أمين عام «الاستقلال» المغربي يؤكد استهداف البلاد في عدة مجالات

قال إنه يأخذ أشكالاً تمس ثوابت الأمة ورموز البلاد

نزار بركة (الشرق الأوسط)
نزار بركة (الشرق الأوسط)
TT

أمين عام «الاستقلال» المغربي يؤكد استهداف البلاد في عدة مجالات

نزار بركة (الشرق الأوسط)
نزار بركة (الشرق الأوسط)

قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي ووزير التجهيز والماء، إن المغرب مستهدف، جملة من العوامل التي تقف وراء هذا الاستهداف، منها ما له علاقة بالسياسة الداخلية للبلد، وتدبير ملف الصحراء، أو بتموقع البلد على الساحة الدولية على أكثر من مستوى، أو النهج الأفريقي في سياسته الخارجية.
وقال بركة إن من العوامل التي تفسر استهداف المغرب أنه «استطاع أن يقنع دولاً عظمى؛ كالولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا وفرنسا، بالحكم الذاتي، في الوقت الذي تراجعت فيه دول أخرى عن اعترافها بالجمهورية الوهمية (الجمهورية الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو الانفصالية من جانب واحد عام 1976 بدعم من الجزائر وليبيا)، فيما فتحت دول أفريقية وعربية قنصليات بالأقاليم الجنوبية». ورأى بركة أن هذه الدينامية الإيجابية على مستوى تدبير ملف الصحراء «تعني أننا اقتربنا من الحل الوحيد الممكن، الذي يتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية».
وشدد بركة على أن الهجوم الذي يستهدف بلاده «ليس دبلوماسياً فقط، بل يأخذ أشكالاً متعددة، ويمس ثوابت الأمة ورموز البلاد والروح الوطنية للمغاربة؛ خدمة لمن يتشبث بتكريس بقاء الوضع على ما هو عليه»، ورأى أن تموقع المغرب كــ«جزء من الحل بالنسبة للأمن الطاقي في أوروبا وأفريقيا، يشكل العامل الثاني الذي يفسر هذا الاستهداف». وقال بهذا الخصوص: «اليوم هناك أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، الذي تم التوقيع على مذكرة تفاهم بخصوصه بين سيدياو (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا) ونيجيريا والمغرب، والذي سيمكن أولاً من وصول الغاز إلى المغرب ثم إلى أوروبا، أي أنه سيكون هناك مصدر آخر للغاز من أفريقيا، كما أنه سيحل ثانياً مشاكل 400 مليون من الأفارقة بـ13 دولة أفريقية سيمر منها الأنبوب، الشيء الذي سيسهم في حل مشكل الكهرباء للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي ترتبط نسبة 50 في المائة فقط من سكانها بالكهرباء».
ورأى بركة أن أنبوب الغاز المغربي - النيجيري سيحل مشكل التنمية، خصوصاً بالنسبة للصناعة في البلدان الأفريقية التي سيمر منها. كما تطرق لتموقع بلاده على مستوى الهيدروجين الأخضر، مشيراً إلى أن المغرب «لديه طاقات كبيرة، سواء في مجال الطاقة الهوائية أو الطاقة الشمسية»، مع إشارته إلى الموانئ الكبرى التي يتوفر عليها، على غرار طنجة المتوسط والناظور والداخلة، التي قال إنها توفر «مجالات مهمة للتصدير».
وبخصوص إشكالية الأمن الغذائي، اعتبر بركة أن تموقع المغرب كـ«جزء من الحل بالنسبة لإشكالية الأمن الغذائي، في ظل أزمة الأسمدة التي يعرفها العالم، يبقى عاملاً آخر يفسر استهدافه»، وأوضح أن «المغرب فاعل كبير ومؤثر على مستوى إشكالية الأمن الغذائي»، مشيراً إلى أنه «يساعد كثيراً من الدول الأفريقية في تطوير فلاحتها، وتحسين دخل فلّاحيها، وضمان استقرار سكانها، وبالتالي مواجهة الهجرة السرية من الدول جنوب الصحراء، خصوصاً مع التغيرات المناخية».
وفي ختام استعراضه لعوامل استهداف المغرب، أثنى بركة على السياسة الداخلية لبلاده، مشيراً إلى أن المغرب استطاع أن يقوم بـ«انتقال ديمقراطي حقيقي في ظل الملكية الدستورية»، في وقت ترفع فيه دول أخرى شعارات الديمقراطية، فيما يؤكد واقع الحال انغماسها في السلطوية، على حد قوله.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

أعلن بيان للديوان الملكي المغربي، مساء أول من أمس، أن الملك محمد السادس تفضل بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح (أول) محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية. وجاء في البيان أن العاهل المغربي أصدر توجيهاته إلى رئيس الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي. ويأتي هذا القرار تجسيداً للعناية الكريمة التي يوليها العاهل المغربي للأمازيغية «باعتبارها مكوناً رئيسياً للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيداً مشتركاً لجميع المغاربة دون استثناء».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، مايك روجرز، مساء أمس، في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز، خلال مؤتمر صحافي، عقب محادثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم»، مبرزاً أن هذه المحادثات شكلت مناسبة للتأكيد على الدور الجوهري للمملكة، باعتبارها شريكاً للول

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

عقد حزبا التقدم والاشتراكية اليساري، والحركة الشعبية اليميني (معارضة برلمانية) المغربيين، مساء أول من أمس، لقاء بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية في الرباط، قصد مناقشة أزمة تدهور القدرة الشرائية للمواطنين بسبب موجة الغلاء. وقال الحزبان في بيان مشترك إنهما عازمان على تقوية أشكال التنسيق والتعاون بينهما على مختلف الواجهات السياسية والمؤسساتية، من أجل بلورة مزيد من المبادرات المشتركة في جميع القضايا، التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني، وذلك «من منطلق الدفاع عن المصالح الوطنية العليا للبلاد، وعن القضايا الأساسية لجميع المواطنات والمواطنين».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

دعت «تنسيقية أسر وعائلات الشبان المغاربة المرشحين للهجرة المفقودين» إلى تنظيم وقفة مطلبية اليوم (الخميس) أمام وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي بالرباط، تحت شعار «نضال مستمر من أجل الحقيقة كاملة وتحقيق العدالة والإنصاف»، وذلك «لتسليط الضوء» على ملف أبنائها المفقودين والمحتجزين ببعض الدول. وتحدث بيان من «التنسيقية» عن سنوات من المعاناة وانتظار إحقاق الحقيقة والعدالة، ومعرفة مصير أبناء الأسر المفقودين في ليبيا والجزائر وتونس وفي الشواطئ المغربية، ومطالباتها بالكشف عن مصير أبنائها، مع طرح ملفات عدة على القضاء. وجدد بيان الأسر دعوة ومطالبة الدولة المغربية ممثلة في وزارة الشؤون الخارجية والتع

«الشرق الأوسط» (الرباط)

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.