أميركا تقود مسعى لمناقشة ارتكابات الصين ضد «الأويغور»

جانب من احتجاج ضد سياسات الصين نظمته جماعة من «الأويغور» في إسطنبول (رويترز)
جانب من احتجاج ضد سياسات الصين نظمته جماعة من «الأويغور» في إسطنبول (رويترز)
TT

أميركا تقود مسعى لمناقشة ارتكابات الصين ضد «الأويغور»

جانب من احتجاج ضد سياسات الصين نظمته جماعة من «الأويغور» في إسطنبول (رويترز)
جانب من احتجاج ضد سياسات الصين نظمته جماعة من «الأويغور» في إسطنبول (رويترز)

دعت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية عدة، الاثنين، إلى نقاش في «مجلس حقوق الإنسان «التابع للأمم المتحدة، في شأن وضع حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ الصينية، حيث تُتهم بكين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وتحديدا ضد أقلية الأويغور المسلمة».
وقدّمت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة في جنيف بدعم من بريطانيا وكندا والسويد والدنمارك وفنلندا وآيسلندا والنرويج، مشروع قرار بهذا الشأن للمجلس، يتضمن اقتراح أن يتم النقاش، خلال الدورة الثانية والخمسين للمجلس المقررة في الربع الأول من عام 2023.
وسيطرح القرار للتصويت، على الدول الأعضاء في المجلس البالغ عددها 47 دولة في 6 أو 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وينوّه النص الموجز بـ«التقييم» الذي نشرته في 31 أغسطس (آب) الماضي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان حول منطقة شينجيانغ الصينية المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي شهدت هجمات دموية حملت الحكومة الصينية مسؤوليتها لانفصاليين من «أويغور» و«إسلاميين متطرفين». لكن في حين لا تتحدث المفوضة السامية في تقريرها عن «إبادة جماعية»، إلا أنها تشير إلى «جرائم ضد الإنسانية» ارتكبتها بكين، و«أدلة موثوقة» على التعذيب والعنف الجنسي، وتدعو المجتمع الدولي «إلى التحرك».
ورفضت بكين بشدة هذه الاتهامات، وانتقدت التقرير واتهمت الأمم المتحدة بأنها «متواطئة مع الولايات المتحدة والغرب»، ومارست في الأسابيع الأخيرة ضغوطاً كبيرة في الكواليس في جنيف، لمواجهة أي تحرك ضدها، في حين تعرضت الدول الغربية وحلفاؤها لضغوط شديدة من منظمات غير حكومية، لتقديم مشروع قرار إلى المجلس يدين الانتهاكات الصينية ويأمر بإجراء تحقيق.
وقال مدير الإعلام في شينجيانغ، شو جويشيان، لصحافيين في جنيف الأسبوع الماضي «لسنا خائفين». ورداً على سؤال عن كيفية استجابة بكين لقرار المجلس، أكد أن بلاده ستتخذ «إجراءات مضادة».
ومجلس حقوق الإنسان المؤلف من 47 عضواً، منقسم بشدة إزاء الاتهامات ضد الصين، العضو الدائم في مجلس الأمن والتي لها علاقات اقتصادية قوية مع العديد من الدول النامية.
ويُنظر إلى الدعوة لإجراء المناقشة، على أنها «خيار أقل تصادمية من السعي لاستصدار قرار» من الممكن أن يتضمن مسعى لإجراء تحقيق في شينجيانغ، رغم إمكانية إثارة هذا الأمر لاحقاً.
وكان محتجون من «الأويغور» نظموا وقفات خارج مكتب الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع الماضي للمطالبة بتحرك. وقال جلبهار هايتواجي، وهو معتقل سابق أمضى ثلاث سنوات في معسكرات الاحتجاز «طلبي واضح من المجتمع الدولي، أطلب منكم التدخل... أناشدكم أن تنقذونا من هذا الاستبداد».


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.