في خطوات هادئة وحذرة، تحاول فيها عدم استفزاز الرئيس فلاديمير بوتين، تستعد الحكومة الإسرائيلية لاستيعاب أعداد كبيرة من يهود روسيا، الهاربين من قرار موسكو استدعاء عدة فرق للخدمة العسكرية الاحتياطية والحرب في أوكرانيا.
والتقت وزيرة الاستيعاب، بنينا تامانو شطا، مع وزير المالية، أفيغدور ليبرمان، الذي يترأس حزب اليهود الروس، واتفقت معه على رصد الميزانية اللازمة لاستقبالهم.
وقالت وزارة استيعاب المهجرين الإسرائيلية إنه من المتوقع أن تسجل إسرائيل هذا العام رقماً قياسياً في استيعاب المهاجرين، منذ الهجرة الكبرى في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي. وأكدت أنه في حلول نهاية العام 2022 من المتوقع وصول عدد من المهاجرين لم يسجل إطلاقاً خلال العقود الماضية إلى إسرائيل.
وكانت دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل قد نشرت إحصائيات حول الهجرة خلال السنة العبرية، التي تنتهي الأحد المقبل. فقالت إن ما يقارب 60 ألف مهاجر جديد وصلوا إلى إسرائيل خلال السنة العبرية المنصرمة، وهو رقم يتوقع أن يصل إلى 64 ألفاً بحلول نهاية السنة الميلادية. وأكدت أنه في أعقاب الحرب الروسية مع أوكرانيا، التي نشبت في 24 فبراير (شباط) الماضي، جاء ثلاثة أرباع المهاجرين الجدد إلى إسرائيل من روسيا (47%) وأوكرانيا (25%)، فيما هاجر 6% من الولايات المتحدة و4% من فرنسا.
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن حراكا غير عادي بدأ يظهر في روسيا في أعقاب قرار التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط التي أعلنها الرئيس بوتين الأربعاء الماضي، في إطار الحرب على أوكرانيا. وقالت: «هناك تسارع واضح في محاولات الروس المؤهلين للحصول على الجنسية الإسرائيلية، للانتقال إلى الدولة العبرية. لكن الوزيرة تامانو شطا، وهي من أصول إثيوبية، وجهت تعليمات لموظفي الوزارة أن يمتنعوا عن الحديث عن الموضوع خوفا من غضب روسي يؤدي إلى منع السفر».
وحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، فإن الوضع اليوم حساس بشكل خاص، وينطوي على كثير من المصاعب، إذ إن السلطات الروسية تضيق الخناق على نشاط الوكالة اليهودية في روسيا، وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم العلاقة مع يهود العالم وتهجيرهم إلى إسرائيل. وهناك قرار محكمة في موسكو بتجميد أنشطتها. ومع أن التقديرات السائدة في إسرائيل تفيد بأنّ الخلاف مع روسيا بشأن مكانة الوكالة اليهودية، سيُحلّ قريباً، إلا أن هناك اعترافا بوجود مصاعب جمة في مساعدة يهود روسيا على الهجرة. وقالت مصادر سياسية في تل أبيب: «إذا كان الأمر يحتاج إلى حساسية عالية في الماضي فإن المطلوب اليوم مضاعفة هذه الحساسية والانتباه لعدم الدخول في أي صراع مع موسكو».
وأكدت: «اليهود في روسيا متمكنون اقتصاديا بشكل عام ولكن القانون لا يسمح بإخراج مبالغ نقدية تزيد على 10 آلاف دولار. وهناك ضرورة لتنظيم السفر بشكل علني وهذا يحتاج إلى تفاهمات مع السلطات الروسية. لذلك ينبغي التصرف بحذر في كل خطوة».
إسرائيل تستعد بحذر لاستيعاب ألوف المهاجرين من روسيا
إسرائيل تستعد بحذر لاستيعاب ألوف المهاجرين من روسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة