الممثل السعودي بدر الغامدي: الصدفة قادتني إلى الفن

قال إن خشبة المسرح اجتذبته من ملعب كرة القدم

جائزة القاهرة للمونودراما  -  بدر الغامدي (الشرق الأوسط)
جائزة القاهرة للمونودراما - بدر الغامدي (الشرق الأوسط)
TT

الممثل السعودي بدر الغامدي: الصدفة قادتني إلى الفن

جائزة القاهرة للمونودراما  -  بدر الغامدي (الشرق الأوسط)
جائزة القاهرة للمونودراما - بدر الغامدي (الشرق الأوسط)

بدلاً من الذهاب إلى تمرين اعتيادي في كرة القدم، وجد نفسه على خشبة المسرح لأول مرة فتغير مسار حياته إلى الأبد! إنه الممثل السعودي الشاب الذي يتفجر طاقةً وأحلاماً بدر الغامدي.
لم يندهش المتابعون لمسيرته حين فاز مؤخراً بجائزة «أحسن ممثل» عن دوره في مسرحية «ساكن متحرك» بمهرجان «أيام القاهرة الدولي للمونودراما». وجاءت مشاركته في مسلسل «واحد ناقص ستة» الذي يعرض حالياً على منصة «شاهد» ليمنح تجربته زخماً جديداً، ويفتح أمامه نافذة على مستقبل واعد.
سألناه في البداية عما تمثله له جائزة «أفضل ممثل»، فقال إنها فجرت بداخله مشاعر متناقضة، فبينما أحس بالفرح والفخر له ولطاقم عمله وللمسرح السعودي ككل، فإنه شعر بأن هذا الفوز يمثل مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقه، ليصبح سؤال «ماذا بعد» هاجساً يطارده وهمّاً يلح عليه على صعيد وجوب تقديم أعمال تبنى على هذا الإنجاز.
ويضيف في حواره مع «الشرق الأوسط»، أن جائزة مهرجان القاهرة للمونودراما تعد الأولى في مسيرته خارجياً، والرابعة في مشواره بشكل عام.
وأهدى الغامدي جائزة القاهرة لمخرج العمل أحمد الأحمري وأصدقائه في فرقة «مسرح الطائف».
وعلى الرغم من أن تخصصه الدراسي بعيد عن الفن (نظم المعلومات الإدارية بجامعة الطائف)، إلا أن الغامدي يصف نفسه بأنه «إنسان يتنفس مسرحاً ويتلذذ بالموسيقى»، فكيف كان الطريق للتمثيل؟ يجيب بأن الأمر جاء مصادفة، حيث كان مقرراً أن يذهب مع ابن عمه الفنان فهد الغامدي لتمرين كرة قدم، كما هي العادة بينهما، فإذا بفهد يصطحبه إلى ورشة لإعداد الممثل تقيمها جمعية «الثقافة والفنون» بالطائف، وهناك شعر بأجواء مختلفة، واندمج فيها، حتى أنه حصل على أعلى تقييم بنهاية الورشة، ثم سارت الأمور بقوة بعد ذلك.
ويعترف الغامدي أن تجربة «المونودراما» التي تقوم على ممثل واحد دون حوار أو شخصيات أو قصة تقليدية هي بالفعل تجربة غاية في الصعوبة، خصوصاً أنه يخوضها لأول مرة عبر «ساكن متحرك»، ولكنه كان مطمئناً وواثقاً، نظراً لوجود المُلهم أحمد الأحمري.
ويكشف الغامدي عن مفاجأة تتعلق بحالة اللياقة البدنية العالية التي يظهر بها عادة على خشبة المسرح، حيث لم يكف عن الأداء الحركي، سريع الإيقاع، فهو يواظب على التدريب الرياضي من خمسة إلى ستة أيام في الأسبوع، فهذه الأمور من وجهة نظره لا تعد رفاهية، بل من ضرورات الجاهزية الفنية لدى الممثل.
وعما يستفزه أولاً في العمل الفني وفلسفة اختيار أدواره، أوضح أن النص المكتوب هو نقطة البداية وأكثر ما يحرص عليه هو البحث عن كل ما هو جديد ومختلف وقادر على إخراج ما بداخله من ملكات وقدرات، مشيراً إلى حرصه الشديد على التنويع في أدواره والذهاب بعيداً نحو كل ما يمكن أن يمثل مفاجأة لمتابعيه.وعن رؤيته للحركة المسرحية السعودية حالياً، أكد أن مكانة المسرح السعودي باتت تفرض نفسها بقوة في المحافل العربية والدولية، لا سيما في ظل «رؤية المملكة 2030»، فضلاً عن وجود وزارة الثقافة وهيئة المسرح، وبالتالي فإن الأمور تبشر بالخير، وستكون السعودية وجهة للمسرحين من كل البلدان.
ويصف الغامدي مشاركته مؤخراً في مسلسل التشويق والإثارة «6 - 1»، الذي يعرض حالياً على منصة «شاهد»، بأنها تجربة رائعة للغاية بكل المقاييس، مضيفاً: «استمتعت كثيراً أثناء التصوير، كما استمتعت أيضاً بالحلقات التي تعرض في هذه الأيام، وكونها أول تجربة لي في الدراما فقد اكتسبت الكثير من الخبرات والأصدقاء الرائعين، ما دفعني لخوض تجربة جديدة بكل حماس».
وعما أثار حماسه لخوض هذا المسلسل، أشار إلى النص الذي يطرح فكرة مدهشة، حيث ينطلق ستة أصدقاء منذ الطفولة في مغامرة للاحتفال بالتخرج، ولكن موت أحدهم يضفي جواً من السوداوية والرعب على رحلتهم بأكملها، معتبراً أنها فكرة جديدة ونادرة في عالم الدراما العربية.
وعن الفارق الذي لمسه وعاشه بنفسه بين التمثيل على خشبة المسرح والتمثيل في عمل درامي، أوضح أن المسرح يظل مصنع المواهب وورشة صقل القدرات التمثيلية، فهو لم يحظ بلقب «أبو الفنون» من فراغ، كما أن رد الفعل الجماهيري يأتي سريعاً ومباشراً، في حين أن المسلسل الدرامي له طبيعة مختلفة وميزته الكبرى أنه يتيح فرصة أكبر للانتشار والجماهيرية، مؤكداً أن الممثل الجيد لا بد أن يكون حاضراً في كلاهما.
وعن الفنانين الذين يحلم بالوقوف أمامهم عربياً وعالمياً، أشار إلى وجود الكثير من الأسماء في هذا السياق، منهم عبد المحسن النمر، محمد رمضان، محمد إمام، آل باتشينو، وويل سميث.
وحول مشروعاته الفنية المقبلة، كشف الغامدي عن وجود عمل مسرحي قادم مع فرقة «مسرح الطائف»، كما توجد عدد من المشاركات المستقبلية مع الفرقة، حيث ستُعرض مسرحية «ساكن متحرك» بكل من مهرجان الإسكندرية الدولي ومهرجان الكويت الدولي للمونودراما، كما ستُعرض مسرحية «كافي» بكل من مهرجان الأردن المسرحي ومهرجان بغداد الدولي.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

«صبا نجد»... حكايات 7 فنانات من الرياض

عمل للفنانة خلود البكر (حافظ غاليري)
عمل للفنانة خلود البكر (حافظ غاليري)
TT

«صبا نجد»... حكايات 7 فنانات من الرياض

عمل للفنانة خلود البكر (حافظ غاليري)
عمل للفنانة خلود البكر (حافظ غاليري)

بعنوان بعضه شعر وأكثره حب وحنين، يستعرض معرض «صبا نجد» الذي يقدمه «حافظ غاليري»، بحي جاكس في الدرعية يوم 15 يناير (كانون الثاني) الحالي، حكايات لفنانات سعوديات معاصرات من الرياض تفتح للمشاهد نوافذ ﻋﻠﻰ ﻗلب وروح اﻟﮭوﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣﻠﻛﺔ.

تتعدد الروايات الفنية ووجهات النظر في المعرض، لكنها تتفق فيما بينها على الاحتفال بالهوية والثقافة والأدوار المتغيرة للمرأة في المجتمع السعودي. كما يستعرض «صبا نجد» الأساليب الفنية المختلفة التي ميزت مسيرة كل فنانة من المشاركات.

عمل لنورة العيسى (حافظ غاليري)

يوحي العنوان بلمحة نوستالجية وحنين للأماكن والأزمنة، وهذا جانب مهم فيه، فهو يرتكز على التراث الغني لمنطقة نجد، ويحاول من خلال الأعمال المعروضة الكشف عن أبعاد جديدة لصمود المرأة السعودية وقوة إرادتها، جامعاً بين التقليدي والحديث ليشكل نسيجاً من التعبيرات التجريدية والسياقية التي تعكس القصص الشخصية للفنانات والاستعارات الثقافية التي تحملها ممارساتهم الفنية.

الفنانات المشاركات في العرض هن حنان باحمدان، وخلود البكر، ودنيا الشطيري، وطرفة بنت فهد، ولولوة الحمود، وميساء شلدان، ونورة العيسى.

تحمل كل فنانة من المشاركات في المعرض مخزوناً فنياً من التعبيرات التي تعاملت مع تنويعات الثقافة المحلية، وعبرت عنها باستخدام لغة بصرية مميزة. ويظهر من كل عمل تناغم ديناميكي بين التراث والحداثة، يعبر ببلاغة عن هوية نجد.

من أعمال الفنانة لولوة الحمود (حافظ غاليري)

يشير البيان الصحافي إلى أن الفنانات المشاركات عبرن من خلال مجمل أعمالهن عن التحول الثقافي الذي يعانق تقاليد الماضي، بينما ينفتح على آفاق المستقبل، معتبراً المعرض أكثر من مجرد احتفاء بالمواهب الفنية؛ بل يقدمه للجمهور على أنه شهادة على قوة الصوت النسائي في تشكيل المشهد الثقافي والتطور الفني في المنطقة.