أجهزة الأمن السورية «تحتجز ناجين» من «قارب الموت» اللبناني

عدد الضحايا يرتفع إلى 99

والدة رواد سيّد (وسط) تبكيه خلال دفنه في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت إثر غرقه في "مركب الموت" اللبناني أمام السواحل السورية يوم 24 سبتمبر الجاري (إ.ب.أ)
والدة رواد سيّد (وسط) تبكيه خلال دفنه في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت إثر غرقه في "مركب الموت" اللبناني أمام السواحل السورية يوم 24 سبتمبر الجاري (إ.ب.أ)
TT

أجهزة الأمن السورية «تحتجز ناجين» من «قارب الموت» اللبناني

والدة رواد سيّد (وسط) تبكيه خلال دفنه في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت إثر غرقه في "مركب الموت" اللبناني أمام السواحل السورية يوم 24 سبتمبر الجاري (إ.ب.أ)
والدة رواد سيّد (وسط) تبكيه خلال دفنه في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت إثر غرقه في "مركب الموت" اللبناني أمام السواحل السورية يوم 24 سبتمبر الجاري (إ.ب.أ)

أكد المدير العام للهيئة العامة لـ«مستشفى الباسل» في طرطوس الدكتور إسكندر عمار، في تصريح أورده الإعلام الرسمي السوري، أنه تم السماح بخروج جميع الناجين من غرق مركب الهجرة اللبناني من المستشفى «بعد تحسن حالتهم الصحية». وجاء كلامه في ظل أنباء عن قيام الأجهزة الأمنية السورية باعتقال عدد من الناجين الفلسطينيين والسوريين من حادثة غرق المركب في مدينة طرطوس الساحلية السورية، وفق ما ذكرت «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» التي تقدّم نفسها بوصفها «منظمة حقوقية إعلامية متخصصة برصد أحوال اللاجئين الفلسطينيين في سوريا» ومقرها بريطانيا.
وأشارت «مجموعة العمل» إلى أن اعتقال هؤلاء تم بحجة أنهم «مطلوبون أمنيون وللخدمة الإلزامية».
وتقول مصادر طبية في «مستشفى الباسل» إن عدد الناجين الذين تلقوا العلاج في المستشفى في مدينة طرطوس بلغ نحو 27 شخصاً. وكانت «مجموعة الإنقاذ الموحد» المتخصصة بمتابعة أنباء المهاجرين الذين يلجأون إلى دول الاتحاد الأوروبي، قد حذرت من احتمال اعتقال الناجين من غرق القارب اللبناني أمام السواحل السورية، بهدف التحقيق معهم، سيما وأن أغلبهم من أبناء محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة بشمال غربي سوريا. وقالت المجموعة، في منشور لها على حسابها الرسمي في «فيسبوك»: «لا تجعلوا الناجي من غرق قارب لبنان يلعن ساعة النجاة». ولفتت إلى وجود مخاوف لدى الأهالي من «أن يتم نقل الناجين إلى الأفرع الأمنية في سوريا للتحقيق معهم، إذ من الممكن أن يكون بعض الشباب مطلوبين للخدمة الإلزامية، أو لجهات أمنية لأن غالبية الناجين من محافظة إدلب».
وأطلق عدد من العائلات الفلسطينية مناشدات للمساعدة بمعرفة أي معلومات عن أبنائهم الذين فقدوا بعد غرق القارب الذي كان يقلهم قرب جزيرة أرواد بمدينة طرطوس السورية أثناء محاولتهم الهجرة إلى أوروبا.
وبعد العثور، صباح الاثنين، على جثة جديدة على شاطئ مدينة طرطوس تم تسليمها إلى الهيئة العامة لمستشفى الباسل، ارتفع عدد ضحايا «قارب الموت» اللبناني إلى 99 شخصاً. وقال ناجون من غرق المركب إنه انطلق من منطقة المنية في طرابلس بشمال لبنان الثلاثاء الماضي، بقصد الهجرة إلى أوروبا، وكان يحمل أشخاصاً من جنسيات عدة.
وليست الهجرة غير الشرعية ظاهرة جديدة في لبنان الذي شكّل منصة انطلاق للاجئين، خصوصاً السوريين والفلسطينيين باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية التي أشارت، في الوقت ذاته، إلى أن وتيرتها ازدادت على وقع الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد منذ نحو ثلاث سنوات، والذي دفع بلبنانيين كثر إلى المخاطرة بأرواحهم بحثاً عن بدايات جديدة.
وأضافت الوكالة الفرنسية أن التدابير التي اتخذتها القوى الأمنية لم تسهم في الحد من الظاهرة. وتُعلن الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية مراراً عن إحباط محاولات هجرة غير شرعية، خصوصاً من منطقتي طرابلس وعكار شمالاً، الأكثر فقراً في لبنان.
وأعلن الجيش اللبناني، يوم السبت، أنه أوقف، الأربعاء، شخصاً للاشتباه في تورطه بتهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر، وقد «اعترف بالإعداد لعملية التهريب الأخيرة من لبنان إلى إيطاليا».
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، في بيان: «هذه مأساة مؤلمة أخرى»، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة الكاملة لـ«تحسين ظروف النازحين قسراً والمجتمعات المضيفة في الشرق الأوسط». وأضاف في بيان مشترك مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة الهجرة الدولية: «الكثيرون يدفع بهم نحو حافة الهاوية».
وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو: «لا يجدر بالأشخاص الباحثين عن الأمان أن يجدوا أنفسهم مضطرين لخوض رحلات هجرة محفوفة بالمخاطر ومميتة».
واعتبر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن «لا أحد يصعد على مراكب الموت بسهولة. يتخذ الأشخاص هذه القرارات الخطيرة، ويخاطرون بحياتهم بحثاً عن العيش بكرامة». وأضاف: «علينا أن نفعل المزيد (...) لمعالجة الشعور باليأس في لبنان والمنطقة».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».