العليمي يقود حراكاً يمنياً في نيويورك للضغط على الميليشيات

بيان رباعي يدين تصعيد الحوثيين ويدعو لتنفيذ بنود الهدنة كاملة

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني لدى لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في نيويورك (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني لدى لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في نيويورك (سبأ)
TT

العليمي يقود حراكاً يمنياً في نيويورك للضغط على الميليشيات

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني لدى لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في نيويورك (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني لدى لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في نيويورك (سبأ)

دان بيان رباعي وقَّعت عليه حكومات: السعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، وبريطانيا، تصعيد الميليشيات الحوثية، مشدداً على أهمية تنفيذ كافة بنود الهدنة القائمة، ودعم الجهود الأممية لتوسيعها.
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي تحركاته المكثفة في أروقة الأمم المتحدة، على هامش اجتماعها السنوي، سعياً منه لصنع السلام واستعادة الدولة في بلاده. وندد البيان الرباعي الذي جاء عقب اجتماع في نيويورك، بالتعزيزات العسكرية الواسعة النطاق للحوثيين، والهجمات التي هددت بعرقلة الهدنة، بما فيها تلك التي شنّها الحوثيون على تعز (جنوب غرب)؛ مجدداً دعم الدول الأربع لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ لتمديد الهدنة وتوسيعها، بالإضافة إلى التنفيذ الكامل لجميع شروطها.
وفي حين أكد البيان الالتزام بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن، دعا إلى تنفيذ الإجراءات المعلقة بالهدنة، ومنها فتح الطرق الرئيسية حول تعز، والاتفاق على آلية مشتركة لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية.
في غضون ذلك، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، بمقر إقامته في نيويورك، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولينا، مشدداً على أن مجلس الحكم الذي يقوده لن يقبل الانتقال إلى نقاش أي ملفات قبل تنفيذ الحوثيين التزامهم بإنهاء حصار تعز وفتح الطرقات.
تصريحات العليمي تأتي في وقت يسعى فيه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى تمرير مقترح بتمديد الهدنة للمرة الثالثة لمدة 6 أشهر؛ حيث ينتهي تمديدها الثاني -ومدته شهران- في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وسط مخاوف من عدم موافقة الحوثيين الذين يسعون للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية جديدة.
وذكرت المصادر الرسمية أن العليمي «أشاد بالموقف السعودي المشرِّف إلى جانب الشعب اليمني في مختلف المراحل والظروف، وصولاً إلى دور المملكة الرائد قائدةً لتحالف دعم الشرعية؛ فضلاً عن مساعيها ومبادراتها لإحلال السلام والاستقرار في اليمن».
وتطرق لقاء رئيس مجلس القيادة اليمني مع وزير الخارجية السعودي إلى «مستجدات الأوضاع اليمنية، ومسار الهدنة الإنسانية، والجهود الإقليمية والدولية لتجديدها والبناء عليها، للتوصل إلى اتفاق شامل وعادل يضمن إنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية، واستعادة مؤسسات الدولة، وفقاً للمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً»؛ وفق ما أوردته وكالة «سبأ».
بالإضافة إلى ذلك، استقبل العليمي بمقر إقامته بنيويورك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط؛ حيث أشاد بدور جامعة الدول العربية وأمانتها العامة في دعم قضية الشعب اليمني، ومناصرتها في كافة المحافل الإقليمية والدولية.
وطبقاً لوكالة «سبأ»، استعرض اللقاء تطورات الأوضاع اليمنية، ومسار الهدنة الإنسانية، والمساعي الإقليمية والدولية لتجديدها، ووقف خروق وانتهاكات الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
ونسبت الوكالة للأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه «أكد موقف الجامعة الثابت إلى جانب اليمن، ووحدته وأمنه واستقراره، والدفع قدماً بجهود إحلال السلام وتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني».
على الصعيد التحركات الرئاسة اليمنية، التقى العليمي وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولينا: «للبحث في العلاقات الثنائية، ومستجدات الملف اليمني، والدعم المنشود من الجمهورية الفرنسية بوصفها رئيسة للاتحاد الأوروبي، وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي».
وذكرت المصادر اليمنية أن العليمي «أعرب عن تقديره الكبير للموقف الفرنسي الثابت من القضية اليمنية، وجهود إحلال السلام والاستقرار في البلاد، وفقاً لمرجعيات الحل الشامل، وخصوصاً القرار 2216».
ونسبت «سبأ» للوزيرة الفرنسية أنها «أكدت دعم باريس لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والجهود الرامية لتجديد الهدنة الإنسانية، وتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني».
على صعيد متصل، كان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، قد كشف في ندوة نظَّمها معهد الشرق الأوسط، عن ضغوط على المجلس الرئاسي والحكومة لاستمرار الهدنة؛ لكنه أكد وجوب أن يفتح الحوثيون طرق تعز، قبل الانتقال إلى الملفات الأخرى.
في المقابل، تواصل الميليشيات الحوثية في صنعاء تعنتها؛ حيث لم تلتزم بفتح معابر في تعز، وبين المحافظات، على الرغم من مرور نحو 6 أشهر على الهدنة، كما أنها لم تلتزم بتخصيص عائدات سفن الوقود الواردة إلى الحديدة لدفع رواتب الموظفين.
وفي حين لا يمانع مجلس القيادة الرئاسي تمديد الهدنة من أجل تخفيف معاناة السكان في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، تسود مخاوف من أن تتعثر جهود المبعوث الأممي في تحسين اتفاق الهدنة، جراء المراوغة الحوثية.
وتشير التقديرات الحكومية إلى أن الميليشيات الحوثية حصلت خلال الأشهر الستة الماضية على نحو 200 مليار ريال يمني (الدولار حوالي 560 ريالاً في مناطق سيطرتها) من الرسوم على واردات الوقود إلى مواني الحديدة، وهي الأموال التي سخرتها للإنفاق على الاستعراضات العسكرية، وعلى حشد مزيد من المجندين، استعداداً لجولة أخرى من الحرب.
وحتى خلال أشهر الهدنة الستة الماضية، اتهم الجيش اليمني الميليشيات الحوثية بارتكاب آلاف الخروق الميدانية في مختلف الجبهات، وهو ما أدى إلى مقتل وجرح نحو 1200 شخص من المدنيين والعسكريين.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
TT

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

أكدت السعودية، الاثنين، أهمية تعزيز الشراكات المتعددة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مشددة في الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7) مع نظرائهم من بعض الدول العربية، ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته والتحرك من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات دون قيود والعمل على تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة عبر حل الدولتين.

جاء الموقف السعودي في كلمة لوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان تطرق خلالها للمستجدات في غزة ولبنان خلال مشاركته في الجلسة الموسعة للاجتماع، مؤكداً في الوقت ذاته، ضرورة خفض التصعيد في لبنان واحترام سيادته، بالإضافة إلى الحاجة الملحة للتوصل لحل دائم للأزمة في السودان وإنهاء المعاناة الإنسانية فيه.

وعقدت الجلسة التي حملت عنوان «معاً لاستقرار الشرق الأوسط»، بمشاركة الأردن، والإمارات، وقطر، ومصر، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.

الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه أنطونيو تاياني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي (واس)

بينما بحث الأمير فيصل بن فرحان مع أنطونيو تاياني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي، في لقاء ثنائي على هامش مشاركته في الجلسة الموسعة للاجتماع الوزاري، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ولاحقاً، بحث وزير الخارجية السعودي مع نظيرته الكندية ميلاني جولي العلاقات الثنائية بين البلدين، وناقشا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي خلال مباحثاته مع نظيرته الكندية في إيطاليا (واس)

حضر اللقاءين الأمير فيصل بن سطام بن عبد العزيز سفير السعودية لدى إيطاليا.

وكان وزير الخارجية السعودي قد وصل إلى إيطاليا، الأحد، للمشاركة في الجلسة الموسّعة للاجتماع الوزاري بمدينة فيوجي لمناقشة الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، بينما يعقد خلال وجوده في المدينة الإيطالية عدداً من الاجتماعات واللقاءات الثنائية التي ستتناول أهم القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.