حقنة قاتلة للسرطان باستخدام فيروس الهربس المعدل

عالجت عامل بناء بريطانياً استنفد كل الخيارات المتاحة

حقنة فيروس الهربس المعدل وراثياً أظهرت فاعلية في مهاجمة الخلايا السرطانية موقع (Canva)
حقنة فيروس الهربس المعدل وراثياً أظهرت فاعلية في مهاجمة الخلايا السرطانية موقع (Canva)
TT

حقنة قاتلة للسرطان باستخدام فيروس الهربس المعدل

حقنة فيروس الهربس المعدل وراثياً أظهرت فاعلية في مهاجمة الخلايا السرطانية موقع (Canva)
حقنة فيروس الهربس المعدل وراثياً أظهرت فاعلية في مهاجمة الخلايا السرطانية موقع (Canva)

فقد كرزيستوف ووجكاوسكي، الذي يعمل في مهنة البناء بغرب لندن، الأمل في الشفاء من مرض سرطان الغدد اللعابية، بعد عدة عمليات جراحية أجريت له منذ تشخيص إصابته بالمرض عام 2017.
وبعدما كان ووجكاوسكي «39 عاماً»، ينتظر كتابة المرض اللعين للفصل الأخير في قصة حياته، بعد أن قال له الأطباء إنه لم يتبق له أي خيارات علاجية متاحة، لاح له أمل، تمثل في الانضمام لتجربة علاج السرطان المتقدم، باستخدام نسخة معدلة وراثياً من فيروس الهربس، تعرف اختصاراً باسم «RP2 ».
وقدم فرق بحثي من معهد أبحاث السرطان البريطاني ومؤسسة مارسدن الملكية، نتائج علاج السرطان باستخدام هذه الآلية الجديدة في 10 سبتمبر (أيلول) الجاري بمؤتمر الجمعية الأوروبية للأورام الطبية بفرنسا، وكانت حالة ووجكاوسكي، واحدة من الحالات التي حقق معها العلاج نجاحاً باهراً، إذ أدى إلى اختفاء الورم تماماً.
ويصف ووجكاوسكي في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد أبحاث السرطان البريطاني أمس (الخميس) العلاج الجديد، بأنه «كان شريان حياته الأخير»، ويقول: «إنه معجزة حقيقية، فلا توجد كلمة أخرى لوصفه، لقد تمكنت من العمل كبناء مرة أخرى، وقضاء بعض الوقت مع عائلتي، لا يوجد شيء لا أستطيع فعله».
ويستهدف العلاج الجديد الذي يستخدم فيروس الهربس المعدل وراثياً الأورام عبر ضربة مزدوجة، فعند حقنة في المريض، تستهدف الفيروسات الأورام، لتقوم بالتكاثر داخل الخلايا السرطانية، وتعمل على تفجيرها من الداخل، كما يمنع هذا العلاج بروتيناً معيناً، يُعرف باسم CTLA – 4، وهو ما يعمل على تحفيز الخلايا المناعية لقتل الخلايا السرطانية بشكل أكثر فاعلية.
وقام الفريق البحثي الذي يقوده كيفين هارينجتون، أستاذ العلاج البيولوجي للسرطان في معهد أبحاث السرطان البريطاني، بتقييم فاعلية الفيروس القاتل للسرطان في تسعة مرضى، وبالاقتران مع العلاج المناعي «نيفولوماب» في 30 مريضاً.
وتهدف تجربة المرحلة الأولى من التجارب السريرية الجارية حالياً، والتي ترعاها شركة «ريبليمون» المصنعة للدواء، وتم تقديم نتائجها المبدئية في مؤتمر الجمعية الأوروبية للأورام الطبية بفرنسا، إلى اختبار السلامة والجرعة المناسبة بالنسبة للدواء الجديد، فضلاً عن قدرته على تقليص الأورام.
وأظهر ثلاثة من أصل تسعة مرضى عولجوا بالدواء تقلصاً واضحاً في أورامهم، واختفى الورم تماماً عند أحدهم، وهو كرزيستوف ووجكاوسكي، عامل البناء في غرب لندن.
كما استفاد من العلاج سبعة من كل 30 مريضاً تلقوا كلاً من العلاج الجديد والعلاج المناعي «نيفولوماب».
وفي هذه المجموعة، توقف نمو السرطان أو تقلص عند أربعة من كل تسعة مرضى مصابين بسرطان الجلد الميلانيني، واثنين من كل ثمانية مرضى مصابين بسرطان الجلد العنبي، وواحد من كل ثلاثة مرضى مصابين بسرطان الرأس والعنق، ومن بين هؤلاء المرضى السبعة، ظل حالة ستة مرضى مستقرة تماماً لمدة 14 شهراً.
ونظر الباحثون في خزعات المرضى (عينات صغيرة جداً من الخلايا) قبل وبعد الحقن بفيروس الهربس المعدل (RP2) ووجدوا تغيرات إيجابية في المنطقة المحيطة بالورم مباشرة.
وأوضح الباحثون أن الحقن أدى إلى زيادة عدد الخلايا المناعية في المنطقة و«تشغيل» الجينات المرتبطة بالاستجابة المناعية التي تقضي على الخلايا السرطانية.
ووجد الباحثون أن معظم الآثار الجانبية لـ(الهربس المعدل) كانت خفيفة، وأكثرها شيوعاً هي الحمى والقشعريرة والتعب، ويأمل الفريق الآن في مواصلة استكشاف إمكانات هذه الاستراتيجية في عدد أكبر من المرضى.
ويقول كريستيان هيلين، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن «الفيروسات هي أحد أقدم أعداء البشرية، كما رأينا جميعاً خلال وباء (كوفيد - 19) الحالي، لكن بحثنا الجديد يشير إلى أنه يمكننا استغلال بعض مزايا هؤلاء الأعداء لإصابة الخلايا السرطانية وقتلها».
ويضيف قائلاً: «إنها دراسة صغيرة لكن النتائج الأولية واعدة، وآمل بشدة أن نرى المرضى يواصلون الاستفادة مع توسع هذا البحث».
ويشدد على أنه من النادر رؤية مثل هذه المعدلات من الاستجابة الجيدة في المراحل المبكرة من التجارب السريرية، والتي يتمثل هدفها الأساسي في اختبار سلامة العلاج، خصوصاً عندما يشمل المرضى المصابين بسرطانات متقدمة جداً، لم يعد يجدي معها أي علاج.


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
TT

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)
امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان، الثلاثاء.

ولجأت الأم الجديدة -التي لم يُكشف عن هويتها- إلى التخصيب المخبري، وفق مديرة العيادة الجامعية لأمراض النساء والتوليد في سكوبيي إيرينا، ألكسيسكا بابستييف.

وأضافت ألكسيسكا بابستييف أن المرأة الستينية خضعت سابقاً لعشر محاولات تلقيح اصطناعي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولا تفرض مقدونيا الشمالية أي حد عمري على النساء اللائي يسعين إلى التخصيب في المختبر.

وخرجت الأم والمولود الجديد من المستشفى الثلاثاء، ويبلغ الأب 65 عاماً، حسب السلطات.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن معدل الخصوبة في مقدونيا الشمالية بلغ 1.48 طفل لكل امرأة في عام 2023.

ومنذ استقلالها في عام 1991، واجهت البلاد هجرة جماعية على خلفية ركود الاقتصاد.

ويبلغ عدد السكان حالياً 1.8 مليون نسمة، أي بانخفاض 10 في المائة تقريباً في أقل من 20 عاماً، وفق بيانات التعداد السكاني الأخير عام 2021.