السيسي يدعو إلى «لغة إعلامية عربية» واحدة لمواجهة التحديات

السيسي متوسطاً وزراء الإعلام العرب (الرئاسة المصرية)
السيسي متوسطاً وزراء الإعلام العرب (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يدعو إلى «لغة إعلامية عربية» واحدة لمواجهة التحديات

السيسي متوسطاً وزراء الإعلام العرب (الرئاسة المصرية)
السيسي متوسطاً وزراء الإعلام العرب (الرئاسة المصرية)

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأربعاء)، في قصر الاتحادية بالقاهرة، وزراء الإعلام العرب، وشدد خلال اللقاء على أن «الكلمة من الإعلام هي أمانة ومسؤولية كبيرة».
وبحسب بيان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، فإن السيسي أكد «إيمان مصر بأهمية الدور الاستراتيجي للإعلام في مساندة جهود الدول لتحقيق الاستقرار والتنمية، وذلك من خلال تناول القضايا الوطنية وتعميق الوعي العام لدى الشعوب»، مشيراً إلى «وحدة الشواغل والتحديات المشتركة التي تواجه العالم العربي، وهو الأمر الذي يستدعي قيام الإعلام العربي بالتحدث بلغة واحدة تساعد على مواجهة تلك التحديات، وطرح القضايا المختلفة بشكل عميق وموضوعي ومدعوم بالحقائق من أجل البناء الواقعي والصحيح للعقل الجمعي والوجدان العربي».
وفي ما يتعلق بمكافحة الفكر المتطرف وخطاب الكراهية والتحريض الذي تتعرض له مختلف الشعوب العربية، شدد السيسي على أن «الهدم لم يكن ولن يكون رسالة حضارية، وأن القيم الدينية لا تقام على أنقاض الخراب والتدمير، لأن رسالة الدين هي البناء والتعمير والسلام والتنمية، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بتوفير الأمن والاستقرار السياسي والمعنوي للشعوب، في إطار مجال حضاري آمن».
بدورهم، أشاد الوزراء المشاركون في الدورة العادية (52) لمجلس الوزراء الإعلام العرب المنعقدة حالياً في القاهرة، بـ«الإنجازات الملموسة التي تشهدها مصر تحت قيادته على الأصعدة كافة، سياسياً وتنموياً واقتصادياً واجتماعياً، التي تقدم نموذجاً يحتذى به للأمة العربية في التقدم والازدهار والرؤية المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى الدور المقدر لمصر كمركز ثقل للحفاظ على أمن واستقرار الوطن العربي بأكمله».
وأشاروا إلى أن «مواجهة التحديات بصورها كافة لا تقع على عاتق الحكومات بمفردها، وإنما تشارك فيها أيضاً المؤسسات الإعلامية، ومن ثم فعليها الالتزام بمعايير منضبطة وجادة، والتعبير عن أولويات سليمة، وتوعية الشعوب والمجتمعات بالأبعاد المختلفة للتحديات وكيفية مواجهتها، والتصدي للأكاذيب والشائعات» بحسب بيان الرئاسة المصرية.
يشار إلى أن اللقاء شهد حواراً مفتوحاً مع السيسي شمل أهم الموضوعات المطروحة على اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب؛ خصوصاً ما يتعلق بالتوعية الإعلامية للأجيال المستقبلية، فضلاً عن الدور الحيوي للإعلام في دعم الأمن القومي العربي وتعزيز بناء المؤسسات، إلى جانب ترسيخ أواصر الأخوة بين العالم العربي.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


هل تدفع «محادثات نيويورك» مسار التقارب المصري - الإيراني؟

لقاء شكري وعبداللهيان بحث العلاقات بين البلدين (الخارجية المصرية)
لقاء شكري وعبداللهيان بحث العلاقات بين البلدين (الخارجية المصرية)
TT

هل تدفع «محادثات نيويورك» مسار التقارب المصري - الإيراني؟

لقاء شكري وعبداللهيان بحث العلاقات بين البلدين (الخارجية المصرية)
لقاء شكري وعبداللهيان بحث العلاقات بين البلدين (الخارجية المصرية)

دفعت مباحثات «مصرية - إيرانية» جرت بين سامح شكري وزير الخارجية المصري، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في نيويورك، إلى تساؤلات حول مسار التقارب بين القاهرة وطهران، في أعقاب إشارات إيرانية «متكررة» دعت لتعزيز التعاون مع مصر، آخرها تأكيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الخميس، أن «بلاده لا ترى أي عائق أمام إقامة علاقات مع مصر»، بحسب «رويترز».

ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن رئيسي القول، في مؤتمر صحافي بختام زيارته لنيويورك، إن «اللقاء الذي جمع بين وزيري خارجية البلدين في نيويورك قد يُمهد الطريق لاستعادة للعلاقات بين إيران ومصر».

تصريحات سابقة

وشهدت الفترة الماضية تصريحات إيرانية متواترة بشأن التقارب مع مصر، وكان منها ما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني، في مايو (أيار) الماضي، حيث وصف مصر بـ«الشقيقة والصديقة».

وأعرب عن أمله حينها في أن تشهد العلاقات مع مصر «تطوراً وانفتاحاً متبادلاً». وخلال الشهر نفسه، زار سلطان عمان، هيثم بن طارق، مصر وإيران، تباعاً، وسط حديث تنامى حينها عن «وساطة قادها سلطان عمان في إطار الملف نفسه»، حسب تقارير حينها.

وفي أغسطس (آب) الماضي، دانت مصر حادث استهداف مرقد شاه جراغ الديني في مدينة شيراز الإيرانية.

وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني في نيويورك (الخارجية المصرية)

والتقى شكري بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عبداللهيان. ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، مساء الأربعاء، فقد تناول اللقاء «قضية العلاقات الثنائية بين البلدين، و(استكشاف) المحددات والضوابط التي تحكمها، بما يؤدي إلى تطويرها على النحو الذي يحقق مصالح الشعبين المصري والإيراني، تأسيساً على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول».

وأكد وزير خارجية إيران «تطلع بلاده لتطوير علاقتها مع مصر، واستعادتها إلى مسارها الطبيعي الذي يتسق مع الميراث التاريخي والحضاري للدولتين»، لافتاً إلى أن «هذا اللقاء يُمثل خطوة مهمة على مسار تطبيع العلاقات».

وبحسب «الخارجية المصرية»، فإن اللقاء استعرض عدداً من القضايا الإقليمية. وأكد الجانبان «التطلع نحو الإسهام في تحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن في محيطهما الإقليمي». وأشار الوزير شكري إلى أن «تشابك وتعقد أزمات المنطقة بات يلقي بظلال خطيرة على حالة الاستقرار والأوضاع المعيشية لجميع شعوبها من دون استثناء، وهو الأمر الذي يقتضي تعاون جميع دول الإقليم من أجل دعم الاستقرار وتحقيق السلام والقضاء على بؤر التوتر». واتفق شكري وعبداللهيان على «استمرار التواصل بينهما لمتابعة الحوار حول مختلف الموضوعات التي تهم البلدين على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي».

إرادة سياسية

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأفريقية، علي الحفني، إن «التواصل بين البلدين في حد ذاته (خطوة مهمة)»، لافتاً إلى أن «مصر تؤمن بالحوار في إدارة علاقاتها الخارجية»، و«مصر حريصة على الحوار مع إيران، ولم ترفضه في أي وقت». لكن الحفني أكد أن «اللقاءات لن تتحول إلى لقاءات (فعالة)، إلا حينما تتوافر الإرادة السياسية من الجانب الإيراني لإزالة أسباب قطع العلاقات مع مصر، والتي لم يتم معالجتها حتى الآن». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «بلا شك النوايا قد تكون (طيبة) لتطبيع العلاقات بين البلدين والعودة بها إلى سابق عهدها، لكن هناك ملفات، القاهرة تحرص على الاستجابة لها من قبل إيران».

كما يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، حسين هريدي، أن التأكيدات الإيرانية المتكررة بشأن تعزيز العلاقات مع مصر، تأتي في «إطار التهدئة العامة في منطقة الشرق الأوسط بين القوى العربية ودول الجوار سواء تركيا أو إيران». لكن هريدي قال: «يجب أن نُذكر بأن الذي قطع العلاقات هي إيران وليست مصر»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «إيران تحاول منذ سنوات استئناف العلاقات مع مصر، وتم افتتاح مكتبي لرعاية المصالح للبلدين في القاهرة وطهران».

شكري خلال استقبال الوفد الإيراني المشارك بقمة «كوب 27» بشرم الشيخ في نوفمبر الماضي (الخارجية المصرية)

حُسن الجوار

وفي مارس (آذار) الماضي، ثمنت الرئاسة المصرية نهج المملكة العربية السعودية في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران. وقال المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، أحمد فهمي، حينها، إن «مصر تُقدر هذه الخطوة المهمة، وتُثمن التوجه الذي انتهجته المملكة في هذا الصدد». وأضاف المتحدث الرئاسي المصري أن النهج السعودي في هذا الصدد من شأنه «إزالة مواضع التوتر في العلاقات على المستوى الإقليمي، كما يأتي تأكيداً على مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة من حيث احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وترسيخ مفاهيم حُسن الجوار وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة».

وذكر المتحدث الرئاسي المصري حينها أن «مصر تتطلع إلى أن يكون لهذا التطور مردود إيجابي إزاء سياسات إيران الإقليمية والدولية». وأن «يُشكل فرصة سانحة لتأكيد توجه طهران نحو انتهاج سياسة تراعي الشواغل المشروعة لدول المنطقة، ما يعزز من فرص التعاون وتوطيد التواصل الإيجابي فيما بينها، من أجل رسم مسار للعلاقات يلبي آمال شعوب المنطقة».

عودة إلى هريدي الذي قال إن «القاهرة كانت تتابع تحركات إيران في منطقة الشرق الأوسط، وأبدت القاهرة في مرات كثيرة استياءها من تدخلات إيران في بعض الدول العربية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في لقاء متلفز، أنه «نتيجة للتطور الذي شهدته العلاقات الإيرانية - الخليجية خلال الفترة الأخيرة، يتوقع البعض أنه من الطبيعي أن تشهد العلاقات المصرية - الإيرانية تطوراً مشابهاً». وأضاف أن «التفاعل والتواصل موجودان دائماً، ولم ينقطعا في أي مرحلة من المراحل»، مشدداً على أن «مصر حريصة أن يكون التفاعل الإيراني مع الإقليم (تفاعلاً إيجابياً) يحترم سيادة الدول وإرادة الشعوب، وعدم التدخل في الشأن الداخلي لهذه الشعوب، ويعزز من استقرار الإقليم».


أسعار البصل والطماطم تُربك موائد المصريين

خضراوات وفواكه في إحدى أسواق الجملة بمصر (الصفحة الرسمية لسوق العبور على فيسبوك)
خضراوات وفواكه في إحدى أسواق الجملة بمصر (الصفحة الرسمية لسوق العبور على فيسبوك)
TT

أسعار البصل والطماطم تُربك موائد المصريين

خضراوات وفواكه في إحدى أسواق الجملة بمصر (الصفحة الرسمية لسوق العبور على فيسبوك)
خضراوات وفواكه في إحدى أسواق الجملة بمصر (الصفحة الرسمية لسوق العبور على فيسبوك)

لجأت السيدة المصرية إلهام حسانين (50 عاماً) إلى «شراء نصف كيلو بصل فقط ومثله طماطم، بعدما كانت تشتري من كل صنف أكثر من 4 كيلو»، لكن «قرارها، الخميس، بتخفيض الكميات جاء عقب الارتفاع الكبير في سعرهما بالأسواق المصرية».

وأربكت أسعار البصل والطماطم موائد المصريين، حيث يتراوح سعر كل منهما بين 30 إلى 35 جنيهاً (الدولار يعادل نحو 30.90 جنيه في المتوسط)، مما دفع إلى قيام الحكومة المصرية بـ«وقف تصدير البصل لمدة 3 أشهر؛ بهدف (ضبط الأسعار) بالأسواق». القرار الحكومي قُوبل بترحيب واسع من الأُسر المصرية، وسط توقعات بانخفاض أسعار البصل والطماطم.

نائب رئيس «شعبة الخضر والفواكه» بالغرفة التجارية بالقاهرة، حاتم نجيب، قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرار الحكومة إيقاف تصدير البصل حتى نهاية العام سيؤدي إلى انخفاض الأسعار، نتيجة توافر السلعة بكمية تكفي السوق المحلية».

وأرجع نجيب أزمة ارتفاع أسعار البصل إلى عدة أسباب؛ من بينها «نقص الإنتاجية بسبب التغيرات المناخية، وزيادة الكميات المصدرة، حيث وصلت صادرات مصر إلى نحو 400 ألف طن من البصل، خلال العام الحالي، وكانت في العام الماضي نحو 250 ألف طن»، مؤكداً أن «سعر البصل والطماطم سوف ينخفض؛ لأن محصول الموسم الجديد جيد، وسيبدأ طرحه بالأسواق في ديسمبر (كانون الأول) المقبل؛ أي في نهاية مدة قرار إيقاف التصدير».

عودة إلى إلهام التي قالت، لـ«الشرق الأوسط»: «كُنت أستخدم في كل (طبخة) بالمنزل أكثر من 3 قطع بصل و3 قطع طماطم، الآن أستخدم بصلة واحدة وقطعة طماطم واحدة، وأحياناً أستخدم الصلصة». ولفتت إلى أن «البصل والطماطم لا غنى عنهما على الموائد المصرية بشكل يومي؛ ليس في الطبخ فقط، بل في السَّلَطة، وغيرها من الأكلات».

وتشهد مصر ارتفاعاً في أسعار السلع الغذائية، وسط إجراءات حكومية لـ«ضبط الأسواق»، من بينها «طرح كميات كبيرة من السلع عبر المنافذ والمعارض الحكومية». ووفق «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» في مصر، فقد «بلغ معدل التضخم السنوي في مصر، خلال أغسطس (آب) الماضي، 37.4 في المائة، مقابل 36.5 في المائة في يوليو (تموز) الماضي».

أزمة البصل والطماطم دفعت المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التخفيف من حِدتها عبر «الكلمات والنكات من ارتفاع أسعار البصل والطماطم». وقال حمدي أحمد، في تدوينة له: «بلاش بصل وطماطم، نمشّيها صلصلة المرة دي»، في حين كتبت هند محمد: «بقيت بشتري بصلة واحدة من السوق، والطماطم طول عمرها (مجنونة)».

المستشار السابق لـ«منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)»، الخبير الزراعي المصري محمد فتحي سالم، أرجعَ أزمة ارتفاع أسعار البصل والطماطم إلى «زيادة الصادرات المصرية». وقال، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا يوجد تراجع في إنتاجية مصر من البصل والطماطم»، لكن «الكميات المصدرة للخارج ارتفعت، وخصوصاً البصل، حيث تصدِّر مصر نحو 80 في المائة من إنتاجها».

ووفقاً لسالم، فإن «الحل يكمن في (ضبط) التصدير، انطلاقاً من أنه يجب تغطية احتياجات السوق المحلية أولاً، فضلاً عن التوسع في الزراعة الرأسية لزيادة الإنتاج».


ليبيا: «الاستقرار» تطالب بالتعجيل بمشاريع إعادة إعمار درنة المنكوبة

الوفد الأميركي خلال اجتماع مع رئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» (السفارة الأميركية)
الوفد الأميركي خلال اجتماع مع رئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» (السفارة الأميركية)
TT

ليبيا: «الاستقرار» تطالب بالتعجيل بمشاريع إعادة إعمار درنة المنكوبة

الوفد الأميركي خلال اجتماع مع رئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» (السفارة الأميركية)
الوفد الأميركي خلال اجتماع مع رئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» (السفارة الأميركية)

في أحدث ظهور إعلامي له، طالب عبد المنعم الغيثي، عميد بلدية درنة الليبية، المُقال من منصبه، المجتمع الدولي بـ«تشكيل لجنة تقصي حقائق تقنية للتحقيق، وكشف ما حدث في المدينة»، بينما طالبت حكومة الاستقرار «الموازية» في شرق البلاد بـ«التعجيل بمشاريع إعادة إعمار المدينة المنكوبة».

ونقلت كلوديا جازيني، كبيرة محللي ليبيا بمجموعة الأزمات الدولية عن الغيثي، الذي أُقيل بعد الفيضانات الكارثية التي ضربت مدينته، رسالة للمجتمع الدولي، يدعو فيها لتعيين لجنة تحقيق فنية لتسليط الضوء على ما حدث في المدينة.

وتزامنت هذه التصريحات مع تأكيد النائب العام الليبي الصديق الصور تحديد عدد من المتهمين في قضية انهيار سدي درنة، التي راح ضحيتها الآلاف.

وقال في تصريحات تلفزيونية، مساء (الأربعاء) إن «النيابة باشرت تحقيقاتها وعملها في مكاتب درنة وبنغازي وطرابلس». واعتبر أن التحقيقات «ستطال مسؤولين، وستمتد لوقائع منذ 20 عاماً». كما تعهد بظهور قريب للنتائج، موضحاً أن التقصير أو الفساد المالي والإداري في ملف سدود درنة «بدأ منذ أكثر من عقدين من الزمن».

اجتماع حماد مع ممثلي الشركات المصرية وزيارته برفقة السفير التركي لدرنة (حكومة الاستقرار)

من جهته، طالب أسامة حماد، رئيس حكومة الاستقرار «الموازية»، خلال لقائه مساء (الأربعاء) مع بعض ممثلي الشركات المصرية «ببدء الإعمار في مدينة درنة وضواحيها، عقب الانتهاء من عمليات البحث والإنقاذ»، مشدداً على «ضرورة التعجيل بالمشاريع في المدينة، لما لها من أهمية في تقديم الخدمات للمواطنين في المناطق المنكوبة».

وتفقد حماد اليوم (الخميس) رفقة بعض وزرائه والسفير التركي كنعان يلماز مدينة درنة المنكوبة، للوقوف على حجم الأضرار التي لحقت بالمدينة، بالإضافة إلى زيارة المستشفى الميداني التركي الذي أنشأته الحكومة التركية لتقديم المساعدة لضحايا الإعصار.

وأشاد حماد بالدعم والتعاون الذي تقدمه فرق الإنقاذ التركية منذ وصولها إلى درنة، مبرزاً أنه ساهم في إنقاذ حياة العديد من الأشخاص، الذين كانوا تحت أنقاض المباني التي جرفتها السيول والفيضانات.

سكان درنة يسابقون الزمن لإعادة الحياة إلى مدينتهم المنكوبة (رويترز)

في غضون ذلك، نفى مسؤول في الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، «وجود عداء مع الإعلاميين». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك فوضى في تعامل بعض الصحافيين مع عمليات الإنقاذ، وإصرارهم على إجراء مقابلات خلال العمل، فتقرر ضبط الأمور وإبعادهم عن هذه المناطق، خاصة مع المخاوف من انتشار بعض الأمراض».

كما أكد اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم حفتر، أنه «لا صحة لمنع بعض فرق الإنقاذ الدولية من دخول درنة»، مشيراً إلى «ترحيب الجيش بالجميع، سواء فرق إنقاذ أو من قدموا معونات إنسانية وطبية». وانتقد وجود ما وصفه بتوظيف سياسي من بعض الجهات لكارثة درنة.

في سياق ذلك، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في أحدث إحصائية لها، نزوح أكثر من 43 ألف شخص، بسبب الفيضانات الكاسحة التي شهدها شرق ليبيا، لا سيما مدينة درنة. وحذرت من أن «نقص إمدادات المياه قد يكون دفع بكثير من النازحين إلى مغادرة درنة للتوجه إلى مدن أخرى في شرق وغرب البلاد»، مبرزة أن الاحتياجات الملحة للأشخاص النازحين «تشمل المواد الغذائية والمياه العذبة والصحة العقلية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي».

قوات الأمن توزع مساعدات غذائية على عدد من المتضررين من الفيضانات التي ضربت درنة (أ.ف.ب)

في المقابل، أعلن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، عودة خدمات الاتصالات والإنترنت إلى درنة والمنطقة الشرقية، وأصدر تعليماته لرؤساء ومنسقي فرق الاستجابة والطوارئ والإسعاف والبحث والإنقاذ بأهمية استمرار التنسيق مع رئيس الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة، قبل مغادرة المناطق المنكوبة المكلفين بالعمل في نطاقها.

في غضون ذلك، استبق مايكل لانجلي، قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، وريتشارد نورلاند السفير والمبعوث الأميركي الخاص، اجتماعهما المقرر مع المشير حفتر في بنغازي، اليوم (الخميس) بـ«الدعوة مجدداً لإنشاء حكومة موحدة في البلاد، وتشكيل قوة عسكرية تضم طرفي الصراع العسكري في الشرق والغرب».

وقال لانجلي إنه كرر خلال الاجتماع مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي بطرابلس، دعم الولايات المتحدة لجهود الإغاثة الليبية من الفيضانات، مشيراً إلى وقوف بلاده إلى جانب الشعب الليبي في دعوته للوحدة الوطنية، إثر الفاجعة التي ألمت بشرق البلاد، موضحاً أنه أكد في لقائه مع الدبيبة دعم الولايات المتحدة للجهود الليبية لمساعدة المحتاجين في المناطق المتضررة من الفيضانات. واعتبر أنه «قد أصبح من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن يعمل جميع القادة السياسيين الليبيين معاً لخدمة الشعب الليبي».

كما أوضح أنه ناقش مع محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، كيف يمكن للجيش في الشرق والغرب أن يدعم بشكل مشترك جهود الإغاثة في المناطق المتضررة من الفيضانات، وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد، وقال بهذا الخصوص: «نحن متفقون على أن الجهود الرامية إلى إعادة توحيد الجيش الليبي، ومواصلة العمل على قوة مشتركة بين الشرق والغرب، هي ذات أهمية حيوية لضمان السلم والاستقرار الذين يستحقهما الشعب الليبي».


ما حقيقة تعرض مصر لـ«عاصفة مُدمرة»؟

يسود طقس حار نهاراً في القاهرة الكبرى خلال الأيام المقبلة (بابليك دومين)
يسود طقس حار نهاراً في القاهرة الكبرى خلال الأيام المقبلة (بابليك دومين)
TT

ما حقيقة تعرض مصر لـ«عاصفة مُدمرة»؟

يسود طقس حار نهاراً في القاهرة الكبرى خلال الأيام المقبلة (بابليك دومين)
يسود طقس حار نهاراً في القاهرة الكبرى خلال الأيام المقبلة (بابليك دومين)

حسمت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر، الجدل الذي أُثير خلال الأيام الماضية، حول احتمال تعرُّض مصر لـ«عاصفة مدمرة» خلال أيام، بعد مرور 4 سنوات على حدوث عاصفة قوية في البلاد.

وانتشرت بقوة خلال الأيام الماضية أنباء تحدثت عن إمكانية تعرض مصر لعاصفة قوية نتيجة التقاء منخفض ليبيا الحار القادم خلال فصل الخريف من الصحراء الكبرى، وما تتبعه من تقلبات جوية مختلفة، مع منخفض بارد قادم من جنوب أوروبا على البحر المتوسط، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض في درجات الحرارة، وسقوط أمطار بكميات كبيرة، وهو ما أثار مخاوف المواطنين في مصر.

لكن عضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية، الدكتورة منار غانم، شددت في تصريحات لوسائل إعلام محلية، على أن هناك حالة من الاستقرار في معدلات درجات الحرارة بمختلف أنحاء الجمهورية. في حين أصدرت الهيئة بياناً، (الأربعاء)، حول حالة الطقس المتوقعة بداية من الخميس، حتى الثلاثاء المقبل، ولم يأتِ أي ذكر لإمكانية تعرض الأجواء المصرية لأي عواصف.

وذكر البيان: «يسود طقس حار نهاراً على القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية وشمال الصعيد، شديد الحرارة على جنوب سيناء وجنوب الصعيد، لطيف ليلاً على شمال البلاد حتى شمال الصعيد، معتدل الحرارة على جنوب سيناء وجنوب الصعيد».

https://www.facebook.com/photo/?fbid=690937439731493&set=a.289008423257732&locale=ar_AR

وأوضح البيان، أن السُّحب المنخفضة ستظهر صباحاً على مناطق القاهرة الكبرى والوجه البحري، والسواحل الشمالية، ما يساعد على تلطيف الأجواء، بينما تنخفض نسبة الرطوبة ليلاً على أغلب الأنحاء، ما يزيد من الإحساس بانخفاض درجات الحرارة.

من جانبه، قال الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ في جامعة الزقازيق بمصر، ونائب رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية السابق، إن تعرُّض مصر لـ«عاصفة مدمرة» خلال أيام، شائعة لا أساس لها من الصحة، وإن البلاد تعيش حالة من الاستقرار في الأحوال الجوية، ولا توجد أي ظواهر مُقلقة في جميع أنحاء الجمهورية.

وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن مصر لديها أجهزة رصد دقيقة تتنبأ بحالة الطقس قبل حدوث أي ظاهرة جوية بفترة كافية لا تقل عن أسبوع، مشدداً على أنه بناء على صور الأقمار الاصطناعية، والنماذج العددية للخرائط السطحية والعلوية الحالية لا يوجد في الأفق أي منخفضات جوية يمكن أن تؤثر في مصر، وتسبب أمطاراً أو عواصف، بداية من اليوم حتى أسبوع مقبل.

وأشار إلى أن فصل الخريف سيبدأ فلكياً في 23 سبتمبر (أيلول) الحالي، وهو فصل انتقالي، يحول الطقس والمناخ من حرارة الصيف إلى برودة الشتاء. وبشكل عام، توقع قطب أن تتعرض بعض المناطق في مصر، خلال فصل الخريف، إلى حالة عدم استقرار في الأحوال الجوية، تتمثل في نشاط رياح وأتربة، وهطول أمطار، وانخفاض في درجات الحرارة في بعض الأوقات، على مناطق مختلفة، خصوصاً محافظات الصعيد وسيناء والبحر الأحمر، حيث الطبيعة الجبلية، وفي حالة هطول أمطار يمكن أن تتسبب في سيول.

ونوه بأن الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر، أصدرت قراراً بإنذار المواطنين ببداية فصل الخريف، وإمكانية حدوث تلك الظواهر الجوية في بعض المناطق، مشدداً على أن الهيئة ستُطلع المواطنين من خلال وسائل الإعلام المختلفة، على حالة الطقس قبل حدوث أي ظاهرة بوقت كافٍ لا يقل عن 3 أيام.


منع تلميذة من ارتداء «جبة الأمازيغ» يثير جدلاً حاداً في الجزائر

الفتاة ثيزيري رفقة والدتها (ناشطون بالإعلام الاجتماعي)
الفتاة ثيزيري رفقة والدتها (ناشطون بالإعلام الاجتماعي)
TT

منع تلميذة من ارتداء «جبة الأمازيغ» يثير جدلاً حاداً في الجزائر

الفتاة ثيزيري رفقة والدتها (ناشطون بالإعلام الاجتماعي)
الفتاة ثيزيري رفقة والدتها (ناشطون بالإعلام الاجتماعي)

أطلق ناشطون ومناضلون من أجل تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في الجزائر دعوات مكثفة لارتداء «الجبة الأمازيغية» النسائية والتوجه بها «جماعيا» إلى المدارس، كوسيلة للتنديد بمنع تلميذة من دخول مدرسة بمنطقة القبائل، بسبب ارتدائها الجبة التقليدية. وقد أحال الجدل الحاد الذي اندلع حول هذه الحادثة إلى سجال لا يقل حدة يجري حاليا بفرنسا بخصوص ارتداء «العباءة» في المؤسسات التعليمية.

حادثة منع تلميذة من ارتداء الجبة الأمازيغية أحالت إلى سجال مستعر ومستمر حول «العباءة» في فرنسا (أ.ف.ب)

الفتاة التي تدعى «ثيزيري» (ضوء القمر في لغة أمازيغ شمال أفريقيا)، من محافظة بجاية (250 كلم شرق العاصمة)، ذهبت صباح الأربعاء إلى ثانويتها في مدينة القصر في أول يوم من الدخول المدرسي، لكن عندما وصلت منعها عون إداري بمدخل الثانوية من الالتحاق بقسمها، بحجة أنها ترتدي لباسا «غير تنظيمي». ويتعلق الأمر بجبة أمازيغية لا تخطئها العين في مدن وقرى المحافظات التي ينطق سكانها بالأمازيغية.

عادت الفتاة إلى بيتها وأبلغت والدتها بما حدث، وهي امرأة معروفة في أوساط المدافعين عن «الهوية الأمازيغية للجزائر»، وتدعى ليندة وضاح، فضلا عن كونها أستاذة في جامعة بجاية، ورئيسة قسم اللغة الأمازيغية بها. وفور علمها بما جرى لابنتها، عاتبت مسؤولي المدرسة، ونشرت فيديو على حسابها بمنصة «فيسبوك»، منددة بالموظف الذي حال دون دخول ابنتها المدرسة، وتمت استضافتها في نفس اليوم بقناة «بربر تي في»، الناطقة بالأمازيغية.

جزائريات بالزي الأمازيغي (الشرق الأوسط)

ولأن القضايا المرتبطة بـ«الهوية والشخصية» و«الأصول الثقافية» في الجزائر حساسة للغاية، أحدثت «قضية ثيزيري» بسرعة جدلا واسعا، تشعب ليثير بدوره نقاشا قديما حول «ما إذا كنا عربا أو أمازيغ؟». وقد انفجرت القضية لأول مرة في «أحداث الربيع الأمازيغي» عام 1980، حينما وقعت مواجهات دامية بين نشطاء القضية وقوات الأمن بمدينة تيزي وزو (100 كلم شرق)، التي تعد قلعة المدافعين عن الثقافة الأمازيغية.

وسرعان ما ربط مهتمون بحادثة الفتاة بينها وبين الجدل الدائر في فرنسا منذ أسابيع، حول قرار الحكومة منع الفتيات اللواتي يرتدين العباءة (العباية بالعامية) من دخول المدارس. ولتدارك الموضوع قبل أن يأخذ أبعادا خطيرة، أصدر مدير الثانوية بيانا قدم فيه اعتذاره لوالدة ثيزيري، وأكد أنه لم يكن على علم بطرد التلميذة، موضحا أن القانون الداخلي لمؤسسته لا يمنع ارتداء اللباس التقليدي. كما تواصلت مديرة التعليم ببجاية مع عائلة التلميذة وقدمت لها اعتذارها. ولم يعرف مصير العون الإداري الذي تسبب في هذا اللغط الكبير، فيما عادت ثيزيري إلى المدرسة، والتحقت بزملائها بالزي التقليدي الذي لبسته أول مرة.

أمين عام محافظة الأمازيغية الهاشمي عصاد (الشرق الأوسط)

والمعروف في الجزائر أن خصومة شديدة تحتدم منذ سنين طويلة، أخذت في أحيان كثيرة بعدا آيديولوجيا، بين من يسميهم الإعلام المحلي «بربريست»، نسبة إلى البربر السكان الأصليين لشمال أفريقيا، الذين يناضلون من أجل التمكين للأمازيغية في كل الأطوار التعليمية وفي الفضاء العام، من جهة، ومن جهة ثانية «العروبيون» الذين يعدّون اللغة العربية رافدا لهوية وشخصية الجزائري، ولا يرضون بديلا عن العربية، التي استخلفت الفرنسية كلغة تداول في الإدارات والشركات الحكومية بعد الاستقلال عن فرنسا، لكنها ما تزال تواجه صعوبة في إزاحة «لغة موليير».

الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة أدرج في مراجعة دستورية الأمازيغية لغة وطنية ثانية (حملة الرئيس في انتخابات 2009)

وحاول الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، تفكيك «قنبلة الهوية» بحسب تعبير البعض عام 2002، عندما أدرج في مراجعة دستورية الأمازيغية لغة وطنية ثانية. وارتقى بها إلى مرتبة لغة رسمية ثانية في مراجعة جديدة للدستور عام 2016، نصت أيضا على إنشاء «محافظة سامية للغة الأمازيغية»، اهتمت بإيجاد الآليات الأكاديمية، التي تتيح تدريس هذه اللغة في أقسام التعليم والجامعة.


«الشرق الأوسط» ترصد في أسني وويرغان جهود المغاربة لتجاوز محنة الزلزال

سكان المناطق المتضررة من الزلزال عادوا لاستئناف حياتهم الطبيعية رغم الدمار الذي خلفته الكارثة (أ.ف.ب)
سكان المناطق المتضررة من الزلزال عادوا لاستئناف حياتهم الطبيعية رغم الدمار الذي خلفته الكارثة (أ.ف.ب)
TT

«الشرق الأوسط» ترصد في أسني وويرغان جهود المغاربة لتجاوز محنة الزلزال

سكان المناطق المتضررة من الزلزال عادوا لاستئناف حياتهم الطبيعية رغم الدمار الذي خلفته الكارثة (أ.ف.ب)
سكان المناطق المتضررة من الزلزال عادوا لاستئناف حياتهم الطبيعية رغم الدمار الذي خلفته الكارثة (أ.ف.ب)

بالقرب من الثانوية الإعدادية «الأطلس الكبير»، بقرية أسني، على بعد ساعة بالسيارة من مدينة مراكش، وقف ثلاثة تلاميذ يتبادلون أطراف الحديث عن اللوازم المدرسية التي حصلوا عليها من إدارة المؤسسة.

قال ياسين لـ«الشرق الأوسط» إنه يدرس في الصف الثامن الإعدادي. أما يوسف وزكرياء فيدرسان في الصف التاسع، مؤكدين أنهم سيدرسون بالمخيم الذي أعدته السلطات غير بعيد عن مؤسستهم، والذي يضم عشرات الخيام التي تتوفر على جميع التجهيزات التربوية الضرورية، كما جرى تجهيزها بالألواح الشمسية.

بدا الثلاثة مرتاحين والابتسامة تعلو محياهم، لكن ملامحهم ستتغير بسرعة، حين سألتهم «الشرق الأوسط» عن الزلزال، وكيف عاشوا تجربته. قالوا إنهم فقدوا عدداً من زملائهم فيه. يقول ياسين: «أعرف ثلاثة من تلاميذ الثانوية الإعدادية قضوا نحبهم فيه». فيما قال يوسف، وقد بدت عليه علامات التأثر والأسى: «هناك، على مشارف أسني، في دوار (كفر) أسلدة، كان حجم الدمار كبيراً».

في تلك الأثناء، كانت تمر بالقرب منا مجموعات متفرقة من التلاميذ، وهم في طريق العودة من المخيم الدراسي إلى منازلهم التي سلمت من الزلزال، أو الخيام التي هيأتها السلطات للعائلات التي أجبرت على ترك منازلها المتضررة. قالت التلميذة سعاد (14 سنة)، جواباً عن سؤال لـ«الشرق الأوسط»، حول عودتها للدراسة بعد كارثة الزلزال، إن استئناف الدراسة أمر جيد. وأضافت، وهي تبتسم في وجه صديقاتها الثلاث: «على الأقل، سألتقي صديقاتي. من الجيد أن أملأ يومي بالدراسة، لعلي أنسى، أو أتوقف عن استعادة صدمة ليلة الزلزال»، مؤكدة أن التحصيل العلمي يبقى مهماً تحت أي ظرف، وأن الزلزال مرحلة مؤقتة لن تطول قبل العودة إلى الدراسة بشكل طبيعي.

عودة الحياة تدريجيا

على بعد خطوات من الثانوية الإعدادية، كان هناك نشاط وحركية لافتة للانتباه تعم الفضاء الذي أعد لاحتضان المستشفى العسكري. بالقرب منه، كان هناك صغار في غاية الفرح، بعد أن استعادوا متعة اللعب في الفضاء الترفيهي الذي تم وضعه رهن إشارتهم، اعتباراً لوضعيتهم النفسية، بعد الكارثة الطبيعية التي ضربت المنطقة.

فضاءات ترفيهية للأطفال في أسني (الشرق الأوسط)

على بعد خطوات من المستشفى العسكري، بدا حجم الدمار الذي هز «دوار لعْرب» لافتاً للعيان، ومثيراً للأسى والتضامن مع المتضررين. وبدا أحد أبناء الدوار(الكفر)، وهو يتحدث لـ«الشرق الأوسط» كمن يجاهد للتخلص من معاناته مع كابوس الليلة الماضية. قال إن هاجسه الأساسي هو استعادة حياته الطبيعية، موضحاً أن ذلك لن يتحقق إلا بإسراع السلطات في تدبير أمر إعادة الإعمار وإسكان المتضررين.

في الأيام الأولى للزلزال، أعطى المسؤولون المغاربة أولوية لإسعاف المتضررين وتوفير المأوى والأغذية. أما اليوم، فهم يعملون على وضع جرد للبنايات المتضررة، من خلال معاينات ميدانية، للوقوف على طرق التعاطي مع الوضع. وقبل ذلك، كثفوا من جهود ومبادرات إعادة الثقة إلى سكان المنطقة، ومساعدتهم على العودة تدريجياً إلى حياتهم العادية، وتجاوز صدمة الزلزال. من بين تلك الجهود والمبادرات، على مستوى قرية أسني، جاءت استعادة السوق الأسبوعية لنشاطها، السبت الماضي، بعد 8 أيام من وقوع الزلزال، لتؤشر على تراجع نسبي من حدة صدمة وتداعيات الكارثة الطبيعية.

هذه السوق الأسبوعية تلعب دوراً أساسياً على مستوى النشاط التجاري، بالنسبة لمن يمتهن التجارة والفلاحة، أو لمن يرغب في التسوق، علماً بأن للأسواق في قرى ودواوير المغرب رمزية خاصة، وإسهامات اقتصادية واجتماعية مهمة، بل إن بعض التجمعات السكانية تحولت إلى قرى ومدن، بعد أن أخذت أسماء الأسواق التي تقام فيها.

فك العزلة عن المناطق المتضررة

على مشارف ويرغان، على بعد 20 كيلومتراً انطلاقاً من أسني، في اتجاه تارودانت، انشغلت آليات بتهيئة الطريق المتضررة بفعل الانهيارات الصخرية، وفك العزلة عن المناطق المتضررة.

في ويرغان، بدت الحياة أقل صخباً وأكثر هدوءاً مقارنة بأسني. النشاط السكاني قليل، وأغلب محلات البقالة لم تفتح أبوابها بعد.

جهود متواصلة لضمان حركة السير قرب ويرغان (الشرق الأوسط)

مباشرة بعد اجتياز قنطرة «وادي أزاضن» كانت هناك لافتة لمخيم وضعته السلطات لإيواء المتضررين. في اتجاه وسط القرية، رفعت لافتة أخرى، تقول: «مخيم سكان دوار إمزيلن - جماعة ويرغان - ضحايا الزلزال».

في ويرغان، وعلى خلاف أسني، عملت السلطات على نقل تلاميذ الثانوية الإعدادية، التي تضررت بشكل كبير من الزلزال، إلى الثانوية التأهيلية محمد الخامس بمراكش. يناهز عدد هؤلاء التلاميذ الذين سيتم إيواؤهم والتكفل بهم، فضلاً عن تمكينهم من الدعم النفسي، 789 تلميذاً وتلميذة، سيؤطرهم أساتذة وإداريون، إلى جانب متخصصين في المساعدة الاجتماعية والمواكبة النفسية.

على الطريق الفاصلة بين ويرغان وأسني، في طريق العودة إلى مراكش، كانت هناك شاحنات من أحجام مختلفة، في طريقها إلى المناطق المتضررة، وهي محملة بالأفرشة والأغطية والمواد الغذائية، وغيرها. كانت هناك، أيضاً، شاحنات محملة بأعلاف للماشية.

أطفال يتوجهون إلى مدرستهم بعد عودة الحياة بالتدريج إلى طبيعتها (الشرق الأوسط)

وكان المغرب قد أعلن، الأربعاء، أن الميزانية المتوقعة لإعادة الإعمار بعد الزلزال المدمر، الذي ضرب البلاد قبل أسبوعين، تقدر بنحو 11.7 مليار دولار، سترصد لبرنامج يمتد على خمسة أعوام ويستهدف أكثر من 4 ملايين شخص. وأفاد الديوان الملكي في بيان بأن الميزانية التوقعية لبرنامج «إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز»، «تقدر بـ120 مليار درهم (نحو 11.7 مليار دولار) على مدى خمس سنوات».


الجزائر تقرّ إجراءات «صارمة» لوقف «هروب» الأطباء للخارج

مظاهرة سابقة للأطباء في العاصمة عام 2011 (الشرق الأوسط)
مظاهرة سابقة للأطباء في العاصمة عام 2011 (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر تقرّ إجراءات «صارمة» لوقف «هروب» الأطباء للخارج

مظاهرة سابقة للأطباء في العاصمة عام 2011 (الشرق الأوسط)
مظاهرة سابقة للأطباء في العاصمة عام 2011 (الشرق الأوسط)

قرّرت الحكومة الجزائرية وقف المصادقة على شهادة الطب وفروعه لمنع «الهجرة الجماعية» للأطباء الجزائريين إلى فرنسا. علماً أن وزارة الصحة الفرنسية تشترط نسخة مُصادَق عليها لشهادة الطبيب الأجنبي، شرطاً للمشاركة في اختبار يجري كل سنة للتأكد من صحة التكوين العلمي الذين تلقاه في بلاده.

وعبّرت «النقابة الوطنية للأطباء» في رسالة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري، كمال بداري، عن «قلقها» بسبب ما أسمته «تجميد التصديق على الشهادات» منذ أربعة أشهر. مؤكدة أن الإجراء يطال المتخرجين من كليات الطب والصيدلة وجراحة الأسنان، دون بقية التخصصات الجامعية.

وتحدثت النقابة في رسالتها عن «مسّ بالحريات الفردية»؛ كون القرار، الذي لم يعلن عنه بشكل رسمي، يحرم الطبيب المتخرج حديثاً من العمل في الخارج، بعكس أصحاب الشهادات الأخرى في مختلف التخصصات، ولفتت إلى مادة في الدستور تؤكد حق المواطن في التنقل بكل حرية داخل البلاد والخروج منها، وطالبت الوزير بـ«تنظيم نقاش حول هذه القضية المهمة».

وصرح إلياس مرابط، رئيس «النقابة الوطنية لممارسي الصحية العمومية»، للصحافة بأن الكثير من المتخرجين من كليات الطب حديثاً واجهوا رفض وزارة التعليم العالي التصديق على شهاداتهم، بينما لم يصدر أي نص رسمي، حسبه، يعلن عن هذا الإجراء. ورجح أطباء معنيون بالقرار تطبيقه بـ«تعليمات شفوية».

إلياس مرابط رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية (النقابة)

وأكد رئيس النقابة ذاتها أن الأطباء الجزائريين «يملكون حق مواصلة الدراسة في الخارج، واختيار البلد الذين يرغبون في الإقامة به. فالأمر يتعلق بحق عالمي يقتضي حفظه من أي تجاوز». مبرزاً «الطابع غير القانوني» للقرار، الذي لن يحل مشكلة هجرة الأطباء، حسبه، «بل سيولد توترات نحن في غنى عنها». وقال بهذا الخصوص: «يجب التوجه إلى الحلول الحقيقية، والتي تتمثل في تحسين الظروف المهنية للأطباء، ومراجعة الأجور».

وغادر العام الماضي 1200 طبيب جزائري إلى العمل في المستشفيات الفرنسية؛ وهو ما أثار جدلاً كبيراً في البلاد، طرح بحدة «جدوى الإنفاق الكبير للدولة على تدريس وتكوين مئات الأطباء كل عام».

وقد ساعد التكوين الذي يتم باللغة الفرنسية الأطباء الجزائريين على الإقامة في فرنسا بغرض العمل. كما أنهم ينجحون بسهولة في مسابقات معادلة الشهادة في فرنسا، التي تسمح لطبيب من خارج الاتحاد الأوروبي خوضها.

بقاط بركاني رئيس مجلس أخلاقيات الطب (الإذاعة العمومية)

وبحسب رئيس «مجلس أخلاقيات الطب»، بقاط بركاني، ينتمي 15 ألف طبيب جزائري إلى الكادر الطبي الفرنسي حالياً، تخرجوا كلهم من كليات الطب في بلدهم. موضحاً أن عدداً كبيراً من الأطباء المتخرجين حديثاً يواجهون البطالة بسبب عدم توفر مناصب الشغل. في حين يجد العاطلون عن العمل فرص التوظيف متوافرة بكثرة في فرنسا، التي تواجه مستشفياتها نقصاً في عدد الأطباء، حسبه.

وكان وزير الصحة السابق، عبد الرحمن بن بوزيد، قد أوضح أن ظاهرة هجرة الأطباء الجزائريين إلى الغرب، «تعرفها دول كثيرة أخرى كمصر والهند»؛ لتخفيف حدة الظاهرة في الجزائر.

عبد الحق سايحي وزير الصحة (وزارة الصحة)

ولما سُئل وزير الصحة الحالي، عبد الحق سايحي، مطلع العام الحالي في البرلمان عما فعلته الحكومة لوقف هجرة الأطباء، أكد أن وزارته أنشأت رتباً ومناصب جديدة في الطب، وخفضت من سنوات الأقدمية بهدف تسهيل الالتحاق بالوظائف الكبيرة. كما تحدث عن اتخاذ إجراءات لتشجيع الأطباء على العمل في محافظات الصحراء، حيث تشهد الهياكل الصحية نقصاً كبيراً في الكادر الطبي لأسباب عدة، أبرزها ظروف العيش الصعبة في هذه الأماكن، كقساوة المناخ، وضعف التعليم بالنسبة للأطفال، زيادة على تدني الأجور مما لا يحفز على مغادرة مدن الشمال.


قيادي معارض: مخاطبة ماكرون للمغاربة مباشرة «سلوك يخالف الأعراف»

محمد أوزين في لقاء صحافي بـ«مؤسسة الفقيه التطواني» بسلا مساء الأربعاء (الشرق الأوسط)
محمد أوزين في لقاء صحافي بـ«مؤسسة الفقيه التطواني» بسلا مساء الأربعاء (الشرق الأوسط)
TT

قيادي معارض: مخاطبة ماكرون للمغاربة مباشرة «سلوك يخالف الأعراف»

محمد أوزين في لقاء صحافي بـ«مؤسسة الفقيه التطواني» بسلا مساء الأربعاء (الشرق الأوسط)
محمد أوزين في لقاء صحافي بـ«مؤسسة الفقيه التطواني» بسلا مساء الأربعاء (الشرق الأوسط)

قال محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية المغربي (معارضة برلمانية): إن توجه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بخطاب مباشر إلى الشعب المغربي بخصوص الزلزال «سلوك يفتقد اللياقة ويخالف الأعراف الديبلوماسية»، مضيفاً أن المغاربة لم يقبلوا هذا السلوك من الرئيس الفرنسي.

وأشار أوزين في لقاء نظّمته «مؤسسة الفقيه التطواني» مساء أمس (الأربعاء) بمقرها في مدينة سلا المجاورة للرباط العاصمة، إلى أنه «كان عليه أن يخاطب صاحب البيت (الملك محمد السادس)، وليس الشعب».

وكان الرئيس الفرنسي قد توجّه بخطاب مباشر إلى الشعب المغربي، بخصوص المساعدات التي قال إن فرنسا رصدتها لدعم جهود مواجهة تداعيات الزلزال. وجاء ذلك عندما لم تعبر السلطات المغربية عن رغبتها في تلقي مساعدات فرنسية في سياق توتر سياسي بين البلدين، واكتفائها باستقبال فرق إنقاذ من أربع دول، هي قطر، والإمارات، وإسبانيا وبريطانيا.

وقال أوزين، بخصوص الحملة الإعلامية التي شنّتها وسائل إعلام فرنسية ضد المغرب، واتهامه برفض تلقي مساعدات من فرنسا: «لم أفهم هذا السعار في الإعلام الفرنسي بسبب موضوع المساعدات».

مضيفاً أن «هناك دولاً عدة عرضت مساعدتها مثل الولايات المتحدة، لكنها لم تقم برد فعل مثل الذي قامت به فرنسا».

من جهة أخرى، تحدث أوزين عن دور الأحزاب في كارثة الزلزال، ورد على تساؤلات تنتقد تخلف الفاعل الحزبي عن تقديم المساعدة والدعم للمتضررين، بقوله: «في وقت الكوارث فإن الدولة تصبح هي الفاعل الأساسي، في حين أن الأحزاب تنخرط في جهود الدولة»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن للفاعل الحزبي أن يتوجه إلى قرية لتقديم مساعدات، وأخذ صور مع الضحايا لاستغلالها سياسياً».

وفي هذا السياق، كشف أوزين، عن أنه طلب من برلمانيي حزبه عدم التوجه إلى مناطق الزلزال، باستثناء منتخبي الحزب في هذه المناطق، الذين انخرطوا في جهود الإنقاذ، وتقديم المساعدات.


«الدولية للهجرة»: نزوح أكثر من 43 ألف شخص بسبب الفيضانات في ليبيا

أشخاص يجلسون بين الأنقاض في مدينة درنة بشرق ليبيا (أ.ف.ب)
أشخاص يجلسون بين الأنقاض في مدينة درنة بشرق ليبيا (أ.ف.ب)
TT

«الدولية للهجرة»: نزوح أكثر من 43 ألف شخص بسبب الفيضانات في ليبيا

أشخاص يجلسون بين الأنقاض في مدينة درنة بشرق ليبيا (أ.ف.ب)
أشخاص يجلسون بين الأنقاض في مدينة درنة بشرق ليبيا (أ.ف.ب)

قالت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا اليوم الخميس إن تقديراتها تشير إلى نزوح أكثر من 43 ألف شخص بفعل الفيضانات والسيول التي ضربت شرق ليبيا، التي أسفرت عن دمار واسع النطاق وخسائر بشرية بالآلاف.

وأضافت المنظمة بموقعها الإلكتروني أن عدم وجود مياه شرب نقية يدفع الكثير من النازحين من درنة إلى مناطق أخرى بشرق وغرب البلاد، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأوضحت المنظمة أن «النازحين يواصلون مغادرة درنة إلى مناطق بشرق البلاد مثل طبرق (1320 نازحاً) وبنغازي (730 نازحاً) ومعظمهم ينزلون في ضيافة أقاربهم».

كما رصدت المنظمة عبر مراقبيها على الأرض نزوح عائلات من درنة إلى مناطق في غرب ليبيا منها طرابلس وحي الأندلس ومصراتة ومعظمهم يقيمون لدى أسر أخرى.

وطالبت المنظمة بتوفير الطعام ومياه الشرب والدعم النفسي للنازحين بشكل عاجل.

كان الإعصار (دانيال) قد ضرب مناطق من شرق ليبيا، مما أسفر عن سقوط آلاف القتلى ودمار كبير في عدة مناطق، حيث كانت درنة الأشد تضرراً بعد انهيار سدين جرَّاء السيول.


أطباء ليبيون: جرحى درنة يعانون صدمات نفسية حادة

د. جلال مفتاح أحميد مع أحد المرضى بدرنة (جلال مفتاح أحميد)
د. جلال مفتاح أحميد مع أحد المرضى بدرنة (جلال مفتاح أحميد)
TT

أطباء ليبيون: جرحى درنة يعانون صدمات نفسية حادة

د. جلال مفتاح أحميد مع أحد المرضى بدرنة (جلال مفتاح أحميد)
د. جلال مفتاح أحميد مع أحد المرضى بدرنة (جلال مفتاح أحميد)

بينما عدّ وزير الصحة بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، عثمان عبد الجليل، أن الوضع الصحي لمدينة درنة يتجه «للتعافي»، قال أطباء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»: إن «الوضع هادئ؛ لكنه لا يزال ينبئ بعدد من المخاطر التي لا يمكن تجاهلها، والتي لا تنحصر على الأوبئة واحتمال تلوث مياه الشرب؛ بل تشمل أيضاً الصدمات والآثار النفسية التي أحدثتها كارثة الإعصار بالمدينة».

وقال الدكتور جلال مفتاح أحميد، أحد الأطباء المتطوعين من جهاز الطب العسكري بطرابلس: «كنا نسابق الزمن لمعاينة أكبر عدد من الجرحى والمصابين في اليوم الواحد، لكن بمجرد أن نستقبل مريضاً فقد أبناءه وأشقاءه، ويبدأ بتلاوة أسمائهما وهو يبكي بحرقة، ندخل في حالة صمت، وأحياناً ننسحب بهدوء حتى لا نجهش بالبكاء أمامه، ثم نعود بعد ثوانٍ لدعمه نفسياً».

وأوضح أحميد، أنه «وصل إلى درنة في اليوم الثاني للكارثة، حيث تنوعت الحالات المرضية التي عاينها حينذاك ما بين كسور وكدمات جراء تعرّض الكثير من الأهالي للإصابة خلال محاولتهم الهرب من السيول والفيضانات، وارتطامهم بأشياء صلبة، والاختناق جراء البقاء بالمياه». وقال بهذا الخصوص: «للأسف، كنا نعاني في هذا التوقيت بسبب عدم وجود أجهزة التعقيم والأكسجين للتنفس الاصطناعي، وأجهزة الأشعة بأنواعها المختلفة لتشخيص الكسور والجلطات الدماغية، وهذا كله أشعرنا بالكثير من العجز خلال محاولاتنا إسعاف المواطنين، خاصة مع قلة عدد الأطباء والتمريض».

جانب من عمل أطباء درنة (جلال مفتاح أحميد)

وأضاف مفتاح أحميد، موضحاً: «منذ اليوم الثالث للكارثة تزايد عدد الأطباء الذين قدموا للمساعدة من داخل ليبيا وخارجها، وتم تقديم الدعم بالأدوية من قِبل الكثير من الجهات، كما أن وزارة الصحة بطرابلس سارعت بإرسال أجهزة الأشعة»، لافتاً إلى أن «عمله وزملائه من الأطباء المتطوعين لم يكن يتوقف على مدار اليوم، فقد كنا نقيم بغرف مجهزة بفرش بسيط بالمستشفيات ذاتها التي نعمل بها، وكان يومنا يبدأ باستقبال الحالات المرضية منذ الثامنة صباحاً، وإلى جانب التشخيص وتقديم العلاج وإجراء العمليات الجراحية، نساعد الموظفين والعمال في تفريغ الشاحنات التي ترِد لنا محملة بالأغذية والأدوية وترتيبها بالمخازن». مضيفاً: «بل كنا نقوم بعميلة تنظيف بعض المستشفيات التي تضررت بالكارثة، إلى جانب المساعدة بانتشال الجثث، وتوزيع وجبات الطعام التي أعدّتها لجان إغاثة قرب المدينة».

وحذّر مفتاح أحميد، المتخصص في المسالك البولية، من خطورة حالات النزلات المعوية والطفح الجلدي، مرجحاً «حدوث تلوث بمياه الشرب التي ربما تأثرت بتحلل جثث ضحايا الكارثة»، كما حذّر «من الصدمات النفسية التي تعرض لها أهالي درنة نتيجة اختفاء عدد كبير من ذويهم، سواء أبناء أو أشقاء أو الوالدين والجيران بين ليلة وضحاها».

أطباء في المخازن (جلال مفتاح أحميد)

بدوره، أكد الدكتور علي تركي، الطبيب بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض، أنه أخذ مع فريقه المتواجد بدرنة منذ أيام عدة «عينات من المياه والمستنقعات بكل من درنة وسوسة لتحليلها بعد تكاثر حالات الإسهال والطفح الجلدي». ورأى تركي المتخصص في الأمراض الصدرية، أن «رائحة الجثث التي تسيطر على الجزء المنكوب بالمدينة باتت خطرة على مرضى الجهاز التنفسي، وفي الأيام الأخيرة صار الجميع يرصد تأثر هؤلاء بدرجة كبيرة»، مشيراً إلى أنه وفريقه «باشروا فعلياً تطعيم جميع المتواجدين بالمدينة من عمال، وفرق إنقاذ، وعناصر الجيش؛ لمنع إصابتهم بأمراض خطيرة، مع استمرار تلوث الهواء. كما وزّعوا منشورات بالمساجد والمدارس والبيوت لتوعية الناس بعدم شرب المياه من الآبار أو أي مصدر آخر، واللجوء للزجاجات المعلبة».

وشدد تركي على أن التخوف الحقيقي عند حدوث الفيضانات يكون من «انتشار الكوليرا؛ نظراً لتلوث المياه وتواجد المستنقعات، أو تفشي الأمراض التي تنتقل من الحشرات والحيوانات للإنسان».

كما ساهم تركي وفريقه في علاج الكثير من الحالات المرضية والجرحى في ظل ارتفاع أعدادهم بالأيام الأولى، وقال بهذا الخصوص: «زرنا في مدينة سوسة التي ذهبنا لها في أعقاب الكارثة مباشرة، المنازل لمعاينة المواطنين وتقديم الأدوية لهم؛ نظراً لتعرّض أغلبهم لصدمة نفسية إثر تضرر منازلهم»، مضيفاً: «فعلنا ذلك رغم مشقة رحلتنا اليومية حينذاك من البيضاء لسوسة».

أطباء درنة (جلال مفتاح أحميد)

ولا يختلف الحال كثيراً في رواية الدكتورة منى حمزة، وهي طبيبة أطفال من أهالي درنة، تطوعت بأحد المستشفيات العامة عقب الكارثة، والتي يمتد عملها من بداية النهار حتى الحادية عشرة مساءً، تعاين فيها ما يقرب من 70 حالة مرضية يومياً خلال تنقلها بين المستشفى العام، ومستوصفات تم فتحها لرعاية الأطفال بعدد من المناطق، فضلاً عن زياراتها لبعض الحالات بالمنازل.

وعلى الرغم من إقرارها بافتتاح أكثر من مستشفى ميداني للأطفال والولادة والجراحة في أكثر من منطقة بدرنة، ومساهمة جميع عيادات القطاع الخاص بفتح أبوابها بالمجان للمرضى، لا تزال حمزة تصف الوضع في مدينتها بـ«الصعب والمؤلم». وأرجعت ذلك إلى «نقص بعض الأدوية، كالمضادات الحيوية والفيتامينات الخاصة بالأطفال، فضلاً عن عدم توافر أجهزة تنفس لحديثي الولادة؛ وهو ما يدفع إلى نقلهم خارج المدينة، وقد يكون عامل الوقت في غير صالح الطفل، وهو ما يشعر الطبيب بالعجز».

وهنا أشارت حمزة إلى أن الحالات الواردة أخيراً «تنحصر بين الطفح الجلدي والنزلات المعوية، في حين كانت نزلات البرد جراء التعرض للمياه والجروح هي الأعلى بالأيام الأولى»، مشددة على أن «جهود أهل الخير والإغاثة التي قُدّمت من كل أنحاء ليبيا وخارجها ساهمت بتقليل حجم المعاناة».