انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان موقف الولايات المتحدة مما سماه «تسليح اليونان جزر بحر إيجه» ومن النزاع في شرق البحر المتوسط، معلناً أنه سيعزز قوات بلاده في شمال قبرص رداً على رفع الولايات المتحدة حظر توريد الأسلحة المفروض على قبرص.
وقال إردوغان إنه لا يوجد تفسير لقرار الولايات المتحدة رفع حظر الأسلحة عن قبرص، لا من حيث المضمون ولا التوقيت، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تشجع خطوات الثنائي اليوناني - القبرصي التي تهدد السلام والاستقرار في شرق البحر المتوسط، مؤكداً أن هذه الخطوة ستؤدي إلى سباق تسلح في الجزيرة القبرصية. وتساءل إردوغان، خلال مقابلة تلفزيونية، ليل الأربعاء - الخميس: «هل سنكتفي بالوقوف صامتين؟.. بالطبع لا، اتخذنا ونتخذ خطوات بهذا الصدد في شمال قبرص».
وعن طبيعة الرد التركي على الخطوة الأميركية، قال إردوغان إن بلاده تتخذ خطوات تتعلق بإرسال أسلحة وذخائر ومُعدات عسكرية إلى الجزيرة تشمل معدات برية وبحرية وجوية، مضيفاً: «يجب أن يعلم الجميع أن خطوة رفع الحظر لن تبقى دون رد، وسنتخذ كل التدابير لضمان أمن القبارصة الأتراك».
وأعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، تمديد رفع القيود التي فرضتها منذ عام 1987 على صادرات الأسلحة إلى قبرص، آملة منع حدوث سباق تسلح وتشجيع التسوية السلمية بين الأغلبية اليونانية والأقلية التركية؛ وذلك بشرط منع السفن الحربية الروسية من دخول موانئ الجزيرة.
وندّدت تركيا بشدة بالقرار الأميركي تمديد رفع حظر توريد الأسلحة إلى جمهورية قبرص، الصادر في سبتمبر (أيلول) 2020. وذكرت وزارة الخارجية التركية أن القرار من شأنه التسبب في سباق تسلح بالجزيرة وإلحاق الضرر بالسلام والاستقرار في شرق المتوسط، مشددة على أن تركيا بصفتها دولة ضامنة ستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة في إطار مسؤوليتها التاريخية والقانونية للحفاظ على وجود القبارصة الأتراك وضمان أمنهم.
ومضى إردوغان قائلاً: «الولايات المتحدة التي تتغاضى عن خطوات القبارصة اليونانيين، التي تهدد السلام والاستقرار في شرق البحر المتوسط، (...) ستؤدي إلى سباق تسلح في الجزيرة بهذه الخطوة.. تركيا لديها بالفعل 40 ألف جندي في الجزيرة وستعززهم بالأسلحة البرية والبحرية والجوية والذخيرة والمركبات».
ولفت إردوغان إلى أن بلاده وجهت تحذيرات للولايات المتحدة واليونان بشأن تسليح الجزر التي تتمتع بوضع غير عسكري في بحر إيجه.
ورداً على سؤال حول رصد طائرة مسيرة تركية، مؤخراً، نقل اليونان عربات مدرعة إلى جزيرتين، قال إردوغان: «وجّهنا التحذيرات اللازمة للولايات المتحدة واليونان من خلال خارجيتنا، وأبلغنا الأمم المتحدة بالموضوع في 17 سبتمبر (أيلول) الحالي... ننتظر من الولايات المتحدة ألا تدفع اليونان للانخراط في حسابات خاطئة، وألا تسمح بالتلاعب بالرأي العام الدولي».
واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير اليوناني في أنقرة كريستودولوس لازاريس، الاثنين، وسلّمته احتجاجاً على نشر بلاده مدرعات أميركية الصنع في جزيرتي «مدللي» و«سيسام» (لسبوس وساموس حسب التسمية اليونانية) الواقعتين في بحر إيجه. وطالبت بإنهاء اليونان انتهاكاتها في الجزيرتين، وإعادتهما إلى الوضع غير العسكري.
كما بعثت تركيا مذكرة احتجاج إلى الولايات المتحدة، وطالبتها بمراعاة وضع جزر شرق بحر إيجه، واتخاذ التدابير لعدم استخدام الأسلحة في انتهاك وضعها كجزر منزوعة السلاح، وذلك بعدما رصدت طائرات مسيرة تركية قيام اليونان بنقل مدرعات أميركية ممنوحة لليونان إلى الجزيرتين يومي 18 و21 سبتمبر (أيلول) الحالي.
تركيا لتعزيز وجودها العسكري في قبرص بعد رفع الحظر الأميركي على الأسلحة
إردوغان انتقد دعم الولايات المتحدة لليونان بتسليح جزر في بحر إيجه
تركيا لتعزيز وجودها العسكري في قبرص بعد رفع الحظر الأميركي على الأسلحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة