لبنان: استمرار إقفال المصارف يعرقل التعاملات المالية

موظفون يتخوفون من عدم تمكنهم من الحصول على رواتبهم

لبنانيون أمام آلات للصرف الآلي في فرع أحد المصارف المقفلة في بيروت أمس (رويترز)
لبنانيون أمام آلات للصرف الآلي في فرع أحد المصارف المقفلة في بيروت أمس (رويترز)
TT

لبنان: استمرار إقفال المصارف يعرقل التعاملات المالية

لبنانيون أمام آلات للصرف الآلي في فرع أحد المصارف المقفلة في بيروت أمس (رويترز)
لبنانيون أمام آلات للصرف الآلي في فرع أحد المصارف المقفلة في بيروت أمس (رويترز)

يتخوف شربل (34 عاماً) من استمرار إقفال المصارف حتى مطلع الشهر المقبل. «ننتظر راتبنا بفارغ الصبر، وأي استمرار في الإضراب لن يكون في صالحنا»، حسبما يقول الموظف في شركة تصميم إلكتروني، ويعتاش وعائلته من راتبه الذي يُحوّل إلى حسابه من الخارج.
يتشارك شربل هذه الهواجس مع عشرات آلاف اللبنانيين الذين يسحبون رواتبهم، مطلع كل شهر، من الصراف الآلي، ويرون أن إقفال البنوك، منذ مطلع الأسبوع، لم يعطل حياة الموظفين وأصحاب الدخل المحدود «الذين يسارعون مطلع كل شهر لسحب رواتبهم»، بالنظر إلى أنهم سحبوا خلال الأسبوعين الماضيين ما يصلهم إلى حسابهم المصرفي، لكنه بكل تأكيد «سيترك آثاره علينا في حال تواصل الإقفال، لأن التحويلات لن تصل إلى حساباتنا، وبالتالي، كيف سنعيش وننفق على عائلاتنا؟»، كما يسأل.
وبدأت المصارف اللبنانية، منذ الاثنين الماضي، إضراباً، احتجاجاً على اقتحام مودعين لبنانيين للفروع المصرفية مطالبين بالحصول على أموالهم المجمدة منذ ثلاث سنوات. وفيما نجح بعضهم في إجبار المصارف على دفع جزء من الوديعة المجمدة، فشل آخرون، وأوقفت السلطات اللبنانية بعض المتورطين، قبل أن تبدأ جمعية المصارف إضرابها ريثما تجد السلطات حلاً لهذه المعضلة التي تهدد سلامة الموظفين.
وتواجه المصارف ضغط موظفيها الذين يطالبون بإجراءات حماية لهم. وقال رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف جورج الحاج، إنهم يرفضون العودة إلى العمل «إلا ضمن أجواء آمنة لأنه لا يجوز تكرار الحوادث». وأوضح في حديث إذاعي: «إننا حريصون على أن نقدّم أفضل الخدمات للعسكريين وغيرهم لكن وسط أجواء آمنة ابتداءً من الأسبوع المقبل».
ولا تزال ماكينات السحب الآلي تعمل بشكل طبيعي؛ حيث يتمكن من لديه حساب بنكي أن يسحب حوالاته الجديدة عبر الصراف الآلي، بالنظر إلى أن المصارف «تملأ الماكينات يومياً بالنقود الورقية كيلا توقف حياة المواطنين خلال فترة الإقفال الإجرائي»، حسبما تقول مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن العمليات المصرفية الإلكترونية «لم تتعطل».
لكن ذلك لا يعني أن الإجراء القائم سيتيح للموظفين في نهاية الشهر الحالي، تسلم رواتبهم، كونها تحتاج إلى تحويل من مصدرها إلى حساباتهم، وهو أمر سيكون متعذراً في حال استمرار الإقفال.
ويقول شربل: «نتفهم حقوق المودعين وإجراءاتهم لسحب أموالهم بالقوة، لكن عليهم أن يتفهموا أن هناك عشرات الآلاف يحتاجون إلى رواتبهم مطلع الشهر، وفي حال الاستمرار بالإضراب، فإن ذلك لن يكون متاحاً، وستنتج عن ذلك أزمة اجتماعية كبيرة».
ويحتاج صرف رواتب موظفي القطاع العام إلى تحويل من وزارة المالية إلى المصرف المركزي، ومنه تحول المبالغ إلى المصارف التي توزعها على حسابات عملائها. أما رواتب القطاع الخاص، فتحول من حسابات الشركات إلى موظفيها ضمن الإجراءات المصرفية الداخلية، سواء أكانت بالعملة المحلية أو بالعملة الأجنبية.
وعادة ما يبدأ الضغط على ماكينات الصرف الآلية قبل ثلاثة أيام من نهاية الشهر، وهو موعد صرف رواتب العسكريين. وتقوم فروع المصارف بتعبئة الصرافات الآلية بالعملات الورقية مرتين يومياً، في الصباح وفي فترة بعد الظهر، كي تتمكن من تلبية عملائها، خصوصاً الموظفين الذين يسحبون رواتبهم في فترة قياسية لا تتخطى سبعة أيام. وعليه، يتخوف البعض من تأثير الإقفال على العسكريين بدءاً من مطلع الأسبوع المقبل، بسبب الضغط على الصرافات الآلية. وتقول مصادر معنية إن «الوضع غير سليم»، وإن الأمور «تجري بطريقة استثنائية»، لكنها لا تنفي تأثيرات الإقفال على حياة الناس.
وتنسحب تداعيات الإقفال على العمليات المصرفية الأخرى المتصلة بالتحويلات إلى الخارج. ويبحث أحد مستوردي المواد الغذائية عن بديل لتحويل الأموال إلى تركيا ثمن بضاعته، في حال استمرت المصارف بالإقفال. ويقول إن البعض نصحه بسؤال شركات تحويل الأموال إذا كانت هناك إمكانية لتحويل الأموال إلى الخارج عبرها، لتصل إلى حسابات الشركة المصدرة.
ورغم إقفال المصارف، لا تزال بعض الخدمات المالية قائمة. وكان لافتاً إعلان «مصرف لبنان» المركزي، أول من أمس، أنّ «حجم التداول على منصة (Sayrafa) بلغ 41 مليون دولار أميركي بمعدل 29800 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وفقاً لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

فیفیان حداد (بيروت)
المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«كتائب القسام» تعلن قصف تجمعات للقوات الإسرائيلية في غزة

إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

«كتائب القسام» تعلن قصف تجمعات للقوات الإسرائيلية في غزة

إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)

قالت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، إنها قصفت، الجمعة، تجمعات للقوات الإسرائيلية في مدينة غزة، في حين أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية في المدينة.

وذكرت «كتائب القسام» في حسابها على «تلغرام» أنها استهدفت تجمعات للقوات الإسرائيلية في شمال مدينة غزة وجنوبها «بعشرات قذائف (الهاون) من العيار الثقيل».

وأضافت أن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية راجلة متمركزة داخل مبنى في بيت حانون في شمال قطاع غزة بـ4 قذائف مضادة للأفراد والتحصينات، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

أما «سرايا القدس»، فقالت على «تلغرام» إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع الجنود الإسرائيليين في محيط مستشفى الرنتيسي بحي النصر في مدينة غزة.

وانتهت، الجمعة، الهدنة التي أوقفت القتال بين إسرائيل و«حماس» لمدة 7 أيام. واستؤنفت الأعمال القتالية على الفور، فقصفت القوات الإسرائيلية مناطق عدة في القطاع المحاصر، ما أوقع أكثر من 100 قتيل، وفق حكومة «حماس»، في حين أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ باتجاه إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، قصف «أكثر من 200 هدف إرهابي» في غزة منذ نهاية الهدنة.


مدير «الصحة العالمية» يعبر عن قلقه من استئناف القتال في غزة

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - د.ب.أ)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

مدير «الصحة العالمية» يعبر عن قلقه من استئناف القتال في غزة

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - د.ب.أ)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - د.ب.أ)

عبّر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الجمعة، عن قلقه البالغ إزاء تجدد القتال في قطاع غزة.

وقال غيبريسوس، في حسابه على منصة «إكس»: «قلقون للغاية من استئناف القتال في غزة. لقد شلّت الأعمال القتالية المستمرة النظام الصحي، ولا متسع لأن تفقد غزة مزيداً من المستشفيات أو الأسرّة داخل المستشفيات».

وتابع مدير منظمة الصحة العالمية: «نحتاج إلى وقف إطلاق النار وقفاً صامداً، وقفاً يتطور إلى سلام»، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

واستأنفت القوات الإسرائيلية القتال في قطاع غزة صباح الجمعة بعد انتهاء هدن قصيرة لتبادل الأسرى استمرت مدة أسبوع، وبدأ الطيران الحربي الإسرائيلي في قصف أهداف متعددة جميع أنحاء قطاع غزة.

ومن ناحيتها، أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ في اتجاه مستوطنات غلاف غزة، مع استمرار المواجهات المباشرة مع القوات الإسرائيلية في مناطق شمال قطاع غزة.


الجيش الإسرائيلي يقصف «200 هدف» في غزة ويُصدر «خريطة إخلاء»

الدخان يتصاعد في رفح مع استئناف إسرائيل قصفها قطاع غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في رفح مع استئناف إسرائيل قصفها قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقصف «200 هدف» في غزة ويُصدر «خريطة إخلاء»

الدخان يتصاعد في رفح مع استئناف إسرائيل قصفها قطاع غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في رفح مع استئناف إسرائيل قصفها قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، قصف «أكثر من 200 هدف إرهابي» في غزة اليوم منذ نهاية الهدنة.

وقال الجيش في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «عقب انتهاك (حماس) لوقف العمليات وللتهدئة، استؤنف القتال في قطاع غزة. منذ الساعة السابعة صباحاً، قصف الجيش الإسرائيلي أكثر من 200 هدف إرهابي».

وأضاف الجيش: «قامت القوات البرية والجوية والبحرية خلال الساعات القليلة الماضية بقصف أهداف إرهابية في شمال قطاع غزة وجنوبه، بما في ذلك في خان يونس ورفح».

ونشر الجيش، الجمعة، خريطة لما سماها «مناطق الإخلاء» في قطاع غزة التي يفترض بالسكان إخلاؤها، وذلك بعد مطالبة دولية بإنشاء مناطق آمنة وطلب أميركي بتجنب قتل المدنيين.

وانتهت، الجمعة، الهدنة التي أوقفت القتال بين إسرائيل وحركة «حماس» لمدة سبعة أيام. واستؤنفت الأعمال القتالية على الفور، فقصفت القوات الإسرائيلية مناطق عدة في القطاع المحاصر، ما أوقع أكثر من مائة قتيل، وفق حكومة «حماس»، في حين أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ باتجاه إسرائيل.

وتقسّم الخريطة المكتوبة باللغة العربية قطاع غزة إلى مئات القطاعات المرقّمة، وهي متاحة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش إن الهدف من الخريطة هو تمكين السكان من «إخلاء أماكن محددة حفاظاً على سلامتهم إذا لزم الأمر».

وتمّ إرسال تحذيرات عبر رسائل نصية قصيرة إلى سكان في مناطق متعددة من قطاع غزة، الجمعة، تفيد بأن الجيش سيبدأ «هجوماً عسكرياً ساحقاً على منطقة سكنك بهدف القضاء على منظمة (حماس) الإرهابية».

وشمل التحذير مناطق جباليا والشجاعية وزيتون والبلدة القديمة في غزة، وخربة خزاعة، وعبسان، وبني سهيلا ومعن، وغيرها.

وقال الجيش: «انتهى موعد وقف إطلاق النار... الجيش سوف يضرب المنطقة بقوة شديدة... استمرار وجودكم في أماكن سكنكم خطير جداً!». وبعد نحو 10 دقائق بدأت الانفجارات في هذه الأماكن.

وتقول وزارة الصحة التابعة لحكومة «حماس» في القطاع إن أكثر من 15 ألف شخص قُتلوا في الأسابيع السبعة من الحرب قبل بدء العمل بالهدنة في 24 نوفمبر (تشرين الثاني).


حملات تستهدف «اليونيفيل» تحسباً لتوسيع مهامها في جنوب لبنان

أفراد من القوات الدولية في جنوب لبنان (رويترز)
أفراد من القوات الدولية في جنوب لبنان (رويترز)
TT

حملات تستهدف «اليونيفيل» تحسباً لتوسيع مهامها في جنوب لبنان

أفراد من القوات الدولية في جنوب لبنان (رويترز)
أفراد من القوات الدولية في جنوب لبنان (رويترز)

رفعت العمليات العسكرية التي شهدها جنوب لبنان بين إسرائيل و«حزب الله»، منسوب التوتّر القائم بين الحزب وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، حيث اتهم الحزب القوة بـ«تجاهل الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان التي أودت بحياة مدنيين وإعلاميين». وتبدو العلاقة بين الطرفين مرشّحة لمزيد من التأزم، في ظلّ معلومات تتحدّث عن ضغوط دولية تدفع باتجاه «تنفيذ كامل» للقرار 1701 وسحب المسلحين من المنطقة الحدودية ومنح «اليونيفيل» صلاحيات مطلقة جنوبي مجرى نهر الليطاني.

ودأب «حزب الله» على مهاجمة قوة الطوارئ الدولية، واتهمها بـ«الانحياز لإسرائيل وعدم تسليط الضوء على اعتداءاتها التي تطال البلدات اللبنانية، التي أدت إلى سقوط عشرات الضحايا بينهم مدنيون وصحافيون». ودانت العلاقات الإعلامية في «حزب الله»، في بيان سابق، «الانحياز الأعمى والتجاهل المقصود والمتعمّد من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، ومن قبل الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، ومن قبل عدد من وسائل الإعلام العالمية، الذين امتنعوا عمداً عن تسمية الجهة التي أطلقت النار وقتلت الصحافي الشهيد عصام خليل العبد الله وجرحت عدداً آخر من الصحافيين من جنسيات متعدّدة».‏

وتواجه «اليونيفيل» تعقيدات كبيرة في تعاملها مع مؤيدي «حزب الله» في الجنوب، خصوصاً بعد التعديلات التي أدخلها مجلس الأمن على مهامها، وأجاز لها حريّة التحرّك وتسيير دوريات وإجراء عمليات تفتيش من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، ما أدى إلى تفاقم المشكلة بين الطرفين خلال الأسابيع التي شهدت تبادلاً للقصف على الجانبين اللبناني والإسرائيلي، ورأى مصدر ميداني في جنوب لبنان، أن «التوتر الذي يشوب العلاقة بين الطرفين ليس وليد الأحداث الأخيرة، بل هو قائم منذ انتهاء حرب تموز (يوليو) 2006 وصدور القرار 1701، الذي حظر أي وجود مسلّح جنوب الليطاني باستثناء الجيش اللبناني والقوة الدولية.

وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «(حزب الله) وجمهوره غير مطمئنين إلى دور هذه القوات التي يعتبرون أنها «تتشدد في مراقبة البلدات الجنوبية، وتطبيق مندرجات القرار 1701 على الجانب اللبناني، وتغض النظر عن مئات الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجوّاً»، واستدرك المصدر بالقول إن «قوات (اليونيفيل) تنفّذ المهام الموكلة إليها من مجلس الأمن الدولي، وليست بوارد افتعال إشكالات مع الأهالي أو أي جهة حزبية في جنوب لبنان، وهي في أحيان كثيرة تخضع للضغوط لتجنّب الاحتكاك مع مناصري الحزب في منطقة عملياتها».

وفي رفض مطلق لتعزيز دور قوة الطوارئ، أو فرض قيود على وجود الحزب في مناطق عمل هذه القوة، رأى مصدر مطلع على أجواء «حزب الله» أن الأخير «يرفض بالمطلق أي بحث بدوره العسكري والأمني في نقاط المواجهة مع إسرائيل، أو أي تغيير في مهام (اليونيفيل) كي لا يعرضها للخطر». وأكد المصدر الذي رفض ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحادث الذي حصل مع الدورية الآيرلندية في منطقة العاقبية (وأدى إلى مقتل جندي آيرلندي وجرح ثلاثة من رفاقه)، هو عبارة عن رسالة إلى قوات الطوارئ بأن ما كتب على الورق (في القرار 1701) غير قابل للتنفيذ على الأرض، وأعتقد أن الجماعة (اليونيفيل) فهموا الرسالة»، مشدداً على أن «الأجواء السائدة في الجنوب خصوصاً بعد التطورات العسكرية الأخيرة، تفيد بأن وضع لبنان مرتبط بحلّ شامل على مستوى المنطقة يبدأ في غزّة ولا ينتهي في جنوب لبنان، ويفترض بالدول المعنية ألّا تحمّل القوات الدولية عبئاً يفوق قدراتها».

الحملات التي تطال القوات الدولية تزامنت مع معلومات تحدّثت عن نيّة دولٍ كبرى بإدخال تعديلات على القرار 1701 وخلق منطقة عازلة في الجنوب، إلّا أن سفير لبنان السابق في واشنطن الدكتور رياض طبارة استبعد هذه الفرضيّة، وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تعديل مهام هذه القوات سيغيّر طبيعة عملها ودورها، وعندها لا تبقى مجرّد قوات لحفظ السلام، بل يصبح باستطاعتها استخدام القوة ليس دفاعاً عن النفس فحسب، ويمكن أن تتحوّل إلى قوّة ضاربة تنفذ مهمات أمنية وعسكرية، وربما تجري اعتقالات أو تدخل مناطق وتجري تفتيشاً لإحباط مخطط أمني ما، لكن هذا الاحتمال ضعيف جداً، وستكون له تداعيات كبيرة».

وقال طبارة: «إذا كان لا بد من تعديل في مهام (اليونيفيل) سيكون تعديلاً طفيفاً، لكنه سيواجه برفض مطلق». أما بشأن المنطقة العازلة التي تريدها إسرائيل، فشدد طبارة على «استحالة توفير منطقة عازلة إلّا بتوافق الطرفين (لبنان وإسرائيل)، وأن تكون على الجانبين اللبناني والإسرائيلي وليس من جهة واحدة».


مسيّرة تستهدف مركزاً لميليشيا إيرانية في البوكمال

صورة من شريط فيديو لغارة جوية أميركية على مستودع أسلحة في شرق سوريا في 8 نوفمبر 2023 (أ.ب)
صورة من شريط فيديو لغارة جوية أميركية على مستودع أسلحة في شرق سوريا في 8 نوفمبر 2023 (أ.ب)
TT

مسيّرة تستهدف مركزاً لميليشيا إيرانية في البوكمال

صورة من شريط فيديو لغارة جوية أميركية على مستودع أسلحة في شرق سوريا في 8 نوفمبر 2023 (أ.ب)
صورة من شريط فيديو لغارة جوية أميركية على مستودع أسلحة في شرق سوريا في 8 نوفمبر 2023 (أ.ب)

في استهداف جديد للميليشيات الإيرانية في سوريا، تعرض مقر تابع لها في مدينة البوكمال، لهجوم من طائرة مسيّرة، يُرجح أنها أميركية، فيما تواصل قوات التحالف الدولي تعزيز قواتها في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، على ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ودوّى انفجار عنيف في مقر لميليشيا إيرانية بعد هجوم مسيرة، في حي الكورنيش بمدينة البوكمال في الجهة المقابلة لنهر الفرات.

وكان «المرصد السوري» رصد بتاريخ 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، مقتل 4 أشخاص، بينهم عراقي الجنسية والبقية من الدفاع الوطني العاملين مع الميليشيات الموالية لإيران، نتيجة استهداف سيارة تقلهم من طائرة مسيرة قرب الحدود السورية - العراقية.

وكانت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» المتمركزة على حدود نهر الفرات في سوريا تعرضت لهجوم صاروخي، الأربعاء الماضي.

وتعرضت القوات الأميركية لما لا يقل عن 74 هجوماً منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول). وفي المقابل، نفذت الطائرات الحربية الأميركية، 9 استهدافات على مواقع ونقاط وآليات تابعة للميليشيات الإيرانية بدير الزور، منذ الحرب الإسرائيلية على غزة، متسببة بمقتل 17 من العسكريين وإصابة 10 آخرين منهم على الأقل، فضلاً عن تدمير وإصابة سلاح وذخائر وآليات.

وهبطت، الجمعة، طائرة شحن كبيرة تابعة للقوات الأميركية في قاعدة «خراب الجير» بريف رميلان شمال الحسكة، تحمل تعزيزات عسكرية ولوجيستية إلى القواعد الأميركية في المنطقة.

تزامناً مع ذلك، شهدت قاعدة «خراب الجير» نشاطاً في هبوط وإقلاع المروحيات الأميركية، في حين استقدمت القوات الأميركية تعزيزات عسكرية عن طريق الجو بمعدل 13 طائرة منذ حرب غزة، والتصعيد من قبل الميليشيات المدعومة من إيران على القواعد الأميركية منتصف أكتوبر الفائت.

وكان «المرصد السوري» رصد، الخميس، هبوط 3 طائرات شحن مروحية، خلال 24 ساعة في القواعد الأميركية في شمال شرقي سوريا، تحمل معدات عسكرية ولوجيستية إلى القواعد، حيث أفرغت طائرة حمولتها في قرية «خراب الجير» بريف الحسكة، تزامناً مع تحليق حربي لـ«التحالف» لحماية طائرة الشحن، ثم ذهب قسم من التعزيزات إلى «مساكن الجبسة» التابعة لمدينة الشدادي جنوب الحسكة.

وسمعت أصوات انفجارات متتالية في القاعدة الأميركية في ريف الحسكة، خلال الساعات الفائتة، نتيجة إجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في قاعدة «تل بيدر» التي تتمركز ضمنها القوات الأميركية، وسط ضرب أهداف وهمية لرفع الجاهزية القتالية لقواتها.


الحرب عادت «بشراسة» في غزة... طوابير طويلة من الفارّين والمستشفيات مكتظة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (د.ب.أ)
TT

الحرب عادت «بشراسة» في غزة... طوابير طويلة من الفارّين والمستشفيات مكتظة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (د.ب.أ)

في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، يصيح رجل وسط ركام منزله بعد غارة جوية إسرائيلية «أين أولادي؟ حرام يا عالم... أين الأولاد؟»، وفق تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

في القطاع الفلسطيني المحاصر، «عادت الحرب بكل شراسة» اليوم (الجمعة)، وفق ما قال أنس أبو دقة (22 عاماً) الذي خسر هو أيضاً منزله.

مع انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» صباح اليوم، واستئناف العمليات العسكرية، بدأ الفلسطينيون من رجال ونساء وأطفال الفرار مجدداً.

وانتهت عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش الهدنة التي بدأ سريانها بين حركة «حماس» وإسرائيل في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأتاحت إطلاق سراح عشرات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، لقاء ثلاثة أضعاف عددهم من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية على خان يونس (د.ب.أ)

استأنفت إسرائيل في تمام الساعة السابعة بالتوقيت المحلي عمليات القصف التي شنّتها بصورة متواصلة على مدى 7 أسابيع قبل الهدنة، وبدأ سكان غزة بالفرار بأعداد غفيرة.

ويهرب سكان القطاع على دراجات نارية أو هوائية أو في عربات، إنما في معظم الأحيان مشياً، حاملين أكياساً بلاستيكية فيها بعض المقتنيات، ويسيرون في طوابير طويلة تعرقل تقدمها بعض الحوادث وسط الفوضى المخيمة.

«كنا نائمين»

وقالت مروة صالح (47 عاماً)، التي فرّت من غزة إلى مدينة خان يونس (جنوب): «القصف في كل مكان، ولا يوجد أكل ولا شرب ولا ملابس، المحلات فارغة، والجو بارد، والمعبر مغلق» إلى مصر.

وتساءلت متحدثة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «متى سينظر لنا العالم على أننا بشر؟ أنا وعائلتي مدنيون ولسنا طرفاً في هذه الحرب».

وتعهدت إسرائيل «بالقضاء» على حركة «حماس» رداً على هجوم غير مسبوق شنّته الحركة داخل أراضي الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) أوقع 1200 قتيل، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من الهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمر وهجوم بري واسع النطاق، ما أدى إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل.

وبعد بضع ساعات فقط من انتهاء الهدنة، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة «حماس» سقوط أكثر من ستين قتيلاً، بينهم أطفال جراء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة.

ونزح 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من الشمال، المنطقة الأكثر دماراً، إلى الجنوب، في حين تضررت أكثر من 50 في المائة من المساكن أو دُمرت بالكامل جراء الحرب، وفق الأمم المتحدة.

وفي مستشفى «ناصر» في خان يونس، قال أنس أبو دقة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تعرضت منازلنا للقصف ونحن في داخلها، ولدينا تقريباً 7 إصابات، منازلنا دمرت بكاملها ونحن في داخلها».

وأوضح أحد أقربائه، جميل أبو دقة، وقد ضُمّد رأسه: «كنا في المنزل عندما بدأ القصف. تعرّضنا لقصف جوي». وأضاف: «دمروا دارنا، وهذا منزلنا الثاني الذي يدمر».

فلسطينيون يقومون بإجلاء الناجين من القصف الإسرائيلي في مخيم خان يونس للاجئين في قطاع غزة اليوم الجمعة (أ.ب)

من جهتها، قالت آمال أبو دقة واضعة حجاباً ملطخاً بالدم: «كنا نائمين في منازلنا حين استهدفوا المنزل فجأة». وأضافت وهي تبكي: «لا أعرف ما حصل بأولادي وبناتي... محوا المنطقة التي نسكن فيها بالكامل».

وتجلس لينا حمدان (10 سنوات) على أحد أسرَّة المستشفى المكتظّ بالمصابين، وتروي باكية: «كنت نائمة حين سمعت دويّ قصف، بدأ أشقائي بالصراخ».

«المستشفى يعمل بـ200 في المائة من طاقته»

وحذّر الناطق باسم اليونيسف، جيمس إدلر، لصحافيين في جنيف عبر اتصال بالفيديو من غزة بأن «عدم التحرك يعطي الضوء الأخضر لقتل الأطفال»، مضيفاً: «من غير المسؤول التفكير بأن هجمات جديدة على الشعب في غزة قد تؤدي إلى أي شيء آخر سوى مذبحة».

وكان إدلر قال في فيديو صُوّر في مستشفى بقطاع غزة ونشره قبل ساعة من انتهاء الهدنة اليوم: «يمكننا منذ الآن سماع دوي قصف، استهدفت ضربة منطقة على مسافة نحو 50 متراً من هنا».

وتابع: «هذا المستشفى هو أكبر مستشفى لا يزال في الخدمة، وهو يعمل حالياً بـ200 في المائة من طاقته، لم يعد بإمكانه ببساطة استقبال مزيد من الأطفال الجرحى جراء الحرب، هناك في كل أرجائه أطفال كانوا نائمين حين سقطت قنبلة على مسافة 50 متراً من هنا».

من جهتها، تقول منال محمد التي نزحت من مدينة غزة وتعيش اليوم مع عشرات الأقرباء في منزل في حي تل السلطان في رفح، إنها لم تعد تدري ما ينبغي أن تفعله.

وشكت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «ظننّا أن الهدنة ستستمر وسنرجع إلى بيوتنا، لكنهم لا يريدون أن نعيش أصلاً».

وأضافت: «يقولون للناس اذهبوا إلى جنوب قطاع غزة، ثم يقولون للجنوب اذهبوا إلى غرب المدينة، ويقصفون... أين نذهب؟».

ولا تراود مروة صالح سوى فكرة واحدة: «لا أريد أن أموت، ولا أريد أن أفقد أحداً».


المدير العام للصليب الأحمر: انهيار الهدنة يعيد «الكابوس المروع» إلى قطاع غزة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل ومسلحي «حماس» في 1 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل ومسلحي «حماس» في 1 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

المدير العام للصليب الأحمر: انهيار الهدنة يعيد «الكابوس المروع» إلى قطاع غزة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل ومسلحي «حماس» في 1 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل ومسلحي «حماس» في 1 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني، (الجمعة)، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن تجدّد القتال بين حركة «حماس» وإسرائيل بعد هدنة استمرت أسبوعاً، يُعيد «الكابوس المروِّع إلى ما كان عليه» في قطاع غزة.

وعلى هامش مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) في دبي، قال مارديني: «الناس على حافة الانهيار، المستشفيات على حافة الانهيار، وقطاع غزة بأكمله يواجه حالة خطرة جداً».

وقال مارديني إن استئناف القتال يعيد سكان غزة «إلى الكابوس المروع الذي عاشوه قبل سريان الهدنة»، متحدثاً عن «معاناتهم والدمار وخوفهم وقلقهم وظروفهم المعيشية الخطرة».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت أهدافاً لحركة «حماس» في غزة (الجمعة)، في حين تحدث صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية» عن غارات جوية استهدفت شمال القطاع وجنوبه. واستؤنفت العمليات العسكرية بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخاً أُطلق من غزة قبل انتهاء مفاعيل الهدنة التي بدأت في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، واستمرت 7 أيام.

وقال مارديني: «لا يوجد مكان آمن يذهب إليه المدنيون»، مشدداً على التحديات التي تواجهها المستشفيات والمنظمات الإنسانية. وقال: «شاهدنا في المستشفيات التي تعمل فيها فرقنا خلال الأيام الماضية، وصول مئات الأشخاص المصابين بجروح خطرة... لقد تجاوز تدفّق الجرحى المصابين بجروح خطرة القدرة الحقيقية للمستشفيات على استيعاب الجرحى وعلاجهم، لذلك فالتحدي هائل».

المساعدات في خطر

خلال الهدنة التي استمرت 7 أيام، أُفرج عن 80 رهينة إسرائيليين، و240 سجيناً فلسطينياً بعد مفاوضات توسطت فيها قطر بدعم من مصر والولايات المتحدة. وأخرجت سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر كلاً من الرهائن والسجناء.

وقال مارديني: «لقد رأينا حتى الآن أن عمليات الإفراج لم تتم إلا في ظل الهدنة، لأننا نحتاج إلى استيفاء شروط معينة للقيام بذلك... ونحن على استعداد، بصفتنا لجنة دولية، لتسهيل عمليات الإفراج هذه».

يهدد تجدد القتال أيضاً دخول المساعدات إلى غزة بعد نزوح نحو 80 في المائة من سكان القطاع الذين يعانون من نقص الغذاء والمياه وغيرهما من الضروريات الأساسية للبقاء.

وقال مارديني: «مع استئناف الحرب، من المرجح أن ينخفض حجم المساعدات... والأهم من ذلك هو أن المنظمات الإنسانية، مثل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وغيرها مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالات الأمم المتحدة، ستتراجع قدرتها على توصيل المساعدات إلى الناس».

وأضاف: «حتى الناس ستقل قدرتهم على الوصول إلى الأماكن التي يمكنهم تلقي المساعدات فيها».

خلال الهدنة، توقف إطلاق النار في الحرب التي اندلعت إثر هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، الذي نفذته حركة «حماس» داخل إسرائيل، وأدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الإسرائيلية، التي قالت إن «حماس» اقتادت معها أيضاً نحو 240 رهينة.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على «حماس» رداً على الهجوم، وبدأت حملة عسكرية جوية وبرية مدمرة في قطاع غزة أسفرت عن مقتل نحو 15 ألف شخص معظمهم من المدنيين، وفق حكومة «حماس».


الأمم المتحدة تندد باستئناف القتال في غزة: أمر كارثي

فلسطينيون داخل ملجأ مؤقت للنازحين وسط تصاعد الدخان خلال ضربة إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
فلسطينيون داخل ملجأ مؤقت للنازحين وسط تصاعد الدخان خلال ضربة إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تندد باستئناف القتال في غزة: أمر كارثي

فلسطينيون داخل ملجأ مؤقت للنازحين وسط تصاعد الدخان خلال ضربة إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
فلسطينيون داخل ملجأ مؤقت للنازحين وسط تصاعد الدخان خلال ضربة إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)

نددت الأمم المتحدة، الجمعة، باستئناف العمليات العسكرية في غزة، ووصفت الأعمال القتالية هناك بأنها «أمر كارثي»، وحثت الأطراف على ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار، وفق «رويترز».

واستأنفت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصف غزة، ما دفع المدنيين إلى الفرار بحثاً عن مأوى بعد انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعاً وانتهاء سريانها من دون التوصل إلى اتفاق على تمديدها.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: «استئناف الأعمال القتالية في غزة أمر كارثي».

وحث «جميع الأطراف والدول التي لها تأثير على مضاعفة الجهود، على الفور، لضمان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وحقوق الإنسان».

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في منشور على منصة «إكس» عن أسفه لاستئناف القتال وعن أمله في التوصل إلى هدنة جديدة.

وكتب غوتيريش: «يؤسفني بشدة أن العمليات العسكرية بدأت مرة أخرى في غزة... العودة إلى الأعمال القتالية تظهر مدى أهمية التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية».

وفي مناشدة لوقف دائم لإطلاق النار، وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) التقاعس عن التحرك بشأن غزة بأنه «موافقة على قتل الأطفال».

وقال جيمس إلدر المتحدث باسم «يونيسف» للصحافيين عبر رابط فيديو من غزة: «يجب تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار».

وأضاف: «التقاعس عن التحرك هو في جوهره موافقة على قتل الأطفال... من العبث اعتقاد أن زيادة الهجمات على سكان غزة ستؤدي إلى أي شيء آخر غير المذبحة».


ملك الأردن: لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي بينما يهدد الدمار الناجم عن حرب غزة المزيد من الضحايا

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ف.ب)
TT

ملك الأردن: لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي بينما يهدد الدمار الناجم عن حرب غزة المزيد من الضحايا

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ف.ب)

حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الجمعة، من أن الفلسطينيين يواجهون ما وصفه بالتهديد المباشر لحياتهم، وقال: «لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، بينما الدمار الهائل الناجم عن حرب قاسية في غزة يهدد المزيد من الضحايا، ويعوق التقدم نحو مستقبل أفضل للعالم».

وأضاف الملك عبد الله أمام مؤتمر المناخ «كوب 28» المنعقد في دبي: «بينما نلتقي للحديث عن ضرورة التعامل بشكل شمولي مع تحديات المناخ، دعونا نشمل الفئات الأكثر هشاشة: الفلسطينيين الذين تأثروا بشكل كبير بالحرب على غزة».

وتابع قائلاً إن الفلسطينيين يواجهون تهديداً مباشراً لحياتهم: «فقد هُجِّر أكثر من 1.7 مليون فلسطيني من ديارهم خلال الحرب وقُتل وأصيب عشرات الآلاف منهم».

واستأنفت إسرائيل ضرباتها على قطاع غزة، الجمعة، بعد نهاية هدنة إنسانية شهدت عمليات تبادل للأسرى على مدار 7 أيام.


«حزب الله»: المستجدات في غزة يمكن أن تؤثر على لبنان

فلسطينيون يبحثون عن ضحايا تحت الأنقاض عقب غارات إسرائيلية على رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يبحثون عن ضحايا تحت الأنقاض عقب غارات إسرائيلية على رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله»: المستجدات في غزة يمكن أن تؤثر على لبنان

فلسطينيون يبحثون عن ضحايا تحت الأنقاض عقب غارات إسرائيلية على رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يبحثون عن ضحايا تحت الأنقاض عقب غارات إسرائيلية على رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

قال النائب حسن فضل الله القيادي في جماعة «حزب الله» اللبنانية اليوم الجمعة إن المستجدات في قطاع غزة ربما تؤثر على لبنان، بعد أن استأنفت إسرائيل عملياتها القتالية مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وأضاف للصحافيين: «لا يظن أحد أن لبنان بمنأى عن الاستهداف الصهيوني وأن المجريات في غزة لا يمكن أن تؤثر على الوضع الموجود في لبنان».

واستأنفت إسرائيل ضرباتها على قطاع غزة اليوم بعد نهاية هدنة إنسانية شهدت عمليات تبادل للأسرى على مدار سبعة أيام.