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» لمحمد كردفاني بجائزة المهرجان الذهبية بوصفه أفضل فيلم، نال «إلى ابني» جائزة «لجنة التحكيم الخاصة بالسيناريو» مناصفة بين كاتبي سيناريو الفيلم ظافر العابدين وصفاء المسعدي، بالإضافة إلى الجائزة البلاتينية، وهي الجوائز التي تسلمها ظافر العابدين وسط تصفيق حادٍ من الحضور، فيما نال المخرج شوقي جائزة الإخراج عن «هجان» الذي حصد بطله عمر العطاوي جائزة أفضل ممثل.

ونال فيلم «مقسوم» جائزة تصويت الجمهور، وهي الجائزة التي تسلمتها الفنانة ليلى علوي التي حضرت الفيلم مع الجمهور وشاركت في الندوة الخاصة به بعد انتهاء عرضه. وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير لفيلم «وذكرنا وأنثانا» للمخرج أحمد الياسر، فيما نال فيلم «خطى أب» جائزة أفضل فيلم طلبة في المهرجان. ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لفيلم «بول يتحدث» للمخرجة روزانا قاسم، وهو التنويه نفسه الذي ناله الفيلم اللبناني القصير «إذا غرقت الشمس في بحر الغمام» للمخرج وسام شرف.

وشهد حفل الختام الذي أقيم مساء الأحد توجيه تحية خاصة للفنان الراحل صلاح السعدني؛ تقديراً لمسيرته الفنية الطويلة، فيما نعته الفنانتان ليلى علوي وإلهام شاهين على خشبة المسرح، بالحديث عنه وعن ذكرياتهما معه بعدما عُرض مقطع قصير عن مسيرته الفنية، ووقف الحضور دقيقة صمت حداداً على رحيله.


مقاطعة الأسماك في بورسعيد المصرية تثير ردوداً متباينة

محافظة بورسعيد المصرية (الشرق الأوسط)
محافظة بورسعيد المصرية (الشرق الأوسط)
TT

مقاطعة الأسماك في بورسعيد المصرية تثير ردوداً متباينة

محافظة بورسعيد المصرية (الشرق الأوسط)
محافظة بورسعيد المصرية (الشرق الأوسط)

يُعِدّ سكان المدن الساحلية المصرية ومن بينها بورسعيد (شمال شرقي القاهرة)، الأسماك وجبة رئيسية لتنوعها ووفرتها ورخص أسعارها مقارنة ببقية المدن الأخرى، لكن ثمة تغيّرات وأسباباً دفعت بعض سكان مدينة بورسعيد إلى الدعوة لمقاطعة شراء الأسماك لإجبار البائعين على تخفيض الأسعار.

ودشنت صفحات «وغروبات» تابعة لناشطين من بورسعيد دعوات لمقاطعة الأسماك، وهو ما أثار ردوداً متباينة بين مؤيد ومعارض.

واتهم مواطنون من بورسعيد التّجار برفع سعر الأسماك بشكل غير مسبوق رغم تنوع مواردها في المدينة وتعدّد مواسم وفرة كثير من أنواعها.

ووفق محمد كمال، مصور فوتوغرافي في بورسعيد، وأحد الناشطين المهتمين بتراث المدينة، فإن «ارتفاع أسعار الإيجارات في سوق الأسماك الجديدة وسحب موجة غلاء أسعار المنتجات الأخرى على الأسماك وإقبال زائري المدينة من خارج المحافظة على شرائها، كلها أمور أسهمت في ارتفاع أسعار الأسماك بالمدينة، ما دفع الأهالي إلى تدشين حملات المقاطعة».

سوق أسماك بورسعيد (صفحة «السوق الجديد ببورسعيد» على «فيسبوك»)

وفي حين يعوّل المواطنون على استجابة التجار لحملة المقاطعة وشراء ما يحتاجونه من سوق منطقة علي بن أي طالب في حي الزهور بالمدينة، المعروفة برخص أسعارها مقارنة بالأسواق الحضرية الجديدة، يراهن كبار تجار الأسماك على زائري المدينة من المحافظات الأخرى والذين يُقبلون على شراء الأسماك من السوق الجديدة، خصوصاً في أيام الخميس والجمعة والسبت، حسب كمال، الذي يضيف لـ«الشرق الأوسط»، أن «ارتفاع أسعار الأسماك في الآونة الأخيرة أثار غضب سكان المدينة التي تُعدّ شبه جزيرة، إذ يحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الشرق مجرى قناة السويس ومن الجنوب والغرب بحيرة المنزلة»، موضحاً أن «سكان المدينة لم يشعروا بتحسن في الأسعار رغم افتتاح مزارع سمكية جديدة بقناة السويس».

وتداول متابعون صوراً للسوق الجديدة وهي تشهد إقبالاً ضعيفاً من المشترين، للإشارة إلى انخفاض الأسعار استجابة للحملة.

السوق الجديدة ببورسعيد (صفحة «السوق الجديد ببورسعيد» على «فيسبوك»)

وقال وسام الصفتي، صاحب دعوة مقاطعة شراء الأسماك في بورسعيد، إن المقاطعة بدأت الأحد وستستمر لمدة أسبوع كامل، مضيفاً أن «كيلو الشبّار وصل سعره في الأسواق إلى 200 جنيه مصري»، مشيراً إلى أن المواطن البسيط في بورسعيد يعيش على تناول الأسماك ولا يتحمل ارتفاع أسعارها.

في المقابل، قال عبده رضوان رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية، إن هناك عوامل عدّة ترتبط بالسعر؛ منها أسعار الوقود لمراكب الصيد، وكذا وقود السيارات التي تنقل الأسماك إلى الأسواق وعدد العمالة التي تمتهن المهنة سواء من الصيادين أو البائعين، وكلٌ منهم مسؤول عن أسرٍ ويبحث عن سدّ احتياجاتهم من المستلزمات الأخرى.

وشدّد رضوان في تصريحات صحافية على «ضرورة تخفيض أسعار المنتجات الغذائية الأخرى على غرار اللحوم الحمراء والدواجن وعدم قصر الأمر على الأسماك»، متسائلاً: «كيف يبيع تاجر السمك بهامش ربح صغير وغيره من تجار السّلع الأخرى يحققون مكاسب كبيرة؟».

وأكد رضوان انعقاد اجتماع طارئ لأعضاء الشعبة لبحث تداعيات إعلان أهالي بورسعيد مقاطعة شراء الأسماك لمدة أسبوع.

وتتضمن أسواق الأسماك في بورسعيد أنواعاً كثيرة من بينها «البلطي والبوري والشبّار والماكريل وقشر البياض والدنيس والقاروص واللوت وموسى بجانب الجمبري».

إقبال كبير على السوق قبل حملة المقاطعة (صفحة «السوق الجديد ببورسعيد» على «فيسبوك»)

ووفق صلاح الدين مصيلحي، رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، فقد شهدت مصر قفزة قوية في إنتاج الأسماك خلال عام 2023، حيث بلغ إجمالي ما أُنتج نحو مليوني طن، منها 1.6 مليون طن من الاستزراع السمكي، بنسبة 80 في المائة، و400 ألف طنّ من المصائد الطبيعية في البحيرات والبحرين الأبيض والأحمر ونهر النيل.

وتطلّ مصر على السواحل البحرية بطول آلاف الكيلومترات، وتضمّ عدداً كبيراً من موانئ الصيد في المدن الساحلية.

ونفّذت مصر خلال السنوات الماضية مشروعاً قومياً طموحاً لزيادة إنتاج الأسماك، حيث دُشّنت مشروعات «بركة غليون»، و«مثلث الديبة»، و«شرق التفريعة»، و«شركة قناة السويس».

وفي حين يرى نشطاء أن تلك المشروعات لم تسهم في انخفاض الأسعار، فإن الخبير الاقتصادي الدكتور مدحت نافع يشدّد على أن النظرة إلى تلك المشروعات بوصفها عاملاً رئيسياً في انخفاض الأسعار قد تكون سطحية، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأسماك تُعدّ من السلع البديلة التي قد يلجأ إليها المواطنون في حال ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، وبالتالي زيادة سعرها متأثرة بزيادة الطّلب عليها وبحالة الغلاء في مصر بشكل عام».

البوري والبلطي والدنيس والجمبري من أشهر الأنواع ببورسعيد (صفحة «السوق الجديد ببورسعيد» على «فيسبوك»)

وفرّق نافع بين حملات المقاطعة التي تهدف إلى تخفيف الاستهلاك من أجل ضبط الأسعار، وحملات المقاطعة التي تهدف إلى إلحاق العقوبات، عادّاً أن النوع الأول يكون مفيداً أكثر لأن العقوبة تلحق الضرر بالعاملين المحليين والبائعين البسطاء.

وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من الأسماك في مصر 88 في المائة، ومن المتوقع أن يصل حجم إنتاج الأسماك في مصر إلى 3 ملايين طنّ خلال عام 2030، وفق مصيلحي الذي أضاف في تصريحات لوسائل إعلام محلية في فبراير (شباط) الماضي، أن «كمية صادرات مصر من الأسماك بلغت 29 ألف طنّ، في حين بلغت كمية الأسماك المستوردة نحو 373 ألف طن حسب إحصاء عام 2021».


المخرج اللبناني فقيه لـ«الشرق الأوسط»: نعاني من مشكلة نقص في الكُتّاب

ناصر فقيه وعادل كرم (ناصر فقيه)
ناصر فقيه وعادل كرم (ناصر فقيه)
TT

المخرج اللبناني فقيه لـ«الشرق الأوسط»: نعاني من مشكلة نقص في الكُتّاب

ناصر فقيه وعادل كرم (ناصر فقيه)
ناصر فقيه وعادل كرم (ناصر فقيه)

حفر المخرج ناصر فقيه اسمه بقلوب اللبنانيين منذ بداياته، بتوقيع برامج تلفزيونية وكليبات غنائية. ولا تزال حتى اليوم مقاطع من أعماله الكوميدية تُتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فمن من اللبنانيين لا يتذكّر برامج «أبو رياض مين قدو»، و«مافي متلو»، و«خدنا بحلمك»، وغيرها؟

يُعدّ ناصر اليوم مرجعاً تركن إليه مواهب جديدة، فتكتسب من أعماله دروساً تُصقل تجاربها. ومؤخراً، لمع اسمه في عالم الكتابة والتأليف بعيداً عن الإخراج. ويبرّر ذلك لـ«الشرق الأوسط»: «في رأيي، نحن نعاني من مشكلة نقص في الكُتّاب. لا شك أن العالم العربي يزخر بأقلام جميلة، ولكنها تبقى قليلة وتشكل نقطة ضعف على ساحتنا الفنية».

ينشغل ناصر حالياً في تأليف مسلسل «بالأفراح» من إنتاج شركة «الصبّاح إخوان»، الذي يتألف من 8 حلقات، وهو من بطولة نادين نسيب نجيم وعادل كرم، وتشاركه الكتابة ميرا كوسى. وينتمي المسلسل إلى نوع دراما «لايت كوميدي».

يُعد ناصر فقيه من المخرجين اللبنانيين المخضرمين (ناصر فقيه)

سبق لناصر فقيه وعادل كرم أن تعاونا معاً في أعمال عدة كان آخرها «دور العمر»، فما سرّ هذه العلاقة؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «إنها مبنيّة على عِشرة عمر طويلة عشناها معاً. وأنا معجب بعادل الممثل الذي استطاع إثبات هويته هذه عربياً وعالمياً. والجميع يعرف أن مشاركته في فيلم (قضية 23) أوصلته للترشح إلى جائزة (الأوسكار). كما أثّر في الدراما المختلطة والمصرية. ولأنه اشتهر بأعمال الكوميديا بفضل موهبة كبيرة يتمتع بها، ارتأت شركة (الصبّاح) الاستعانة به لبطولة (بالأفراح)».

وكما عادل كرم يقول ناصر فقيه: «كذلك شريكته في هذا المسلسل نادين نسيب نجيم، التي اشتهرت في عالم الكوميديا، فعرفت كيف تنقل حسّها الفكاهي وخفة ظلّها أمام الكاميرا بعفوية. وأكبر دليل على ذلك هو نجاح مسلسلها (صالون زهرة). ونادين هي من أهم الممثلات في عالمنا العربي، تملك طاقات تمثيلية كبيرة. وفي هذا المسلسل ستكون إطلالتها مميزة. فالشخصية التي تجسّدها مرحة تنبض بالديناميكية، وتشبهها على أرض الواقع».

فرق شاسع بين تجربة ناصر فقيه الإخراجية وتلك التي يعيشها مخرجو اليوم. وهذا الفرق استحدثته التكنولوجيا المتطورة، فوفّرت للجيل الجديد مساحات واسعة لترجمة إبداعاتهم. يتابع فقيه لـ«الشرق الأوسط»: «في الماضي كنّا نضطر إلى الإجادة في عملنا بما هو موجود لدينا. أفكارنا هي التي كانت تشكّل العنصر الأساسي في تميّزنا. اليوم اختلف الوضع وصارت المجالات الإخراجية أوسع وأكبر بفضل التكنولوجيا المتطورة. أدواتنا كانت إلى حدّ ما، بدائية تتألف من كاسيت وكاميرا وإضاءة. فأي مخرج تؤمن له هذه التكنولوجيا تفتح أمامه آفاقاً أوسع، وتساعده على ترجمة أفكاره بشكل أفضل. وهو ما سهّل عملية التّنفيذ الفني بشكل عام. فالجودة أيضاً تأثرت بهذه الاختراعات».

يشارك في كتابة «بالأفراح» من بطولة نجيم وكرم (ناصر فقيه)

وماذا عن عمل فقيه الإخراجي فهل اعتزله؟ يرد: «لا أبداً، لم أعتزل مهنتي الأساسية. وأحضّر مع محطة (إم تي في) لبرنامج جديد مع عباس جعفر وجنيد زين الدين من نوع الكوميديا، وكتابته ستكون بمثابة ورشة عمل أشارك فيها مع سلام الزعتري، وسنُصوّر العمل قريباً».

يتحدث فقيه عمّن يلفته في عالم الإخراج اليوم: «مخرجون كثيرون يلفتون النظر ويجتهدون في تقديم أعمال على المستوى المطلوب. أنا شخصياً في مسلسل (دور العمر) اخترت سعيد الماروق لأني معجب برؤيته الإخراجية».

تابع ناصر فقيه مشهد الدراما الرمضاني وأعجبه مسلسل «تاج»: «حظي هذا العمل على اهتمامي. ويُعدّ من الأعمال الدرامية الضخمة التي شهدها موسم رمضان. فيه حضرت كل العناصر الناجحة من نص، وإخراج، وإنتاج، وتمثيل، فجاء كاملاً. ومن المسلسلات التي لم تشدني (العربجي). فقد شابه التكرار والمماطلة، ولم يأتِ على قدر الآمال التي بُنيت عليه. وأعجبني (ولاد بديعة) كان متميزاً بعملية كاستينغ رائعة جمعت عناصر محترفة. أمّا العنف الذي ساد بعض حلقاته فوجدته يخدم أحداث القصة وليس نافراً. وكان من الممكن استدراك بعض المشاهد الدموية».


فنانون مصريون يتبرعون بملابس فنية ومقتنيات شهيرة للعمل الخيري

لقطة من مزاد «مؤسسة راعي مصر» بأميركا (مؤسسة «راعي مصر»)
لقطة من مزاد «مؤسسة راعي مصر» بأميركا (مؤسسة «راعي مصر»)
TT

فنانون مصريون يتبرعون بملابس فنية ومقتنيات شهيرة للعمل الخيري

لقطة من مزاد «مؤسسة راعي مصر» بأميركا (مؤسسة «راعي مصر»)
لقطة من مزاد «مؤسسة راعي مصر» بأميركا (مؤسسة «راعي مصر»)

شارك عدد من الفنانين المصريين وأسر بعض النجوم الراحلين في دعم العمل الخيري من خلال التبرع بجزء من مقتنياتهم الخاصة التي ظهروا بها في أعمالهم الفنية، وتنظيم مزادات عليها تحت إشراف مؤسسة «راعي مصر للتنمية»، التي دعت النجوم للمشاركة من أجل دعم عدد من الأسر الأكثر احتياجاً، إلى جانب المشروعات الخيرية التي تتبناها المؤسسة.

الفنان أحمد حلمي يحمل ساعته في فيلم «عسل أسود» (مؤسسة «راعي مصر»)

وتنوعت المقتنيات التي عُرض بعضها في مزاد علني بأميركا أخيراً بحضور عدد كبير من الجاليات العربية هناك، ما بين فساتين النجمات وإكسسوارات استخدمها النجوم في أدوارهم، مثل ساعة وخاتم علم مصر للفنان أحمد حلمي من فيلم «عسل أسود»، وطربوش من فيلم «كيرة والجن»، و«شال» من فيلم «بيت الروبي» للفنان كريم عبد العزيز، و«فستان» للفنانة لبلبة من فيلم «الشيطانة التي أحبتني»، وآخر ظهرت به في فيلم «عريس من جهة أمنية» مع «الزعيم» عادلة إمام، وبرنيطة للفنان الراحل جورج سيدهم من أحد أعماله الفنية، وكذلك أحذية وفساتين تخصّ السندريلا سعاد حسني، وأيضاً فستان للفنانة إلهام شاهين، وقمصان رياضية لبعض لاعبي كرة القدم، وذلك على هامش حفل أحياه كل من الفنانة اللبنانية إليسا التي تبرعت بفستان خاص بها، والفنان المصري أحمد سعد.

عبّرت الفنانة المصرية لبلبة عن سعادتها بالمشاركة لصالح العمل الخيري، مؤكدةً أن «المقتنيات التي تبرعت بها لها قيمة كبيرة لديها وذكريات لا يمكن محوها من ذاكرتها خصوصاً أنها ارتدتها في أعمال فنية لا تزال راسخة في أذهان الناس، كما أنها لم ترتدِها سوى على الشاشة فقط، مضيفةً لـ«الشرق الأوسط»، أنها تبرعت بالغالي لأجل المشروع الخيري التي تعدّه مبادرة وفكرة أغلى وأثمن.

الفنانة لبلبة في لقطة من فيلم «الشيطانة التي أحبتني» (مؤسسة «راعي مصر»)

وتشير لبلبة التي تبرعت بفستان ظهرت به في فيلم «عريس من جهة أمنية»، وفستان آخر من فيلم «الشيطانة التي أحبتني»، إلى أنه فور تواصل المؤسسة معها وافقت على الفكرة من دون تردّد، لا سيما أنها تحتفظ بكل ما يخصّ ظهورها بأعمالها الفنية في خزانة خاصة مدوّن عليها اسم العمل وسنة إنتاجه.

وأوضحت جيهان عيد المنعم، أخت السندريلا سعاد حسني، أن الأسرة تبرعت بمقتنيات عدة تخص السندريلا، وهي: 4 صنادل، وملابس وإكسسوارات من أعمالها الفنية، من بينها فستان ظهرت به في مسلسل «هو وهي»، مؤكدةً ترحيب أسرة السندريلا بالمشروع الخيري.

جانب من المزاد الخيري (مؤسسة «راعي مصر»)

وتضيف عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط»، أن مقتنيات السندريلا لم تُبَع في مزاد أميركا بسبب ضعف التبرعات، لذلك ستُعرض في حفل آخر في أستراليا بما يليق باسم الفنانة الراحلة، وفق قولها، كما كشفت عن أن التبرع بمقتنيات تخص السندريلا لصالح مؤسسة «راعي مصر» لم يكن الأول، بل سبق وتبرعوا لحفل آخر لصالح إحدى القنوات الخاصة، وجُمع ما يقرب من مليوني جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 48.15 جنيه مصري)، وذهب العائد إلى مستشفى سرطان الأطفال في مصر، وذلك عقب وفاتها بعامين.

سعاد حسني في لقطة من فيديو لـ(مؤسسة «راعي مصر»)

من جانبه قال المستشار أمير رمزي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «راعي مصر للتنمية»، إن فكرة المشروع الخيري بدأت عندما شعر برغبة عدد كبير من النجوم في خدمة المؤسسة والأسر الأكثر احتياجاً، لذا فكّر في كيفية مشاركتهم بشكل ملموس.

ويضيف رمزي لـ«الشرق الأوسط»: «عرضتُ الأمر على عدد من النجوم ووجدت حرصاً كبيراً على خدمة الفقراء بمختلف الأشكال، من خلال عرض مقتنياتهم الخاصة للبيع، ولاقى الطلب رواجاً بين النجوم، وكان أول المتبرعين الفنان كريم عبد العزيز، وبعد ذلك توالت التبرعات»، ويوضح رمزي أن الأمر لن يقتصر على هؤلاء النجوم بل تواصلت معهم الفنانة دنيا سمير غانم من أجل التبرع بأحد مقتنيات والدها الفنان سمير غانم.

الفنان كريم عبد العزيز ضمن حملة المشروع الخيري (مؤسسة «راعي مصر»)

ويشير رمزي إلى أن المشروع الخيري سيقام بشكل سنوي داخل مصر وخارجها لإيجاد دخل ثابت لدعم الفقراء والمحتاجين، وأن ما بيع في مزاد أميركا هي ساعة الفنان أحمد حلمي، بالإضافة لتيشيرتات اللاعبين إبرهيموفيتش، وسيرجيو راموس.

أرملة الفنان الراحل جورج سيدهم تحمل برنيطة لزوجها (مؤسسة راعي مصر)

وكشف رمزي عن عزمه على إقامة مزاد خيري في مصر أيضاً، لعرض بعض مقتنيات النجوم التي لا تزال بحوزة المؤسسة، مشيراً إلى أنه «بصدد إقامة حفلين في أستراليا في شهر مايو (أيار) المقبل، وحفل آخر في أميركا في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل»، مؤكداً أن مقتنيات النجوم مصدر مهم من مصادر جمع التبرعات.


السينما السعودية تسيطر على جوائز مهرجان «هوليوود للفيلم العربي»

ظافر العابدين خلال تسلّمه جوائز فيلمه (الشرق الأوسط)
ظافر العابدين خلال تسلّمه جوائز فيلمه (الشرق الأوسط)
TT

السينما السعودية تسيطر على جوائز مهرجان «هوليوود للفيلم العربي»

ظافر العابدين خلال تسلّمه جوائز فيلمه (الشرق الأوسط)
ظافر العابدين خلال تسلّمه جوائز فيلمه (الشرق الأوسط)

حصدت السينما السعودية النصيب الأكبر من جوائز الدورة الثالثة لمهرجان «هوليوود للفيلم العربي» بفيلمي «إلى ابني» لظافر العابدين و«هجان» لأبو بكر شوقي، في حين فاز الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» لمحمد كردفاني بجائزة المهرجان الذهبية بوصفه أفضل فيلم.

وشهد حفل الختام الذي أقيم مساء (الأحد) توجيه تحية خاصة للفنان الراحل صلاح السعدني؛ تقديراً لمسيرته الفنية الطويلة، فيما نعته الفنانتان ليلى علوي وإلهام شاهين على خشبة المسرح، بالحديث عنه وعن ذكرياتهما معه بعدما عُرض مقطع قصير عن مسيرته الفنية، ووقف الحضور دقيقة صمت حداداً على رحيله.

وفي حين تحدثت إلهام شاهين عن تميز صلاح السعدني على المستوى الفني والإنساني وتقديمه العديد من الأدوار المتميزة، تطرقت ليلى علوي إلى الجانب الإنساني في حياة الراحل، واهتمامه بعائلته في المقام الأول ورعاية أسرته وأبنائه، بجانب الروح الإيجابية التي كان يضيفها خلال وجوده في موقع تصوير أي عمل يشارك فيه.

ليلي علوي وإلهام شاهين تتحدثان عن صلاح السعدني في ختام المهرجان (الشرق الأوسط)

وأكدت ليلى علوي أن مواقف السعدني السياسية والمبادئ التي تمسّك بها في حياته شكّلت جزءاً مهماً في تكوين شخصيته التي نقلها لأبنائه، لافتة إلى أنه رغم الأعمال المتميزة التي اشترك بها فإنه لم يحصل على المكانة التي تتناسب مع موهبته الفنية.

وعقب الانتهاء من تأبين صلاح السعدني، بدأ أعضاء لجنة التحكيم في الإعلان عن جوائز الدورة الثالثة التي شهدت منافسة 6 أفلام، هي: «مقسوم» للمخرجة كوثر يونس، و«هجان» من السعودية للمخرج أبو بكر شوقي، ومن السودان «وداعاً جوليا» للمخرج محمد كردفاني، بجانب فيلم «العودة إلى الإسكندرية» للمخرج السويسري المصري تامر روغلي، و«إلى ابني» لظافر العابدين.

وترأست لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، ساندرين فوشر كاسيدي المديرة الأولى لمهرجانات تنمية المواهب في كلية الفنون السينمائية بجامعة جنوب كاليفورنيا، وضمّت في عضويتها كلاً من المنتجين طارق الجنايني، وكريم زريق، بجانب الممثل جهاد عبده، والمنتج والمخرج جورجي جوجو شمشوم.

ظافر العابدين خلال تسلّمه جوائز فيلمه (الشرق الأوسط)

وحصد الفيلم السعودي «إلى ابني» جائزة «لجنة التحكيم الخاصة بالسيناريو» مناصفة بين كاتبي سيناريو الفيلم ظافر العابدين وصفاء المسعدي، بالإضافة إلى الجائزة البلاتينية، وهي الجوائز التي تسلمها ظافر العابدين وسط تصفيق حادٍ من الحضور، في حين نال المخرج أبو بكر شوقي جائزة الإخراج عن فيلمه «هجان» الذي حصد بطله عمر العطاوي جائزة أفضل ممثل، وهما الجائزتان اللتان تسلّمهما المنتج طارق الجنايني نيابة عن أسرة الفيلم.

طارق الجنايني خلال تسلم جائزة «هجان» (الشرق الأوسط)

وفاز فيلم «وداعاً جوليا» بالجائزة الذهبية للمهرجان، ونال فيلم «مقسوم» جائزة تصويت الجمهور، وهي الجائزة التي تسلمتها الفنانة ليلى علوي التي حضرت الفيلم مع الجمهور وشاركت في الندوة الخاصة به بعد انتهاء عرضه.

وعبرت ليلى خلال تسلمها الجائزة عن شكرها للمهرجان والقائمين عليه بوصفه يمثّل فرصة للتواصل بين صُنّاع السينما العربية والجمهور في لوس أنجليس، مؤكدة أن فريق الفيلم سيكون سعيداً عندما تعود إليهم بالجائزة في القاهرة.

ليلى علوي خلال تسلّم جائزة «مقسوم» (الشرق الأوسط)

وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير لفيلم «وذكرنا وأنثانا» للمخرج أحمد الياسر، فيما نال فيلم «خطى أب» جائزة أفضل فيلم طلبة في المهرجان، ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لفيلم «بول يتحدث» للمخرجة روزانا قاسم، وهو التنويه نفسه الذي ناله الفيلم اللبناني القصير «إذا غرقت الشمس في بحر الغمام» للمخرج وسام شرف.


الإبل السعودية تَعبر قصر فانسن التاريخي في باريس

المسيرة التي نُظمت في باريس طافت شوارع العاصمة (واس)
المسيرة التي نُظمت في باريس طافت شوارع العاصمة (واس)
TT

الإبل السعودية تَعبر قصر فانسن التاريخي في باريس

المسيرة التي نُظمت في باريس طافت شوارع العاصمة (واس)
المسيرة التي نُظمت في باريس طافت شوارع العاصمة (واس)

شاركت السعودية إلى جانب أكثر من 30 دولة في «مسيرة الإبل» التي جابت شوارع العاصمة الفرنسية باريس والتي شارك بها ما يزيد على 50 جملاً إلى جانب عارضين قدَّموا الفنون الأدائية الخاصة ببلدانهم.

ونظم الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبليات في أوروبا، المسيرة التي ترعاها وزارة الثقافة ونادي الإبل في المملكة، احتفاءً بقرار الأمم المتحدة تخصيص عام 2024 «السنة الدولية للإبليات»، بحضور ومشاركة عدد من المنظمات والاتحادات الدولية المختصة وممثلين عن القطاعات الحكومية والمربّين والمهتمين بهذا المجال.

وتهدف مشاركة وزارة الثقافة السعودية في الحدث الدولي، إلى المساهمة في السنة الدولية للإبليّات، والتعريف بمبادرة عام الإبل 2024 في المملكة، وما تُمثّلُه الإبل من إرثٍ ثقافي واجتماعي مهم في البلاد، إلى جانب توعية الرأي العام بالقيمة الاقتصادية والثقافية للإبل، وإبراز قيمتها في حياة الشعوب.

وتعكس المشاركةُ حرص وزارة الثقافة السعودية على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهدافها الاستراتيجية تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».

ومرّت المسيرة من أمام قصر فانسن التاريخي، الذي يُعدّ موقعاً تاريخياً استثنائياً إذ كان قصراً ومقراً ملكياً من القرن الـ12 إلى القرن الـ17، واليوم يصنّف معلماً تاريخياً يزوره كثير من الزوار من حول العالم. في حين لاقت المسيرة اهتمام الناس ولفتت انتباههم على طول الطريق، حيث التقطوا الصور التذكارية مع الإبل وتفاعلوا مع الوفود المشاركة.

وشهدت المسيرة مشاركة عديد من الدول من ضمنها الولايات المتحدة، والإمارات، وقطر، وسلطنة عمان، والبحرين، وكندا، والهند، والمغرب، وتنزانيا، وبيرو، والجزائر، والتشيك، وباكستان، وتونس، والنمسا، وإسبانيا، وبوروندي، والسنغال، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وموريتانيا، وفرنسا، والسودان، وتشاد، وأنغولا، وإنجلترا، وأوغندا.

مسيرة الإبل في باريس شهدت مشاركة أكثر من 30 دولة (واس)

وسبقت المسيرة جلساتٌ حوارية مُصاحبة في مركز شاتو دو جانفري التاريخي لعرض وتبادل تراث الإبل والجوانب الثقافية في جميع أنحاء العالم، والتركيز على مساهمة كل دولة في السنة الدولية للإبليّات 2024، كما أقيم حفل استقبال للجهات المدعوّة من مُمثِّلي المنظمات الدولية، والأوساط الأكاديمية، ومراكز البحوث، والقطاع الخاص، ووفود الدول المشاركة، إلى جانب وسائل الإعلام.

إلى ذلك، أكد عبد الرحمن العيدان الأمين العام للمنظمة الدولية للإبل، أن المنظمة تعمل على تسليط الضوء على الأهمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية لقطاع الإبل والارتقاء به، مشيراً إلى أن الإبل جزء لا يتجزأ من الكثير من الثقافات والنظم البيئية، وأهمية التكاتف لضمان استمرار بقائها على قيد الحياة.

وقال العيدان: «يشرّفنا أن يكون لدينا هذا العدد الكبير من الوفود التي تحضر العرض وحلقات النقاش، وهذا يعطي إشارة واضحة على التزام مختلف المهتمين وأصحاب القرار في هذا القطاع بتوحيد جهودهم في إيجاد حلول حقيقية للعقبات المزمنة التي تواجه قطاع الإبل».

من جانبه، قال كريستيان شوتيل رئيس الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل في فرنسا وأوروبا: إن «الحدث أصبح عالمياً، ويثبت أن الإبل يتردد صداها في جميع أنحاء العالم، ويشرفني جداً أن أستقبل هذا العدد الكبير من الوفود الأجنبية، وأن أتلقى كثيراً من الدعم على فكرة أصبحت حقيقة واقعية».

يُذكر أن السعودية شاركت في تدشين السنة الدولية للإبليّات 2024 التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، تتويجاً لجهودها الحثيثة في الاهتمام بقطاع الإبل، وانطلاقاً من أهميته في تحقيق مستهدفات الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي.


السعودية تحصد 138 جائزة عالمية في معرض جنيف للاختراعات

حقق طلاب التعليم العام وطالباته في السعودية 8 ميداليات (الشرق الأوسط)
حقق طلاب التعليم العام وطالباته في السعودية 8 ميداليات (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحصد 138 جائزة عالمية في معرض جنيف للاختراعات

حقق طلاب التعليم العام وطالباته في السعودية 8 ميداليات (الشرق الأوسط)
حقق طلاب التعليم العام وطالباته في السعودية 8 ميداليات (الشرق الأوسط)

حصد طلاب السعودية 138 جائزة وميدالية عالمية في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2024، الذي أقيمت فعاليات نسخته الـ49 في المدينة السويسرية وسط مشاركة أكثر من 1000 اختراع من 40 دولة.

وحقق طلاب التعليم العام وطالباته في السعودية 8 ميداليات، بينما حقق طلبة التعليم الجامعي 130 جائزة عبر مجموعة من الابتكارات في عدد المجالات العلمية، منها «التقنيات الهندسية، والعلوم الطبية، والكيمياء، والهندسة البيئية، وعلوم النبات، نظم البرمجيات والطاقة والبيئة».

ورفع يوسف البنيان، وزير التعليم السعودي، التهنئة إلى قيادة بلاده بمناسبة فوز أبناء المملكة وبناتها بـ138 جائزة وميدالية عالمية خلال مشاركتهم في المعرض الدولي الذي يعدّ أحد أهم وأكبر المعارض الدولية فـي مجال الاختراع والابتكار؛ ما يعكس براعة المملكة في الابتكار والاختراع على الساحة العالمية.

وقدّم الوزير البنيان شكره للقيادة السعودية على دعمها غير المحدود للتعليم، ورعاية الموهوبين والمبدعين من أبناء الوطن وبناته، وتطوير قدرات الطلاب والطالبات؛ تحقيقاً لمستهدفات «رؤية السعودية 2030» وبرنامج تنمية القدرات البشرية.

وأوضح أن جهود وزارة التعليم بالتعاون مع شركائها في القطاعين الحكومي والخاص أثمرت عما يحققه طلبة المملكة من تفوق وتقدم كبيرين في تمثيل المملكة في المحافل العلمية الدولية، عادّاً هذا الإنجاز الكبير دليلاً على جودة التعليم في المملكة ورعايته المواهب والإبداع، بما يسهم في خدمة الوطن وتحقيق التقدم والريادة في مجال العلوم والتكنولوجيا.

وهنّأ طلاب المملكة وطالباتها وأسرهم ومعلميهم على النتائج المشرفة التي حققوها خلال مشاركتهم في معرض جنيف الدولي للاختراعات، التي قدموا خلالها، وباسم الوطن مجموعة من الابتكارات في مختلف المجالات العلمية والتقنية التي مثّلوا بها المملكة. كما وجّه شكره للطلبة المشاركين من المدارس الحكومية ومدارس القطاع الخاص، والجامعات لما يقدمونه لخدمة مستهدفات التعليم في المملكة وتحقيق طموحاته.

حقق طلبة التعليم الجامعي 130 جائزة عبر مجموعة من الابتكارات في عدد المجالات العلمية (الشرق الأوسط)

إلى ذلك، قدم طلاب المملكة وطالباتها الشكر لقيادة بلادهم، معبّرين عن سعادتهم بما تحقق من تفوق لهم استحقوا من خلاله التكريم في أحد أكبر المعارض الدولية للابتكار.

يشار إلى أن مشاركة وزارة التعليم بالمعرض الدولي تأتي في إطار استمرار نهج الوزارة في دعم أبناء المملكة وبناتها من الطلبة الموهوبين ورعايتهم، وتعزيز مشاركة طلبة التعليم العام ممثلين للوطن في المحافل العلمية الدولية الكبرى، بما يسهم في إيجاد مواطن منافس عالمياً.


«ملتقى القاهرة الأدبي» يستعيد نشاطه بعد سنوات من التوقف

الكاتب إبراهيم عبد المجيد والكاتب إبراهيم نصر الله بالجلسة الافتتاحية (إدارة الملتقى)
الكاتب إبراهيم عبد المجيد والكاتب إبراهيم نصر الله بالجلسة الافتتاحية (إدارة الملتقى)
TT

«ملتقى القاهرة الأدبي» يستعيد نشاطه بعد سنوات من التوقف

الكاتب إبراهيم عبد المجيد والكاتب إبراهيم نصر الله بالجلسة الافتتاحية (إدارة الملتقى)
الكاتب إبراهيم عبد المجيد والكاتب إبراهيم نصر الله بالجلسة الافتتاحية (إدارة الملتقى)

في أجواء حميمة بمكان تراثي له دلالته التاريخية، وتحت شعار «المدينة والذاكرة» استعاد «ملتقى القاهرة الأدبي» نشاطه مجدداً بعد توقفه 4 سنوات، بسبب جائحة «كورونا»، والأوضاع الإقليمية.

وتستمر فعاليات الدورة السادسة من «ملتقى القاهرة الأدبي» حتى 26 أبريل (نيسان) الحالي، بمشاركة عربية ودولية.

ويرى الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد، الرئيس الشرفي للملتقى، أن «الكتابة عن المدينة ليست صعبة، ولكن الصعب هو استدعاء روح الزمن الماضي»، مشيراً في الجلسة الافتتاحية للملتقى التي عُقدت بـ«قبة الغوري» إلى أنه «لم يحب القاهرة حين جاءها من الإسكندرية للمرة الأولى بسبب زحامها الشديد، لكنه اكتشف لاحقاً أنها ساحرة ليلاً».

جانب من الملتقى (إدارة الملتقى)

فيما أكد الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، في الجلسة ذاتها أنه «واجه تحدياً إبداعياً قاسياً يتمثل في الكتابة عن مدن فلسطينية لم يرها؛ لأنه ولد خارج فلسطين في مخيمات اللاجئين، وكان عليه أن يعيد إنتاج المدينة بخياله».

وأشارت الكاتبة والمخرجة المسرحية الهولندية كريستين أوتين في جلسة «الكتابة على جدران المدن: كيف نكتشف ذواتنا بالفن والكتابة الإبداعية؟» إلى أن «روايتها (الشعراء الأخيرون) تعد نوعاً من التدوين لتجربة أربعة شعراء أميركيين من أصل أفريقي يمزجون القصيدة بالموسيقى، هم: عمر بن حسن، وفيليب لوتشيانو، وديفيد نيلسون، وأبيودون أويول»، مؤكدة أنهم «يعدون الآباء المؤسسين لموسيقى وأغاني الراب، رغم أن تجربتهم انطلقت في الستينات والسبعينات».

الملتقى يحظى بحضور لافت

وعدّ الناقد الأدبي سيد محمود أن «عودة الملتقى بعد سنوات من التوقف بسبب وباء (كورونا) تعد تجديداً لحيوية المشهد الأدبي المصري، لا سيما في ظل التراجع النسبي للمبادرات الرسمية الكبرى من مهرجانات ومؤتمرات»، مشيراً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» إلى أن «الملتقى يعيد الاعتبار للعمل الثقافي الأهلي والمستقل، خصوصاً أنه سبق أن استضاف أسماء مهمة على الساحة العالمية في دوراته السابقة، مثل الأديب التركي الحاصل على جائزة (نوبل) أورهان باموق».

ومن الكتّاب المشاركين في الملتقى إنريكي شنايدر (البرازيل)، وسالار عبده (تركيا)، وفهد الهندال (الكويت)، وإياكي كابي (جورجيا)، فيما تشهد المشاركة المصرية حضوراً نسائياً لافتاً، يتمثل في عدد من الكاتبات والشاعرات، مثل مي التلمساني، وضحى عاصي، وزيزي شوشة، وهدى عمران.

وقال محمد البعلي، مدير دار نشر «صفصافة» التي تنظم الملتقى، لـ«الشرق الأوسط» إن «الملتقى يستهدف إبراز دور القاهرة بصفتها مركزاً ثقافياً إقليمياً ودولياً، فضلاً عن إحداث حوار خلاق بين الأدباء العرب ونظرائهم من مختلف دول العالم».

وانتقد بعض المثقفين غياب ما سموه «آلية واضحة» لاختيار المشاركين في الملتقى، ومنهم الشاعر والسيناريست صادق شرشر الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «يعارض الفعاليات التي تخلو من المضمون أو العمق وتحكمها العلاقات الشخصية والمجاملات»، مشيراً إلى أن «هناك علامات استفهام كثيرة على اختيار أسماء بعينها، وتجاهل أخرى ذات ثقل ومصداقية في هذا الملتقى».

إلى ذلك، أضاف الكاتب محمد مستجاب لـ«الشرق الأوسط» أن «الدورة الحالية للمهرجان بدت وكأنها تحصر الأدب في المدينة وتحديداً القاهرة، رغم أنه أكثر رحابة من ذلك»، مشدداً على أن «هناك زحاماً شديداً في جدول الندوات مع غياب لأسماء أدبية مهمة من خارج العاصمة».

وفي المقابل يشيد الروائي والشاعر صبحي موسى بالملتقى قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه «يمثل إضافة رائعة، مثله مثل أنشطة ومهرجانات أخرى أخذت في الظهور في السنوات الأخيرة، وهي في أغلبها نشاطات أهلية تتم بجهود أفراد أو مؤسسات خاصة، وليست برؤية المؤسسة الرسمية ولا تخطيطها»، مشيراً إلى أن «الملتقى يستعيد الدور الثقافي لمصر من خلال الحضور العربي والأجنبي الكبير».

يذكر أن الدورة الأولى من «ملتقى القاهرة الأدبي» انطلقت عام 2015 وسط احتفاء لافت بدور المؤسسات الثقافية الخاصة على إطلاق مبادرات تتسم بالطابع الدولي.


مشاهدة الذات خلال مكالمات الفيديو تؤدي للإجهاد الذهني

رؤية صورتك أثناء مكالمات الفيديو تؤدي للإرهاق العقلي (أ.ب)
رؤية صورتك أثناء مكالمات الفيديو تؤدي للإرهاق العقلي (أ.ب)
TT

مشاهدة الذات خلال مكالمات الفيديو تؤدي للإجهاد الذهني

رؤية صورتك أثناء مكالمات الفيديو تؤدي للإرهاق العقلي (أ.ب)
رؤية صورتك أثناء مكالمات الفيديو تؤدي للإرهاق العقلي (أ.ب)

أوضحت مراقبة جهاز تخطيط الدماغ أن مستويات الإجهاد كانت أعلى كثيراً خلال الأوقات التي كان المشاركون يستطيعون فيها مشاهدة صورهم. كذلك وجد أكاديميون في جامعة غالواي بآيرلندا أن الأشخاص الذين شاركوا في لقاءات أو اجتماعات على تطبيقات مثل «زووم» أو «تيمز»، أصبحوا أكثر إجهاداً عندما كانوا قادرين على رؤية أنفسهم على الشاشة، وفق ما ذكرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

كذلك كشف البحث عن تكافؤ مقدار شعور الرجال والنساء على حد سواء بالإجهاد عند مشاهدة صورهم، وهو ما يتعارض مع نتائج سابقة أشارت إلى أن النساء يعانين قدراً أكبر من الإجهاد بسبب مشاهدة أنفسهن في مكالمات الفيديو، مقارنة بالرجال.

ونفّذ فريق الدراسة تجربة باستخدام جهاز تخطيط الدماغ لمراقبة 32 متطوعاً؛ 16 من الرجال، و16 من النساء، شاركوا جميعاً في اجتماع عبر تطبيق «زووم»، مع تشغيل خاصية مشاهدة الذات وإيقافها بين الحين والآخر في أوقات مختلفة.

وذكر الباحثون أن جهاز تخطيط الدماغ يسجل بشكل غير تدخلي النشاط الكهربائي التلقائي في الدماغ باستخدام أقطاب كهربائية يجري وضعها على الرأس، وتستطيع رصد بدء ظهور حالة الإجهاد الذهني. وأكدت عملية المراقبة أن مستويات الإجهاد كانت أكبر كثيراً خلال الأوقات التي كان المشاركون يستطيعون فيها مشاهدة صورهم.