حفتر يدعو مجدداً لـ«انتفاضة شعبية» ليبية

مجلس النواب يستدعي باشاغا لحضور الجلسة المقبلة

صورة وزعها رئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» المؤقتة لاجتماعه مع حكماء الزاوية
صورة وزعها رئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» المؤقتة لاجتماعه مع حكماء الزاوية
TT

حفتر يدعو مجدداً لـ«انتفاضة شعبية» ليبية

صورة وزعها رئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» المؤقتة لاجتماعه مع حكماء الزاوية
صورة وزعها رئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» المؤقتة لاجتماعه مع حكماء الزاوية

أعلن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، استدعاء فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية، لحضور الجلسة المقبلة للمجلس بعد المطالب بمثوله، بينما جدد المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الدعوة إلى ما وصفه بـ«انتفاضة شعبية» سلمية كبيرة، واعتبر أن الجيش هو «الضامن الوحيد لإنهاء الانهيار».
وأضاف صالح، خلال جلسة لمجلسه بمدينة بنغازي في شرق البلاد، اليوم، أنه يجب استدعاء رؤساء الأجهزة الرقابية في الجلسة المقبلة، كما طالب مجلس إدارة المصرف المركزي بإعادة النظر في سعر الصرف.
وبعدما طالب النائب العام بتحريك الدعوى القضائية ضد من وردت أسماؤهم في تقارير الأجهزة الرقابية، أعلن صالح، تنحيه عن جلسة انتخاب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب بسبب اتهام أحد المرشحين له بـ«التزوير»، وقال إنه سيتم ترحيل الأمر إلى الجلسة القادمة بعدما طلب 15 نائباً من الجنوب بتأجيل الانتخاب. كما صوت أغلبية أعضاء المجلس على تحديد الحد الأدنى للأجور بـ1000 دينار.
يأتي ذلك، فيما تحدث خالد المشري رئيس مجلس الدولة، عن استمرار الخلافات مع مجلس النواب، حول القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، وقال إن ترشح مزدوجي الجنسية للانتخابات الرئاسية، ما زال مثاراً للخلاف مع مجلس النواب.
وأضاف في جلسة عقدها مجلسه مساء أمس بمقره في العاصمة طرابلس، أنه لم يتم التوافق على أي صيغة لحسم الخلاف، برغم مقترحات قدمها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب.
وكان أعضاء مجلس الدولة قد بدأوا التصويت على بنود «القاعدة الدستورية» المطروحة للنقاش مع مجلس النواب، وقال بيان للمجلس إن المناقشات مستمرة إلى حين الاتفاق على صورة نهائية توافقية للقاعدة قبل إحالتها إلى مجلس النواب.
بدوره، أعلن المشير حفتر قائد «الجيش الوطني»، في كلمة مساء أمس، لأهالي منطقة براك الشاطئ خلال احتفال شعبي بزيارته تلبية لدعوة أعيان ومشايخ المدنية بجنوب البلاد، دعمه لانتفاضة الشعب في مواجهة «مؤسسات التآمر على الوطن»، وقال إن الجيش الذي دحر الإرهاب جدير بالثقة والاعتماد عليه، لافتاً إلى أنه لم يدخر جهداً على مدى سنوات من أجل الوفاق وتحقيق تسوية شاملة وتقديم مصلحة الوطن على كل اعتبار.
وتابع: «أفسحنا المجال أمام القادة السياسيين للاتفاق على إنهاء الانسداد السياسي لكنهم فشلوا، وصلنا اليوم إلى طريق مسدود في المسار السياسي»، وأرجع سبب الفشل والإخفاقات المتكررة إلى «تغييب الشعب والنيابة عنه في تقرير مصيره». وأضاف: «ندق ناقوس الخطر أمام الشعب وندعوه لامتلاك زمام أمره والتحرك لبناء دولة مدنية، الشعب عرف عدوه ولن ينفع إلا أن يحسم أمره معه في مواجهة فاصلة لوضع حد للفساد والطغيان»، وقال إن ليبيا تعاني من غياب الشعب واعتماده على طبقات ومؤسسات تتجاهل دورها الوطني وتخون الأمانة.
وشدد على أن الحلول التلفيقية المرتكزة على المحاصصة السياسية أثبتت فشلها وأنها لا تخدم إلا صانعيها، وأكد أنه لا بد للشعب أن ينتفض لفرض إرادته وصنع واقع جديد ينهي رموز الفساد والخيانة وتأتي بالوطنيين والشرفاء.
من جهة أخرى، أعلن «جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة» التابع لحكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تسلم معاذ بلال من عناصر مجموعة السيفاو التابعة لوزارة الداخلية، وأحد المطلوبين في الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية وأدت إلى مقتل خمسة أشخاص وتفاقم الوضع في المدينة.
وأوضح الجهاز في بيان له، مساء أمس، أنه تم البدء فعلياً في التحقيق بالتنسيق مع الجهات المعنية للوصول إلى إيقاف نهائي للصراع الدائر، على أن تكون الكلمة والفيصل للسلطات القضائية، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد تدخل العديد من الأطراف لفض النزاع وإنهاء الحرب القائمة، وبمتابعة رئيسي المجلس الرئاسي والحكومة ووزير الداخلية وآمر منطقة الساحل الغربي العسكرية ومدير أمن الزاوية.
وأضاف: «تم التواصل معنا بخطاب كتابي من قبل مجلس حكماء وأعيان الزاوية لمتابعة أسباب الاشتباك والوقوف عليها وتسلم المطلوبين المسببين لهذا الصراع».
وكان محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة، قد أعلن لدى لقائه مساء أمس، بوفد من مدينة الزاوية، الاتفاق على تشكيل لجان للتواصل مع أطراف النزاع، وتسوية الوضع الاجتماعي، وحصر الأضرار وتفعيل القوة المشتركة لبسط الأمن.
وأعلن الحداد في بيان وزعه مكتبه، أنه تم تسليم المطلوب، بالتنسيق مع المجلس الرئاسي ووزارة الداخلية، إلى جهاز الردع، والوصول إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بالمدينة.
وأكدت مصادر محلية توقف الاشتباكات المسلحة في المدينة وانسحاب قوات الطرفين بعد التوصل لاتفاق بتسليم المطلوب، تزامناً مع إعلان اجتماع عبد الله اللافي عضو المجلس الرئاسي مع مسؤولين أمنيين وعسكريين، عن الاتفاق.


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.