مصر تجري تعديلات على «التعليم الثانوي» لتفادي انتقادات سابقة

الوزارة تدرس عودة «نظام التحسين»

د. رضا حجازي خلال إعلانه (الخميس) تفاصيل نظام امتحانات «الثانوية العامة» (وزارة التربية والتعليم)
د. رضا حجازي خلال إعلانه (الخميس) تفاصيل نظام امتحانات «الثانوية العامة» (وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر تجري تعديلات على «التعليم الثانوي» لتفادي انتقادات سابقة

د. رضا حجازي خلال إعلانه (الخميس) تفاصيل نظام امتحانات «الثانوية العامة» (وزارة التربية والتعليم)
د. رضا حجازي خلال إعلانه (الخميس) تفاصيل نظام امتحانات «الثانوية العامة» (وزارة التربية والتعليم)

بعد أشهر من انتقادات سابقة أثيرت في مصر بشأن نظام امتحانات «الثانوية العامة»، ونتائجها، خلال العام الدراسي الماضي، أجرت وزارة التربية والتعليم بمصر تعديلات على «التعليم الثانوي» تتعلق بـ«تطوير شكل نظام الامتحانات»، فيما تدرس الوزارة «عودة (نظام التحسين»).
ووفق وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بمصر، الدكتور رضا حجازي، (الخميس)، فإن «التعديلات الجديدة تهدف إلى رفع كفاءة التعليم في مرحلة الثانوية العامة التي تعد (أكثر إثارة للجدل) في منظومة التعليم بالبلاد على مدى سنوات عديدة».
والتعديلات الجديدة لامتحانات الثانوية، بحسب وزير التعليم، «ستكون بنظام (الكتاب المفتوح)، ويمكن للطالب الاستعانة بكراسة المفاهيم التي أعدتها الوزارة»، موضحاً أن «الورقة الامتحانية تشتمل على أسئلة اختيار من متعدد، وأسئلة مقالية لا تتعدى 15 في المائة من الامتحان حسب طبيعة كل مادة»، لافتاً إلى أن «الطالب يجيب عن أسئلة الاختيار من متعدد بـ(البابل شيت)، أما الأسئلة المقالية القصيرة فيجيب عنها في كراسة الأسئلة»، مضيفاً أنه «تم تدريب 5000 معلم على النظام الجديد والممارسات التدريسية وكيفية إعداد مفردات اختبارية على هذا المستوى»، مؤكداً أن «التصحيح سيتم إلكترونياً، ولا عودة للعنصر البشري في التصحيح».
وأعلن الوزير حجازي أن وزارته «تدرس عودة (نظام التحسين) الذي يعني حق الطالب في إعادة العام الدراسي بأكمله رغم نجاحه، بهدف (تحسين) مجموع درجاته الكلي»، لافتاً إلى أن «القيادة السياسية رحّبت بالفكرة؛ لكنها لا تزال مجرد مشروع قانون سيتم عرضه على كل من مجلس الوزراء والبرلمان المصري في دورته الجديدة».
وحول تظلمات الطلاب التي أثارت إشكالات بشأن نتائج الشهادة الثانوية العام الدراسي الماضي، أفاد حجازي بأنه في «حال وجود تظلمات من الطلبة على الدرجة الممنوحة لهم، سيكون من حقهم الاطلاع على أوراق الإجابة والدرجات الممنوحة لهم، على عكس القواعد المعمول بها في السابق». وأضاف: «تشمل الإجراءات الجديدة كذلك قيام (المركز القومي للامتحانات) بتصميم مواصفات لكل مادة بعدد الأسئلة ونمطها».
وعن تحسين أوضاع المعلم، أعلن حجازي «وجود (بطاقة) سوف يتم تسليمها للمعلمين في النصف الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تمكنهم من شراء سلع وخدمات بتخفيضات كبرى، في إطار مبادرة (أنا المعلم) التي سيتم إطلاقها بهدف تحسين البيئة المادية للمعلمين، ومساعدتهم على مواجهة الضغوط الاقتصادية».
وبحسب خبراء تربويين، فإن هذه التعديلات «تستهدف امتصاص موجة الانتقادات العنيفة التي طالت خطة تطوير (الثانوية العامة) التي تبناها الوزير السابق الدكتور طارق شوقي الذي طرح مجموعة واسعة من الإجراءات بهدف (تنمية ملكات الفهم والابتكار وليس الحفظ)»، على حد تعبيره، غير أن البعض رأى أن «تلك الخطة لم تنل القبول المجتمعي».
ووصف أستاذ علم النفس التربوي في جامعة عين شمس، الدكتور تامر شوقي أحمد، الإجراءات الجديدة لـ«الثانوية»، بأنها «خطوة إيجابية تسهم بشكل جزئي في حل بعض مشكلات (الثانوية العامة) وليس كلها»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «تضخيم وسائل الإعلام وأولياء الأمور لمرحلة الصف الثالث الثانوي باعتبارها سنة (مصيرية) تحدد مستقبل الطالب، يسبب حالة توتر تصاحب موسم الامتحانات كل عام».
وكانت مصادر حكومية قد أعلنت أن «عدد طلبة (الثانوية العامة) في العام الماضي قد بلغ 649 ألفًا و387 طالباً وطالبة»، وهو «ما يضع الأجهزة المعنية تحت ضغوط إعلامية ومجتمعية». ويرى شوقي أن «العلاج الشامل لأزمة (الثانوية العامة) في مصر، لا بد أن يتضمن تطوير جميع عناصر المنظومة التعليمية؛ من معلم مؤهل للمنظومة الجديدة مهنياً ومادياً، ومتفرغاً لممارسة عمله، فضلاً عن مدرسة مهيأة لاستقبال الطلاب، تمارس دورها التعليمي والتربوي، وليست فقط مجرد مكان لإجراء الامتحانات، كذلك مناهج دراسية معدلة متطورة، تخلو من الحشو والتكرار، وتشجع على التفكير والابتكار والإبداع».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

يتصدر ملفا «المساعدات المالية» و«الهجرة» محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، خلال زيارتها إلى القاهرة، الأربعاء والخميس.

ووفق إفادة لوفد الاتحاد الأوروبي إلى مصر، الأربعاء، فإن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، و«المناقشات الجارية حول مساعدات الاتحاد الأوروبي المالية الكلية، والوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط والمنطقة المجاورة».

وفي مارس (آذار) الماضي، توافقت مصر والاتحاد الأوروبي على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة». ووقع الاتحاد الأوروبي ومصر في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، اتفاقية تمويل استثماري بوصفها جزءاً من حزمة أكبر بقيمة 7.4 مليار يورو تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي ودعم استقرار مصر في ظل التحديات الإقليمية والدولية.

وأكد بيان وفد الاتحاد الأوروبي أن اجتماعات ميتسولا في القاهرة «تعد فرصة لمناقشة العلاقات البرلمانية، بما في ذلك تنظيم الاجتماع البرلماني المقبل بين الاتحاد الأوروبي ومصر في القاهرة، والمساعدة المالية الكلية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر التي تجري مناقشتها حالياً في البرلمان الأوروبي، وتدفقات الهجرة واللجوء».

صورة للبرلمان الأوروبي بستراسبورغ (د.ب.أ)

وأشار الوفد إلى أنه من المقرر أن تجتمع ميتسولا، الخميس، مع وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، حيث تتركز المناقشات على عدد من الموضوعات، من بينها «الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، والمساعدات المالية الكلية للاتحاد الأوروبي، والوضع الجيوسياسي في المنطقة، بما في ذلك الحاجة إلى إعادة تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في غزة والتطورات الأخيرة في سوريا».

وعلاقات مصر بالاتحاد الأوروبي الوثيقة، ويعد «الأوروبي» أيضاً المستثمر الرائد في مصر، حيث يبلغ رصيد الاستثمار المتراكم نحو 38.8 مليار يورو، يمثل نحو 39 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر. وتظل مصر ثاني أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر من الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب معلومات بعثة الاتحاد الأوروبي إلى مصر عبر موقعها الإلكتروني.

وكان وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المصري، محمود فوزي، قد أكد، الثلاثاء، حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع البرلمان الأوروبي ومواصلة التشاور بين النواب البرلمانيين المصريين والأوروبيين، «بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم الحوار البنَّاء، وتوطيد أواصر التعاون البرلماني بين الجانبين».

وأشاد الوزير المصري خلال استقباله في القاهرة سفيرة الاتحاد الأوروبي ورئيسة بعثة الاتحاد إلى مصر، أنجلينا إيخهورست، «بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي منذ صدور الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة في مارس الماضي، خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية للقاهرة»، مؤكداً «اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة التي تجمعها بالاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعد الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتطورات الإيجابية التي يشهدها التعاون بين الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى جانب التنسيق في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».