حرب أوكرانيا تضع «فيتو» مجلس الأمن تحت المجهر

استُخدم 307 مرات أكثرها من روسيا تليها الولايات المتحدة ثم بريطانيا والصين وفرنسا

جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي - أرشيفية (أ.ف.ب)
جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي - أرشيفية (أ.ف.ب)
TT

حرب أوكرانيا تضع «فيتو» مجلس الأمن تحت المجهر

جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي - أرشيفية (أ.ف.ب)
جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي - أرشيفية (أ.ف.ب)

مع إطلاق زعماء العالم دعوات لا سابق لها، على هامش الدورة السنوية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لإصلاح المنظمة الدولية التي تعجز الآن، كما عجزت خلال العقود الماضية، عن اتخاذ قرار ذي فاعلية وصدقية حيال غزو روسيا لأوكرانيا، عاد التركيز بشكل خاص على حق النقض (الفيتو)، الذي استخدم حتى الآن 307 مرات من الدول الدائمة العضوية في المجلس، وأكثرها على الإطلاق من روسيا، تليها الولايات المتحدة، ثم بريطانيا والصين بشكل متساوٍ، وأخيراً فرنسا.
وحاولت دول كثيرة في مجلس الأمن والجمعية العامة منذ سنوات إدخال إصلاحات وتعديلات تحدّ من قدرة الدول الخمس على اللجوء لـ«الفيتو»، بعدما تمكّنت روسيا من استخدامه أكثر من 15 مرة لتعطيل قدرة مجلس الأمن على التحرك بفاعلية فيما يخص الحرب السورية. وكذلك، يقف أعضاء مجلس الأمن عاجزين عن التحرك بصورة فاعلة حيال الحرب في أوكرانيا، لأن روسيا أعلنت وأثبتت أنها ستستخدم الفيتو لتعطيل أي إدانة لها في مجلس الأمن. وهذا ما دفع الزعماء المشاركين في الدورة السنوية للجمعية العامة، وبينهم الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى إطلاق دعوات لا سابق لها ليس من أجل إصلاح المنظمة الدولية التي أصابها الوهن فقط، بل أيضاً لتوسيع العضوية الدائمة وغير الدائمة في مجلس الأمن الذي بات «مصاباً بالشلل» التام، طبقاً لما قاله الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش.
وتأخذ هذه الهواجس في الاعتبار أن المادة 23 من ميثاق الأمم المتحدة تنص على أن «مجلس الأمن يتألف من 15 عضواً من الأمم المتحدة»، بينهم 5 أعضاء دائمون يتمتعون بحق النقض، وهم الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى 10 أعضاء غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة لولاية مدتها سنتين. وهناك دعم واسع النطاق لتجديد أقوى جهاز في الأمم المتحدة ليعكس الحقائق العالمية الحالية، بدلاً من هيكل القوة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1945 عندما تم إنشاء الأمم المتحدة. لكن كل المحاولات السابقة، التي بدأت عام 1979، باءت بالفشل لأن التنافس بين الدول والمناطق أعاق الاتفاق على حجم المجلس الموسع وتشكيله وسلطاته. ومنذ الفيتو الأول الذي استخدمه الاتحاد السوفياتي عام 1946 في الملف السوري واللبناني، لجأت إليه روسيا 143 مرة، في حين لم تستخدمه الولايات المتحدة سوى 86 مرة، وبريطانيا 30 مرة، وكلّ من الصين وفرنسا 18 مرة.

Made with Flourish

* العضوية «الأصلية»
في الأصل، كان هناك 11 عضواً في مجلس الأمن؛ هم 5 أعضاء دائمون و6 غير دائمين. وفي قرار اتخذته في 17 ديسمبر (كانون الأول) 1963 أوصت الجمعية العامة بتعديل الميثاق لزيادة عضوية مجلس الأمن. ودخل القرار حيز التنفيذ في 31 أغسطس (آب) 1965، حين زادت العضوية من 11 إلى 15. وكذلك جرى تغيير عدد الأصوات الإيجابية المطلوبة من 7 إلى 9 أصوات. ويتوزع التمثيل الجغرافي لأعضاء مجلس الأمن على النحو الآتي؛ 5 من الدول الأفريقية والآسيوية، واحد من دول أوروبا الشرقية، اثنان من دول أميركا اللاتينية، اثنان من دول أوروبا الغربية ودول أخرى. وتنص الفقرة الثالثة من المادة 27 من ميثاق الأمم المتحدة على أن التصويت في مجلس الأمن بشأن المسائل غير الإجرائية «يجب أن يتم بالتصويت الإيجابي لـ9 أعضاء، بما في ذلك الأصوات المتوافقة للأعضاء الدائمين»، وهذا ما يسمى حق النقض.
ووفقاً لقانون أوبنهايم الدولي «مُنحت العضوية الدائمة في مجلس الأمن لـ5 دول بناءً على أهميتها في أعقاب الحرب العالمية الثانية»، علماً أن مسألة العضوية غير الدائمة بحثت باستمرار منذ عام 1945. وبالإضافة إلى المناقشات أثناء صياغة الميثاق، أثير الموضوع داخل وخارج اجتماعات الأمم المتحدة الرسمية، في المنتديات غير الرسمية والمقالات العلمية. وجرى فحص مسألة تشكيل مجلس الأمن داخل الأمم المتحدة في مختلف الهيئات والمنظمات الخارجية والعلماء والباحثين. مع مرور الوقت، تم طرح كثير من المقترحات والمواقف. وخلال السنوات الـ20 الماضية، عرضت مسألة إصلاح مجلس الأمن بين ممثلي الدول الأعضاء. وكانت محاولات تعديل حق النقض تصطدم كل مرة برفض معلن أحياناً، ومستور في أحيان أخرى، من الدول الدائمة العضوية التي تحظى بهذا الامتياز. ولطالما كانت فرنسا من أشد المتحمسين لخطوة كهذه، ولطالما كانت الصين وروسيا من أشد المعارضين لأي توجه من هذا النوع. ولذلك باءت كل هذه المحاولات حتى الآن بالفشل.
* أحدث المحاولات
كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتّخذت أخيراً قراراً بالتزكية من أعضائها الـ193 لإلزام الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن؛ الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، تبرير أي استخدام لحق النقض في مجلس الأمن، في خطوة هي الأولى من نوعها لتسليط الضوء على إساءة استخدام الفيتو، خاصة أخيراً من موسكو التي تعطل اتخاذ أي موقف من الحرب التي تشنها على أوكرانيا، على رغم التفويض الموكل لأقوى هيئة عالمية في صون الأمن والسلم الدوليين. وعلى رغم الفشل المتكرر في كل مرة يجري فيها النقاش حول هذا الموضوع الإصلاحي، لقي الاقتراح زخماً بسبب غزو روسيا لأوكرانيا. لكن القرار، الذي جرى تبنيه بالإجماع ومن دون تصويت من الجمعية العامة قوبل بكثير من التصفيق باعتباره إنجازاً تاريخياً علماً أنه لا يلغي أو يقيد حق النقض للأعضاء الدائمين.
وللمرة الأولى، سيتطلب الأمر من الجمعية العامة «إجراء مناقشة حول الوضع» الذي يجري فيه استخدام الفيتو في مجلس الأمن، على أن يحصل ذلك في غضون 10 أيام، مع إعطاء الأسبقية في قائمة المتحدثين للعضو الدائم الذي يستخدم حق النقض. ولا يُطلب من الجمعية العامة اتخاذ أي إجراء أو النظر فيه، لكن المناقشة يمكن أن تضع أصحاب الفيتو على الفور تحت المجهر وتسمح لمجموعة من البلدان الأخرى بأن يسمع صوتها.
وشاركت 80 دولة، منها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في تقديم القرار الذي أعد تحت بند إصلاح مجلس الأمن. ولم تنضم روسيا والصين إلى الجهات التي قدّمت النص الذي سيساهم في «تقسيم» الأمم المتحدة بشكل أكبر، وفقاً لدبلوماسي روسي. ومن مقدّمي القرار، بالإضافة إلى أوكرانيا، اليابان وألمانيا، وهما دولتان تطمحان إلى الحصول على عضوية دائمة في حال جرى توسيع مجلس الأمن، علماً أن هذه الجهود وصلت إلى طريق مسدود منذ سنوات. لكن لم تدرج البرازيل التي اعتبرت أنّ حق النقض يمكن أن يكون مفيداً لضمان السلام، أو الهند الدولة الأخرى التي تسعى للحصول على عضوية دائمة، على قائمة الدول الراعية. وحتى الآن، رفض أكثر من 200 اقتراح مختلف لمجلس الأمن، بعضها من عدة دول، وفقاً لسجلات الأمم المتحدة. وراوحت الموضوعات من الحرب الكورية والنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، إلى تغير المناخ وإعداد تقارير عن مخزونات الأسلحة.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

البيت الأبيض يستبعد استخدام «حماس» الرهائن الأميركيين وسيلة ضغط

مقاتلو حماس مع أعضاء في الصليب الأحمر أثناء إطلاق سراح رهائن يوم أمس (ا.ف.ب)
مقاتلو حماس مع أعضاء في الصليب الأحمر أثناء إطلاق سراح رهائن يوم أمس (ا.ف.ب)
TT

البيت الأبيض يستبعد استخدام «حماس» الرهائن الأميركيين وسيلة ضغط

مقاتلو حماس مع أعضاء في الصليب الأحمر أثناء إطلاق سراح رهائن يوم أمس (ا.ف.ب)
مقاتلو حماس مع أعضاء في الصليب الأحمر أثناء إطلاق سراح رهائن يوم أمس (ا.ف.ب)

قال البيت الأبيض، اليوم، إن المسؤولين الأميركيين لا يرون أي مؤشرات على أن مقاتلي حركة حماس الفلسطينية يرفضون إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في غزة لاستخدامهم وسيلة ضغط.

وتعتقد الولايات المتحدة بأن حماس تحتجز ما بين ثمانية وتسعة أميركيين رهائن بعد إطلاق سراح طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي: «نأمل في إفراج حماس عن مزيد من الأميركيين»، مشيراً إلى جهود لتمديد الهدنة في غزة.

وأضاف: هناك حالياً مزيد من سكان غزة في الجنوب وبالتالي هناك عبء إضافي على إسرائيل لحماية أرواحهم في أي عملية (...) سنعمل لنرى ما إذا كان بالإمكان تمديد الهدنة».


البنتاغون: أوقفنا تحليق المسيرات فوق غزة خلال الهدنة

أرشيفية لمسيرة استطلاعية أميركية
أرشيفية لمسيرة استطلاعية أميركية
TT

البنتاغون: أوقفنا تحليق المسيرات فوق غزة خلال الهدنة

أرشيفية لمسيرة استطلاعية أميركية
أرشيفية لمسيرة استطلاعية أميركية

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم الثلاثاء، إن الجيش الأميركي أوقف تحليق المسيرات لأغراض الاستطلاع فوق قطاع غزة خلال الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس.

وأفاد المتحدث باسم البنتاغون البريغادير جنرال باتريك رايدر في مؤتمر صحفي قائلا "امتثالا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس، لا نقوم حاليا بعمليات الاستطلاع والمراقبة هذه. ولذلك تم إيقافها مؤقتا في الوقت الحالي".

وكان الجيش الأميركي يرسل طائرات مسيرة للمساعدة في البحث عن الرهائن الأميركيين الذين تحتجزهم حماس.


تصاعد المطالبات في واشنطن بوضع شروط على المساعدات لتل أبيب

تتعالى أصوات المشرعين المطالِبة بفرض شروط على تمويل إسرائيل (أ.ف.ب)
تتعالى أصوات المشرعين المطالِبة بفرض شروط على تمويل إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

تصاعد المطالبات في واشنطن بوضع شروط على المساعدات لتل أبيب

تتعالى أصوات المشرعين المطالِبة بفرض شروط على تمويل إسرائيل (أ.ف.ب)
تتعالى أصوات المشرعين المطالِبة بفرض شروط على تمويل إسرائيل (أ.ف.ب)

مع تعالي الأصوات الديمقراطية والجمهورية الداعية إلى فرض شروط على المساعدات الأميركية لإسرائيل، زار مسؤولون في الجيش الإسرائيلي الكونغرس الأميركي، حيث عقدوا اجتماعاً مغلقاً مع المشرعين القلقين من تداعيات الحرب في غزة على الوضع الإنساني هناك.

وحضر الاجتماع الذي عقد في مجلس الشيوخ مجموعة مؤلفة من 10 أعضاء ديمقراطيين وجمهوريين، أبرزهم السيناتور التقدمي بيرني ساندرز الذي يترأس جهود فرض قيود على التمويل الأميركي لإسرائيل. وصف ساندرز الاجتماع بأنه مهم، قائلاً إنه «مكّن المشرعين من الاستماع إلى وجهة نظر الجيش الإسرائيلي»، لكنّه أعاد التأكيد على وجهة نظره الداعية لفرض شروط على أي مساعدات أميركية لإسرائيل، مضيفاً: «أعتقد أن فكرة إعطاء إسرائيل 14 مليار دولار من دون أي شروط هو أمر غير بنّاء. فالشعب الأميركي قلق للغاية من عدد النساء والأطفال الذين قتلوا في النزاع حتى الساعة...».

السيناتور بيرني ساندرز يتحدث خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في 14 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

يتحدث ساندرز هنا عن طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس إقرار مبلغ 14 مليار دولار من المساعدات لإسرائيل ضمن حزمة من 105 مليارات للتمويل الطارئ أرسلها إلى الكونغرس الشهر الماضي.

وسبق أن طرح ساندرز سلسلة من الشروط على التمويل في بيان صادر عن مكتبه قال فيه إن الشروط يجب أن تشمل «وقفاً للقصف العشوائي، وتجميد توسيع المستوطنات، وتعهد عقد محادثات سلام شاملة للتوصل إلى حل الدولتين»، مضيفاً: «الولايات المتحدة تقدّم 3.8 مليار دولار سنوياً لإسرائيل، وإدارة بايدن تريد إرسال 14.3 مليار دولار إضافية. على حكومة (بنيامين) نتنياهو أن تفهم أنه لن يُقَدَّم أي فلس من أميركا لإسرائيل إلا في حال حصول تغيير جذري في مواقفها العسكرية والسياسية».

لم يكن ساندرز الوحيد ضمن الحاضرين في الاجتماع في مطالباته بوضع شروط على المساعدات، إذ قال زميله الديمقراطي كريس فان هولن بعد خروجه من قاعة الاجتماع المغلق إن المناقشات تضمنت «تبادلاً لوجهات النظر حول الوضع الحالي، بالإضافة إلى طرح أسئلة حول خطوات المرحلة المقبلة». وأضاف فان هولان، الذي كتب رسالة لبايدن مع 26 من زملائه يحث فيها إسرائيل على ضرورة «احترام قوانين الحرب»، أن الاجتماع تضمن نقاشاً حول الوضع الإنساني، وحول الأيام التي ستتبع الهدنة المؤقتة.

وأشار السيناتور الديمقراطي براين شاتز الذي حضر هو كذلك الاجتماع، إلى أن المشرعين طرحوا على المسؤولين الإسرائيليين ضرورة «الالتزام بالقيم الأميركية في سعيهم لتفكيك (حماس)»، مضيفاً: «لقد أشرنا إلى هذا بشكل جماعي وواضح». وقال شاتز إنه من «المنطقي» فرض بعض الشروط على المساعدات لإسرائيل «لأنها يجب ألا تكون استثناءً للممارسة العامة للكونغرس الذي يحدد كيفية صرف الأموال».

ولا تقتصر مواقف الدفع نحو فرض شروط على الديمقراطيين فحسب، بل تخطتها لتشمل بعض الجمهوريين في تصريحات لافتة لبعض القيادات في الحزب؛ إذ رأى رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك تيرنر أن فرض شروط على المساعدات لإسرائيل هو أمر يتناسب مع سياسة أميركا تجاه الدول الحليفة، لكن تيرنر أشار إلى أنه لن يعارض التصويت على حزمة المساعدات لإسرائيل رغم تصريحه هذا، في إشارة إلى أن الاعتراضات على التمويل قد تؤخر من إقراره، لكنها لن تؤدي إلى رفضه من قبل المجلس التشريعي المعروف تاريخياً بدعمه لتمويل إسرائيل.

تظهر استطلاعات الرأي انقساماً ديمقراطياً حول دعم إسرائيل (أ.ب)

انقسام ديمقراطي في استطلاعات الرأي

رغم هذا التقييم، فإنه ما لا شك فيه أن هذه الأصوات المتعالية في الكونغرس تعكس الجو العام في الولايات المتحدة، حيث بدأ دعم الأميركيين لإسرائيل في حرب غزة بالتراجع. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة انقساماً حاداً في صفوف الحزب الديمقراطي حول هذا الدعم، خصوصاً ما بين الفئات العمرية المختلفة. فأشار استطلاع أجرته جامعة «كبينياك» إلى أن 74 في المائة من الديمقراطيين ما دون سن الـ 35 يتعاطفون مع الفلسطينيين مقابل تعاطف 25 في المائة فقط من الديمقراطيين ما فوق سن الـ65. وأظهر الاستطلاع نفسه أن 69 في المائة من الديمقراطيين تحت سن الـ35 يعارضون موقف بايدن الداعم لإسرائيل مقابل دعم 77 في المائة من الديمقراطيين فوق سن الـ65 لموقف الرئيس الأميركي.


أميركا: المشتبه به في إطلاق النار على 3 طلاب من أصل فلسطيني يدفع ببراءته

جيسون جيه إيتون المشتبه به في إطلاق النار على 3 طلاب جامعيين من أصل فلسطيني في برلينغتون يمثل أمام المحكمة (رويترز)
جيسون جيه إيتون المشتبه به في إطلاق النار على 3 طلاب جامعيين من أصل فلسطيني في برلينغتون يمثل أمام المحكمة (رويترز)
TT

أميركا: المشتبه به في إطلاق النار على 3 طلاب من أصل فلسطيني يدفع ببراءته

جيسون جيه إيتون المشتبه به في إطلاق النار على 3 طلاب جامعيين من أصل فلسطيني في برلينغتون يمثل أمام المحكمة (رويترز)
جيسون جيه إيتون المشتبه به في إطلاق النار على 3 طلاب جامعيين من أصل فلسطيني في برلينغتون يمثل أمام المحكمة (رويترز)

أُصيب 3 طلاب جامعيين من أصل فلسطيني، كانوا في نزهة في ولاية فيرمونت الأميركية، بجروح خطرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما أطلق رجل النار عليهم من مسافة قريبة في أحد الشوارع، وهو هجوم يتم التحقيق فيه بوصفه «جريمة كراهية» محتملة، حسبما ذكرت السلطات أمس (الاثنين)، وفقاً لشبكة «أسوشييتد برس».

مثّل جيسون جيه إيتون (48 عاماً)، أمام المحكمة لأول مرة عبر الفيديو من السجن بشأن 3 تهم بمحاولة القتل، وتم تقديم إقرار بالبراءة نيابة عنه أمس. وتقرر إيداعه في الحجز دون كفالة.

وقال المدعي العام، ميريك غارلاند، إن وزارة العدل الأميركية، إلى جانب سلطات ولاية فيرمونت، تحققان فيما إذا كان إطلاق النار يوم السبت «جريمة كراهية»، وسط ازدياد التهديدات ضد المجتمعات اليهودية والعربية في جميع أنحاء الولايات المتحدة منذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس». وقال: «هناك خوف مفهوم في المجتمعات في جميع أنحاء البلاد».

المستجيبون الأوائل يسعفون رجلاً مصاباً في موقع إطلاق النار في برلينغتون (أ.ب)

وقالت الشرطة إن الرجال الثلاثة، وجميعهم في العشرين من العمر، كانوا يقضون عطلة عيد الشكر في برلينغتون، وكانوا في الخارج في نزهة على الأقدام في أثناء زيارة أحد أقارب الضحايا عندما واجههم رجل أبيض يحمل مسدساً.

وأوضح قائد شرطة برلينغتون، جون مراد، للصحافيين: «لقد ذكروا أن الشخص لم يدلِ بأي تعليقات لهم، واقترب منهم فقط في أثناء سيرهم في الشارع، بينما كانوا يهتمون بشؤونهم الخاصة».

وقال مراد إن اثنين من الشبان أُصيبا في جذعيهما، بينما أُصيب الثالث في الأطراف السفلية. وأكد أحد أقارب الضحايا أن الثلاثة يُعالَجون في المركز الطبي بجامعة فيرمونت، ويواجه أحدهم فترة علاج طويلة بسبب إصابة في العمود الفقري.

وأفاد ريتش برايس، قريب أحد الطلاب: «لقد كنت معهم بشكل شبه مستمر منذ مساء السبت. كنت أستمع إليهم وهم يتحدثون مع بعضهم بعضاً، ويحاولون معالجة الأحداث، وقد أذهلتني مرونتهم وروح الدعابة التي يتمتعون بها في مواجهة هذه الأوقات الصعبة».

وحدد «معهد الشرق الأوسط للتفاهم»، في بيان صادر عن عائلات الضحايا على موقع «إكس»، (توتير سابقاً)، الرجال بأنهم هشام عورتاني، وكنان عبد الحميد، وتحسين علي أحمد.

هشام عورتاني وكنان عبد الحميد وتحسين أحمد ثلاثة طلاب جامعيين من أصل فلسطيني تم إطلاق النار عليهم بالقرب من جامعة فيرمونت في برلينغتون (رويترز)

وجاء في البيان: «نحن قلقون للغاية بشأن سلامة ورفاهية أبنائنا... ندعو سلطات إنفاذ القانون إلى إجراء تحقيق شامل، بما في ذلك التعامل مع الأمر بوصفه جريمة كراهية. لن نشعر بالارتياح حتى يتم تقديم مطلق النار إلى العدالة».

وقالت رانيا معايعة، مديرة مدرسة في الضفة الغربية، إن ضحايا إطلاق النار الثلاثة كانوا أصدقاء منذ الصف الأول في المدرسة، وجميعهم «طلاب رائعون ومتميزون».

وأوضح برايس أن المسلح «أطلق النار عليهم دون أن ينطق بأي كلمة»، وأن الأسرة تشتبه في أنهم كانوا أهدافاً لـ«جريمة كراهية».

وتابع: «نخشى أن يكون الدافع وراء ذلك هو الكراهية، وأن هؤلاء الشباب استُهدفوا لأنهم عرب».

من جهته، أشار مراد إلى أن الضحايا كانوا يتحدثون بمزيج من اللغتين الإنجليزية والعربية، وكان اثنان منهم يرتديان الكوفية الفلسطينية باللونين الأبيض والأسود عندما تم إطلاق النار عليهم.

وفي حديثها في مؤتمر صحافي، قالت سارة جورج، مدعية عامة في الولاية، إن مسؤولي إنفاذ القانون ليست لديهم بعد أدلة تدعم تهمة جرائم الكراهية، التي بموجب قانون فيرمونت يجب إثباتها بما لا يدع مجالاً للشك. لكنها قالت: «أريد أن أوضح أنه ليس هناك شك في أن هذا كان عملاً بغيضاً».

بدوره، علّق الرئيس الأميركي جو بايدن، بأنه وزوجته أُصيبا بالرعب من إطلاق النار، وأنهما يصليان من أجل شفاء الطلاب بشكل كامل.

وأضاف: «بينما ننتظر مزيداً من الحقائق، فإننا نعلم هذا: (لا يوجد مكان على الإطلاق للعنف أو الكراهية في أميركا... لا ينبغي لأي شخص أن يقلق بشأن التعرض لإطلاق النار في أثناء ممارسة حياته اليومية)».


أميركا تطلب من إسرائيل تجنب تهجير المدنيين من جنوب غزة

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

أميركا تطلب من إسرائيل تجنب تهجير المدنيين من جنوب غزة

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل أن تولي اهتماماً أكبر بحماية المدنيين والحد من الإضرار بالبنية التحتية، إذا شنت هجوماً في جنوب قطاع غزة، لتجنب مزيد من عمليات التهجير التي من شأنها أن تفوق الجهود الإنسانية، وفق ما أوردته وكالة «رويترز» اليوم (الثلاثاء).

وأعلن المسؤولون أن الولايات المتحدة سترسل بدءاً من اليوم، إلى مصر، 3 طائرات عسكرية محملة بمساعدات إنسانية حيوية للقطاع في ظل الهدنة القائمة حالياً في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس».

وأوضح المسؤولون خلال لقاء صحافي، أمس، أن الطائرة الأولى ستحط في شمال سيناء اليوم، وستحمل معدات طبية ومواد غذائية ولوازم للشتاء، على أن تليها الطائرتان الأخريان «خلال الأيام المقبلة».

وكان الهجوم الإسرائيلي في شمال غزة مدمراً، وأسفر عن مقتل آلاف الفلسطينيين وتشريد أعداد هائلة من الناجين الذين أجبرتهم حملة قصف لا هوادة فيها، ونقص المواد الأساسية مثل الطعام والماء والكهرباء على الفرار إلى جنوب القطاع.


البنتاغون يرجّح قيام قراصنة صوماليين بمحاولة الاستيلاء على ناقلة نفط

ناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز في 21 ديسمبر 2018 (رويترز)
ناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز في 21 ديسمبر 2018 (رويترز)
TT

البنتاغون يرجّح قيام قراصنة صوماليين بمحاولة الاستيلاء على ناقلة نفط

ناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز في 21 ديسمبر 2018 (رويترز)
ناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز في 21 ديسمبر 2018 (رويترز)

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم (الاثنين): إن محاولة اختطاف سفينة تجارية في خليج عدن أمس (الأحد) نفذها على ما يبدو قراصنة صوماليون وليسوا الحوثيين اليمنيين.

وقال البريغادير جنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاغون: «مستمرون في التقييم، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن هؤلاء الأفراد الخمسة صوماليون»، حسبما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف رايدر: «من الواضح أن الواقعة مرتبطة بالقرصنة».

استجابت سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية لنداء استغاثة أمس من الناقلة التجارية «سنترال بارك» التي استولى عليها مسلحون. وقال الجيش الأميركي: إن المهاجمين تم نقلهم على السفينة الحربية الأميركية «ماسون» وإن «سنترال بارك» وطاقمها بخير.


استهداف 3 شبان فلسطينيين - أميركيين بفيرمونت

الشبان الفلسطينيون الـ3 كانوا يزورون المدينة لقضاء عيد الشكر (أ.ف.ب)
الشبان الفلسطينيون الـ3 كانوا يزورون المدينة لقضاء عيد الشكر (أ.ف.ب)
TT

استهداف 3 شبان فلسطينيين - أميركيين بفيرمونت

الشبان الفلسطينيون الـ3 كانوا يزورون المدينة لقضاء عيد الشكر (أ.ف.ب)
الشبان الفلسطينيون الـ3 كانوا يزورون المدينة لقضاء عيد الشكر (أ.ف.ب)

في جريمة هزّت الولايات المتحدة، أطلق مسّلح أميركي النار على 3 شبان فلسطينيين - أميركيين في مدينة برلنغتون في ولاية فيرمونت، ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح خطرة، وفق شرطة المدينة.

وألقت سلطات برلنغتون القبض على جايسون إيتون، البالغ من العمر 48 عاماً، المتهم بإطلاق النار على الشبان الثلاثة، هشام عورتاني وكنان عبد الحميد وتحسين أحمد، الذين كانوا يزورون المدينة لقضاء عيد الشكر مع جدة عورتاني.

وأعلنت شرطة المدينة في بيان أنها تحقق في احتمال أن تكون الجريمة جريمة كراهية، استُهدف فيها الشبان الثلاثة البالغون من العمر 20 عاماً بسبب أصولهم الفلسطينية. وقال قائد الشرطة جون مراد: «في هذه الأوقات الحساسة، لا يمكن لأحد النظر إلى هذه الحادثة واستبعاد أن تكون جريمة كراهية». وهذا ما شدد عليه عمدة برلنغتون ميرو واينبرغر الذي قال إن أولوية شرطة المدينة هي التحقيق في الجريمة على هذا الأساس.

الشرطة خلال عملية دهم منزل مطلق النار جايسون إيتون في 25 نوفمبر 2023 (رويترز)

إلى ذلك، قال البيت الأبيض إنه جرى إبلاغ الرئيس الأميركي، جو بايدن، بتفاصيل الحادثة، في وقت أثار فيه الاعتداء ردود فعل شاجبة من بعض المشرعين الأميركيين، فوصفه السيناتور التقدمي بيرني ساندرز بالصادم والمثير للغضب، وقال ساندرز، الذي يمثل الولاية في مجلس الشيوخ، في تصريح له على منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «الكراهية ليست لها مكان هنا أو في أي مكان. أتطلع قدماً لتحقيق شامل (بالحادثة)...».

وحث زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، الأميركيين على «نبذ التصاعد في كراهية العرب والإسلاموفوبيا في أميركا» مضيفاً في تصريح له: «يجب عدم استهداف أحد في بلادنا بناءً على عرقه أو دينه. لن ندع الكراهية تفوز».

ووفق اللجنة الأميركية - العربية المناهضة للتمييز (آي دي سي) فقد كان الشبان يرتدون الكوفية الفلسطينية، ويتحدثون بالعربية لدى إطلاق النار عليهم، وقالت اللجنة في بيان: «نعتقد أنه جرى إطلاق النار على الضحايا الثلاثة لأنهم عرب». وأشار المدير التنفيذي للجنة عبد أيوب إلى أن إصابة عورتاني، وهو طالب في جامعة براون، هي الأخطر مضيفاً: «أصيب هشام برصاصة في عموده الفقري. لا نعلم مدى الضرر الناجم عن ذلك بعد، أو خطورة الإصابة وما ستتسبب به»، بينما عانى أحد الطلاب من إصابة في الرئة، أما الطالب الثالث فإصابته أقل خطورة.

المسعفون ينقلون الشبان الـ3 إلى سيارة الإسعاف بعد إطلاق النار عليهم في ولاية فيرمونت في 25 نوفمبر 2023 (رويترز)

وأضافت شرطة برلنغتون إلى هذه المعطيات أن «رجلاً أبيض اقترب من الطلاب الثلاثة، وأطلق النار عليهم 4 مرات على الأقل من دون أن يتكلم، ومن ثم لاذ بالفرار»، مشيرة إلى أن اثنين منهم يحملان الجنسية الأميركية، والثالث يحمل البطاقة الخضراء.

هذا وأصدرت عائلات الضحايا الثلاثة بياناً، دعت فيه الشرطة إلى إجراء تحقيق شامل بالحادثة وقالت: «أولادنا هم طلاب ملتزمون بدراستهم يستحقون بناء مستقبلهم... لا يجب على أي عائلة العيش في هذا الألم والقلق...».

مدير الـ«إف بي آي» في جلسة استماع أمام لجنة الأمن القومي في مجلس النواب في 15 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ووفق السلطات الفيدرالية الأميركية شهدت الولايات المتحدة تصاعداً في التهديدات بحق العرب والمسلمين واليهود جراء حرب غزة، وقد حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الشهر الماضي من «ازدياد التقارير التي تتضمن تهديدات بحق المجتمعات والمؤسسات العربية، والمسلمين واليهود»، وأضاف في تقييم له أن «الأحداث الأخيرة زادت من احتمالات الاعتداء على أشخاص ومؤسسات كرد فعل على التطورات في الشرق الأوسط».

يأتي حادث إطلاق النار على الشبان الثلاثة بعد مقتل الطفل الفلسطيني الأميركي، وديع الفيومي، البالغ من العمر 6 أعوام على يد أميركي في إلينوي في جريمة كراهية في الـ14 من أكتوبر (تشرين الأول).


الشرطة الأميركية توقف مُطلق النار على 3 طلاب من أصل فلسطيني في ولاية فيرمونت

الشرطة الأميركية في مكان وقوع الحادث بولاية فيرمونت (رويترز)
الشرطة الأميركية في مكان وقوع الحادث بولاية فيرمونت (رويترز)
TT

الشرطة الأميركية توقف مُطلق النار على 3 طلاب من أصل فلسطيني في ولاية فيرمونت

الشرطة الأميركية في مكان وقوع الحادث بولاية فيرمونت (رويترز)
الشرطة الأميركية في مكان وقوع الحادث بولاية فيرمونت (رويترز)

قالت شبكة «سي إن إن»، اليوم الاثنين، إن الشرطة ألقت القبض على مُشتبه به في إطلاق النار على ثلاثة طلاب جامعيين من أصل فلسطيني في مقاطعة برلينغتون بولاية فيرمونت، في هجوم تحقق فيه الشرطة باعتباره جريمة يشتبه أنها حصلت بدافع الكراهية. وأفادت شرطة برلينغتون بأن رجلاً يحمل مسدساً أطلق النار على الضحايا الثلاث وأصابهم في الشارع قرب جامعة فيرمونت، مساء أول من أمس، ثم هرب.

وذكرت الشبكة أنه جرى القبض على المشتبه به، الذي يُدعى جيسون جيه إيتون (48 عاماً) بعد ظهر أمس. ولم تردَّ شرطة برلينغتون ومكتب رئيس البلدية على الفور على طلب من وكالة «رويترز» للتعليق على التوقيف.

وقالت الشرطة إن اثنين من الضحايا مواطنان أميركيان، والثالث مقيم قانوني في الولايات المتحدة، وعمرهم 20 عاماً. وأشارت إلى أن اثنين من الرجال كانا يرتديان الكوفية وقت الهجوم.

الطلاب الثلاثة الذين تعرضوا لإطلاق نار في ولاية فيرمونت (أ.ف.ب)

ووفق ما ورد، كان الضحايا يتحدثون اللغة العربية عندما تعرضوا للهجوم، وفقاً لـ«معهد تفاهم الشرق الأوسط»، وهي منظمة غير ربحية مؤيدة للفلسطينيين. ولفتت المنظمة إلى أن المُهاجم فتح النار على الرجال الثلاثة، بعد أن بدأ الصراخ عليهم ومضايقتهم.

جاء إطلاق النار وسط ازدياد الحوادث المُعادية للإسلام والسامية في جميع أنحاء الولايات المتحدة منذ اندلاع المواجهات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال قائد شرطة برلينغتون جون مراد ببيان، في وقت سابق: «في هذه اللحظة المشحونة، لا يمكن لأحد أن ينظر إلى هذا الحادث ولا يشكُّ في أنه ربما كان جريمة بدافع الكراهية».

وقال رئيس بلدية المدينة ميرو واينبرغر: «هناك مؤشر على أن إطلاق النار ربما كان بدافع الكراهية، وهذا الاحتمال يحظى بالأولوية» لدى الشرطة. وأصدرت عائلات الضحايا بياناً مشتركاً حضّت فيه السلطات على التحقيق في إطلاق النار باعتباره جريمة كراهية، كما فعلت «اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز»، وهي مجموعة ضغط مقرُّها الولايات المتحدة.


نيويورك تايمز: بايدن لن يحضر قمة «كوب 28» في دبي

الرئيس بايدن في صورة تعود إلى 27 يونيو 2022 (د.ب.أ)
الرئيس بايدن في صورة تعود إلى 27 يونيو 2022 (د.ب.أ)
TT

نيويورك تايمز: بايدن لن يحضر قمة «كوب 28» في دبي

الرئيس بايدن في صورة تعود إلى 27 يونيو 2022 (د.ب.أ)
الرئيس بايدن في صورة تعود إلى 27 يونيو 2022 (د.ب.أ)

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤول في البيت الأبيض، اليوم الاثنين، أن الرئيس جو بايدن لن يحضر قمة «كوب 28» المقرر انطلاقها في إمارة دبي يوم الخميس المقبل.

وقالت الصحيفة إن المسؤول، الذي لم تنشر اسمه بناء على طلبه، لم يكشف عن أسباب عدم حضور بايدن القمة الكبرى المعنية بالمناخ، لكنها ذكرت أن مسؤولين كبار في البيت الأبيض كانوا قد رجحوا أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة قد استنفدت مجهود الرئيس الأميركي في الأسابيع الأخيرة.

تعقد القمة على مدى أسبوعين بمشاركة زعماء نحو 200 بلد، بينهم تشارلز الثالث، ملك المملكة المتحدة، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وتعد أبرز الفعاليات المناخية في العالم.


البحرية الأميركية تعلن مرابطة حاملة الطائرات «أيزنهاور» في الخليج العربي

حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)
TT

البحرية الأميركية تعلن مرابطة حاملة الطائرات «أيزنهاور» في الخليج العربي

حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)

قالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان اليوم الاثنين، إن مجموعة حاملة الطائرات أيزنهاور أكملت عبورها مضيق هرمز في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) ودخلت مياه الخليج العربي.وأوضحت في البيان، الذي نشرته عبر منصة «إكس»، أن حاملة الطائرات أيزنهاور ستقوم بدوريات في الخليج لضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية ودعم متطلبات القيادة المركزية الأميركية في أنحاء المنطقة. وذكرت أن حاملة الطائرات «يو.إس.إس دوايت أيزنهاور» رافقها طراد الصواريخ الموجهة «يو إس إس فلبين سي» ومدمرتي صواريخ موجهة وفرقاطة.

وفي شأن متصل قال مسؤولان أميركيان، فجر الاثنين لوكالة رويترز، إن سفينة تابعة للبحرية الأميركية استجابت لنداء استغاثة من ناقلة الكيماويات "سنترال بارك" وتأكدت من أنها آمنة وحرة. وأضاف أحد المسؤولين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن السفينة الحربية "ماسون" ساعدت في ضمان سلامة الناقلة.

وكان مسؤول عسكري أميركي أعلن في وقت سابق أن مسلحين مجهولي الهوية اعترضوا ناقلة نفط مرتبطة بشركة اسرائيلية في خليج عدن وسيطروا عليها مؤكدا بذلك معلومات أوردتها في وقت سابق شركة للامن البحري. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس "هناك مؤشرات الى أن عددا غير معروف من المسلحين المجهولين سيطروا على الناقلة +ام في سنترال بارك+ في خليج عدن في 26 نوفمبر"، مشيرا الى ان "القوات الأميركية وقوات التحالف موجودة في محيط المنطقة ونحن نراقب الوضع من كثب"، وذلك بعد سلسلة حوادث مماثلة على طريق الشحن نفسه.

وكانت شركة "إمبري" للأمن البحري أفادت في وقت سابق الأحد انه تم اعتراض الناقلة المملوكة من شركة مقرها المملكة المتحدة ومرتبطة باسرائيل، مشيرة الى ان "القوات البحرية الأميركية تتابع الوضع". وأشارت الى أن الحوثيين المرتبطين بايران هددوا سابقا بمهاجمة السفينة في حال لم تحول مسارها باتجاه ميناء الحديدة. وأضافت الشركة أنه تم اعتراض اتصالات من سفينة حربية تابعة للتحالف الأميركي تحذر "سنترال بارك" من تجاهل الرسائل.