تقيم اليابان، الثلاثاء المقبل، جنازة رسمية نادرة لرئيس الوزراء السابق شينزو آبي، وهي مراسم أصبحت مثار غضب شعبي وعمّقت المعارضة لخليفته فوميو كيشيدا.
وأعقب اغتيال آبي في يوليو (تموز) سلسلة من الفضائح حول علاقات بين مشرّعين في الحزب الديمقراطي الحر الحاكم الذي كان يرأسه وكنيسة التوحيد، وهي منظمة يصفها معارضوها بأنها طائفة.
وسعى كيشيدا للسيطرة على التداعيات، وقدّم اعتذاراً وتعهد قطع العلاقات بين الحزب والكنيسة، التي تأسست في كوريا الجنوبية في الخمسينيات من القرن الماضي، وتُعرف بإقامة حفلات الزفاف الجماعية وجمع التبرعات بشكل مكثف. إلاَّ أن التبعات على الحزب وحكومته كانت هائلة.
ووفقا للشرطة، قال المتهم في قتل آبي إن الكنيسة هي السبب في إفقار عائلته. كما اتهم آبي في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي قبل اغتياله بدعم الكنيسة.
واعتذر متحدث باسم الكنيسة عن أي مشكلة قد تكون سببتها للشعب الياباني أو مشرّعي الحزب الديمقراطي، وقال إنها ستقلص طلبات التبرعات المفرطة. كما وعدت الكنيسة برد سريع على الشكاوى أو طلبات استرداد التبرعات.
وقال حوالي 62 في المائة من المشاركين في استطلاع حديث أجرته صحيفة «ماينيتشي»، إنهم يعارضون إقامة جنازة رسمية لآبي. ومن بين الأسباب التي ذكرها المشاركون في الاستطلاع أن رئيس الوزراء السابق لا يستحق التكريم والتكلفة المرتفعة.
وبحسب «رويترز»، تقدر الحكومة تكلفة الجنازة بنحو 12 مليون دولار - أي أكثر من ستة أضعاف تقدير سابق - إلا أن تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أن ثمة اعتقاداً واسعاً بأنها ستتكلف أكثر.
ولفتت وسائل إعلام يابانية إلى أن هذا الغضب العام ظهر بفظاعة يوم الأربعاء الماضي عندما أضرم رجل في السبعينيات النار في نفسه بالقرب من مقر إقامة رئيس الوزراء في احتجاج على ما يبدو على الجنازة الرسمية. وتم نقل الرجل إلى المستشفى.
- شخصية مثيرة للانقسام
ويبرر كيشيدا إقامة الجنازة الرسمية بفترة الولاية الطويلة التي شغلها آبي فضلاً عن إنجازاته في الداخل والخارج.
وتعكس معارضة الجنازة كيف أن آبي لا يزال مثيراً للانقسام في المجتمع الياباني. فبينما يعشقه القوميون وكثيرون من اليمينيين بسبب سياساته الدفاعية القوية وسياساته الداعمة للسوق، تعرض لانتقادات لاذعة من قبل من يريدون الإبقاء على دستور البلاد السلمي من دون تغيير.
وكانت آخر جنازة ممولة بالكامل من الدولة لرئيس وزراء سابق في اليابان هي جنازة شيغه - رو يوشيدا في عام 1967. ومنذ ذلك الحين يتم دفع تكاليف المراسم من جانب كل من الدولة والحزب الديمقراطي الحر.
وأقيمت مراسم جنائزية خاصة لآبي في 12 يوليو (تموز)، بعد أربعة أيام من مقتله.
ومن المتوقع أن يحضر الجنازة رئيس وزراء كل من كندا والهند وأستراليا، وكذلك نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس.
يابانيون يطالبون بإلغاء الجنازة الرسمية لشينزو آبي
غالبية كبيرة اعتبرت أنه لا يستحق التكريم وانتقدت التكلفة المرتفعة للمراسم
يابانيون يطالبون بإلغاء الجنازة الرسمية لشينزو آبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة