«لست كما يدّعون»... بطل مأزوم يشكو همومه للمرآة

تنويعات سردية ـ سينمائية على عوالم سردية

«لست كما يدّعون»... بطل مأزوم يشكو همومه للمرآة
TT

«لست كما يدّعون»... بطل مأزوم يشكو همومه للمرآة

«لست كما يدّعون»... بطل مأزوم يشكو همومه للمرآة

رواية «لست كما يدعون» للروائي آريان صابر الداودي، الصادرة عام 2022، رواية فريدة في بابها، ذلك أنها تعتمد على لونٍ من السرد الهذياني (Delerous Narration)، إذْ تقدم الرواية بكاملها عبر بنية الرواية المونولوغية أحادية الت، بمنظور ميخائيل باختين، من خلال وعي بطلها المصاب بلون من مرض الهذيان العصابي، حيث يقدم الراوي، وهو البطل المركزي في الرواية أيضاً، رؤيته للأحداث، وهو يحاول أن يدفع عنه التهمة التي يلصقها به الآخرون كونه مجنوناً أو مصاباً بالهلوسة، ولذا نراه دائماً يؤكد لطبيبه النفسي الافتراضي أنه ليس كما يدعون، التي أصبحت لازمة سردية يختتم بها الراوي مروياته وحكايته عبر مبدأ «التنضيد السردي»، وهو ما عبر عنه عنوان الرواية بوصفه العتبة النصية الأولى التي تقدم للقارئ أفق توقع مفتوح على تأكيدات متلاحقة، يطرحها الراوي في لون من السرد الشفاهي والمرافعة القانونية على أنه يتمتع بقدرة عقلية ونفسية سليمة، وأنه، كما يقول العنوان «لست كما يدعون».
فالسرد المهيمن في الرواية، هو سرد الراوي المركزي، بطل الرواية المصاب بالهذيان، الذي يوظف فيه ضمير المتكلم (أنا)، وهو يوجه خطابه نحو آخر افتراضي، هو الطبيب النفسي الذي يعالجه، وهو ما نجده في استهلال المتن الروائي الأصلي:
«يا سيدي الطبيب، أكلمك هنا بصراحة تامة خالصة، حدق في عيني جيداً، ستجد إن كنت كما أدعي، أم كما يدعون» (ص 13).
وعبر هذا السرد الشفاهي، يقوم الراوي بسرد حكاية جديدة عن حياته وأسرته وأصدقائه وحبيباته، ويختتم كل فصل بلازمة مكررة وهو يخاطب طبيبه النفسي المتخيل:
«سأكمل لك أحاديث أخرى في وقت لاحق» (ص 52).
وسوف يفاجأ القارئ أن البطل هذا كان في الواقع يخاطب مرآة ليس إلا، وهو ما صدم والدته في الفصل الأخير عندما دخلت إلى غرفته ووجدته يخاطب المرآة، فصرخت برعب:
«حجي حسام... تعال أخذ إبنك للسيد الملا... صاير يحجي ويه روحه» (ص 154).
وكانت الأم قد فوجئت وهي تشاهدهُ وهو يضع بين كفيه مرآة يحدثها (ص 154).
ومن الطريف أن الراوي «فكر لحين قدوم والده أن يجعل صديقه الدكتور (المرآة) في مكان آمن» (ص 154).
والحقيقة أن اصطحاب الراوي إلى «السيد الملا» هنا، كما يبدو، لا يجري للمرة الأولى، إذْ وجدنا الأسرة في الصفحات الاستهلالية الأولى غير المرقمة، التي يمكن أن نعدها بمثابة عتبة نصية دالة، تصطحبه إلى «السيد الملا» الذي يقوم بطقوس تعذيب حقيقية لكي يطرد كما يعتقد «الجان» الذي دخل جسمه وعقله وهو يصرخ به: «اخرج يا ملعون».
إذْ يصور الروائي في هذا الاستهلال مشهداً يمارس فيه «السيد الملا» طقوس طرد الجان، كما يزعم وهو يداعب لحيته:
«جان بيه جني... بس آني وبفضل خبرتي بهالمجال طردته» (ص 9).
وبناءً على توصية «السيد الملا»، فقد وضع البطل في غرفة خاصة منفصلة عن الضوضاء لكي لا يرجع الجني إليه، حيث بقي وحيداً، لمدة ثلاثة أيام، مرت عليه ثقيلة وطويلة قرر بعدها أن ينفذ خطة طرأت له:
«هكذا: أمضى ثلاثة أيام، بلا نوم وحتى راودته فكرة وقرر أن يمارسها... وأصبح يردد مع نفسه: دعهم يقولون فأنا لست كما يدعون» (ص 11).
وهذا الإعلان من قبل الراوي هو الذي يفتح ملف السرد بضمير المتكلم (أنا) على امتداد فصول الرواية اللاحقة، حيث يقرر بعدها أن يخاطب طبيبه النفسي الافتراضي عبر المرآة، كما اكتشفنا في نهاية الرواية.
ويبدو الراوي وهو يقدم مروياته وحكاياته للمرآة/ الطبيب، مثل شهرزاد في «ألف ليلة وليلة» وهي تروي حكاياتها إلى الملك شهريار، لكن شهريار في هذه الرواية افتراضي ومتخيل ويطل عبر المرآة فقط.
أما زمكان الرواية فواضح تماماً، فالمكان هو مدينة كركوك، وجامعتها، والقسم الداخلي لطلبتها، حيث يقيم البطل وأصدقاؤه من طلبة الجامعة. أما الزمان، فيظهر أنه بعد الاحتلال لأن هناك أكثر من إشارة إلى أصوات الانفجارات (ص 42) وإلى نقاط التفتيش، ونشاط القوى الإرهابية، التي كانت تنصب نقاط تفتيش وهمية، يذهب ضحيتها العشرات من المواطنين، كما كان الحال بمقتل مواطن من قبل نقطة تفتيش وهمية كان البطل شاهداً عليها (ص 148). ونجد تداخلاً بين هذه البيئة الزمكانية للأحداث الروائية التي تدور داخل مدينة كركوك، وبين الأزمة النفسية الداخلية التي يعيشها البطل، والتي نطل عليها من خلال منظور بطل الرواية الطالب في كلية القانون (ص 23) في جامعة كركوك: «شارع المحافظة من شوارع كركوك الجميلة، فنادق وعمارات ومحلات تجارية، مثلجات، مطاعم، والسيارات التي تملأ شوارعها» (ص 118).
وفي مقابلة صورة المدينة العصرية هذه، التي تمثلها مدينة كركوك، نجد صورة أخرى للقرية التي جاء منها، وهي قرية بسيطة وبدائية تقع قريباً من مدينة الخالص: «آه... قريتي الجميلة، مع دخولها استنشقت الهواء الذي يعالج الأمراض. يا دكتور، حياة المدن تختلف عن حياة القرى ونحن نمارس كل شيء هنا، ونحدد حدوداً معينة» (ص 113).
ويخيل لي أن من أسباب الاضطراب النفسي لدى البطل يعود إلى اصطدام ابن القرية البدائية بمظاهر المدينة الصاخبة، كما أن مشهد قتل المواطن البريء (وهو شرطي) على أيدي الإرهابيين الذين نصبوا نقطة تفتيش وهمية سبب له، صدمة شديدة، أدت إلى تدهور حالته النفسية تدريجياً، ودخوله في حالة الهذيان والهلوسة هذه. فعندما وصل إلى قريته بعد أن شاهد مقتل الشرطي انهار جسدياً ونفسياً، وبدأ يهذي ويهلوس مما دفع بأسرته إلى نقله إلى «السيد الملا» لعلاجه، ولطرد «الجني» الذي تلبسه، كما يظنون.
لقد تحولت الرواية تدريجياً إلى التحليل السيكولوجي لشخصية البطل، خصوصاً بعد مشاهدته لمنظر قتل الشرطي على أيدي الإرهابيين: «شعرت أنني أفقد حواسي، لوهلة أصبحت أقرب إلى الموت مني إلى الحياة، شفتاي ترتجفان، وكانت ساقاي تصطكان، شعرت أن رأسي يدور» (ص 15).
لقد شعر البطل أنه قد فقد الكثير من قواه، وكأنه آلة تتحطم: «لقد هزتني المشاعر هزاً عميقاً وزعزعت كياني من الجذور» (ص 150).
ومن هنا نجد أهمية هذا التفاعل بين الواقع السياسي والأمني الخارجي من جهة، وبين تدهور الحالة النفسية للبطل من جهة أخرى، حتى ليمكن القول إن الواقع الخارجي هو المسؤول غير المباشر عن الأزمة النفسية والشخصية للبطل.
ومن خلال تشكل هذا النمط من الشخصية العصابية، نجح الروائي إلى حد كبير في استغوار العالم الداخلي للبطل ونوازعه السرية.
لقد انطوت رواية «لست كما يدعون» على تنويعات سردية، فقد بدأ السرد الروائي في العتبة النصية الأولى عبر «السرد كلي العلم» وعبر ضمير الغيبة (هو): «في المساء، عند الشفق، كان يرتجف كورقة في مهب الريح... بلغ به الذعر حداً لم يعرفه من قبل، يردد مع نفسه بصمت (أنا لست مجنوناً)» (ص 19).
وفي هذا السرد نجد بنية المشهد السينمائي هي التي تهيمن على السرد، حيث نجد أدق التفاصيل المتعلقة بزيارته العلاجية إلى «السيد الملا». ويعود هذا «السرد كلي العلم» بضمير الغائب في الفصل الأخير، الذي تنادي فيه الأم زوجها (حسام) للإسراع بنقل ابنهما إلى «السيد الملا»، لأنه «صاير يحجي ويه روحه» (ص 154).
وعدا هذين الفصلين اللذين يؤطران المتن الروائي، فإن السرد الروائي ينحو منحى السرد الذاتي عبر ضمير المتكلم (أنا)، حيث يسترسل بطل الرواية في تقديم مروياته وحكاياته إلى طبيبه المتخيل عبر المرآة.
لقد وفق الروائي في خلق بنية رواية السرد الذاتي الداخلي، حيث الولوج إلى العوالم السرية الدفينة اللا وعي، مما أكسب الرواية بشكل عام مظهر الرواية السيكولوجية، من خلال التركيز على التحليل النفسي غير المباشر لنفسية البطل وعالمه الداخلي.
إلى جانب هذا السرد عبر ضمير المتكلم (أنا)، نجد سرداً عبر ضمير الغيبة (هو)، لكنه هذه المرة، يختلف عن السرد كلي العلم لأنه سرد «مبّأَر»، وهو في الجوهر تحويل أو تعديل لضمير السرد، لأنه سرد على شكل مونولوغ يدور داخل أعماق الشخصية الروائية، ويسمى بـ«أنا الراوي الغائب»، كما ذهب إلى ذلك الناقد تزفيتان تودوروف، وقد يسمى أيضاً بالمونولوغ المروي (narrated monologue): «كان يحس أن الناس كانت تراقب حركاته وجلسته، أنفاسه، نظراته، كل إشارة من إشاراته، كأنه يشاهد الجميع يتكلمون عنه» (ص 158).
من الواضح أن هذا السرد مبأَر (foclized)، ويمكن بسهولة استبدال الضمير «هو» بالضمير «أنا» لنحصل على نتيجة واحدة، هي الانثيال الحر للمشاعر والأحاسيس والأفكار بعفوية وتلقائية. فالبطل هنا يبدو مصاباً بنوع من مرض عصابي هو «البارانويا» (paranoia) يشعر فيه المريض بأنه مطارد ومضطهد، وبأن الجميع يراقبه، ويضطهده، كما يبدو لنا بأنه مصاب بالكآبة «melancholy» (المالنخوليا)، خصوصاً عندما كان يصف مشاعره: «وبالنسبة للوضع الصحي يا دكتور، كنت أشعر بين حين وآخر بالدوار وضيق في التنفس، وكنت أحياناً أرغب أن أكسر كل شيء حولي» (ص 115).
رواية «لست كما يدعون» رواية متفردة، لأنها انفردت بالاشتغال على لون من شعرية السرد الهذياني المنفلت لاستغوار عالم البطل الداخلي، وكانت موفقة إلى حد كبير في تحقيق ذلك.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
TT

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)

انتشر عمل فني من معرض «آرت بازل» يضم كلاباً آلية تحمل رؤوساً شمعية لوجوه شخصيات بارزة؛ مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، انتشاراً واسعاً، إذ يتناول تأثير رواد التكنولوجيا على الطريقة التي نرى بها العالم.

وتتجول الكلاب الروبوتية ذات اللون الجلدي، والمزوّدة برؤوس شمعية دقيقة تشبه مستوى متحف «مدام توسو» لعدد من المليارديرات والفنانين - من بينهم جيف بيزوس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، وآندي وارهول، وبابلو بيكاسو - داخل حظيرة صغيرة، وتقوم بـ«إخراج» صور فوتوغرافية.

ويحمل العمل الفني عنوان «حيوانات عادية» من إنتاج استوديو «بيبِل» في تشارلستون، وقد عُرض هذا العام في «آرت بازل» خلال انطلاق الفعالية السنوية في ميامي بولاية فلوريدا.

وقال مايك وينكلمان، المعروف باسم «بيبِل»، في مقطع نُشر من بورتوريكو على «تيك توك»: «الصورة التي يلتقطونها، يعيدون تفسير الطريقة التي يرون بها العالم. لذا فهي تضم فنانين، ولديها أيضاً إيلون وزوكربيرغ». وأضاف: «وبشكل متزايد، هؤلاء التقنيون والأشخاص الذين يتحكمون في هذه الخوارزميات هم الذين يقررون ما نراه، وكيف نرى العالم».

وتتجول الكلاب الروبوتية، وتجلس، وتصطدم بعضها ببعض، وبين الحين والآخر يومض ظهرها بكلمة «poop mode» قبل أن تُخرج صورة رقمية تُترك على الأرض، وفق ما أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وكتب أحد مستخدمي «تيك توك»: «شكراً، لم أكن أخطط للنوم الليلة على أي حال»، وقال آخر: «هؤلاء مقلقون تقريباً مثل الأشخاص الفعليين»، وعلّق مستخدم على حساب «آرت بازل» في «إنستغرام»: «هذا عبقري ومرعب في الوقت نفسه»، فيما تساءل آخر: «هل هذا حقيقي أم ذكاء اصطناعي؟».

مشهد من معرض «حيوانات عادية» في ميامي (أ.ف.ب)

ويهدف العمل الفني، بحسب الناقد الفني إيلي شاينمان الذي تحدث لـ«فوكس نيوز»، إلى إعادة النظر في كيفية تمكّن الفنانين العاملين في البيئات الرقمية من إحياء مفاهيمهم وأفكارهم عبر الروبوتات، والنحت، والرسم، والطباعة، والأنظمة التوليدية، والأعمال الرقمية البحتة.

وقال وينكلمان لشبكة «سي إن إن»، إن الروبوتات صُممت للتوقف عن العمل بعد 3 سنوات، على أن تكون مهمتها الأساسية تسجيل الصور وتخزينها على سلسلة الكتل (البلوك تشين). وأكد معرض «آرت بازل» لـ«فوكس نيوز ديجيتال»، أن كل نسخة من روبوت «حيوانات عادية» بيعت بالفعل مقابل 100 ألف دولار.

وقال فينتشنزو دي بيليس، المدير العالمي والمدير الفني الرئيسي لمعارض «آرت بازل»، لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «نهدف من خلال معرض (زيرو 10) إلى منح ممارسات العصر الرقمي سياقاً تنظيمياً مدروساً، وخلق مساحة للحوار بين الجمهور الجديد والحالي، مع الإسهام في بناء بيئة مستدامة للفنانين والمعارض وهواة الجمع على حدٍ سواء».


نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
TT

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)

دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنر براذرز ديسكفري» بقيمة 72 مليار دولار، مُحذّرين من أنّ الصفقة ستؤدي إلى خفض الوظائف، وتركيز السلطة، وتقليل طرح الأفلام في دُور العرض إذا اجتازت مراجعة الجهات التنظيمية.

ووفق «رويترز»، من شأن الصفقة أن تضع العلامات التجارية التابعة لشركة البثّ العملاقة «إتش بي أو» تحت مظلّة «نتفليكس»، وأن تسلّم أيضاً السيطرة على استوديو «وارنر براذرز» التاريخي إلى منصة البثّ التي قلبت بالفعل هوليوود رأساً على عقب، عبر تسريع التحوّل من مشاهدة الأفلام في دُور السينما إلى مشاهدتها عبر المنصة.

وقد تؤدّي الصفقة إلى سيطرة «نتفليكس»، المُنتِجة لأعمال شهيرة مثل «سترينجر ثينغز» و«سكويد غيم»، على أبرز أعمال «وارنر براذرز»؛ مثل «باتمان» و«كازابلانكا».

وقالت نقابة الكتّاب الأميركيين في بيان: «يجب منع هذا الاندماج. قيام أكبر شركة بثّ في العالم بابتلاع أحد أكبر منافسيها، هو ما صُمّمت قوانين مكافحة الاحتكار لمنعه».

وتُواجه الصفقة مراجعات لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد عبَّر سياسيون أميركيون بالفعل عن شكوكهم.

الصفقة تواجه أصعب امتحان تنظيمي (د.ب.أ)

وتُمثّل النقابة الكتّاب في مجالات الأفلام السينمائية والتلفزيون والقنوات الخاصة والأخبار الإذاعية والبودكاست ووسائل الإعلام عبر الإنترنت. وأشارت إلى مخاوف تتعلَّق بخفض الوظائف وتخفيض الأجور وارتفاع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين، وتدهور ظروف العاملين في مجال الترفيه.

وقالت «نتفليكس» إنها تتوقع خفض التكاليف السنوية بما يتراوح بين مليارَي دولار و3 مليارات دولار على الأقل، بحلول السنة الثالثة بعد إتمام الصفقة.

وحذّرت كذلك «سينما يونايتد»، وهي منظمة تجارية تُمثّل 30 ألف شاشة عرض سينمائي في الولايات المتحدة و26 ألف شاشة حول العالم، من أنّ الصفقة قد تقضي على 25 في المائة من أعمال دور العرض محلّياً.

وتُصدر «نتفليكس» بعض الأفلام في دور العرض قبل إتاحتها للمشتركين على المنصة، وقالت الشركة إنها ستحافظ على طرح أفلام «وارنر براذرز» في دُور السينما، وتدعم محترفي الإبداع في هوليوود. ووصف رئيس منظمة «سينما يونايتد» مايكل أوليري، الاندماج بأنه «تهديد لم يسبق له مثيل»، مُتسائلاً عمّا إذا كانت «نتفليكس» ستحافظ على مستوى التوزيع الحالي.

وقالت نقابة المخرجين الأميركيين إنّ لديها مخاوف كبيرة ستناقشها مع «نتفليكس». وأضافت: «سنجتمع مع (نتفليكس) لتوضيح مخاوفنا وفَهْم رؤيتهم لمستقبل الشركة بشكل أفضل. وفي الوقت الذي نقوم فيه بهذه العناية الواجبة، لن نصدر مزيداً من التعليقات».


8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
TT

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)

يُعبر كثير من الموظفين عن عدم رضاهم عن ظروف العمل في معظم الأحيان، فهناك دائماً جوانب في المكتب تُشعرك بالإرهاق. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون وظيفتك ليست مُرهقة فحسب؛ بل سامة بالفعل وتستنزف طاقتك.

قد تكون الوظائف سامة لأسباب عديدة، ومُملة بشكل لا يُطاق. قد يكون الزبائن هم من يجعلونها سامة؛ مثل رواد المطاعم المُتطلبين، أو ربما يكون السبب المدير أو الزملاء غير المتعاونين، وفقاً لموقع «ويب ميد».

من المهم هنا التمييز بين الوظيفة السامة والإرهاق. يحدث الإرهاق عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل، ونُنهك تدريجياً. مع قسط كافٍ من الراحة، وربما منظور مختلف لعملنا، يمكننا التعافي من الإرهاق. ولكن إذا كانت الوظيفة بالفعل سامة، فلن تكفي أي راحة أو وقت فراغ بعد عودتك.

وإذا كنت تشعر حقاً بعدم السعادة في العمل، فابحث عن العلامات التالية التي تشير إلى أن وظيفتك سامة لصحتك النفسية والعقلية:

1. اختفاء المشاعر الإيجابية في العمل

تشعر بكثير من الفرح والراحة بعيداً عن العمل، لكن هذه المشاعر تختفي بمجرد دخولك مكان العمل. بدلاً من ذلك، تشعر دائماً بعدم الارتياح، أو التوتر، أو مجرد إرهاق عاطفي. ربما ينصحك زملاؤك بالتفاؤل، لكنك لا تستطيع سوى إجبار نفسك على الابتسام.

2. يستغرق الأمر عطلة نهاية الأسبوع بأكملها للتعافي

تتدهور صحتك النفسية طوال الأسبوع. بحلول يوم الثلاثاء، تكون مرهقاً، ولا تتخيل كيف ستصمد حتى يوم الجمعة. عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع أخيراً، بالكاد تتطلع إليها لأنك منهك للغاية. عندما تبدأ بالتعافي أخيراً، يحين وقت العودة إلى العمل.

3. تشعر بالتوتر والانزعاج ليلة الأحد

في ليالي الجمعة والسبت، يمكنك إبعاد العمل عن ذهنك، ولكن بحلول يوم الأحد، لن تتمكن من إنكار قدومه. من الصعب عليك التفاعل مع من حولك، ولا تستمتع بآخر يوم في عطلة نهاية الأسبوع، كما تترقب صباح الاثنين.

4. تحلم بالتقاعد - الذي قد يكون على بُعد عقود

لا يتوقف الأمر على عطلة نهاية الأسبوع - بل تحلم بإجازة دائمة من العمل. قد تبدأ حتى بالتخطيط لتقاعدك، أو التفكير في طرق للثراء حتى لا تضطر للعمل.

5. نوعية نومك تكون أسوأ بكثير في أيام العمل

العمل الضار يمكن أن يُفسد نومك تماماً. يشعر بعض الناس بالآثار في أيام عملهم (عادةً من الاثنين إلى الجمعة)، بينما قد يلاحظها آخرون تحسباً للعمل (من الأحد إلى الخميس).

6. تشعر بالمرض الجسدي

أظهرت دراسات لا حصر لها آثار التوتر المزمن على جهاز المناعة. إذا كنتَ مُسَمَّماً ببيئة عملٍ سيئة، فستشعر بآثارها ليس فقط على عقلك وروحك؛ بل على جسدك أيضاً. يبدو الأمر كأنك تُصاب بكل فيروسٍ منتشر، وتستغرق وقتاً أطول للتعافي من المعتاد.

7. تأخذ كثيراً من الإجازات الشخصية

حتى عندما لا تكون مريضاً جسدياً، قد تختار البقاء في المنزل قدر الإمكان. في بعض الأيام، تستيقظ وتبدو فكرة الذهاب إلى العمل مستحيلة. ربما تصل إلى حد ارتداء ملابسك وتناول الفطور، لكن فكرة القيادة إلى العمل تُشعرك بالغثيان.

8. لا تحب الشخص الذي أنت عليه في العمل

ربما يكون أبرز دليل على أن وظيفتك سامة أنها تُغيرك بطرق لا تُحبها. قد تجد نفسك منعزلاً، ومُركزاً على نفسك، ومتشائماً. وقد يمتد هذا إلى وقتك في المنزل مع عائلتك، وهو الجزء الأكثر إزعاجاً لك.

إذا كانت بعض هذه الأعراض تُؤثر عليك، ففكّر ملياً في مستقبلك بهذا المنصب. هل هناك طريقة لتغيير الوظيفة لتقليل تأثيرها عليك؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير وظيفة أخرى؟ ناقش هذه الأفكار مع شخص تحبه وتثق به، وانتبه لمن تتواصل معه، خصوصاً من له مصلحة في قرارك. على سبيل المثال، زميل العمل الذي لا يريدك أن تترك الوظيفة، من المرجح أن يُعطيك تقييماً متحيزاً.