«الجلد العقدي» يقتل 100 ألف رأس من الماشية في الهند

البعوض الناقل للفيروس ينشط عقب الفيضانات

فيروس «الجلد العقدي» تسبب في نفوق آلاف الماشية في الهند (أ.ب)
فيروس «الجلد العقدي» تسبب في نفوق آلاف الماشية في الهند (أ.ب)
TT

«الجلد العقدي» يقتل 100 ألف رأس من الماشية في الهند

فيروس «الجلد العقدي» تسبب في نفوق آلاف الماشية في الهند (أ.ب)
فيروس «الجلد العقدي» تسبب في نفوق آلاف الماشية في الهند (أ.ب)

قتل مرض فيروسي نحو 100 ألف رأس من الماشية في الهند، وتسبب بمرض أكثر من مليوني رأس. وينتشر هذا المرض، المسمى «الجلد العقدي» عن طريق الحشرات التي تشرب الدم مثل البعوض والقراد، وتصاب الأبقار والجاموس المصابة بالحمى وتتورّم على جلدها.
وتسبب تفشي المرض في خسائر فادحة في الدخل لمربي الماشية، لأن المرض لا يؤدي فقط إلى الوفيات؛ ولكن يمكن أن يؤدي أيضاً إلى انخفاض إنتاج الحليب والحيوانات الهزيلة ومشكلات الولادة.
وعانى المزارعون في الهند من خسائر فادحة بسبب الظواهر الجوية المتطرفة، وأدت موجة الحر المدمرة في الهند إلى انخفاض محاصيل القمح في أبريل (نيسان) الماضي، وعدم كفاية هطول الأمطار في الولايات الشرقية مثل ولاية جهارخاند، وأدى ذلك إلى تقلص المحاصيل الشتوية الجافة مثل البقول، وهطول الأمطار بشكل غير عادي في سبتمبر (أيلول) الماضي، التي تسببت في إتلاف الأرز في الشمال، وأدت مؤخراً إلى ظهور مرض الجلد العقدي.
وتصبح المياه الراكدة، التي تخلقها الفيضانات، أرضاً خصبة لتكاثر البعوض الناقل للأمراض، مثل الجلد العقدي، الذي يصيب الماشية.
وذكرت وكالة «برس ترست» الهندية للأنباء (الجمعة) أن «الفيروس انتشر حتى الآن في 15 ولاية على الأقل مع تضاعف عدد وفيات الأبقار والجاموس تقريباً في ثلاثة أسابيع». ويقول ديفيندر شارما، خبير السياسة الزراعية في شمال مدينة شانديغار للوكالة، إن «انتشار العدوى بين الماشية له تأثير غير متناسب على صغار المزارعين، الذين عزل الكثير منهم أنفسهم عن صدمات تغير المناخ من خلال تربية الماشية من أجل الحليب». ويضيف أنها «قضية خطيرة للغاية، وهذا المرض يتزايد منذ العامين الماضيين، والأرقام الحكومية من المحتمل أن تكون أقل من العدد الفعلي للحيوانات التي نفقت بسبب المرض».

وتم تسجيل هذا المرض للمرة الأولى في زامبيا عام 1929 وامتد عبر أفريقيا، وأخيراً إلى أجزاء من أوروبا، وتم اكتشاف الحالات الأولى في جنوب آسيا عام 2019، وانتشر منذ ذلك الحين في الهند والصين ونيبال.
ويخشى تأثير هذا المرض على صناعة الألبان الهندية؛ حيث تعتبر منتجات الألبان من بين أكبر السلع الزراعية في الهند، ويعمل بها 80 مليون شخص وتسهم بنسبة 5 في المائة من اقتصادها، وفقاً للبيانات الفيدرالية. وتعد الهند أكبر منتج للحليب في العالم، ويشكل إنتاجها أكثر من خُمس الإنتاج العالمي، لكن يتم تصدير جزء بسيط.
ولمحاولة حماية الصناعة، تقوم السلطات بتلقيح الأبقار السليمة باستخدام حقنة مصممة لمرض مشابه، بينما تُبذل الجهود لتطوير لقاح أكثر فاعلية. وتتخلل المناطق النائية الشاسعة في الهند الآن مقابر جماعية للأبقار، وفي بعض الأماكن تتعفن الجثث في العراء.
وشهدت ولاية راجستان الغربية أسوأ تأثير؛ حيث نفق 60 ألف رأس من الماشية ومرض ما يقرب من 1.4 مليون. وحذر ناريندرا موهان سينغ، مدير إدارة تربية الحيوانات في ولاية راجاستان، من أن «المرض معدٍ، وينتقل الآن من الغرب إلى الشرق».
في الوقت نفسه، وجدت دراسة للتركيب الجيني لفيروس مرض الجلد العقدي أنه «مختلف تماماً عن الإصدارات السابقة»، كما قال فينود سكاريا، العالم في معهد علم الجينوم والبيولوجيا التكاملية في نيودلهي لوكالة «أسوشيتد برس».
وتتطور الفيروسات طوال الوقت، وليست كل هذه التغيرات ضارة بالصحة، ولكن سكاريا، أحد مؤلفي الدراسة، أوضح أن دراستهم أكدت على «أهمية المراقبة المستمرة وتتبع الأمراض، لأنه لم يكن من الواضح كيف تطور الفيروس في العامين الماضيين».


مقالات ذات صلة

11 قتيلاً في تسرب للغاز بمنطقة صناعية بالهند

العالم 11 قتيلاً في تسرب للغاز بمنطقة صناعية بالهند

11 قتيلاً في تسرب للغاز بمنطقة صناعية بالهند

قتل 11 شخصاً بعد تسرب للغاز في الهند، حسبما أعلن مسؤول اليوم (الأحد)، في حادثة صناعية جديدة في البلاد. ووقع التسرب في منطقة جياسبورا وهي منطقة صناعية في لوديانا بولاية البنجاب الشمالية.

«الشرق الأوسط» (أمريتسار)
العالم الهند: مقتل 10 من عناصر الأمن في هجوم لمتمردين ماويين

الهند: مقتل 10 من عناصر الأمن في هجوم لمتمردين ماويين

قُتل عشرة من عناصر الأمن الهنود وسائقهم المدني في ولاية تشاتيسغار اليوم (الأربعاء) في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور مركبتهم، حسبما أكدت الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية، متهمة متمردين ماويين بالوقوف وراء الهجوم. وقال فيفيكانند المسؤول الكبير في شرطة تشاتيسغار «كانوا عائدين من عملية عندما وقع الانفجار الذي استهدف مركبتهم».

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق «الصحة العالمية» تُحذر من دواء آخر للسعال مصنوع في الهند

«الصحة العالمية» تُحذر من دواء آخر للسعال مصنوع في الهند

قالت منظمة الصحة العالمية إنه تم العثور على مجموعة من أدوية الشراب الملوثة والمصنوعة في الهند، تحديداً في جزر مارشال وميكرونيزيا. وحذرت المنظمة من أن العينات المختبرة من شراب «غيوفينسين تي جي» لعلاج السعال، التي تصنعها شركة «كيو بي فارماشيم» ومقرها البنغاب، أظهرت «كميات غير مقبولة من ثنائي إيثيلين جلايكول وإيثيلين جلايكول»، وكلا المركبين سام للبشر ويمكن أن يكونا قاتلين إذا تم تناولهما. ولم يحدد بيان منظمة الصحة العالمية ما إذا كان أي شخص قد أُصيب بالمرض. يأتي التحذير الأخير بعد شهور من ربط منظمة الصحة العالمية بين أدوية السعال الأخرى المصنوعة في الهند ووفيات الأطفال في غامبيا وأوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
العالم الأمم المتحدة تتوقع تفوق الهند على الصين من ناحية عدد السكان

الأمم المتحدة تتوقع تفوق الهند على الصين من ناحية عدد السكان

أعلنت الأمم المتحدة اليوم (الاثنين)، أن الهند ستتجاوز الأسبوع المقبل الصين من ناحية عدد السكان، لتغدو الدولة الأكثر اكتظاظاً في العالم بنحو 1.43 مليار نسمة. وقالت إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة إنه «بحلول نهاية هذا الشهر، من المتوقع أن يصل عدد سكان الهند إلى 1.425.775.850 شخصاً، ليعادل ثم يتجاوز عدد سكان البر الرئيسي للصين». وطوال أكثر من مائة عام، كانت الصين الدولة الأكثر سكاناً في العالم، تليها الهند في المرتبة الثانية على مسافة راحت تتقلّص باطراد في العقود الثلاثة الأخيرة. ويأتي ذلك رغم غياب إحصاءات رسمية لعدد السكان في الهند منذ أواخر القرن الماضي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم اعتقال «انفصالي» من السيخ في الهند

اعتقال «انفصالي» من السيخ في الهند

أفاد مسؤول في شرطة ولاية البنجاب الهندية، اليوم (الأحد)، بأن قوات من الأمن ألقت القبض على «الانفصالي» المنتمي للسيخ أمريتبال سينغ، بعد البحث عنه لأكثر من شهر، في خطوة ضد إقامة وطن مستقل في الولاية المتاخمة لباكستان. وأدى بزوغ نجم سينغ (30 عاماً)، وهو واعظ بولاية البنجاب الشمالية الغربية حيث يشكّل السيخ الأغلبية، إلى إحياء الحديث عن وطن مستقل للسيخ. كما أثار مخاوف من عودة أعمال العنف التي أودت بحياة عشرات الآلاف في الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي أثناء تمرد للسيخ. وقال مسؤول كبير بشرطة البنجاب لصحافيين: «ألقي القبض على أمريتبال سينغ في قرية رود بمنطقة موجا في البنجاب، بناء على معلوم

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.