كوريا الجنوبية تتنفس الصعداء بعد أن أنهى سون هيونغ مين «الصمت»

توقف مهاجم توتنهام عن إحراز الأهداف في ثماني مباريات تسبب في حالة من القلق في وطنه

سون يختتم ثلاثيته في شباك ليستر (رويترز)
سون يختتم ثلاثيته في شباك ليستر (رويترز)
TT

كوريا الجنوبية تتنفس الصعداء بعد أن أنهى سون هيونغ مين «الصمت»

سون يختتم ثلاثيته في شباك ليستر (رويترز)
سون يختتم ثلاثيته في شباك ليستر (رويترز)

أحزر سون هيونغ مين ثلاثة أهداف مذهلة خلال 13 دقيقة في المباراة التي فاز فيها توتنهام على ليستر سيتي بستة أهداف مقابل هدفين في المرحلة الأخيرة قبل فترة التوقف الدولي، ليضع حداً لصيامه التهديفي الذي استمر لثماني مباريات، أو ينهي حالة «الصمت»، على حد وصف الصحافة في كوريا الجنوبية.
ومع توالي مباريات توتنهام بدون أن يحرز سون أي هدف، كانت الحالة المزاجية في شرق آسيا تسوء بشكل أكبر من أي وقت مضى، وأصبحت أكثر قتامة في سيول عندما تم استبدال المهاجم الكوري الجنوبي في المباراة التي خسرها توتنهام بهدفين دون رد أمام سبورتنغ لشبونة.
ومهما قيل في إنجلترا عن فترة الصيام التهديفي لسون والتي امتدت من بداية الموسم، فإن مشاعر القلق كانت أكبر بكثير في كوريا الجنوبية؛ ونظرا لأن آمال المنتخب الكوري الجنوبي في تجاوز دور المجموعات والوصول إلى الأدوار الإقصائية في مونديال 2022 بقطر تعتمد إلى حد كبير على اللياقة البدنية والذهنية لسون، فقد كانت هذه المخاوف مفهومة تماماً. وكانت آخر مرة وصل فيها اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً إلى مطار إنتشون الدولي في مايو (أيار) الماضي عندما كان يحمل الحذاء الذهبي كهداف للدوري الإنجليزي الممتاز وسط المشجعين والمصورين المتحمسين. وكانت الأهداف الثلاثة التي سجلها سون في شباك ليستر تعني أنه عندما خرج من الطائرة القادمة من لندن ليلعب مع منتخب بلاده ودياً ضد كوستاريكا والكاميرون، لم يتلقَّ نوع الأسئلة التي تم الرد عليها من قبل المدير الفني للمنتخب الكوري الجنوبي، باولو بينتو، مؤخراً عندما سُئل عن قائد المنتخب الكوري الجنوبي.
وقال المدير الفني البرتغالي: «لا يوجد أي قلق، وأشعر بنفس الشعور عندما يسجل الكثير من الأهداف. سنركز على ما يجب أن نفعله في هاتين المباراتين الوديتين، ولديَّ كل الثقة فيه كالمعتاد. لا أنوي التحدث معه حول هذا الموضوع». وأحرز سون هدفاً بضربة رأس، ليهدي كوريا الجنوبية الفوز 1 - صفر على الكاميرون وهز الشباك مع منتخب بلاده للمباراة الثانية على التوالي. وكان سون قد أحرز هدفاً من ركلة حرة قرب النهاية في التعادل 2 - 2 مع كوستاريكا.
لقد سلطت الأسابيع القليلة الماضية الضوء على الكيفية التي يسيطر بها لاعب واحد على المنتخب الوطني الكوري الجنوبي إلى حد قد لا يكون جيداً أو مفيداً لبلد طالما كان يسعى للتغلب على التحدي المتمثل في كيفية سد الفجوة بين كونه قوة آسيوية وبين أن يصبح لاعباً قوياً على الساحة العالمية. ولأول مرة منذ سنوات، ربما منذ عام 2015 عندما انتقل إلى توتنهام قادماً من باير ليفركوزن، لم يكن سون في مستواه المعروف، ولم يكن أحد يعرف ما الذي يتعين عليه القيام بالضبط حتى يعود كما كان. لقد تصدر بقاء سون على مقاعد البدلاء أمام ليستر قبل أن ينزل بديلاً ويحرز أهدافه الثلاثة، عناوين الصحف في شمال لندن وكوريا الجنوبية.
لقد لعب المهاجم الكوري الجنوبي، على مدار الأربع سنوات الماضية، أكثر من أي لاعب آخر، وسافر أكثر من أي شخص آخر. وبالنسبة لناديه، كان هناك تعاقب على الالتزامات الإنجليزية والأوروبية، بالإضافة إلى جولة في أميركا الشمالية وشرق آسيا من حين لآخر، كما كان سون يقطع الأميال الجوية للمشاركة مع منتخب بلاده. كانت هناك كأس العالم 2018 في روسيا، ودورة الألعاب الآسيوية 2018 في إندونيسيا (التي ساعد فيها منتخب بلاده على الفوز بالميدالية الذهبية، وحصل بالتالي على إعفاء من الخدمة العسكرية، رغم أنه كان لا يزال يتعين عليه قضاء ثلاثة أسابيع في التدريب في عام 2020)، وكأس آسيا 2019 في الإمارات العربية المتحدة. أضف إلى ذلك التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في قطر والتي كانت تقام مبارياتها في جميع أنحاء آسيا، والكثير من المباريات الودية على أرضه (رحلة الذهاب والعودة من لندن إلى سيول هي رحلة عقابية كان يعاني منها بارك جي سونغ كثيراً عندما كان يلعب في مانشستر يونايتد)، ومجموعة واسعة من الأنشطة التجارية - من الأسهل أن تسأل عن الشركات الكورية الجنوبية التي لا يعلن عنها سون – وهو ما يعني أن هذا اللاعب قد تعرض لإرهاق شديد للغاية خلال السنوات القليلة الماضية.
إن الأهداف الثلاثة التي أحرزها سون في مرمى ليستر سيتي ربما تعني أنه لن يجلس كثيراً على مقاعد البدلاء مع توتنهام في الفترة التي تسبق كأس العالم، التي تشارك فيها كوريا الجنوبية للمرة العاشرة على التوالي وتلعب في مجموعة تضم كلاً من أوروغواي وغانا والبرتغال. ومن غير المحتمل أن يحصل على أي قدر من الراحة مع منتخب بلاده لأن بينتو يعتمد عليه بشكل أساسي كلما سمحت الفرصة لذلك، سواء كان ذلك في مباريات تنافسية أو ودية.
لقد كان هناك عدد قليل من الانتقادات للسنوات الأربع التي قضاها المدير الفني البرتغالي في منصبه، وأهمها أنه لا يبدو أنه وجد، أو حتى حاول إيجاد، طريقة للفوز بالمباريات بدون الاعتماد على سون. ربما يفسر ذلك سبب تألق سون في الماضي بشكل كبير مع توتنهام، لكنه كان يبدو أقل سعادة مع منتخب بلاده. من الممكن أن يكون عبء توقعات أمة بأكملها ثقيلاً للغاية، ودائماً ما يحاول اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً تقديم أفضل ما لديه من أجل المنتخب الكوري الجنوبي.
لقد تنفست وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية الصعداء بعد أهدافه الثلاثة، لكن ربما كان من الأفضل ألا يلعب سون أو يسجل ضد ليستر سيتي، لمعرفة كيف كان بإمكان جميع الأطراف التعامل مع هذا التوقف الدولي. لقد كان سون يعود إلى وطنه دائماً وهو مبتسم بعد إحرازه الأهداف مع ناديه، ليبدو مجهداً ومرهقاً مع منتخب بلاده، لذلك ربما كان من الممكن أن تؤدي مشاكله مع ناديه وجلوسه على مقاعد البدلاء إلى شيء مختلف هذه المرة على مستوى المنتخب الوطني. لكن ذلك لم يعد ممكناً الآن، بعد تألق اللاعب أمام ليستر سيتي وإحرازه ثلاثية رائعة.


مقالات ذات صلة

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )
رياضة عالمية محمد صلاح (د.ب.أ)

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

يتواصل نادي ليفربول الإنجليزي مع وكيل أعمال محمد صلاح مهاجم الفريق، ويتردد أن المناقشات إيجابية بين الطرفين بشأن تجديد التعاقد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».