فيصل دراج: القول إن العقل العربي طارد للفلسفة «لا معنى له»

الناقد الفلسطيني يقول إن المناهج المدرسية لا تزال تتجاهل الرواية العربية

فيصل دراج
فيصل دراج
TT

فيصل دراج: القول إن العقل العربي طارد للفلسفة «لا معنى له»

فيصل دراج
فيصل دراج

يعدّ الدكتور فيصل دراج أحد أكثر نقاد الأدب العربي صرامة وجدية، فهو يبحث في النص الأدبي عن مصادر توهجه الفلسفية، في إطار رؤية ثقافية مهمومة بالجماليات الأدبية. حصل على الدكتوراه في السبعينات من فرنسا حول «الاغتراب بين هيجل وماركس». ولعبت مؤلفاته في النظرية الأدبية دوراً تأسيسياً في خريطة النقد العربي، ومنها «الرواية وتأويل التاريخ»، و«الواقع والمثال» عن علاقة الأدب والسياسة، و«الشر والوجود» عن فلسفة نجيب محفوظ الروائية. وتناول مشروع طه حسين في كتابه «طه حسين وتحديث الفكر العربي»، وكتب عن التجارب الأدبية الجادة كما في كتابه «جبرا إبراهيم جبرا».
وهنا حوار معه حول معظم هذه الأعمال، ورؤيته النقدية للحياة الأدبية العربية:
> يحمل كتابك الأخير: «الشر والوجود... فلسفة نجيب محفوظ الروائية» تساؤلاً مركزياً عما إذا كان العمق الفلسفي هو سر توهّج الإبداع المحفوظي، فما الذي انتهيت إليه؟ وهل هناك أسباب أخرى منحت محفوظ تلك المكانة عربياً وعالمياً؟
- كان محفوظ شغوفاً بالفلسفة منذ أن كان طالباً في جامعة فؤاد الأول («القاهرة» فيما بعد)، وأراد التخصص في التصوّف، بيد أن الرواية في ذاتها لا تقوم على المعرفة الفلسفية؛ لأنها - كما يقال - جنس كتابي «يتوسّل» ألوان المعرفة جميعاً التي تتضمن الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ. وأكثر من ذلك، الرواية لا تنتج فلسفة مباشرة، وإلا فقدت تميّزها، إنما تُـنتج فلسفة روائية متسائلة؛ تشير إلى الوجود وتحجبه، تومئ إليه وتحوّله إلى سؤال.
والمعرفة الفلسفية وحدها لا تفضي إلى «توهّج إبداعي»، والدليل على ذلك أن الفرنسي جان بول سارتر كان فيلسوفاً عظيماً وروائياً محدوداً، كما أن فلسفة النمساوي روبرت موزيل قادت إلى روايته الكبيرة: «رجل بلا صفات» الرمادية القراءة.

آمن محفوظ بقوة المعرفة الإنسانية وبمحدوديّتها أيضاً، فهناك دائماً ما لا سبيل إلى معرفته، وهذا الحوار المفتوح بين المعلوم والمجهول، في أشكاله الروائية، سرّ توهّج محفوظ الروائي.
> رغم الجهد المدهش الذي تضمنه الكتاب، فإن بعض الناس يردد أن «عميد الرواية العربية» قُتل بحثاً، وكان أولى بالدكتور درّاج أن ينتبه إلى الأجيال اللاحقة من الأدباء...
- كل إنسان حر فيما يذهب إليه، وأنا واحد من هؤلاء الناس. فالأستاذ محفوظ حالة خاصة في الإبداع الروائي ولا يشبه غيره؛ متعدد، متجدّد، متنوع، وتعدديّته الكتابية تترك مجالاً واسعاً للتأويل والاجتهاد. كما أن تنوّع المراجع المعرفية في مقاربة نصوصه يفتح آفاقاً جديدة في دراسات «النقّاد»، بعضها جيد، وآخر لصيق بـ«الملخّصات المدرسية»!
والحق يقال؛ إنني دخلت إلى عوالم محفوظ من باب «الإيمان»، وهي كلمة مُرهقة مُقلقة؛ ذلك أنني رأيته روائياً بصيغة الجمع؛ أعاد تأسيس الرواية العربية، جدّدها، وطوّر أشكالها، ومنحها أبعاداً كونية. ولا أظن أن محفوظ «قُتل بحثاً»، وأدوات القتل متعددة، وخلال مدة إعداد كتابي عنه (أربع سنوات) لم أعثر إلا على مراجع مفيدة قليلة.
> «الاغتراب بين ماركس وهيجل» كان موضوع رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها من فرنسا عام 1974، ما الذي جذبك إلى هذا الموضوع؟
- حفظتُ من أمي صغيراً تعبير: «عُثار الغربة»، وعلمني أستاذي الرفيع المقام الدكتور عبد الكريم اليافي، في جامعة دمشق، كلمة: «الاغتراب»، وهو ليس مجرد كلمة. وأشعرني وضع اللجوء الفلسطيني باختلافي عن «الآخرين» وغربتي عنهم. جعلت وجوه الحياة موضوع الاغتراب حاضراً في روحي قبل القراءة عنه. شرحه لي ماركس الشاب باستفاضة في كتابه «المخطوطات الاقتصادية - الفلسفية»، وتعلّمت من كتاب هيجل «فينومينولوجيا الروح» الفروق بين الاغتراب، والتموضع، والتشيّؤ، والفكرة المطلقة، وتحوّلات الزمن. وعيتُ بعد هذا كله أن الاغتراب هو النقص، والسلْب، والتشوّه، و«فقدان الإنسان لجوهره». كان جوهري - وطنياً - مستلباً، وما زال النقص الذي يمليه الاغتراب يتابعني إلى اليوم!
> إذن كيف ترى حضور كل من هذين الفيلسوفين تحديداً في الثقافة العربية؟
- هو حضور مبتسر أو مجزوء؛ فقد قال هيجل بالديالكتيك؛ أي الحركة الذاهبة من شكل إلى آخر، وعالمنا العربي يتميّز - للأسف - بالجمود والمحافظة! وقال ماركس بالصراع الطبقي، وطبقات العالم العربي «غائمة»؛ لأنها تُختصر إلى مرجع أعلى يضع نفسه فوق الطبقات، ويصادر طبقة ويطلق أخرى! ورغم غياب الفضاء السياسي، بالمعنى المتعارف عليه بين الشعوب، فإن الفكر العربي أنتج محاولات مجتهدة لفهم وتحليل كل من هيجل وماركس، منها ما حاوله مجاهد عبد المنعم مجاهد وعبد الفتاح الديدي من مصر، وطيب تيزيني من سوريا، وحسين مروة ومهدي عامل من لبنان، والصديق الراحل حديثاً صادق العظم... وغيرهم من عرب آخرين.
> ما دامت الفلسفة تخصصك الأكاديمي طالباً وباحثاً، فلِمَ برأيك لم تفرز ثقافتنا العربية الحالية تياراً فلسفياً عميقاً يحظى بحضور لافت؟ وهل لسطوة التراث علاقة بالأمر؟
- أفرزت ثقافتنا العربية الإسلامية القديمة ظواهر فلسفية، مثل المعتزلة، وابن سينا، والفارابي، وابن رشد...
إن التراث في عالم عربي «أحاديّ القرار» لا يوجد مستقلاً في ذاته؛ فهو موجود في أجهزة السلطات التي تساوي بين الفلسفة وحرية الفكر «غير المرغوب» فيها. وكي لا نسهب في الإجابة، أقول إن الفلسفة تزدهر في مجتمع يعترف بتعددية العقول، ويساوي بين المعارف جميعاً، ولا يضع المعرفة الدينية فوق غيرها من المعارف، كما لو كانت «علماً للعلوم».
وباختصار؛ فإن الحاضنة الثقافية الاجتماعية التي تقبل بالنشاط الفلسفي أو تنهى عنه، هي في العالم العربي أثر من آثار «السياسة التربوية» التي تشرف عليها السلطات المختلفة، وهي سياسية؛ ولهذا فإن القول إن «العقل العربي في ذاته طارد للفلسفة» لا معنى له؛ فالعقل موزّع بين جميع البشر بنسب متساوية.
> منذ أواخر السبعينات حتى بداية الألفية الجديدة، انخرطت في العمل بعدد من مراكز الأبحاث في بيروت ودمشق... ما الذي يتبقى من تلك المرحلة؟ وهل ثمة مراجعات فكرية قمت بها إزاء أفكارك وتصوراتك؟
- تبقّت بعض الذكريات عن بعض البشر؛ فقد كانت «سياسات البحث العلمي» موسمية فقيرة المحتوى. لم تكن هناك حدود واضحة بين القضايا العملية و«المقاربات النظرية»، إضافة إلى تسلّط الآيديولوجي الزائف على العلمي المفيد. كما غابت الفروق بين مراكز الأبحاث ودور النشر العامة، وكان لكل مركز مرجع أعلى «ينصح» الباحث مرة واحدة. أستثني من ذلك تعاوني مع الليبرالي الفلسطيني الدكتور أنيس صايغ الذي تطلّع إلى سياسة بحثية فاعلة، تسهم في التعرّف على الوقائع الإسرائيلية، وقد سخر منه «إداريون فلسطينيون»، ونفوه بصفة: «ابن كمبردج»؛ الجامعة الإنجليزية التي تخرج فيها، وغادرت مركز الأبحاث الفلسطينية حين غادره «ابن كمبردج»!
يجب التذكير بأنني عملت في مراكز قومية وماركسية وليبرالية، وآثرت دائماً صفة: «باحث غير متفرّغ»، يقدم كماً من العمل متفَقاً عليه، ويغادر حين يريد. وراجعت نفسي في أمرين: التهاون في فهم الحاضر وعدم التدقيق في مدى سيطرة الماضي عليه، ووهمي بوجود فروق حقيقية بين «التقدمي» و«الرجعي»، وبين القومي والماركسي، إلى أن أدركت أن «المرتبة السلطوية» تمحو الفروق بين الآيديولوجيات، وأن المرتبة «الإدارية» تُجانس بين الأكاديمي والجاهل والفلاح وابن المدينة، والمنتمي إلى طرفة بن العبد، والآخر الذي «يلهو» باسم ماركس أو غرامشي!
لم يتهمني أحد منذ شبابي الأول إلى اليوم بالتفاؤل. ومع أنني كنتُ ماركسياً - ولا أزال على طريقتي - فإني لم أعتقد بتقدم التاريخ، ولا بدور «المثقف الرسولي» الواعد بأحلام كبيرة؛ ذلك أن دور المثقف أن يدافع عن العدل والحرية والاستقلال الوطني، بالكتابة طبعاً، وأن يلتحف بهامشيته، ويسائل «نظرية في الرواية العربية»، ويحرص على ألا تتطاير في الفضاء.
> عشتَ في سوريا مدة طويلة قبل أن تتركها منذ سنوات، كيف ترى تأثير الحرب على الرواية السورية حالياً ومستقبلاً؟ وهل تتوقع زخماً أدبياً على غرار ما خلفته الحرب الأهلية في لبنان؟
- عَرفتْ سوريا منذ زمن روائيين متميّزين، مثل هاني الراهب، وخير الذهبي، وحنا مينة، ونبيل سليمان، والدكتور خليل النعيمي الذي استقر في باريس منذ زمن طويل. هناك من أعطوا خلال الحرب الأهلية وبعدها نصوصاً متميّزة؛ حال: خليل صويلح، المتميّز بجدارة، وخالد خليفة وعبير إسبر، وهناك مغترب آخر لا تعوزه الموهبة هو فواز حداد الذي شاء مرة أن يكون «ذاكرة دمشق القديمة». أمّا ما يُدعى الزخم الأدبي المنتظر، فيحتاج إلى الاستقرار الاجتماعي الذي لم تحظَ به سوريا - للأسف - إلى اليوم.
> أنت أحد أكثر نقادنا الذين تابعوا الرواية العربية تنظيراً وتطبيقاً... كيف ترى المشهد الروائي حالياً؟ ولماذا تبدو متحفظاً على المقولة التي أطلقها صديقك الراحل الدكتور جابر عصفور: «زمن الرواية»؟
- لا أدّعي الآن مطلقاً أني أتابع الرواية العربية، كما كنتُ أفعل سابقاً؛ لذا أتقدم بأحكام جزئية. في فترة سبقت، كنا نقرأ جديد الرواية العربية في أسماء روائية مركزها القاهرة. انتقلت الآن الرواية من أحادية المركز إلى تعددية المراكز؛ هناك الظاهرة اللبنانية، وروايات من المغرب العربي جديرة بالقراءة، وروايات تأتي من اليمن والسعودية والبحرين والكويت، وغيرها من البلدان. وهناك أيضاً «التحرّر من النهج الواقعي»، واختيار مناهج سلبية أو إيجابية. وهناك طبعاً اتساع «تسويق الرواية» اعتماداً على معايير «الإعلانات والدعاية والنقد المسلوق»، والتباهي بالكمّ، وهو معيار متخلّف!
وبالنسبة إلى قول الدكتور جابر عصفور عن «زمن الرواية»، أختصره بما يلي: إذا كانت الرواية واقعة اجتماعية - كما نقول في النقد الأدبي - وكان الواقع العربي مراوحاً في قديمه، أو يتقهقر «مطمئناً»، فمن أين يأتي «زمن الرواية» إن كان زمن المجتمع كله لا تغيير فيه؟!
فسّر جابر «الظاهرة الروائية» بـ«الظاهرة الروائية»، ونسي أن الحديث عنها يستلزم الحديث عن تطور الوعي الاجتماعي؛ فالرواية جنس أدبي حديث تلازمه ظواهر حديثة، لكننا نلاحظ ألا تبدّل في الذوق الفني والأدبي في العالم العربي، ولا تراجع للثقافة التقليدية التي «تتطيّر» من كل جديد. ولا تزال الرواية «مطرودة» من المناهج المدرسية المختلفة، وأقرب ما تكون إلى جنس أدبي مغترب يكتبه مغتربون.
> تقول إن الرواية العربية في العَقد الأول من الألفية الثالثة لم يتجاوز مستواها إبداع الستينات؛ لأنه لا يوجد من تجاوز نجيب محفوظ، أو تجريب صنع الله إبراهيم، أو إميل حبيبي... ألا تخشى أن يتهمك بعض الناس بالتجنّي أو التعميم؟
- يرفض حكمي «النرجسيون الفقيرو الثقافة»، ويقبل به المبدعون الجادون. لم يتجاوز محفوظَ أحد، وهذا بداهة عاقلة. كما أن عَقد الستينات من القرن الماضي أنتج علامات روائية فارقة، أو لنقلْ «اقتراحات»: قام جمال الغيطاني بترهين الموروث روائياً، واجتهد صنع الله في تجديد المعمار الروائي، ومزج إميل حبيبي بين الرواية والمقامة، ورسم غالب هلسا «سيرة الحياة اليومية»... لا وجود لهذه الاقتراحات، ولا ما هو أقل منها في رواية الأجيال الجديدة. والحق أنه يوجد أفراد مبدعون لا يمكن اختصارهم في «عمومية الأجيال الجديدة»؛ فلا وجود لـ«أجيال» مبدعة، الذي هو تعبير يلبي «النوايا الطيبة»، فما يوجد يتمثّل بـ«الأفراد».
> كيف ترى المشهد الأدبي الفلسطيني؟ وهل النظر إليه بوصفه «توثيقاً» لمأساة أضرّ به؟
- فرضت الاستثنائية الفلسطينية ربطاً عضوياً بين الصعود الوطني السياسي وصعود الأدب الفلسطيني المرتبط به، وآية ذلك ستينات القرن الماضي التي شهدت «تألقاً» في الشعر والرواية. أمّا اليوم، فلا ينافس «تواضع الأدب الفلسطيني» إلا تراجع الأداء الإداري السلطوي. يظل هناك أفراد يكسرون القاعدة.
أما بالنسبة إلى دور «التوثيق» الضار، فأنا أذهب في اتجاه معاكس؛ فقد تراجع الأدب الفلسطيني حين اكتفى بـ«الفكرة» والميلودراما، وصعد حين صيّر «التوثيق» متخيلاً أدبياً خصيباً... «غسان وجبرا وإميل وحسين البرغوثي». المشهد الأدبي الفلسطيني اليوم لا يدعو عامة إلى المسرّة.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

السجن عاماً واحداً لسارقَي تشكيلة أزياء «بالمان»

شعار مجموعة دار «بالمان» للأزياء يظهر خارج متجر في باريس (رويترز)
شعار مجموعة دار «بالمان» للأزياء يظهر خارج متجر في باريس (رويترز)
TT

السجن عاماً واحداً لسارقَي تشكيلة أزياء «بالمان»

شعار مجموعة دار «بالمان» للأزياء يظهر خارج متجر في باريس (رويترز)
شعار مجموعة دار «بالمان» للأزياء يظهر خارج متجر في باريس (رويترز)

حُكم، أمس (الخميس)، في فرنسا بالسجن لعام على رجلين متّهمَين بسرقة قطع من مجموعة دار «بالمان» للأزياء كان يُفترض أن تُعرض ضمن أسبوع الموضة في باريس في سبتمبر (أيلول)، بعد شهر من سلسلة إدانات أولى في هذه القضية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وبينما سُجن أحدهما، سيمضي الثاني عقوبته وهو يضع سواراً إلكترونياً.

وخلال محاكمة أولى في القضية نفسها قبل شهر، حُكم في بوبينيي قرب باريس بالسجن على الرجلين، أحدهما عاماً واحداً، والثاني عاماً ونصف العام.

واستأنف المدعي العام، الذي طالب بالسجن 6 و5 سنوات، هذين القرارين.

وخلال محاكمة ثانية أُجريت في 13 مارس (آذار)، برّأ زهير ب. الذي حُكم عليه (الخميس) بالسجن 3 سنوات، شريكه بشكل تام.

وأوضح أمام المحكمة أنه كان يعاني ضائقة مالية، وقد استسلم لإغراء وضغط معنوي من جانب رجل، امتنع عن ذكر اسمه.

وتعرّضت شاحنة تحمل قطعاً من التشكيلة الجديدة لمصمم أزياء «بالمان» الشهير، أوليفييه روستان، في 16 سبتمبر لهجوم على الطريق بين مطار رواسي ومقر دار المنتجات الفاخرة في باريس.

وتعرّض السائق لهجوم من رجال مقنعين، وسُرقت سيارته التي كانت محملة بـ146 طرداً تابعاً للدار الفاخرة، بينها قطع كان مقرراً عرضها خلال أسبوع الموضة.

وقدّرت «بالمان» الأضرار المعنوية والمادية لعملية السرقة هذه بنحو 645 ألف يورو.


بدعم ولي العهد... اكتمال أعمال إنقاذ 56 مبنى بـ«جدة التاريخية»

جاء المشروع في سياق اهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية (واس)
جاء المشروع في سياق اهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية (واس)
TT

بدعم ولي العهد... اكتمال أعمال إنقاذ 56 مبنى بـ«جدة التاريخية»

جاء المشروع في سياق اهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية (واس)
جاء المشروع في سياق اهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية (واس)

أعلنت وزارة الثقافة السعودية، الخميس، اكتمال أعمال مشروع تدعيم وإنقاذ 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط بمنطقة «جدة التاريخية»، التي تحمل عناصر معمارية وتراثية ثرية، وذلك بتوجيهات الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، ودعم بمبلغ 50 مليون ريال من نفقته الخاصة؛ مساهمةً في مساندة المشاريع التي من شأنها المحافظة على المكتسبات التاريخية والحضارية للبلاد.

ولي العهد دعم المشروع بمبلغ 50 مليون ريال من نفقته الخاصة (واس)

وجاء المشروع في سياق حرص واهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية وصوْنها وتأهيلها؛ تحقيقاً لمُستهدفات «رؤية 2030»، وبما يعكس العمق العربي والإسلامي للسعودية بوصفه إحدى أهم ركائز الرؤية، إذ عمل المشروع على إبراز المعالم التراثية التي تحفل بها المنطقة بوصفها موقعاً يضم أكثر من 600 مبنى تراثي، و36 مسجداً تاريخياً، و5 أسواق تاريخية رئيسة، إلى جانب الممرات والساحات العريقة، والمواقع ذات الدلالات التاريخية المهمة؛ مثل الواجهة البحرية القديمة التي كانت طريقاً رئيساً للحجاج، والتي سيُعاد بناؤها لتحكي لزوار «جدة التاريخية» القصة العظيمة للحج منذ فجر الإسلام.

عمل المشروع على إبراز المعالم التراثية التي تحفل بها المنطقة (واس)

وجاء توجيه الأمير محمد بن سلمان بتنفيذ المشروع من قِبل شركات سعودية متخصصة وبسواعد وطنية، حيث تولّت 5 شركات أعماله، وقامت بإجراء الدراسات وتنفيذه وفق التصميم العمراني المميز لجدة التاريخية، وعناصره المعمارية الفريدة، حيث تحتوي بعض المباني، والتي تعود ملكيتها لأسر جدة، على معالم أثرية يزيد عمرها على 500 عام، وذلك بإشراف فنيين ذوي خبرة بالمباني التاريخية.

تحتوي بعض المباني على معالم أثرية يزيد عمرها على 500 عام (واس)

كان ولي العهد قد أعلن، عام 2021، إطلاق مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية»؛ بهدف تطوير المجال المعيشي في المنطقة لتكون مركزاً جاذباً للأعمال والمشاريع الثقافية، ومقصداً رئيسًا لروّاد الأعمال، وذلك وفق مسارات متعددة تشمل البنية التحتية والخِدمية، وتطوير المجالين الطبيعي والبيئي، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الجوانب الحضرية.

شمل المشروع مركز الموسيقار طارق عبد الحكيم الذي شرعت «هيئة المتاحف» أبوابه في ديسمبر الماضي (واس)

ويسعى المشروع إلى جعل «جدة التاريخية» موقعاً مُلهماً في المنطقة، وواجهةً عالمية للسعودية عبر استثمار مواقعها التراثية وعناصرها الثقافية والعمرانية الفريدة لبناء مجال حيوي للعيش تتوفر فيه مُمكّنات الإبداع لسكانها وزائريها.


«مليحة» يتصدر الاهتمام في مصر بمشهد «حق العودة» للفلسطينيين

مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)
مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)
TT

«مليحة» يتصدر الاهتمام في مصر بمشهد «حق العودة» للفلسطينيين

مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)
مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)

حظي المسلسل المصري «مليحة» بإشادات واسعة مع انطلاق عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان، ولفت الأنظار منذ حلقاته الأولى بمشاهد التهجير وحق العودة للشعب الفلسطيني، والرؤية التاريخية التي يقدمها عبر لقطات بـ«الأبيض والأسود» للنازحين الفلسطينيين منذ عشرينات القرن الماضي وحتى الآن.

وتصدر المسلسل (التريند) عبر موقع التغريدات القصيرة «إكس» مع مشاهد التهجير وحق العودة، وكتب مخرجه عمرو عرفة عبر حسابه على «إكس»: «أول مرة يشارك 1000 ممثل في مشهد التهجير، كلهم أبطال».

وأشاد متابعون بظهور عمل فني في هذا التوقيت يتناول القضية الفلسطينية، ويعيد التذكير بالمأساة منذ بدايتها، وكتب حساب باسم «مافيا تويتر»: «مهم جداً للأجيال الجديدة التي لا تعرف النكبة أن تتابع مسلسل (مليحة) حتى لا يستخدمنا أعداؤنا»، ووصف حساب باسم لؤي الخطيب على «إكس» المسلسل بأنه «تصعيد مصري شديد الذكاء لأن الاحتلال الإسرائيلي يدرك خطورة الدراما المصرية خاصة في رمضان».

وفي مقدمة كل حلقة يعرض المسلسل جانباً توثيقياً في شكل حوار بين جدّ (يعلق بصوته الفنان سامي مغاوري) على تساؤلات الحفيد، بينما تنقل الصورة مشاهد بالأبيض والأسود من رحلة الشتات الفلسطيني منذ بدايات القرن الماضي، وقرار عصبة الأمم بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، الذي تضمن دعوة العالم للالتزام بوعد بلفور لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

المسلسل الذي أنتجته الشركة المتحدة يضم فريقاً من الممثلين المصريين والفلسطينيين، وتشارك في بطولته ميرفت أمين، ودياب، وأشرف زكي، وحنان سليمان، وأمير المصري، إلى جانب عدد من الفنانين الفلسطينيين، من بينهم، سيرين خاس (تجسد شخصية مليحة)، وديانا رحمة، ومروان عايش، ورحاب الشناط، وأنور خليل، والمسلسل من تأليف رشا عزت الجزار، وإخراج عمرو عرفة.

المخرج عمرو عرفة خلال تصوير أحد المشاهد (الشركة المنتجة)

يروي المسلسل قصة الفتاة الفلسطينية مليحة التي نزحت مع أسرتها في طفولتها إلى ليبيا خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 بعد تدمير الاحتلال لمنزلهم، ومع قيام الحرب في ليبيا يتوجهون لمصر، حيث تواجه وأهلها كثيراً من الصعوبات.

وتطرقت الحلقة الأولى من المسلسل للرمز الفلسطيني الشهير المتمثل في مفتاح المنزل، الذي ظهر في جدار منزل مليحة، وهو أحد الرموز التي يستخدمها أبناء الشعب الفلسطيني للتعبير عن حقهم في العودة لبلادهم وبيوتهم، فيما شهدت حلقته الثانية استشهاد والدي مليحة «جنين وعمار»، وذلك بعد أن شنت عصابة مسلحة غارة. ونجح ضباط حرس الحدود بمصر بقيادة المقدم أدهم «يؤدي دوره الفنان دياب» من ضبط إرهابي مسلح قام بزرع قنبلة داخل الشاحنة التي تقل النازحين من ليبيا.

وأبدت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله إعجابها بالفكرة التي عدّتها «مفاجأة بظهور عمل درامي في أكثر المواسم مشاهدة ليطرح قضية فلسطين بكل جوانبها، وكأنه يحكي القصة من البداية إلى النهاية»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «تفاجأت بهذا العمل الذي تقدمه الدراما المصرية وتسخر له كل الإمكانات ليظهر على هذا النحو في توقيت مهم، ويروي للأجيال الجديدة التي ربما لا تعرف تاريخ القضية»، وأضافت خير الله أن «المسلسل اعتمد على أهمية موضوعه، متجاوزاً فكرة الاستعانة بنجوم، ومعتمداً على تسكين الممثلين في أدوار تناسبهم، ومتنقلاً في أحداثه الأولى بين فلسطين وليبيا ومصر».

ورأى بعض صنّاع المسلسل تأجيل حديثهم حتى ينتهي، فيما كشف متابعون عن خطأ وقع فيه المسلسل خلال المقدمة التاريخية، حيث ظهرت صورة الرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفلت بدلاً من زعيم الحركة الصهيونية اليهودي تيودور هرتزل.

وقال الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين إن المسلسل لقي اهتماماً منذ عرض البرومو التشويقي، واستطاع جذب الجمهور بـ«تتر المقدمة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «استعرض في المقدمة تاريخ فلسطين ليخاطب جيلاً جديداً لا يعرف هذا التاريخ، وهو جانب توثيقي مهم للغاية، كما قدم ربطاً بين انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) 2000 وما تبعها من تهجير شهده الشعب الفلسطيني، وكأنه يعطي درساً تاريخياً عبر الدراما التي تملك تأثيراً كبيراً، لذا فقد حقق صدى جيداً في حلقاته الأولى».

وأشاد سعد الدين بإسناد بطولة المسلسل لممثلة فلسطينية، وعدّ «مشاركة عدد كبير من الممثلين الفلسطينيين يضفي مصداقية على العمل، إلى جانب الممثلين المصريين الذين يؤدون أدواراً تخصهم ضمن أحداثه التي تقع في مصر».


«السيرة الهلالية»... «فاكهة» الليالي الرمضانية بمصر

جانب من السيرة الهلالية في ليالي رمضان بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
جانب من السيرة الهلالية في ليالي رمضان بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

«السيرة الهلالية»... «فاكهة» الليالي الرمضانية بمصر

جانب من السيرة الهلالية في ليالي رمضان بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
جانب من السيرة الهلالية في ليالي رمضان بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

تعَدّ السيرة الهلالية بمثابة «فاكهة السمر» في المناطق الشعبية بمصر خلال الليالي الرمضانية، حيث يتحلق أبناء تلك المناطق في فرح وشغف حول عازف الربابة والراوي لسماع تلك الملحمة الكبرى، التي وصفها نقاد وباحثون في الفولكلور بـ«إلياذة العرب».

وتشهد ليالي رمضان بالحديقة الثقافية بحي السيدة زينب، وهو من الأحياء الشعبية في وسط القاهرة، تقديم السيرة الهلالية من خلال ثلاثة رواة هم محمد عزت نصر الدين ثم عبد المعز عز الدين ثم عزت قرفي، يصاحبهم عزف الربابة والإيقاع. ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة التابع لوزارة الثقافة المصرية.

وتتكون السيرة الهلالية مما يقرب من مليون بيت من الشعر على اختلاف البلدان التي تحتفظ بها، وتحكي سيرة بني هلال الذين انتقلوا من هضبة نجد إلى اليمن ثم إلى الشام واستقروا في تونس خلال القرن الحادي عشر الميلادي، زمن الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، بحسب رواية ابن خلدون.

أحد رواة السيرة الهلالية بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب (الشرق الأوسط)

وعَدّ الشاعر مسعود شومان، رئيس اللجنة الاستشارية العليا لأطلس المأثورات الشعبية بمصر، السيرة الهلالية «واحدة من كنوز الفنون القولية المهمة»، ووصفها بأنها تمثل «إلياذة العرب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في ظني أنها أهم من الإلياذة عبر تفاصيلها وتقسيماتها البنائية، بداية من المواليد مروراً بالريادة الصغرى ثم الريادة الكبرى ثم التغريبة ثم ديوان الأيتام»، وأضاف أن «السيرة الهلالية ملأى بالأطر الفنية والقوالب المتعددة، سواء في وجه بحري (شمال مصر) أو قبلي (جنوب مصر)، منها فن المربع والحكي وفن القصيد وفن الموال، بالإضافة إلى التنوع الموسيقي».

وحول تقديم السيرة في الليالي الرمضانية قال إن «هذه الليالي لحفظ الروايات المختلفة ودعم الرواة الذين توجه بعضهم لأنماط أخرى من الغناء، لكن بعضهم ما زال يحتفظ بطرق أداء السيرة، خصوصاً أن السيرة الهلالية أصبحت عنصراً من التراث اللامادي باليونيسكو وهو تراث محفوظ لمصر، ولا بد من دعمه حفاظاً على هويتنا».

وسبق أن جمع الشاعر المصري الراحل عبد الرحمن الأبنودي السيرة الهلالية من الرواة المختلفين في مصر وتونس والجزائر وليبيا والسودان في كتاب ضخم مكون من عدة أجزاء، كما قدمها في الإذاعة وفي بعض المواقع الثقافية مثل بيت السحيمي بشارع المعز في القاهرة الفاطمية خلال شهر رمضان قبل رحيله عام 2015.

وعن بدايات رواية السيرة في رمضان يوضح شومان أن «السيرة كانت تؤدّى على المقاهي بشكل دائم، ليست السيرة الهلالية فقط ولكن الكثير من السير، كانت إحدى المقاهي تقدم سيرة عنترة، وأخرى تقدم سيف بن ذي يزن وأخرى السيرة الهلالية، لدرجة أن البعض كانوا يسمون أنفسهم بالعناترة والزناتية والهلالية».

وأشار شومان إلى أن «السير لم تعد تقدم في رمضان في أماكنها الأصلية، ومن ثم كانت ليالي رمضان فرصة لاجتذاب هؤلاء الرواة في الليالي الثقافية»، وتابع: «أنا شخصياً أقدم السيرة الهلالية في أماكن مختلفة منذ عام 2002، من بينها محكى القلعة وقصر ثقافة الجيزة، كنا نقدم الوجه البحري ممثلاً في أحمد حواس، والقبلي ممثلاً في عز الدين نصر الدين، والآن لدينا 3 رواة يقدمونها وهم من الأجيال التالية بعد رحيل الرواة الآباء».

وكان من أهم وأشهر رواة السيرة الهلالية في الإذاعة المصرية جابر أبو حسين وسيد الضوي اللذين رافقا الأبنودي في تقديم السيرة، سواء في الإذاعة أو في الليالي الرمضانية بالمواقع الثقافية.

السيرة الهلالية تروى عن طريق جيل الأبناء (الشرق الأوسط)

وأنهى شومان كلامه مؤكداً أن «السيرة الهلالية ترسم طريقاً يمكن التعرف من خلالها على العادات والتقاليد والأزياء وتجمعات القبائل من نجد حتى تونس، فهي ليست كتاباً للحروب والمعارك بين الأبطال، وإنما كتاب للمعارف والخبرات، وبالتالي تزداد أهميتها من هذه الجوانب الثقافية والجمالية».


وزير الثقافة السعودي يزور معرض «العلا: واحة العجائب» ببكين

تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)
تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)
TT

وزير الثقافة السعودي يزور معرض «العلا: واحة العجائب» ببكين

تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)
تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)

زار الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، معرض «العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية»، والمقام في القصر الإمبراطوري بالعاصمة الصينية بكين.

واطلع خلال الزيارة على أجنحة المعرض والقطع الأثرية المعروضة، والتي تجسد حضارات العلا عبر التاريخ، وكذلك البرامج والمبادرات التي يتضمنها وتعكس «رؤية العلا» المتماشية مع «رؤية المملكة 2030».

ويقام المعرض في «المدينة المحرمة» المصنفة ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، بالشراكة بين الهيئة والوكالة الفرنسية لتطوير العلا، ولقي منذ افتتاحه أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي تفاعلاً كبيراً بزيارة ما يقارب ربع مليون زائر.

ويتضمن جوانب فريدة من تاريخ العلا الغني، ويضم معالم بارزة، مثل تماثيل «دادان» التي كانت موطناً للمملكتين الدادانية واللحيانية، وأفلاماً عن المقابر المنحوتة في «الحِجر»، ومستكشفات أثرية برونزية من الموقع الذي يعد المدينة الجنوبية الرئيسة للمملكة النبطية، وأول موقع سعودي على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي.

يتضمن المعرض جوانب فريدة من تاريخ العلا الغني (الشرق الأوسط)


«أجواء»... معرض قاهري يحتفي بروح الشرق وفنون «الحروفية»

لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
TT

«أجواء»... معرض قاهري يحتفي بروح الشرق وفنون «الحروفية»

لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )

يحتفي المعرض الفني «أجواء» بالروح الشرقية والفنون «الحروفية»، عبر استلهام الثيمات الشعبية والتراثية خلال شهر رمضان، ويضم المعرض الذي يستضيفه «غاليري بيكاسو» بالقاهرة، حتى نهاية رمضان، أعمالاً لـ15 فناناً من مدارس واتجاهات فنية مختلفة.

وعبر صيغ فنية تتراوح بين التصوير والنحت والخزف، تأتي الأعمال الفنية، وسط حضور لافت لتنويعات في فنون الخط العربي الذي يُعدّ تيمة مركزية تجمع بين الأعمال الفنية المُتفرقة، كأنه يدعو لإعادة تأمل المساحات الخلاّقة التي تربط الخط العربي بفنون التشكيل.

استلهام لآية قرآنية في لوحة بالمعرض (غاليري بيكاسو)

وتعدَّدت مظاهر «الحروفية» أو استخدام الخط العربي في اللوحات، ما بين تكوينات تستلهم آيات قرآنية، مثل لوحة تضيء بآية «والشمس وضحاها»، وأخرى تستلهم آية: «ولكم فيها مستقر ومتاع إلى حين»، وحضوره في تكوينات زخرفية يتفاعل فيها الحرف، كوحدة جوهرية مع عناصر العمل الأخرى.

ويرى الدكتور أشرف رضا أستاذ الفنون الجميلة وأحد المشاركين في معرض «أجواء» أن «الحرف تتكامل فيه عناصر التجريد الهندسي والعضوي والزخرفي». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أنا مُحب للحرف العربي، وأطعّم به أعمالي، وفي لوحاتي المشاركة بالمعرض يظهر الحرف تجلياً للفن العربي والإسلامي، ضمن رموز تجريدية أخرى في اللوحات التي تعكس تنوعاً حضارياً واسعاً للهُوية المصرية».

إحدى لوحات المعرض للفنان أشرف رضا (غاليري بيكاسو)

ويمكن التوقف أمام حروف من الشعر العربي القديم تقول: «أحبها وتُحبني... ويُحب ناقتها بعيري»، وهو بيت يتوّسط واحدة من لوحات الفنان المصري الراحل حسن الشرق (1949 - 2022) الموجودة بالمعرض، تعبر عن الفن الفطري الذي امتاز به الفنان الراحل ومكّنه من الوصول بأيقوناته الشعبية إلى العالمية، فأعماله تسكنها الحكايات المُشبّعة بالخيال، والرموز البصرية التي تستلهم المواكب الشعبية، والسيّر الملحمية، والحلقات الصوفية.

يُعلق أستاذ الفنون الجميلة أشرف رضا، رئيس مؤسسة «أراك للفنون والثقافة» هنا بقوله: «حسن الشرق ضيف شرف المعرض، والاحتفاء بأعماله يمثل تجديداً لذكرى فنان كبير استطاع تقديم آلاف الأعمال بأسلوبه الفطري الأخّاذ، الذي أبدعه ببراعة، رغم أنه لم يدرس الفنون».

استلهام من آيات القرآن الكريم في إحدى لوحات المعرض (غاليري بيكاسو)

وتظهر ومضات من عالم «ألف ليلة وليلة» في لوحات بالمعرض، مما يعكس التأثير الفني الممتد لتلك الملحمة التراثية على المُخيّلة الإبداعية لعدد من الفنانين المشاركين، كما تبدو بعض الأعمال وكأنها فصول من مخطوطات قديمة تطوف في عوالم الفسطاط والبصرة ووجوه أهلها. تتجلى هذه الروح الشرقية في أعمال الفنان محمود مرعي، وكذلك لوحات الفنان منير إسكندر، الذي ينقل البورتريه إلى عالم مليء بالعناصر الريفية، وتعلّق أهلها الفطري بالدين والشعائر.

جانب من الأعمال النحتية في المعرض (غاليري بيكاسو)

كما يظهر التنوّع في استخدام الخزف بالأعمال المعروضة بين استخدام تقليدي يُحاكي الآنية القديمة، واستخدام آخر مُعاصر، بينما تظهر التشكيلات النحتية التي تستعين بخامات مختلفة كالبرونز والغرانيت، ويمنح بعضها انطباعاً بأنها خرجت من طيّات الحكايات القديمة، كعمل للفنانة مروة يوسف تُجسِّد فيه ملامح مُجردة لشيخ يرتدي عباءة ويُطعم الطير الذي أحاط به من رأسه وحتى قدميه.

تصميم نحتي لشيخ يرتدي عباءة للفنانة مروة يوسف (غاليري بيكاسو)

وتصيغ أعمال نحتية علاقات جديدة بين الأشكال الهندسية التقليدية، كالدائرة والمثلث والمستطيل، بأسلوب يمنحها طابعاً درامياً وحركياً، كمنحوتة للفنان أحمد عبد التواب، وكأنها تصوير لشخص يقوم بتقديم عزف حيّ.

وعدّ أستاذ الفنون الجميلة المعرض يجمع بين الفنون العربية والإسلامية، على اختلاف الأساليب والتقنيات والاتجاهات الفنية الحاضرة في أعماله، مضيفاً: «مع زيادة تنظيم معارض لتيارات واتجاهات الفن المعاصر وفنون الحداثة، يُصبح لمثل هذا المعرض خصوصيته، ويظل مصدراً لتشويق جمهور هذا اللون من الفنون».


أثناء بحثها عن المفاتيح... أم تقتل ابنتها بالخطأ برصاص مسدس كان في حقيبتها

الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)
الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)
TT

أثناء بحثها عن المفاتيح... أم تقتل ابنتها بالخطأ برصاص مسدس كان في حقيبتها

الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)
الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)

أطلقت أم أميركية النار على ابنتها البالغة من العمر 13 عاماً مما أدى إلى وفاتها، فيما زعمت الأم أنه «حادث إطلاق نار بشكل عرضي».

ووفقاً لمركز شرطة مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، حدث إطلاق النار ليلة (السبت) الماضي قبل الساعة العاشرة مساءً بقليل بالتوقيت المحلي في منزل ديان رادلي وابنتها ديريا.

وتم نقل الفتاة المراهقة إلى المستشفى حيث أُعلنت وفاتها، وفق ما ذكرته مجلة «بيبول / People» الأميركية.

وحسب الشرطة، فقد «أبلغت والدة فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً قُتلت بالرصاص ليلة السبت داخل منزلها في شارع إيدجهيل أن إطلاق النار من المسدس كان حادثاً».

وفي استجواب داخل مقر الشرطة أخبرت والدة ديريا المحققين بأن مسدسها نصف الآلي كان في حقيبتها من دون أي احتياطات حماية مع أشياء أخرى، وإن الرصاصة انطلقت بالخطأ بينما كانت تحاول البحث عن مفاتيحها داخل حقيبتها.

وعبّرت الأم ديان عن حزنها الشديد إثر الحادث، حيث ظهرت في بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للتحدث مع متابعيها، وقالت وهي تبكي «قلبي يؤلمني... آمل ألا يمر أي شخص بما أمر به».

ونشرت صوراً لابنتها علّقت عليها قائلة «عانقوا أطفالكم بقوة... الكلمات لا تستطيع وصف الألم... طفلتي كانت جميلة للغاية... اللهم أعطني القوة لأتحمل ما لا أتمنى أن يعاني منه أي شخص... قلبي كسر لمليون قطعة». وتابعت: «عزيزتي، أنا بحاجة إليك، لا أستطيع أن أقترف هذا الخطأ، أحبك كثيراً».

كما أنشأت الأم أيضاً صفحة لجمع الأموال من أجل جنازة ابنتها. واعتباراً من يوم (الاثنين) تم جمع 2485 دولاراً من أصل 15 ألف دولار مستهدفة.


شهر اللغة العربية في الصين بحرصٍ سعودي على جَعْلها عالمية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال زيارته الرسمية إلى الصين (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال زيارته الرسمية إلى الصين (واس)
TT

شهر اللغة العربية في الصين بحرصٍ سعودي على جَعْلها عالمية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال زيارته الرسمية إلى الصين (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال زيارته الرسمية إلى الصين (واس)

أطلق وزير الثقافة السعودي ورئيس مجلس أمناء «مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية»، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، برنامج شهر اللغة العربية في جمهورية الصين، الذي يركّز لـ30 يوماً على تعزيز وجودها، وتطوير مناهج تعليمها، وتحسين أداء معلميها.

ويُنظّم «مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية» بين 28 مارس (آذار) الحالي و26 أبريل (نيسان) المقبل بمدينتي بكين وشنغهاي برنامجاً علمياً يتألّف من مجموعة برامج وأنشطة تُقام مع جهات تعليمية عدّة لتطوير مناهج تقدّم دروساً في تعلُّم العربية، وتحسين أداء المعلّمين، وتعزيز وجود العربية لغةً عالمية للثقافة والعلوم. كما يتخلّل البرنامج زيارات ولقاءات مع الجامعات الصينية التي تقدّم برامج أكاديمية في اللغة العربية، والجمعيات والمراكز المهتمّة بتعليمها ونشرها في الصين.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام للمجمع الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي إنه «يقع ضمن استراتيجيته وتوجيهات رئيس مجلس الأمناء، وينشط في مسارات عدّة لنشر اللغة العربية محلياً وعالمياً؛ من بينها هذا البرنامج الذي يسعى إلى التعريف بالمجمع وأنشطته في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والوقوف على جهود المملكة في خدمة العربية وعلومها في أنحاء العالم، والعمل المباشر على تدريب المعلّمين، ورفع كفاياتهم التدريسية، وتحقيق التقدّم في نواتج تعلّم اللغة العربية لديهم».

ويعقد المجمع، بالتعاون مع جامعة بكين للغات والثقافة، مسابقة علمية تستهدف متعلّمي اللغة العربية، وتنقسم إلى 3 محاور: الإلقاء، والسرد القصصي، والخط العربي؛ للتكامل مع أهم إصدارات المجمع المعنية بهذا المجال، ونَشْر استخدام المتعلّمين لها.

يُعقَد البرنامج على مدى 4 أسابيع؛ 3 منها في العاصمة بكين، وأسبوع في شنغهاي، ويشمل تنفيذ ندوة علمية، وحلقتي نقاش، وزيارات علمية، و4 دورات تدريبية للمعلّمين؛ مخصّصة لتنمية مهارات الكفاية اللغوية (الاستماع، والتحدّث، والقراءة، والكتابة)، وتركز جميعها على توظيف استراتيجيات التعلُّم النشط في تعليم العربية لغةً ثانية، وتعزيز ممارساتها، وتطوير كفايات معلّميها للناطقين بغيرها.

ويأتي برنامج «شهر اللغة العربية في جمهورية الصين» ضمن مشروع «برامج علمية حول تعليم اللغة العربية»، بإشراف المجمع، ونفّذت منه نسخٌ في دول عدّة، من بينها الهند، والبرازيل، وأوزبكستان، وإندونيسيا، ويستمر المجمع بتقديمه في سياق عمله اللغوي والثقافي على المستوى الدولي.


مؤسسة مبادرات محمد بن راشد تنفق 490 مليون دولار في الأعمال الخيرية خلال 2023

جانب من المساعدات الإنسانية التي تقدمها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية (الشرق الأوسط)
جانب من المساعدات الإنسانية التي تقدمها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية (الشرق الأوسط)
TT

مؤسسة مبادرات محمد بن راشد تنفق 490 مليون دولار في الأعمال الخيرية خلال 2023

جانب من المساعدات الإنسانية التي تقدمها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية (الشرق الأوسط)
جانب من المساعدات الإنسانية التي تقدمها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية (الشرق الأوسط)

أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن ضخ مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية خلال عام 2023، ضمن الأعمال الخيرية، نحو 1.8 مليار درهم (490 مليون دولار)، مشيراً إلى أن تلك المساهمات الخيرية أحدثت أثراً إيجابياً في حياة 111 مليون مستفيد في 105 دول حول العالم.

وبحسب المعلومات الصادرة عن المؤسسة فإن عدد المستفيدين من مبادراتها زادوا بواقع 9 ملايين مستفيد مقارنة بعام 2022، كما توسعت في تقديم برامجها ومبادراتها وحملاتها ومشاريعها الإغاثية والمجتمعية لتشمل 105 دول، بزيادة 5 دول، مقارنة بعدد الدول التي غطتها عام 2022.

وجاء إعلان نتائج تقرير أعمال مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، خلال حفل خاص أقيم في «دبي أوبرا»، حيث شهد الحفل استعراض إنجازات المؤسسة خلال العام الماضي والأعوام السابقة، بالإضافة إلى تقارير عن نتائج حملة «وقف الأم»، وتكريم كبار المساهمين فيها.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية نجحت خلال عام 2023 في الوصول إلى 111 مليون شخص في 105 دول، وأسهمت في كتابة قصص ملهمة، وغرس بذور أمل مستدامة، تمنح الناس سبباً لبناء حياة أفضل والارتقاء بأنفسهم ومجتمعاتهم».

وأضاف: «كل يوم نصل فيه إلى إنسان محتاج في أي مكان في العالم، ونوِّفر له الوسائل والأدوات لانتشاله من الفقر أو المرض أو الجهل، فإن ذلك يشكل أعظم مكسب لنا وللإنسانية».

وتابع: «مبادراتنا متنوعة... من الإغاثة... للتعليم والصحة... وتمكين المجتمعات... ودعم الشباب وصنع الأمل... هدفنا المساهمة في استئناف حضارة المنطقة ومساعدة الشعوب الأقل حظاً»، وقال: «رحلة العطاء مستمرة... ومشاريعنا الإنسانية هي رسالة من الإمارات للعالم تحمل قيم شعب الإمارات ومبادئه».

من جانبه، أكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أن «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية رسخت على مدى ثماني سنوات من تأسيسها، ثقافة صناعة الأمل في المنطقة، وحوّلت العمل الإنساني إلى فعل مؤسسي مستدام، وساهمت في خلق مناخ عام من العطاء، بما يعكس القيم السامية التي قامت عليها دولة الإمارات، وحرصها على أن تكون نموذجاً ملهماً في التأثير الإيجابي في حياة الشعوب والمجتمعات وتمكينها من بناء غد أفضل».

وأضاف أن «مؤسسـة (مبادرات محمد بن راشـد آل مكتوم العالمية) أحدثت أثراً فارقاً في حياة عشرات ملايين البشر حول العالم خلال العام الماضي، بفضل نجاحها في التطوير المستمر لرؤيتها وأهدافها وأسلوب عملها، واحتضان العديد من المبادرات الإنسانية الجديدة، وتعزيز تلك القائمة بما يسهم في توسيع دائرة المستفيدين منها».

إلى ذلك، قال محمد القرقاوي الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»: «استطاعت مؤسسة (مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية) في عام 2023 الوصول إلى 111 مليون شخص في 105 دول، وساهمت في تلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم، عبر التوسع في برامجها المستدامة وزيادة معدل الإنفاق، حيث ارتفع خلال العام الماضي 400 مليون درهم (109 ملايين دولار) عن 2022، في محاورها المختلفة»، منوهاً بالجهود الكبيرة التي بذلها كادر مؤسسة المبادرات وأكثر من 160 ألف متطوع لإنجاح برامج ومشاريع المؤسسة في 2023.

وشهدت الفعالية عرضاً يلخص حملة «وقف الأم»، التي تستهدف تكريم الأمهات من خلال إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم (272.2 مليون دولار) لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم بشكل مستدام.

 


الكلاب المدرَّبة تكتشف إصابة البشر باضطراب ما بعد الصدمة

يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
TT

الكلاب المدرَّبة تكتشف إصابة البشر باضطراب ما بعد الصدمة

يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)

رصدت دراسة كندية قدرة الكلاب المدرَّبة على اكتشاف إصابة البشر بـ«اضطراب ما بعد الصدمة»، وهو اضطراب نفسي ينتج عادة عن التعرُّض لحدث صادم أو مرعب.

وأوضح الباحثون، أن دراستهم هي الأولى التي تثبت قدرة الكلاب على اكتشاف هذا الاضطراب عن طريق شمّ أنفاس البشر، وفقاً لنتائج الدراسة التي نُشرت، الخميس، بدورية «Frontiers in Allergy».

ويمكن للأنوف الحساسة للكلاب اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية التي يحتمل أن تكون خطرة، مثل نوبة قلبية وشيكة.

لكن الدراسة الجديدة، وجدت دليلاً على أن الكلاب قد تكون قادرةً على اكتشاف «اضطراب ما بعد الصدمة»، من خلال شمّ أنفاس الأشخاص الذين تم تذكيرهم بالصدمات.

وينجم هذا الاضطراب عن التعرض لحدث صادم أو مؤلم بشدة، مثل حادث سيارة أو كارثة طبيعية، أو تجربة عنيفة مثل الاعتداء الجنسي أو الجسدي، ويمكن أن تختلف أعراضه وشدتها من شخص لآخر، وتتضمن أعراضاً اقتحامية مثل الذكريات المزعجة والكوابيس، والهلاوس، أو الأفكار الملحة.

بالإضافة إلى ذلك، تجنب الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء التي تذكّر بالحدث الصادم، وتغييرات في المزاج، وفي اليقظة وردود فعل مثل صعوبة النوم، والشعور بالانفعال، أو سهولة الانزعاج.

ويمتلك جميع البشر «بصمة رائحة» فريدة تماماً مثل بصمات الأصابع، مكونة من مركبات عضوية متطايرة، هي جزيئات تنبعث من الجسم عبر إفرازات مثل العرق والتنفس وحتى الزهم (مادة زيتية تنتجها البشرة).

وهناك بعض الأدلة على أن الكلاب قد تكون قادرة على اكتشاف تلك المركبات المرتبطة بالإجهاد والتوتر البشري.

وخلال الدراسة راقب الباحثون 26 شخصاً عانوا من «اضطراب ما بعد الصدمة»، ورصدوا ردود فعلهم، والروائح التي تنبعث منهم عند تذكيرهم بالصدمة. ودرّبوا كلبين على اكتشاف الرائحة، ونجحا في التعرف على رائحة هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول التي تنبعث من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بنسبة دقة تصل إلى 90 في المائة.

وبين أشكال المساعدة الأخرى، يمكن للكلاب مساعدة المرضى من خلال تنبيههم ومقاطعة النوبات عندما يعاني رفاقهم من الأعراض. وإذا تمكّنت الكلاب من الاستجابة لعلامات التوتر عند التنفس، فمن المحتمل أن تتمكّن من مقاطعة النوبات في مرحلة مبكرة، مما يجعل تدخلاتها أكثر فعالية.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة دالهوزي الكندية، الدكتورة لورا كيروجا لـ«الشرق الأوسط» إن «دراستهم تثبت أن الكلاب ليست قادرة فقط على اكتشاف بعض الحالات الصحية الجسدية لدى البشر، ولكن أيضاً بعض حالات الصحة العقلية، مثل (اضطراب ما بعد الصدمة)».

وأضافت أن «اكتشاف حالات اضطراب ما بعد الصدمة عن طريق الرائحة يسمح بالتدخل حتى قبل ظهور العلامات الجسدية المرئية، وهذا من شأنه أن يمكّن المرضى من استخدام المهارات المكتسبة في العلاج النفسي؛ لتعزيز فهم أعراض المرض ومنع تفاقمه».