السيسي يلزم الحكومة بحل «مشكلات المستثمرين» خلال شهرين

قال إن القطاع الخاص يشكل 75 % من السوق

السيسي في كلمته خلال افتتاح عدد من المشروعات بهيئة الاستثمار (من مقطع فيديو عرضه التلفزيون المصري)
السيسي في كلمته خلال افتتاح عدد من المشروعات بهيئة الاستثمار (من مقطع فيديو عرضه التلفزيون المصري)
TT

السيسي يلزم الحكومة بحل «مشكلات المستثمرين» خلال شهرين

السيسي في كلمته خلال افتتاح عدد من المشروعات بهيئة الاستثمار (من مقطع فيديو عرضه التلفزيون المصري)
السيسي في كلمته خلال افتتاح عدد من المشروعات بهيئة الاستثمار (من مقطع فيديو عرضه التلفزيون المصري)

جددت مصر التأكيد على التزامها بـ«دعم الاستثمار»، وحل مشاكل المستثمرين، أملا في مواجهة التداعيات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، كواحدة من تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، على هامش افتتاح عدد من مشروعات الهيئة العامة للاستثمار (الثلاثاء)، إن «بلاده تولي اهتماما كبيرا بدعم الصناعة، وتذليل أي عقبات تواجهها»، متعهدا بأن «الحكومة ستعمل على تيسير الإجراءات، وإزالة كل المعوقات التي تواجههم خلال شهرين على الأكثر».
ويشكو رواد الأعمال والمستثمرون من «صعوبة وطول» الفترة اللازمة لإصدار التراخيص اللازمة لبدء العمل، إضافة إلى بعض المعوقات الأخرى المتعلقة بتوفير مستلزمات الإنتاج، والقيود المفروضة على الاستيراد.
وفي هذا السياق أكد الرئيس المصري على «جدية الدولة في تناول المشكلات التي تعوق الاستثمار، والتصدي لها وحلها»، وقال إن «أزمة جائحة (كوفيد - 19) ومن بعدها الأزمة الروسية - الأوكرانية كان لهما أثر كبير على العالم كله وعلى مصر»، مضيفا أن «بلاده تسعى لتقليل حجم هذه الصدمة قدر المستطاع»، ولفت الرئيس المصري إلى أنه «أصدر توجيهاته إلى محافظ البنك المركزي بحل المشكلات التي واجهت المستثمرين على مدار الأشهر الثلاثة الأخيرة، بما في ذلك توفير مستلزمات الإنتاج».
وشدد السيسي على تقدير بلاده لرجال الأعمال، وقال: «نحن مهتمون بتشجيع الصناعة في مصر ودعمها، ونحتاج إلى المزيد من العمل من كافة الأطراف»، موضحا أن «كل مشروع يتم تنفيذه يمثل دخلاً إضافياً ليس فقط للشركة المنفذة للمشروع ولكن لكل مواطن يعمل بها»، متعهداً بتسهيل إجراءات الاستثمار.

وقال الرئيس المصري إن «نظام الرخصة الذهبية يؤكد توجه الدولة نحو تيسير الإجراءات، وتقليل عدد الموافقات»، لافتا إلى أن «الموافقة على تنفيذ مشروع استثماري كانت تستغرق وقتا طويلا للحصول على 26 موافقة مختلفة»، وأضاف أن «الدولة تعمل حاليا على تلبية طلبات المستثمرين بتطبيق نظام الشباك الواحد، وألا تستغرق إجراءات تسجيل المشروع أكثر من 20 يوما».
ونظام «الرخصة الذهبية»، هو واحد من محفزات الاستثمار التي أطلقتها الحكومة المصرية نهاية العام الماضي، وبموجبه يكون على المستثمر الحصول على موافقة واحدة فقط للبدء في تنفيذ مشروعه.
وأكد الرئيس المصري أن «الدولة تستهدف زيادة الصادرات لتصل إلى 100 مليار دولار سنويا»، وقال إن «هذا ليس رقما كبيرا في دولة تعداد سكانها يتجاوز 104 ملايين نسمة»، وأضاف موجها حديثه لرجال الأعمال المصريين، «علينا أن نتعاون معا ونجتهد للقضاء على كافة المعوقات التي تواجه الاستثمار»، لافتا إلى أن «المؤتمر الاقتصادي الذي سينطلق الشهر المقبل، يعد فرصة لمناقشة الصعوبات والمعوقات التي تواجه المستثمرين ورجال الأعمال، بهدف التصدي لها».
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين عقدت الحكومة المصرية عدة اجتماعات لتحديد محاور المؤتمر الاقتصادي، تلبية لدعوة أطلقها السيسي بداية الشهر الجاري.

وفي كلمته حاول الرئيس السيسي الرد على بعض الأقاويل التي تتحدث عن «سيطرة الدولة على الاقتصاد»، وقال إن «حجم مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد المصري ليس كما يتصور البعض»، مضيفا أن «دوره كبير ويتجاوز 75 في المائة من حجم الاقتصاد المصري».
وأبدى «استعداد الحكومة لتشجيع رجال الأعمال من أجل التوسع في إقامة المدارس المهنية لتخريج عمالة ماهرة ومدربة تكون لديها فرص عمل حقيقية»، ونوه إلى «أهمية دور مراكز البحوث والتطوير سواء في الجامعات أو غيرها من أجل إيجاد حلول للمشكلات أو النقاط التي تحتاج إلى التطوير، وذلك من خلال التنسيق والربط فيما بين مراكز البحوث والصناعة».
وبدوره قال الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة المصرية، المستشار محمد عبد الوهاب، إن «خطة الهيئة تتضمن إعداد وتنفيذ استراتيجية جديدة للترويج لمصر عالميا، تعتمد بشكل أساسي على توجيه الاستثمارات إلى قطاعات اقتصادية واعدة تمتلك مصر فيها ميزة تنافسية»، مشيرا إلى أنه «تم إطلاق الإصدار الثالث لخريطة مصر الاستثمارية، والتي تضم حالياً أكثر من ألف و130 فرصة استثمارية، و92 دراسة جدوى»، لافتا إلى «زيادة صافي تدفقات الاستثمار المباشر لمصر بنسبة تتجاوز 53 في المائة ليصل إلى نحو 7.3 مليار دولار خلال الفترة من يوليو (تموز) 2021 إلى مارس (آذار) 2022 مقابل 4.8 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من العام السابق».
وافتتح الرئيس المصري، المنطقتين الاستثماريتين في بنها بمحافظة القليوبية، وميت غمر بمحافظة الدقهلية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، كما تفقد عددا من المشروعات القومية الخاصة بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بمدينة نصر.


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
TT

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

قال مجلس الوزراء المصري، في بيان، السبت، إن مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية وقعتا اتفاقين باستثمارات إجمالية 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

يأتي توقيع هذين الاتفاقين اللذين حصلا بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز قدرات مصر في مجال الطاقة المتجددة؛ حيث يهدف المشروع إلى دعم استراتيجية مصر الوطنية للطاقة المتجددة، التي تستهدف تحقيق 42 في المائة من مزيج الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وفق البيان.

ويُعد هذا المشروع إضافة نوعية لقطاع الطاقة في مصر؛ حيث من المقرر أن يُسهم في تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير فرص عمل جديدة.

وعقب التوقيع، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن الاستراتيجية الوطنية المصرية في قطاع الطاقة ترتكز على ضرورة العمل على زيادة حجم اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة إسهاماتها في مزيج الطاقة الكهربائية؛ حيث تنظر مصر إلى تطوير قطاع الطاقة المتجددة بها على أنه أولوية في أجندة العمل، خصوصاً مع ما يتوفر في مصر من إمكانات واعدة، وثروات طبيعية في هذا المجال.

وأشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمود عصمت، إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة موسعة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة، بما يعكس التزام الدولة المصرية في توفير بيئة استثمارية مشجعة، وجذب الشركات العالمية للاستثمار في قطاعاتها الحيوية، بما يُعزز مكانتها بصفتها مركزاً إقليمياً للطاقة.

وأشاد ممثلو وزارة الكهرباء والشركة الإماراتية بالمشروع، بوصفه خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مصر والإمارات في مجالات التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.