إلهام شاهين لـ«الشرق الأوسط»: «السوشيال ميديا» مضيعة للوقت

تحدثت عن طبيعة أعمالها التلفزيونية والسينمائية المقبلة

إلهام شاهين أعلنت نيتها التبرع بأعضائها بعد وفاتها
إلهام شاهين أعلنت نيتها التبرع بأعضائها بعد وفاتها
TT

إلهام شاهين لـ«الشرق الأوسط»: «السوشيال ميديا» مضيعة للوقت

إلهام شاهين أعلنت نيتها التبرع بأعضائها بعد وفاتها
إلهام شاهين أعلنت نيتها التبرع بأعضائها بعد وفاتها

كشفت الفنانة إلهام شاهين عن تقديمها لمسلسل درامي جديد في موسم رمضان المقبل، وأعربت عن تطلعها لبدء تصوير أحدث أفلامها «بنات صابرة» قبل نهاية العام الجاري، واستهجنت في حوارها مع «الشرق الأوسط» هجوم متابعي «السوشيال ميديا» على كبار الفنانين، مشيرة إلى أنها لا تتابع مواقع التواصل وتعتبرها «مضيعة للوقت»، بحسب وصفها.
في المقابل عبرّت شاهين عن سعادتها بردود الأفعال التي أعقبت تصريحاتها بشأن إعلان نيتها التبرع بأعضائها بعد وفاتها، لافتة إلى أنها عاشت معاناة والدها ووفاته قبل أن يتمكن من زرع كبد جديد... وإلى نص الحوار:
> شاركت أخيراً بعضوية تحكيم مهرجان «كازان» السينمائي للدول الإسلامية، كيف تقيمين هذه التجربة؟
- شاركت في هذا المهرجان لأول مرة عام 2010 بفيلم «واحد صفر»، وحصلنا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما شاركت بفيلم «يوم للستات» عام 2017 وفزت عنه بجائزة أفضل ممثلة، بجانب جائزتين في فئتين أخريين، وقد أعجبني كثيراً أن مفتي روسيا يحرص على حضور المهرجان، وقد ألقى كلمة عن رسالة الفن الإنسانية العظيمة، كما كان رئيس دولة تتارستان حاضراً لحفل الافتتاح في المرة الثانية، وتحدث عن دور الفن في حياة الشعوب، وفي آخر دورات المهرجان ذهبت كعضو لجنة تحكيم، وقدموني ليلة الافتتاح بصفتي أمثل الفن العربي.
> وهل ينعكس توجه المهرجان على نوعية الأفلام المشاركة به؟
- تقتصر المشاركة بالمهرجان على الدول الإسلامية فقط، وهو يقدم وجبة ممتعة من الأفلام ليس من المعتاد عرضها في مهرجاناتنا، مثل أفلام الدول المنفصلة عن الاتحاد السوفياتي أوزبكستان، وكازاخستان، إلى جانب إيران والهند ومصر، وقد فاز المخرج مجدي أحمد علي بجائزة أحسن إخراج عن فيلم «2 طلعت حرب»، كما شاركت كازاخستان بفيلم رائع عن قصة حياة أحد الشعراء الكبار، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، إذ قدم مستوى رائعاً في التمثيل والتصوير والإضاءة والمناظر الطبيعية البديعة والإخراج والأداء، لأكتشف أن لديهم نوعية متقدمة من السينما، وأنا أعد حضور المهرجانات عموماً ثقافة جديدة تفيدني كثيراً كممثلة.
> وماذا عن تكريمك المرتقب في لندن؟
- كان من المقرر أن يتم قبل أيام لكنه تأجل لوقت لاحق حتى تنتهي فترة الحداد على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وسيعرض فيلمي «حظر تجول» خلال الاحتفال، وقد قرأت مقالاً كتبه ناقد بريطاني شاهد فيلم «يوم للستات» لم أصدقه وهو يصفني بـ«الأسطورة العربية».
> هل ستقدمين عملاً درامياً في شهر رمضان المقبل؟
- لدي مسلسل رمضاني مكون من 30 حلقة، وآخر سيعرض خارجه مكون من 15 حلقة.
> وما مصير الجزء الثاني من مسلسل « بطلوع الروح»؟
- الجزء الثاني ليس استثماراً للنجاح بل هو موجود منذ البداية، فقد كانت هناك أحداث أخرى كتبها المؤلف لم يكن هناك وقت لتصويرها، لكنه لن يكون لرمضان المقبل لتطلبه ترتيبات كبيرة، فهو نوعية من الأعمال المتعبة جداً في تنفيذها، وكل من كانوا أمام وخلف الكاميرا عانوا من الإرهاق.
> ومتى تبدئين تصوير فيلمك «بنات صابرة»؟ وما أسباب حماسك له؟
- أتمنى تصويره هذا العام ولا يشغلني التلفزيون عنه، فهو فيلم مهم يدافع عن حقوق المرأة منذ طفولتها، ويؤكد على حقها في الاختيار دون أن يفرض عليها أحد ذلك، وأنا شخصياً دفاعي عبر أعمالي عن المرأة هو دفاع عن الإنسان بشكل عام، فالمرأة هي التي تنجب الرجل الذي يخرج للمجتمع إنساناً سوياً أو غير ذلك.
> كيف تتعاملين كفنانة مع «السوشيال ميديا»؟
- لا أقرأ ولا أتابع أي شيء على مواقع التواصل، وحينما أرغب في نشر صور لحدث حضرته أرسله لأشخاص مسؤولين عن صفحاتي، وهم يقومون بنشره فقط، وأعتبر التعامل مع السوشيال ميديا إهداراً لوقتي، وقد استفزني ما حدث من تعليقات لا تليق عن صورة الفنانة ميرفت أمين وهي نجمة كبيرة وامرأة جميلة، وقد ناشدت كثيراً بمنع دخول المصورين سرادقات العزاء، فمن العيب أن يصوروننا في أحزاننا، فليس علينا أن نبقى طيلة الوقت تحت أضواء الكاميرات، أما الفنان الكبير عادل إمام فهم يطلقون الشائعات حوله لأن الناس مهتمة بأخباره، أي شائعة تعمل مشاهدات أكثر وتترجم إلى أموال أكبر ولا بد أن تكون مباحث الإنترنت نشطة جداً لوقف هؤلاء عند حدهم، أما شائعة مرضه فليس من حق أحد أن يتحدث عن أمر يخصه، لكن الفنان قد يصل أحياناً لمرحلة يشعر أنه قدم كل الأدوار ولا يجد دوراً يغريه، وعادل إمام ظل نجماً على مدى ستين عاماً، وأنا أحبه وأحترمه وأتمنى له كل الصحة والسعادة.
> أثار مقطع فيديو سابق لك ردود أفعال واسعة بعدما أعلنت من خلاله التبرع بأعضاء جسدك وتوثيقك رغبتك بالشهر العقاري، كيف استقبلت هذا الأمر؟
- أكثر ما أسعدني أن الدولة شرعت في اتخاذ خطوات إيجابية، وحظي الأمر باهتمام الرئيس المصري، كما أكد الدكتور عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشؤون الصحية، أنهم يدرسون وضع رغبات المتبرعين بأعضائهم في بطاقة الرقم القومي، وأعلن وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار عن إقامة أكبر مركز لزراعة الأعضاء، والحقيقة أن الدكتور خالد منتصر هو صاحب هذه المبادرة، وأعلنت تأييدي لها والتبرع بأعضائي منذ عدة شهور.
> ولماذا تحمست لهذه المبادرة؟
- عايشت في حياتي حالات عدة تحتاج إلى زراعة أعضاء من أجل إنقاذ حياتها، كما عشتها كذلك مع مرض أبي «رحمه الله» بعد إصابته بتليف الكبد، وكان بحاجة لزراعة آخر، وحينما راسلت مستشفيات في أكثر من بلد خارج مصر علمت أن الأولوية تكون لأهل البلد وصغار السن أولاً، وأن هناك قوائم انتظار طويلة لديهم، والوقت لا يكون عادة في صالح المريض، وقد ظللنا ننتظر لكن والدي تُوفي قبل أن يصيبه الدور، وقد شغلني هذا الأمر منذ زمن خصوصاً بعد إجازته من قبل عدد من علماء المسلمين.


مقالات ذات صلة

أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

يوميات الشرق أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

رغم غياب السينما المصرية بالآونة الأخيرة، عن المشاركة بأفلام في المهرجانات العالمية، فإن الأفلام القصيرة للمخرجين الشباب تؤكد حضورها في مهرجان «كان» خلال دورته الـ76 التي تنطلق 16 مايو (أيار) المقبل، حيث يشارك فيلم «الترعة» ضمن مسابقة مدارس السينما، فيما يشارك فيلم «عيسى»، الذي يحمل بالإنجليزية عنوان Ipromise you Paradise ضمن مسابقة أسبوع النقاد. وأعلنت إدارة المهرجان أمس (الثلاثاء) عن اختيار الفيلم المصري «الترعة» ضمن قسم LA CINEF، (مدارس السينما) لتمثيل مصر ضمن 14 فيلماً وقع الاختيار عليها من بين ألفي فيلم تقدموا للمسابقة من مختلف دول العالم، والفيلم من إنتاج المعهد العالي للسينما بأكاديمية

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق نيكولاس كيج يكشف: اضطررت لقبول أدوار «رديئة» لتجاوز أزمتي المالية

نيكولاس كيج يكشف: اضطررت لقبول أدوار «رديئة» لتجاوز أزمتي المالية

تحدث الممثل الأميركي الشهير نيكولاس كيج عن الوقت «الصعب» الذي اضطر فيه لقبول أدوار تمثيلية «رديئة» حتى يتمكن من إخراج نفسه من أزمته المالية، حيث بلغت ديونه 6 ملايين دولار، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست». ظهر النجم الحائز على جائزة الأوسكار في برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي إس» يوم الأحد، واسترجع معاناته المالية بعد انهيار سوق العقارات، قائلاً إنه قبل بأي دور تمثيلي يمكّنه من سداد الأموال. واعترف قائلاً: «لقد استثمرت بشكل مبالغ فيه في العقارات... انهار سوق العقارات، ولم أستطع الخروج في الوقت المناسب...

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق توم هانكس يفرض السرية على زيارته لمصر

توم هانكس يفرض السرية على زيارته لمصر

جذبت زيارة الفنان الأميركي توم هانكس للقاهرة اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وتصدر اسمه ترند موقع «غوغل» في مصر، بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بصور ومقطع فيديو له في أثناء تناوله الطعام بأحد مطاعم القاهرة رفقة زوجته ريتا ويلسون، وعدد من أصدقائه. ووفق ما أفاد به عاملون بالمطعم الذي استقبل هانكس، وزبائن التقطوا صوراً للنجم العالمي ورفاقه، تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» فإنه ظهر مساء (الأحد) بفرع المطعم القاهري بمنطقة الزمالك. زيارة توم هانكس للقاهرة فُرض عليها طابع من السرية، حيث لم يُبلّغ هو أو إدارة مكتبه أي جهة حكومية مصرية رسمية بالزيارة، حسبما ذكرته هيئة تنشيط الس

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

عدّت الفنانة المصرية آيتن عامر مشاركتها كضيفة شرف في 4 حلقات ضمن الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوي» تعويضاً عن عدم مشاركتها في مسلسل رمضاني طويل، مثلما اعتادت منذ نحو 20 عاماً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق إقبال «لافت» على «سينما الشعب» بالأقاليم المصرية

إقبال «لافت» على «سينما الشعب» بالأقاليم المصرية

شهدت المواقع الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، خلال الأيام الثلاثة الماضية، إقبالاً جماهيرياً كبيراً على عروض «سينما الشعب»، التي تُقدم خلالها الهيئة أفلام موسم عيد الفطر بأسعار مخفضة للجمهور بـ19 موقعاً ثقافياً، في 17 محافظة مصرية، وتجاوز إجمالي الإيرادات نصف مليون جنيه، (الدولار يعادل 30.90 جنيه حتى مساء الاثنين). وقال المخرج هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة: «وصل إجمالي الإيرادات إلى أكثر من 551 ألف جنيه، خلال أيام عيد الفطر، وهو رقم كبير مقارنة بسعر التذكرة المنخفض نسبياً»، مشيراً إلى أن «الهيئة تولي اهتماماً خاصاً بهذا المشروع الذي يهدف إلى تحقيق الاستغلال ال

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».