منصب وزير الخزانة... أحد أهم المناصب السياسية في بريطانيا

منصب وزير الخزانة... أحد أهم المناصب السياسية في بريطانيا
TT

منصب وزير الخزانة... أحد أهم المناصب السياسية في بريطانيا

منصب وزير الخزانة... أحد أهم المناصب السياسية في بريطانيا

وزير الخزانة – أو المالية – هو أحد أرفع المناصب في هرم السلطة ببريطانيا. وتقليدياً، يضعه الخبراء في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بعد رئيس الحكومة ونائبه، يليه وزير الخارجية. أما تقليدياً، فاعتبر أحد المناصب الأربعة الكبرى بعد رئاسة الحكومة، وقبل الخارجية والداخلية.
مسؤوليات وزير الخزانة تشمل كل ما له علاقة بالمسائل المالية والاقتصادية في بريطانيا، وعلى رأسها: السياسات النقدية والضريبية والإنفاق العام وأسعار الفائدة ومسائل المديونية والإقراض، ما يزيد من أهميته ودوره في تقرير مستقبل الحكومة وفرص بقائها في السلطة. وبجانب الإشارة إلى أن مقر الإقامة الرسمي لوزير الخزانة في المبنى رقم 11 داونينغ ستريت، بجوار المقر الرسمي لرئيس الحكومة (10 داونينغ ستريت) في وسط العاصمة لندن.
وزراء... ثم رؤساء
لقد جرت العادة خلال القرن الـ18 م ومطلع القرن الـ19 أن يتولى رئيس الحكومة، ما لم يكن عضواً في مجلس اللوردات، منصب وزير الخزانة إلى جانب رئاسة الحكومة. أما آخر من جمع المنصبين في آن واحد فكان ستانلي بالدوين عام 1923. كذلك، في الماضي، عندما كان منصب وزير الخزانة يشغر لأي سبب، كانت مهامه تسند إلى كبير القضاة بصفة مؤقتة. وكان آخر من تولى المسؤولية بهذه الظروف اللورد دنمان عام 1834. ومنذ العام 1718 كان جميع شاغلي منصب وزير الخزانة – باستثناء فترات تولي كبير القضاء المنصب مؤقتاً – نواباً في مجلس العموم. وكان اللورد ستانهوب آخر وزير للخزانة من أعضاء مجلس اللوردات.
ومن ثم، بناءً على أهمية المنصب وحساسيته، أتيح مراراً لشاغليه الترقي لتولي رئاسة الحكومة ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أسندت رئاسة الحكومة إلى أربعة وزراء سابقين للخزانة من حزبي المحافظين والعمال. بل كان هناك وزيران عظيما المكانة في حزبيهما قضت الظروف السياسية وصفقات التسويات والمصالح الشخصية بإبعادهما عن المنصب، مع أنهما وفقاً لمناصريهما والمعجبين بقدراتهما كانا أفضل بكثير من رئيس الحكومة الذي جرى تفضيله على كل منهما في حينه. هذان هما: ريتشارد بتلر (محافظ) الذي تولى وزارة الخزانة بين 26 أكتوبر (تشرين الأول) 1951 و20 ديسمبر (كانون الأول) 1955 في عهدي حكومتي ووينستون تشرتشل وأنتوني إيدن. ودينيس هيلي (عمالي) الذي تولى المنصب بين 5 مارس (آذار) 1974 و4 مايو (أيار) 1979 في حكومتي هارولد ويلسون وجيمس كالاهان.
وفيما يلي أسماء رؤساء الأربعة الذين انتقلوا من 11 إلى 10 داونينغ ستريت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية:
هارولد ماكميلان (الإيرل ستوكتون): رجل سياسة لامع وسليل أسرة ثرية من أصل اسكوتلندي، كان من أبرز ساسة حزب المحافظين وعقلائه. تخرّج في جامعة أوكسفورد (وتولى عمادتها بعد تقاعده من السياسة) وتقلب في عدد من المناصب، بينها وزير الخزانة بين 20 ديسمبر 1955 و13 يناير (كانون الثاني) 1957 في حكومة أنتوني إيدن. ثم تولى رئاسة الحكومة بعدما أطاحت «أزمة السويس» عام 1956 حكم إيدن. عمّر ماكميلان طويلاً؛ إذ توفي عن 92 سنة، وكان من أجرأ منتقدي سياسات مارغريت ثاتشر النقدية المتشددة وجناحها اليميني في الحزب.
جيمس كالاهان: رجل عصامي من أسرة فقيرة وسياسي عمالي محنك، عمل مأمور ضرائب ولم يتلق أي تعليم جامعي، ونشط في نقابات العمال. مع ذلك لمع في صفوف حزب العمال، وإبان حكم هارولد ويلسون قاد الجناح اليساري في الحزب ضد التيار اليميني. يُعد كالاهان، الذي توفي عن 92 سنة، السياسي الوحيد الذي تولي المناصب الوزارية الأربع الكبرى: رئاسة الوزراء وحقائب الخزانة والخارجية والداخلية). تولى حقيبة الخزانة بين 17 أكتوبر 1964 و29 نوفمبر (تشرين الثاني) 1967، وكانت الحكومة برئاسة هارولد ويلسون.
جون ميجور: عملياً يعدّ ميجور النسخة المحافظة لكالاهان. فهو ابن عائلة متواضعة ولم يتلق تعليماً جامعياً، بل عمل في مجال المحاسبة والشؤون الضريبية، والتحق بحزب المحافظين في شبابه. عرف بمرونته وكياسته، وبرز في أواخر عهد ثاتشر عندما أسندت إليه حقائب عدة، أبرزها الخزانة والخارجية. ووسط انقسام الحزب بعد إطاحة ثاتشر، اختير ميجور كمرشح تسوية وتوافق. عُرف باعتداله وانتقاده للخروج من الاتحاد الأوروبي ولتيار رئيس الحكومة السابق بوريس جونسون واليمين المحافظ. تولى بين 26 أكتوبر 1898 و28 نوفمبر 1990 وكانت الحكومة برئاسة مارغريت ثاتشر
غوردون براون: ابن قسيس اسكوتلندي، يحمل درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة إدنبره. سياسي جاد ونشط ومتواضع، انتخب نائباً عن حزب العمال في إحدى دوائر وسط اسكوتلندا، وكان من القيادات الشبابية الأبرز في انتصار العمال التاريخي عام 1997. بعد ذلك الانتصار أسندت إليه حقيبة وزارة الخزانة واحتفظ بها لأكثر من 10 سنوات، بين 2 مايو 1997 و27 يونيو (حزيران) 2007 وكانت الحكومة برئاسة توني بلير. كان له إنجاز كبير في احتواء الأزمة المالية العالمية عامي 2008 – 2009، بعد خلافته بلير في رئاسة الحكومة.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

معظم رؤساء الحكومات التونسية ولدوا في منطقة «الساحل»

الحبيب الصيد (الشرق الاوسط)
الحبيب الصيد (الشرق الاوسط)
TT

معظم رؤساء الحكومات التونسية ولدوا في منطقة «الساحل»

الحبيب الصيد (الشرق الاوسط)
الحبيب الصيد (الشرق الاوسط)

يتحدّر أغلب رؤساء الحكومات في تونس منذ أواسط خمسينات القرن الماضي من منطقة «الساحل» (وسط الشاطئ الشرقي لتونس)، موطن الرئيسين الأسبقين الحبيب بورقيبة (1957 - 1987) وزين العابدين بن علي (1987 - 2011) وكبار المسؤولين في الدولة. وفي المقابل، جاء 3 منهم فقط من مواليد العاصمة تونس، هم الباجي قائد السبسي ويوسف الشاهد وإلياس الفخفاخ.

الرئيس السابق الراحل الباجي قائد السبسي، سياسي مخضرم تولّى رئاسة الحكومة عام 2011 في عهد «الرئيس المؤقت» رئيس البرلمان السابق فؤاد المبزّع ثم انتخب رئيساً للجمهورية لمرحلة ما بين 2014 و2019. وفي حين ترأس يوسف الشاهد الحكومة من صيف 2016 إلى أوائل 2020، تولّى إلياس الفخفاخ المنصب عندما ترأس الحكومة الأولى في عهد قيس سعيّد لمدة 6 أشهر في 2020، وهو بالمناسبة، وإن كان من مواليد تونس العاصمة فإنه أصلاً من صفاقس، العاصمة الصناعية والتجارية في الساحل الشرقي الجنوبي للبلاد.

محمد الغنوشي (آ ف ب)

هيمنة «الساحل»

بما يخصّ منطقة «الساحل» الواقعة على بعد 150 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة، وكبرى مدنها مدينة سوسة، فقد تعاقب منها على رئاسة الحكومة نخبة من كبار رجال السياسة في البلاد، هم على التوالي:

الحبيب بورقيبة، من مدينة المنستير (1955 - 1957)، وتولّى عملياً رئاسة الحكومة حتى 1969. وللعلم، رسمياً كان المنصب شاغراً (بين 25 يوليو - تموز 1957 و7 نوفمبر - تشرين الثاني 1969)، إذ في مطلع النظام الجمهوري تولى الرئيس إدارة الحكومة، وبعدها تعاقب «فعلياً» على المنصب كل من:

الباهي الأدغم، بلدة منزل النور المجاورة لمدينة المنستير، (1969 - 1970)

أحمد بن صالح، مدينة المكنين، (1960 - 1970)

الهادي نويرة، المنستير، (1970 - 1980) – أول رئيس حكومة يحمل المسمّى رسمياً.

محمد مزالي، المنستير، (1980 - 1986)

رشيد صفر، من المهدية، (1986 - 1987)

زين العابدين بن علي، مدينة حمام سوسة، (1987)

الهادي البكّوش، حمام سوسة، (1987 - 1989)

حامد القَروي، مدينة سوسة، ( 1989 - 1999 )

محمد الغنّوشي، سوسة، (1999 - 2011)

حمّادي الجبالي، سوسة، (2012 - 2013)

المهدي جمعة، المهدية، (2014)

الحبيب الصيد، سوسة، (2015 - 2016).

حامد القروي (الشرق الاوسط)

في المقابل، من خارج منطقة «الساحل» وتونس العاصمة، تولّى المهندس علي العريّض، القيادي السابق في حزب حركة النهضة رئاسة الحكومة في عام 2013، فكان السياسي الوحيد الذي يصل إلى هذا المنصب من «الجهات المهمشة» في أقصى الجنوب الشرقي الصحراوي، وهو من مواليد مدينة مدنين.

كذلك، تولّى وزير الداخلية السابق هشام المشيشي رئاسة الحكومة بين سبتمبر (أيلول) 2020 و25 يوليو 2021، فكان أول رئيس للحكومة من مدينة بوسالم في محافظة جندوبة في الشمال الغربي الزراعي و«المهمّش».

وبين 2021 و2023 صارت الدكتورة نجلاء بودن، من مواليد مدينة القيروان، أول سيدة تشغل منصب رئاسة الحكومة في تونس.

أخيراً، ما يستحق الذكر أن الدكتور محمد المنصف المرزوقي، ابن الجنوب الصحراوي التونسي، صار بين عامي 2012 و2014 الشخصية الوحيدة التي تولت رئاسة الدولة (رئاسة الجمهورية) من غير أبناء «الساحل» وتونس العاصمة.