باشاغا يعترف بـ«فشل» حكومته في دخول طرابلس

المنفي يثني على دور ألمانيا في دعم المسار السياسي الليبي

قوات موالية لحكومة الدبيبة خلال دورية لتأمين شوارع طرابلس (أ.ب)
قوات موالية لحكومة الدبيبة خلال دورية لتأمين شوارع طرابلس (أ.ب)
TT

باشاغا يعترف بـ«فشل» حكومته في دخول طرابلس

قوات موالية لحكومة الدبيبة خلال دورية لتأمين شوارع طرابلس (أ.ب)
قوات موالية لحكومة الدبيبة خلال دورية لتأمين شوارع طرابلس (أ.ب)

اعترف فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية في ليبيا، بفشله في ممارسة أعمالها من العاصمة طرابلس، رغم مرور نحو 8 شهور على نيلها ثقة مجلس النواب.
وقال باشاغا في كلمة، عقب وصوله مساء أول من أمس مدينة بنغازي (شرق)، بعد اختتام جولته الخارجية إن «حكومته ستمارس مهامها من مدينتي سرت وبنغازي، بعد فشل محاولتها العمل من طرابلس، وذلك لعدم رغبتها في إراقة الدماء أو إشعال الفتنة». مشيرا إلى أن عمل حكومته «سيكون لصالح كل الليبيين، دون الاقتصار على منطقة بعينها». كما اتهم «بعض الليبيين بالرغبة في استمرار الفوضى والانقسام في البلاد لأن فيها مصلحة لهم»، لافتا إلى أن هناك وضعا إقليميا ودوليا «لا يريد تقارب الليبيين أو المصالحة، بل استخدام ليبيا كورقة للتفاوض في مصالح أخرى».
في سياق ذلك، أكد باشاغا أن الحكومة «ستنطلق بالعمل الوطني، الذي سيخدم كافة الليبيين في كل ربوع الوطن، ويحقق المصالحة الوطنية التي تسعى إليها الحكومة، رغم ما يواجهها من صعوبات»، مشيرا إلى أن هناك أيادي داخلية وإقليمية «ما زالت تسعى لاستمرار الفوضى في ليبيا، وإرباك المشهد السياسي فيها وتقسيمها، وعرقلة المصالحة الوطنية بقصد تحقيق مصالحها على حساب الشعب الليبي واستقراره».
وبهذا الخصوص قال باشاغا إن الحكومة «حاولت البقاء في العاصمة طرابلس لممارسة عملها، لكن تجنباً لإراقة الدماء والفتنة، التي تقوم بها حكومة الوحدة المنتهية الولاية، تم إقرار العودة سلمياً رغم المعاناة التي يتكبدها أهالي العاصمة والغرب الليبي بشكل عام».
ومن المقرر بحسب وسائل إعلام محلية أن يتوجه باشاغا إلى القاهرة، بعد اجتماعه في مدينة القبة مع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب.
في شأن آخر، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة، مساء أول من أمس، تسلم وكيلها للشؤون ‏العامة، ‏محمود سعيد، سجينا ‏ليبيا من الحدود الأوكرانية - البولندية، ‏وفق اتفاقية تبادل المساجين ‏الموقعة مع الحكومة ‏الأوكرانية، وهو آخر المواطنين ‏الليبيين الموجودين في ‏أوكرانيا، والتوجه به للدولة الليبية.‏ وأوضحت الوزارة أن لجنة حكومية قامت مؤخرا بترحيل، وإجلاء كافة الجالية الليبية ‏الموجودة بأوكرانيا، وذلك بعد جملة من المفاوضات مع السلطات ‏‏الأوكرانية في شهر مارس (آذار) ‏الماضي، جرت بمشاركة القائم ‏بأعمال ‏السفارة الليبية هناك، مشيرة إلى ترحيل كافة أفراد ‏الجالية الليبية ‏وإعادتهم بسلام.‏
إلى ذلك، ناقش خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، مع أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر المسار الدستوري بعض الملاحظات حول القاعدة الدستورية، التي نتجت عن المؤتمر، كما تمت مناقشة مستجدات المشهد السياسي والعقبات، التي تحول دون إنجاز الانتخابات حتى الآن. بينما أشاد المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، بما وصفه باستقبال شعبي كبير من مشايخ وأعيان وأهالي المنطقة الجنوبية خلال زيارته إلى مدينة غات جنوب البلاد، منتصف الأسبوع الجاري.
في سياق قريب، استغلت بعثة الأمم المتحدة مناسبة اليوم الدولي للسلام لتجدد التزامها بتحقيق السلام في ليبيا، عبر عملية شاملة يقودها ويملك زمامها الليبيون، مشيرة في بيان مقتضب أمس، إلى أنها تواصل العمل مع جميع الأطراف الليبية الفاعلة لتحقيق تقدم في عملية السلام، والوصول للانتخابات التي يطالب بها الشعب الليبي.
في غضون ذلك، أثنى محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، خلال الاجتماع الذي عقده المستشار الألماني أولاف شولتس بنيويورك، مع ماكي سال رئيس السنغال، بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي، وموسى فقيه، رئيس المفوضية الأفريقية، على دور برلين في دعم المسار السياسي في ليبيا، وعدد من المناسبات، وخصوصا مؤتمري (برلين 1و2)، لافتاً إلى التعاون المشترك بين ألمانيا وأفريقيا، من أجل المساهمة في دعم استقرار ليبيا، والإسهام في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي.
وأوضح المنفي في بيان وزعه مكتبه، أمس، الدور الذي يمكن أن تلعبه ليبيا، في حال استقرارها، في عديد الملفات، ومن أهمها ملفات النفط والطاقة والبيئة، وخلق فرص اقتصادية واستثمارية، تعود بالفائدة على القارتين، مما يساهم في وقف الهجرة غير الشرعية وتوطين التنمية المستدامة في أفريقيا.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.