توقعات بـ«نقاش ساخن» في البرلمان حول حصيلة الحكومة الجزائرية

أعضاء الحكومة أثناء عرض مخطط عملها في البرلمان خلال اجتماع سابق (البرلمان)
أعضاء الحكومة أثناء عرض مخطط عملها في البرلمان خلال اجتماع سابق (البرلمان)
TT

توقعات بـ«نقاش ساخن» في البرلمان حول حصيلة الحكومة الجزائرية

أعضاء الحكومة أثناء عرض مخطط عملها في البرلمان خلال اجتماع سابق (البرلمان)
أعضاء الحكومة أثناء عرض مخطط عملها في البرلمان خلال اجتماع سابق (البرلمان)

قالت مصادر من البرلمان الجزائري إن 300 نائب من 407 تضمهم الغرفة الأولى، وضعوا أسماءهم في لائحة المتدخلين لمناقشة «بيان السياسة العامة» للحكومة، الذي سيعرضه الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن عليهم غداً. في وقت أشارت فيه توقعات إلى عزم النواب توجيه انتقادات شديدة للسلطات بشأن انهيار القدرة الشرائية، وندرة الكثير من المواد والمنتجات في السوق.
ويستعد «المجلس الشعبي الوطني» لتداول حصيلة عمل الحكومة لمدة سنة، من سبتمبر (أيلول) 2021، طبقاً لما ينص عليه الدستور، ليوافق عليها أو يرفضها. وأكد برلمانيون من المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن المناقشة العامة، التي ستدوم من الاثنين إلى الخميس، ستتناول التراجع الكبير للقدرة الشرائية لفئات واسعة من الجزائريين، وعدم توفر المواد الغذائية الأساسية في الأسواق؛ خصوصاً زيت المائدة والحليب، بالإضافة إلى الارتفاع غير المسبوق لكل المنتجات من دون استثناء، ووقف استيراد الكثير مما لا يتم إنتاجه محلياً، مثل بعض الأدوية التي بات الحصول عليها صعباً لبعض المصابين بأمراض مزمنة.
وبرغم ضعفها العددي، قياساً إلى «كتلة الموالاة» البرلمانية المؤيدة لسياسات السلطة التنفيذية، يعتزم نواب الحزب المعارض الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، توجيه انتقادات لاذعة للحكومة. لكن يرتقب أن يكون صوتهم ضعيفاً أمام كثرة نواب «جبهة التحرير الوطني»، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، و«جبهة المستقبل» و«حركة البناء الوطني».
وكتبت صحيفة «الخبر» بهذا الخصوص أن النواب «يأملون في مناقشة ثرية لوثيقة الحكومة، خصوصاً من ناحية المضامين والرسائل، ولا يكون ذلك إلا بالخوض في أعماق الحصيلة، وتنبيه السلطات إلى الخلل في إدارة شؤون الاقتصاد والقرار في البلاد، بكل موضوعية بعيداً عن الخطاب السياسوي والمجاملات»، مشيرة إلى أن البرلمان «بحاجة لروح ونفس جديدين لتأكيد أحقيته، وشرعيته لإبعاد شبح الحل كلية عنه».
وكان المجلس التشريعي السابق قد تعرض للحل في فبراير (شباط) 2021 قبل نهاية ولايته (2017-2022). وجرت انتخابات مبكرة في يونيو (حزيران) من السنة ذاتها، عرفت تصويتاً ضعيفاً؛ حيث أدلى 5.6 مليون جزائري فقط بأصواتهم من أصل أكثر من 24 مليون ناخب، أي 23 في المائة فقط، وهذه النسبة الضعيفة جعلت البرلمان في موقف ضعيف سياسياً أمام السلطة التنفيذية.
ودافع الوزير الأول في الوثيقة، التي سيقرأها في البرلمان غداً (الاثنين)، عن «السياسة الاجتماعية للدولة»، التي وصفها بـ«العادلة والفعالة»، وتحدث عن «مجهودات بذلتها الحكومة في هذا المجال، تميزت برفع وتدعيم القدرة الشرائية للمواطن، وتحسين التكفل بالفئات السكانية الهشةـ والمحافظة على منظومتي الضمان الاجتماعي والتقاعد وتعزيزهما. وسمحت هذه المجهودات، التي تعتبر مكاسب اجتماعية، بتحسين مكانة بلادنا في التصنيفات الدولية، لا سيما في مجال التنمية البشرية ومكافحة الفقر».
وفي هذا السياق، أشار «بيان السياسة العامة» للحكومة إلى «قرارات اتخذت برفع وتدعيم القدرة الشرائية للمواطن، منها زيادة أولى في الرواتب دخلت حيز التنفيذ شهر مارس (آذار) الماضي من خلال مراجعة الشبكة الاستدلالية للأجور، وإعادة النظر في جدول الضريبة على الدخل الإجمالي، نتج عنها إعفاء ضريبي للأجور التي تساوي أو تقل عن 30 ألف دينار (170 دولاراً). غير أن النقابات في كل القطاعات أكدت أن الآثار، التي ترتبت عن هذه القرارات، لم تكبح التدهور السريع للقدرة الشرائية خلال السنة الماضية.
وفي 25 من الشهر الماضي، صرح الرئيس عبد المجيد تبون بأن اقتصاد البلاد «بدأ يسترجع صحته، وفي 2023 سنواصل رفع الغبن عن المواطن، وسيتم رفع الرواتب المتوسطة والضعيفة، وكذا رفع منحة البطالة»، التي اعتبرها «شبه مرتب ريثما يجد الشباب البطال منصب عمل قار... والقرار لاقى استحساناً من قبل الشباب»، مؤكداً أن الدولة «ماضية في تحقيق القوة الاقتصادية (...)، والغاية هي تنمية دخلنا القومي بشكل يمكننا من دخول مجموعة بريكس».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)

تسعى الحكومة المصرية للحد من «فوضى» الاعتداءات على الطواقم الطبية بالمستشفيات، عبر إقرار قانون «تنظيم المسؤولية الطبية وحماية المريض»، الذي وافق عليه مجلس الوزراء أخيراً، وسوف يحيله لمجلس النواب (البرلمان) للموافقة عليه.

وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، أن مشروع القانون يهدف إلى «تحسين بيئة العمل الخاصة بالأطباء والفريق الصحي، ويرتكز على ضمان توفير حق المواطن في تلقي الخدمات الطبية المختلفة بالمنشآت الصحية، وتوحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يضمن عملهم في بيئة عمل جاذبة ومستقرة»، وفق إفادة وزارة «الصحة» المصرية، الجمعة.

وأشار الوزير المصري إلى تضمن القانون «توحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يكفل الوضوح في هذا الشأن ويراعي صعوبات العمل في المجال الطبي»، مع الحرص على «منع الاعتداء على مقدمي الخدمة الصحية، وتقرير العقوبات اللازمة في حال التعدي اللفظي أو الجسدي أو إهانة مقدمي الخدمات الطبية، أو إتلاف المنشآت، وتشديد العقوبة حال استعمال أي أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى».

جانب من العمل داخل أحد المستشفيات (وزارة الصحة المصرية)

وحسب عضوة «لجنة الصحة» بمجلس النواب، النائبة إيرين سعيد، فإن «هذه الخطوة تأخرت كثيراً»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن مشروع القانون كان يفترض جاهزيته منذ عامين في ظل مناقشات مستفيضة جرت بشأنه، لافتة إلى أن القانون سيكون على رأس أولويات «لجنة الصحة» فور وصوله البرلمان من الحكومة تمهيداً للانتهاء منه خلال دور الانعقاد الحالي.

لكن وكيل نقابة الأطباء المصرية، جمال عميرة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع القانون «لا يوفر الحماية المطلوبة للأطباء في مقابل مضاعفة العقوبات عليهم حال الاشتباه بارتكابهم أخطاء»، مشيراً إلى أن المطلوب قانون يوفر «بيئة عمل غير ضاغطة على الطواقم الطبية».

وأضاف أن الطبيب حال تعرض المريض لأي مضاعفات عند وصوله إلى المستشفى تتسبب في وفاته، يحول الطبيب إلى قسم الشرطة ويواجه اتهامات بـ«ارتكاب جنحة وتقصير بعمله»، على الرغم من احتمالية عدم ارتكابه أي خطأ طبي، لافتاً إلى أن النقابة تنتظر النسخة الأخيرة من مشروع القانون لإصدار ملاحظات متكاملة بشأنه.

وشهدت مصر في الشهور الماضية تعرض عدد من الأطباء لاعتداءات خلال عملهم بالمستشفيات من أقارب المرضى، من بينها واقعة تعدي الفنان محمد فؤاد على طبيب مستشفى «جامعة عين شمس»، خلال مرافقته شقيقه الذي أصيب بأزمة قلبية الصيف الماضي، والاعتداء على طبيب بمستشفى «الشيخ زايد» في القاهرة من أقارب مريض نهاية الشهر الماضي، وهي الوقائع التي يجري التحقيق فيها قضائياً.

وقائع الاعتداء على الطواقم الطبية بالمستشفيات المصرية تكررت خلال الفترة الأخيرة (وزارة الصحة المصرية)

وينص مشروع القانون الجديد، وفق مقترح الحكومة، على تشكيل «لجنة عليا» تتبع رئيس مجلس الوزراء، وتعد «جهة الخبرة الاستشارية المتعلقة بالأخطاء الطبية، والمعنية بالنظر في الشكاوى، وإصدار الأدلة الإرشادية للتوعية بحقوق متلقي الخدمة بالتنسيق مع النقابات والجهات المعنية»، حسب بيان «الصحة».

وتعوّل إيرين سعيد على «اللجنة العليا الجديدة» باعتبارها ستكون أداة الفصل بين مقدم الخدمة سواء كان طبيباً أو صيدلياً أو من التمريض، ومتلقي الخدمة المتمثل في المواطن، لافتةً إلى أن تشكيل اللجنة من أطباء وقانونيين «سيُنهي غياب التعامل مع الوقائع وفق القوانين الحالية، ومحاسبة الأطباء وفق قانون (العقوبات)».

وأضافت أن مشروع القانون الجديد سيجعل هناك تعريفاً للمريض بطبيعة الإجراءات الطبية التي ستُتخذ معه وتداعياتها المحتملة عليه، مع منحه حرية القبول أو الرفض للإجراءات التي سيبلغه بها الأطباء، وهو «أمر لم يكن موجوداً من قبل بشكل إلزامي في المستشفيات المختلفة».

وهنا يشير وكيل نقابة الأطباء إلى ضرورة وجود ممثلين لمختلف التخصصات الطبية في «اللجنة العليا» وليس فقط الأطباء الشرعيين، مؤكداً تفهم أعضاء لجنة «الصحة» بالبرلمان لما تريده النقابة، وتوافقهم حول التفاصيل التي تستهدف حلاً جذرياً للمشكلات القائمة في الوقت الحالي.