النفط يتراجع في ظل مخاوف الركود

توافق سعودي ـ روسي على استقرار الأسواق

تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة مع تزايد مخاوف الركود العالمي وصعود الدولار (رويترز)
تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة مع تزايد مخاوف الركود العالمي وصعود الدولار (رويترز)
TT

النفط يتراجع في ظل مخاوف الركود

تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة مع تزايد مخاوف الركود العالمي وصعود الدولار (رويترز)
تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة مع تزايد مخاوف الركود العالمي وصعود الدولار (رويترز)

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، تحدثا هاتفياً يوم الخميس، وأشادا بالجهود المبذولة في إطار تجمع «أوبك»، مؤكدين عزمهما التمسك بالاتفاقات القائمة.
وأضاف، في بيان، أن الرجلين ناقشا الطرق التي يمكن أن يتعاون بها البلدان لضمان الاستقرار في سوق النفط العالمي. وكانت السعودية وروسيا قالتا في أواخر يوليو (تموز) إنهما لا تزالان ملتزمتين باتفاق «أوبك» للحفاظ على استقرار السوق وتوازن العرض والطلب.
ومع تزايد مخاوف الركود العالمي وصعود الدولار، تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة رغم مخاوف الإمدادات بعد حملة تعبئة عامة جديدة في روسيا وتعثر واضح في محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وبحلول الساعة 11.42 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 2.77 دولار أو 3.06 في المائة إلى 87.69 دولار للبرميل، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط 2.79 دولار أو 3.34 في المائة إلى 80.70 دولار للبرميل.
ورفعت بنوك مركزية في أنحاء العالم أسعار الفائدة في أعقاب رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس لثالث مرة يوم الأربعاء، الأمر الذي زاد مخاطر التباطؤ الاقتصادي.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، إن جهود إحياء اتفاق إيران النووي المبرم في 2015 تعثرت بسبب إصرار إيران على إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة باكتشاف آثار يورانيوم في مواقع غير معلنة، وهو الأمر الذي خفض توقعات عودة النفط الإيراني إلى الأسواق. وفي مقابل مخاوف الركود، لا تزال مخاوف التضخم مسيطرة على كثير من الاقتصادات، واستحدثت وزارة الاقتصاد الألمانية قسماً جديداً لديها لمواجهة أزمة الطاقة.
وقالت متحدثة باسم الوزارة يوم الجمعة، إن وزير الاقتصاد روبرت هابيك، سيؤسس قسماً جديداً لأمن الطاقة واستقرار الاقتصاد، بغرض إحداث أوجه تضافر جديدة وتركيز المهام بصورة أقوى في مكافحة أزمة الطاقة والأزمة الاقتصادية.
وسيرأس القسم الجديد فيليب شتاينبرغ، الذي يترأس حالياً القسم الأول للسياسة الاقتصادية. وحسب بيانات المتحدثة، فإن شتاينبرغ في هذا القسم مختص أيضاً بإجراءات الاستقرار للشركات، مثل «يونيبر» للطاقة و«لوفتهانزا» للطيران.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الاقتصاد معنية في المقام الأول بعواقب أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب الروسية ضد أوكرانيا. ويواجه وزير الاقتصاد حالياً انتقادات بسبب الرسوم الإضافية على الغاز.
وتحدث هابيك، الخميس، خلال مؤتمر عن عبء العمل الثقيل في وزارته، وقال: «الناس يمرضون. يصابون بالاحتراق الذاتي، يصابون بالطنين الأذني، ليس بمقدورهم مواصلة العمل»، مضيفاً أن هؤلاء هم الأشخاص نفسهم الذين يضعون القوانين.


مقالات ذات صلة

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

الاقتصاد بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد فتاة تتفاعل مع تجمع الفلسطينيين لتلقي الطعام الذي تعده جمعية خيرية وسط أزمة الجوع (رويترز)

القضاء على الجوع هدف مؤجل إلى 2050 بسبب الحروب والصراعات والتغير المناخي

سيطرت السياسة على نقاشات قمة توفير الغذاء ومحاربة الجوع في أسبوع الغذاء العالمي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هبة القدسي (أبوظبي)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )

بارنييه يقدّم تنازلاً جديداً لتمرير الموازنة... والأسواق الفرنسية تتفاعل

رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
TT

بارنييه يقدّم تنازلاً جديداً لتمرير الموازنة... والأسواق الفرنسية تتفاعل

رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)

ارتفعت الأسهم الفرنسية، يوم الاثنين، عاكسةً بذلك الانخفاضات السابقة، إذ مثّلت تنازلات الموازنة الجديدة التي قدمتها الحكومة الفرنسية لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بارقة أمل للمستثمرين القلقين من الاضطرابات السياسية المحلية.

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.6 في المائة، مسجلاً أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع بحلول الساعة 12:51 (بتوقيت غرينتش)، في حين زاد مؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 0.3 في المائة بعد أن كان قد تراجع بنسبة 1 في المائة في وقت سابق من الجلسة، وفق «رويترز».

وقدم رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه، تنازلاً كبيراً آخر لحزب مارين لوبان، اليميني المتطرف، إذ قرر التراجع عن التخفيضات المخطط لها في تعويضات الأدوية في محاولة أخيرة لتمرير مشروع قانون الموازنة لعام 2025.

ويعد هذا التنازل الثالث على الأقل من بارنييه بعد أن ألغى زيادة أسعار الكهرباء التي كانت تقدَّر بنحو 3 مليارات يورو الأسبوع الماضي، واتفق على تقليص المساعدات الطبية المجانية للمهاجرين غير الشرعيين.

وقال كبير محللي السوق في «سويسكوت بنك»، إيبيك أوزكارديسكايا: «الآن الأمر متروك للوبان لقبول ذلك، لأنها لا تزال لديها مطالب أخرى. ربما يكون بارنييه يختبر السوق لمعرفة كيفية استيعاب التنازلات الثقيلة».

وأضافت: «ما زلت أرى أن المخاطر تميل إلى الجانب السلبي حتى يظهر شخص ما ويعلن أنه تم التوصل إلى اتفاق».

ومع هذه الأخبار، قلَّصت البنوك الفرنسية خسائرها، حيث انخفضت أسهم «كريدي أغريكول» و«بي إن بي باريبا» بنسبة 0.1 و0.3 في المائة على التوالي.

وفي وقت سابق من اليوم، تدهورت معنويات المستثمرين تجاه الأصول الفرنسية بشكل حاد، إذ قال رئيس حزب التجمع الوطني، غوردان بارديلا، إن الحزب سيُجبر حكومة بارنييه على الانهيار ما لم يستجب لمطالبهم بشأن الميزانية في «معجزة اللحظة الأخيرة».

هل سيتم سحب الثقة؟

وفي فترة ما بعد ظُهر الاثنين، من المقرر أن يصوِّت البرلمان على جزء رئيسي من الموازنة، وهو مشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي.

ودون الأصوات اللازمة لتمرير مشروع قانون الضمان الاجتماعي، قد يلجأ بارنييه إلى المادة 49.3 من الدستور، مما سيمكّنه من تمرير التدبير دون تصويت.

ومع ذلك، سيؤدي ذلك إلى تقديم اقتراح لسحب الثقة، وهو ما قد يستخدمه حزب التجمع الوطني واليسار للإطاحة بحكومته في أقرب وقت يوم الأربعاء. ولم يتم إجبار أي حكومة فرنسية على الخروج من خلال مثل هذا التصويت منذ عام 1962.

وبدلاً من ذلك، قد يقرر بارنييه المضي قدماً في التصويت. و إذا رُفض المشروع، سيعود إلى مجلس الشيوخ لإجراء مزيد من التعديلات. ومع ذلك، يمكن للأحزاب تقديم اقتراح لسحب الثقة حتى إذا تجنب بارنييه استخدام المادة 49.3 هذه المرة.

وقد ثبت أن مشروع قانون الموازنة يشكّل نقطة ضعف لبارنييه، الذي يجب عليه إرضاء نواب البرلمان المنقسمين، وفي الوقت نفسه الحفاظ على استقرار المستثمرين الذين يشعرون بالقلق حيال خطط تقليص العجز إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي في 2025 بعد أن تجاوز 6 في المائة هذا العام.

ودعا غابرييل أتال، سلف بارنييه في منصب رئيس الوزراء ورئيس النواب التابعين لماكرون في الجمعية الوطنية، حزب التجمع الوطني واليسار إلى التراجع عن اقتراح سحب الثقة.

وكتب في تغريدة على «إكس»: «عدم الاستقرار هو سُمٌّ بطيء، سيهاجم تدريجياً جاذبيتنا الاقتصادية، وصدقيتنا المالية، والثقة التي جرى تقويضها بالفعل لدى الفرنسيين في مؤسساتهم».