البرازيل في عزلة دولية خلال عهد بولسونارو

خالف الأعراف الدبلوماسية وراهن في كلّ شيء على إدارة ترمب

بولسونارو وسط أنصاره في 2 سبتمبر الحالي (رويترز)
بولسونارو وسط أنصاره في 2 سبتمبر الحالي (رويترز)
TT

البرازيل في عزلة دولية خلال عهد بولسونارو

بولسونارو وسط أنصاره في 2 سبتمبر الحالي (رويترز)
بولسونارو وسط أنصاره في 2 سبتمبر الحالي (رويترز)

عانت البرازيل من عزلة في عهد جايير بولسونارو وتراجعت مكانة هذا البلد العملاق من حيث المساحة، والذي كان يحظى بقدر كبير من الاحترام، خلال سنوات الرئيس اليميني المتطرف الأربع في السلطة، وفق ما يقول المحللون بشأن سجلّه الدبلوماسي.
يستند هؤلاء إلى نهجه الآيديولوجي في العلاقات الدولية ومخالفاته الأعراف الدبلوماسية وإهاناته وهفواته على ما قالت «وكالة الصحافة الفرنسية».
ترى فرناندا مانيوتا منسقة العلاقات الدولية في مؤسسة Armando Alvares Penteado Foundation في ساو باولو أن «البلد يعيش عزلة دولية نسبية وأزمة مكانة خطيرة».
وتشرح أن «القرارات متركزة لدى الرئاسة»، أي لدى جايير بولسونارو و«أبنائه وأقرب مستشاريه الذين يشكّلون الجناح الأكثر تمسّكًا بالآيديولوجية في الحكومة».
خاصم هذا الرئيس الذي لم يسافر إلا قليلًا، جزءًا من المجتمع الدولي في مسألتَي البيئة وحقوق الإنسان واصطدم بالصين والعالم العربي.
اقترب من بعض الدول الاستبدادية وهي نفسها معزولة، بينها المجر وبولندا وخصوصًا روسيا التي أثارت زيارته إليها قبل أسبوع من بدء غزو أوكرانيا، جدلًا.
يعتبر المؤرخ في جامعة ساو باولو رودريغو غويينا سواريس أنه لم يعد يُنظر إلى السياسة الخارجية البرازيلية على أنها «وسيلة للترويج الاقتصادي إنما كوسيلة لبناء تحالفات يمينية متطرفة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية».
وشعرت الصين أول شريك تجاري للبرازيل، بالاستياء بسبب تصريحات متهوّرة صدرت عن برازيليا.
وتشير فرناندا مانيوتا إلى أنه لم تتمّ المصادقة على الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والسوق الجنوبية المشتركة (ميركوسور) «بسبب عداء متبادل».
وتضيف أن البرازيل «فقدت دورها كدولة رائدة في الاندماج الإقليمي في أميركا الجنوبية» إذ إن علاقاتها توتّرت مع جارتها الأرجنتين بعد أن اعتبر بولسونارو أن الشعب الأرجنتيني اختار رئيسه «بشكل سيء».
- «غير مسبوق»
تسببت مسألة الحرائق الهائلة التي اجتاحت غابة الأمازون عام 2019، بتوتير العلاقات بين البرازيل وأوروبا. وكذلك تسمّمت العلاقات إلى حدّ اللاعودة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد أن سخر بولسونارو من شكل زوجته بريجيت ماكرون.
والشهر الماضي، توجّه وزير الاقتصاد البرازيلي باولو غيديس لفرنسا التي وصفها بأنها «تافهة» بالقول «فلتذهب إلى الجحيم» في حال لم تتعامل بشكل جيّد مع بلاده.
ويلفت غويينا سواريس إلى أن هذا أمر «غير مسبوق في الدبلوماسية البرازيلية، وحتى في الدبلوماسية ككلّ».
وكان بولسونارو يراهن في كلّ شيء على الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب.
ويقول فيليب لوريرو من معهد العلاقات الدولية في جامعة ساو باولو، إن «اصطفاف البرازيل مع الولايات المتحدة برئاسة ترامب غير مسبوق»، لكنه كان «اصطفافًا مع نهج ترمب».
العلاقات الثنائية مع واشنطن باردة جدًا منذ وصول الديموقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، على الرغم من أن بولسونارو كان من بين أول القادة الذين اعترفوا بفوزه في الانتخابات الرئاسية في وقت كان ترمب مصرًّا على حصول تزوير انتخابي. ويؤكد لوريرو أن ذلك «كان أيضًا مخالفة خطيرة للتقليد الدبلوماسي البرازيلي بعدم التدخل» في شؤون دول أخرى.
- مولع بترمب ومعاد للصين
وقضى تعيين إرنستو أراوجو، وهو دبلوماسي غامض ومتعصّب، عام 2019 وزيرًا للخارجية على الوزارة الضعيفة أصلًا.
وأحدث أراوجو المولع بترمب والمناهض للعولمة والمشكك في جدوى قضية المناخ والمعادي للصين، تغييرًا جذريًا في التوجّه العام للبلاد.
يرى غويينا سواريس أن نجل بولسونارو «إدواردو لديه وزن أكبر» حاليا من وزير الخارجية الجديد كارلوس فرانسا.
في حال انتُخب رئيسًا في أكتوبر (تشرين الأول) ينوي الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) جعل البرازيل مجدّدًا قوة فاعلة دولية أساسية.
ترى مانيوتا أن لولا الذي غالبًا ما يحظى بشعبية في الخارج أكثر من الداخل، يُفترض أن «يقترح حوارًا مع جميع الدول ويعيد إحياء التعاون بين دول الجنوب مع أميركا اللاتينية وأفريقيا» وهو أمر تجاهله بولسونارو.
وكذلك ينوي لولا إعادة إطلاق الاندماج الإقليمي ومشاركة برازيليا في الهيئات المتعددة الأطراف وفي الجهود الرامية إلى مكافحة التغيّر المناخي.
ويوضح غويينا سواريس أنه يُفترض أن يقوم الزعيم اليساري «بإعادة التفاوض بشأن أحكام التحالف مع الولايات المتحدة» إضافة إلى تحديد سياسة فعلية حيال الصين و«التقرّب من الاتحاد الأوروبي عن طريق قضية البيئة».


مقالات ذات صلة

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

الرياضة رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

يُطلق نجم كرة القدم البرازيلي رونالدينيو دوريا مخصصا لكرة قدم الشارع في جميع أنحاء العالم، وذلك لمنح اللاعبين الشباب الموهوبين فرصة لإظهار مهاراتهم واتباع نفس المسار نحو النجومية مثل لاعب برشلونة السابق، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». قال المنظمون اليوم (السبت) إن دوري رونالدينيو العالمي لكرة قدم الشارع سيبدأ في «أواخر عام 2023»، وسيتضمن في البداية عملية اختبار على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للاعبي كرة القدم في الشوارع من جميع الأعمار تحميل أفضل مهاراتهم وحيلهم في محاولة للانضمام إلى أحد فرق المسابقة. ستقام المباريات وجهاً لوجه في المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم، وستتنافس الفرق في الدور

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الأربعاء في مدريد أن «تحديد الطرف الم»" في النزاع بين روسيا وأوكرانيا «لا يفيد في شي»، مؤكدا أن مفاوضات السلام لها الاولوية. وقال الرئيس البرازيلي الذي يزور اسبانيا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز «لا يفيد أبدا تحديد الطرف المحق والطرف الخاطئ (...). ما يجب القيام به هو إنهاء هذه الحرب»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أميركا اللاتينية لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

يعود لويس إينياسيو لولا إلى أوروبا، لكن رئيساً للبرازيل هذه المرة، بعد أن أثارت مواقفه وتصريحاته بشأن الحرب في أوكرانيا موجة من الاستغراب والاستياء في العديد من البلدان الغربية لاعتبارها منحازة إلى موسكو وبعيدة حتى عن موقف الأمم المتحدة. وكان لولا قد وصل مساء الجمعة إلى العاصمة البرتغالية، لشبونة، التي هي عادة البوابة التي يدخل منها البرازيليون إلى القارة الأوروبية، ومن المتوقع أن ينتقل غداً إلى مدريد التي تستعد منذ فترة لتحضير القمة المنتظرة بين الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية، في مستهل رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد خلال النصف الثاني من هذه السنة. وسيحاول الرئيس البرازيلي في محادثاته مع رئ

شوقي الريّس (مدريد)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، اليوم (السبت)، رفضه «المشاركة» في النزاع بشأن أوكرانيا، ورغبته في المساهمة بإيجاد «حل تفاوضي» بين كييف وموسكو، بعدما انتقد الغربيون تصريحاته الأخيرة بشأن الحرب في أوكرانيا. وصرح لولا للصحافة عقب لقاء في لشبونة مع نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، أنه «في الوقت الذي تدين فيه حكومتي انتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، ندافع أيضاً عن الحل التفاوضي للنزاع».

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
أميركا اللاتينية بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بدأ الطوق القضائي يضيق حول الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو، تمهيداً لإقصائه فترة طويلة عن العمل السياسي، بعد أن وجهت النيابة العامة الانتخابية طلباً إلى المحكمة العليا، الأسبوع الماضي، لمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي لمدة لا تقل عن ثماني سنوات بتهمة إساءة استخدام السلطة. وكان بولسونارو قد انتقد النظام الانتخابي الإلكتروني، وشكّك في نزاهته خلال اجتماع مع السفراء الأجانب العام الماضي عندما كان لا يزال رئيساً. وتعود تلك التصريحات لبولسونارو إلى مطلع الصيف الماضي، عندما كانت البرازيل في بداية حملة الانتخابات الرئاسية.

شوقي الريّس (مدريد)

ماكرون: الاتفاق التجاري بين أوروبا و«ميركوسور» سيئ جداً وينبغي تغييره

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في ساو باولو (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في ساو باولو (أ.ف.ب)
TT

ماكرون: الاتفاق التجاري بين أوروبا و«ميركوسور» سيئ جداً وينبغي تغييره

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في ساو باولو (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في ساو باولو (أ.ف.ب)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (الأربعاء)، في اليوم الثاني من زيارته إلى البرازيل، إنّ الاتّفاق التجاري الذي بدأ التفاوض عليه قبل ربع قرن بين الاتّحاد الأوروبي والدول الأميركية اللاتينية الخمس المنضوية في تكتّل «ميركوسور» هو «اتّفاق سيئ للغاية»، داعياً إلى إبرام «اتّفاق جديد»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال ماكرون خلال منتدى اقتصادي في ساو باولو (جنوب شرق) إنّ الاتّفاق «كما يتمّ التفاوض عليه اليوم هو اتفاق سيء جداً بالنسبة لكم كما بالنسبة لنا».

وأضاف أمام حشد من رجال الأعمال البرازيليين أنّه «في هذا الاتّفاق ليس هناك أيّ شيء يأخذ في الاعتبار موضوع التنوّع البيولوجي والمناخ. لا شيء! لهذا السبب أقول إنّه ليس جيّداً».

ودعا إلى إبرام اتفاق جديد يأخذ في الاعتبار القضايا البيئية المهمّة للاتّحاد الأوروبي ولـ«ميركوسور» على حدّ سواء.

و«ميركوسور» تكتّل يضمّ خمس دول في أميركا اللاتينية هي البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي وبوليفيا.

ودعا ماكرون إلى طيّ صفحة الاتفاق البالية «التي تعود إلى 20 عاماً! دعونا نبني اتّفاقاً جديداً (...) يتحلّى بالمسؤولية في مجالات التنمية والمناخ والتنوّع البيولوجي».

وبالنسبة إلى الرئيس الفرنسي فإنّ الاتفاق الذي يطمح إليه هو اتّفاق عصري «يسهّل نفاذ شركاتكم إلى السوق الأوروبية (...) ويكون أكثر تطلّباً في كلا الجانبين مع مزارعينا وصناعيّينا».

وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها ماكرون هذه الاتفاقية التجارية التي يقول إنّ قواعدها «لا تتوافق» والقواعد الأوروبية.

ومشروع المعاهدة الذي بدأت مناقشته في 1999 يرمي إلى إلغاء غالبية الرسوم الجمركية بين المنطقتين وإنشاء منطقة تبادل تجاري حرّ تضمّ أكثر من 700 مليون مستهلك.

وفي 2019 أثمرت هذه المفاوضات اتفاقاً سياسياً، لكنّ دولاً عدّة، في مقدّمها فرنسا، عرقلت إقراره. وفي الآونة الأخيرة زادت المعارضة في أوروبا لهذا الاتفاق بسبب الأزمة الزراعية المستعرة في القارة العجوز.

في المقابل، تطالب دول أوروبية عديدة، في مقدّمها ألمانيا وإسبانيا، بإقرار هذا الاتفاق ووضعه موضع التنفيذ.

والبرازيل، القوة الاقتصادية الأكبر في تكتل «ميركوسور»، هي من أبرز داعمي هذا الاتفاق.


بوغوتا تطرد دبلوماسيين أرجنتينيين احتجاجاً على وصف الرئيس الكولومبي بأنه «قاتل إرهابي»

الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي (أ.ب)
الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي (أ.ب)
TT

بوغوتا تطرد دبلوماسيين أرجنتينيين احتجاجاً على وصف الرئيس الكولومبي بأنه «قاتل إرهابي»

الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي (أ.ب)
الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي (أ.ب)

أمرت وزارة الخارجية الكولومبية بطرد دبلوماسيين أرجنتينيين بعد أن وصف الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي نظيره الكولومبي غوستافو بترو بأنه «قاتل إرهابي».

وقالت الوزارة، يوم الأربعاء، في بيان: «التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأرجنتيني انتهكت ثقة وكرامة الرئيس المنتخب ديمقراطياً بترو» في إشارة إلى مقابلة أجراها مايلي مؤخراً مع شبكة «سي إن إن» باللغة الإسبانية.

وقالت وزارة الخارجية في بوغوتا: «هذه ليست المرة الأولى التي يسيء فيها مايلي إلى الرئيس الكولومبي، مما يؤثر على العلاقات الأخوية التاريخية بين كولومبيا والأرجنتين».

وتابعت الوزارة الكولومبية أنه سيتم إبلاغ السفارة الأرجنتينية عبر القنوات الدبلوماسية بالأفراد المشمولين بقرار الطرد.

وقال مايلي خلال المقابلة: «سيد بترو، حسناً، لا يمكنك توقع الكثير من شخص كان قاتلاً إرهابياً، شيوعياً».

وفي سن 17، انضم بترو إلى حركة حرب العصابات الماركسية المندثرة الآن «إم - 19» وأمضى عقوبة بالسجن لمدة 18 شهراً لحيازة أسلحة غير قانونية في منتصف ثمانينات القرن العشرين.

وبعد تفكيك حركة «إم – 19» بحلول عام 1990، ساعد بترو في تأسيس الحزب السياسي الذي حل محل جماعة حرب العصابات. كما شارك في صياغة دستور البلاد في عام 1991.

وتولى الاقتصادي التحرري اليميني خافيير مايلي منصبه رئيساً للأرجنتين في ديسمبر (كانون الأول).


الرئيس البرازيلي السابق أمضى ليلتين في سفارة المجر خلال تحقيق يطاله

الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (أ.ف.ب)
الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (أ.ف.ب)
TT

الرئيس البرازيلي السابق أمضى ليلتين في سفارة المجر خلال تحقيق يطاله

الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (أ.ف.ب)
الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (أ.ف.ب)

قال محامو الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، يوم الاثنين، إنه «استُضيف ليومين» مؤخراً في السفارة المجرية في برازيليا، نافين أن يكون موكّلهم قد اختبأ هناك هرباً من إنفاذ القانون.

وأصدر فريق الدفاع عن الرئيس اليميني المتطرف السابق بياناً ردّاً على تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أشار إلى أنّ موكّلهم «اختبأ» في السفارة في فبراير (شباط) خلال تحقيق يطاله.

ووفقاً للصحيفة الأميركية التي اطّلعت على تسجيلات لكاميرات المراقبة، فقد بقي بولسونارو في السفارة من 12 فبراير (شباط) وحتى 14 منه، أي بعد أيام قليلة على مصادرة الشرطة جواز سفره وتوقيف اثنين من معاونيه.

السفارة المجرية في برازيليا (إ.ب.أ)

وأشار محقّقون في الثامن من فبراير (شباط) إلى أنهم يشتبهون بأن بولسونارو أعدّ لـ«محاولة انقلاب» لمنع الفائز في انتخابات 2022، الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من تولّي المنصب، في تطوّر أحدث خضّة في الأوساط السياسية البرازيلية.

وأظهرت لقطات لكاميرات المراقبة نشرتها الصحيفة الأميركية دخول بولسونارو مقرّ السفارة المجرية في البرازيل مساء 12 فبراير (شباط) ومغادرته المبنى عصر 14 منه.

وقال محامو بولسونارو إنّ موكّلهم «استُضيف ليومين في السفارة المجرية في البرازيل لتمضية بعض الوقت مع السلطات من هذا البلد الصديق».

وأضافوا «من المعروف علناً أنّ الرئيس السابق علاقته طيّبة برئيس الوزراء المجري» فيكتور أوربان، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان أوربان وصف بولسونارو على شبكة للتواصل الاجتماعي بأنه «وطني نزيه» قبل أيام قليلة من زيارة الأخير السفارة، وتوجّه إليه بالقول «واصل النضال يا سيادة الرئيس!»، وذلك في منشور ضمّنه صورة لمصافحة بين الرجلين.

ولفت محامو بولسونارو إلى أنه «خلال يومي استضافته في السفارة المجرية، تلبية لدعوة، تحدّث الرئيس البرازيلي السابق مع سلطات عدّة... بشأن السياق السياسي للبلدين».

وشدّد المحامون على أنّ «أيّ تفسير آخر... هو من ضرب الخيال»، مندّدين بـ«تضليل».

وبولسونارو البالغ 69 عاماً تطاله تحقيقات عدة.

والرئيس السابق ممنوع من تولّي أيّ منصب عام لمدة ثماني سنوات بسبب توجيهه انتقادات لا أساس لها للنظام الانتخابي في البرازيل خلال حملته الرئاسية التي خسرها في استحقاق 2022.

وفي الأسبوع الماضي، أوصت الشرطة الفيدرالية بتوجيه الاتّهام إليه بتزوير سجلات تلقيحه ضد «كوفيد - 19».


قاض إسباني يتراجع عن قرار تعليق مؤقت لتطبيق «تلغرام»

شعار تطبيق «تلغرام» بين اثنين من المستخدمين (رويترز)
شعار تطبيق «تلغرام» بين اثنين من المستخدمين (رويترز)
TT

قاض إسباني يتراجع عن قرار تعليق مؤقت لتطبيق «تلغرام»

شعار تطبيق «تلغرام» بين اثنين من المستخدمين (رويترز)
شعار تطبيق «تلغرام» بين اثنين من المستخدمين (رويترز)

تراجع قاض إسباني أمر الجمعة بتعليق مؤقت لتطبيق «تلغرام» لخدمة الرسائل، عن قراره الاثنين، ووصفه بأنه «إجراء مفرط وغير متناسب» بحسب بيان للمحكمة الوطنية.

كان القاضي سانتياغو بيدراز من المحكمة الوطنية (المكلفة القضايا الحساسة) قرر الجمعة تعليقاً مؤقتاً لمنصة الرسائل المشفرة، في ضوء عدة شكاوى قدمتها وسائل إعلام لانتهاك حقوق الملكية الفكرية؛ لأن تطبيق «تلغرام» يسمح في رأيها للمستخدمين بتحميل محتواهم من دون إذن.

وأمهل شركات الاتصالات والإنترنت العاملة في إسبانيا ثلاث ساعات، منذ لحظة إخطارها بقراره، لتنفيذ «التعليق المؤقت للموارد المرتبطة بـ(تلغرام)».

لكن التطبيق ظل متاحاً طوال عطلة نهاية الأسبوع.

الاثنين، أعلن القاضي الذي علق قراره في البداية قائلاً إنه يريد انتظار تقرير الشرطة حول المنصة، إلغاء التعليق بعد بضع ساعات.

وعَدّ أن «التعليق المؤقت للموارد المرتبطة بـ(تلغرام) سيعَدّ إجراء مفرطاً وغير متناسب»، موضحاً أنه لا يمكنه تجاهل «تأثير» تعليق التطبيق على المستخدمين.

وبرر القاضي بيدراز الجمعة قرار التعليق المؤقت لتطبيق «تلغرام» بعدم استجابة سلطات الجزر العذراء، حيث الشركة الأم لخدمة الرسائل مسجلة، لإنابة قضائية أرسلت في يوليو (تموز) 2023.

ثم أمر سلطات الجزر العذراء بأن تطلب من «تلغرام» تقديم «بيانات تقنية معينة من شأنها أن تسمح بالتعرف على أصحاب» الحسابات التي تبث محتوى ينتهك الملكية الفكرية للعديد من الشركات السمعية والبصرية الإسبانية.

ولم يتلق رداً واستنكر «عدم تعاون سلطات الجزر العذراء».

وانتقدت جمعيات المستهلكين هذا الحكم، وحذرت من «الضرر الهائل» الذي قد يسببه قرار التعليق «على الملايين من مستخدمي هذا التطبيق».

ووفقاً لموقعه على الإنترنت، لتطبيق «تلغرام» نحو 700 مليون مستخدم حول العالم. وتم تعليق هذا التطبيق مؤقتاً في بلدان أخرى.


فنزويلا: قانون لـ«مكافحة الفاشية» يستهدف المعارضين المروجين «للعنف»

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (ا.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (ا.ف.ب)
TT

فنزويلا: قانون لـ«مكافحة الفاشية» يستهدف المعارضين المروجين «للعنف»

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (ا.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (ا.ف.ب)

تعتزم حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، تقديم مشروع قانون ضد الفاشية إلى البرلمان يهدف إلى معاقبة المعارضين الذين روجوا بحسب قولها «لأعمال عنف».

وغالبا ما يشير مادورو الذي يُتوقع أن يترشح لولاية ثالثة متتالية مدتها ست سنوات في نهاية يوليو (تموز)، إلى خصومه على أنهم «فاشيون» أو «يمينيون متطرفون».

وقد باشر في هذا الصدد إجراءً من أجل تقديم «مشروع قانون ضد الفاشية وأي تعبير عن الفاشية الجديدة في ممارسة السياسة والحياة الوطنية»، حسبما كتبت نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز على منصة «إكس».

وقالت رودريغيز، إن هذا «رد على أعمال العنف التي شهدتها البلاد في 2014 و2015 و2017»، في إشارة منها إلى التظاهرات المناهضة للحكومة.

في عام 2017، اقترح مادورو الذي واجه آنذاك احتجاجات خلفت أكثر من 125 قتيلاً، «قانوناً ضد الكراهية وحول التعايش السلمي والتسامح»، وهو أداة تقول المعارضة إنها لتجريم المعارضين. وصدرت أولى الإدانات بموجب هذا القانون عام 2018 في حق شخصين احتجا على نقص الغذاء.


23 قتيلاً على الأقل جراء عاصفة شديدة في جنوب شرقي البرازيل

قوات الإنقاذ والجنود يعملون تحت الأمطار الغزيرة ووسط الدمار الذي خلفته العاصفة (أ.ف.ب)
قوات الإنقاذ والجنود يعملون تحت الأمطار الغزيرة ووسط الدمار الذي خلفته العاصفة (أ.ف.ب)
TT

23 قتيلاً على الأقل جراء عاصفة شديدة في جنوب شرقي البرازيل

قوات الإنقاذ والجنود يعملون تحت الأمطار الغزيرة ووسط الدمار الذي خلفته العاصفة (أ.ف.ب)
قوات الإنقاذ والجنود يعملون تحت الأمطار الغزيرة ووسط الدمار الذي خلفته العاصفة (أ.ف.ب)

تبذل فرق إنقاذ برازيلية جهداً كبيراً تحت أمطار غزيرة لمساعدة ضحايا العاصفة الشديدة التي ضربت جنوب شرقي البلاد نهاية الأسبوع، خصوصاً ولاية ريو دي جانيرو، وأسفرت عن مقتل 23 شخصاً على الأقل.

في بيتروبوليس حيث قُتل 4 أشخاص في انهيار منزل ومبنى صغير، حذرت خدمة الإنقاذ من «مخاطر مرتفعة» لحدوث انزلاقات تربة جديدة.

وشهد فريق من وكالة الصحافة الفرنسية، السبت، في هذه المدينة التي تبعد 70 كيلومتراً عن ريو دي جانيرو، عملية إنقاذ طفلة صغيرة بقيت 16 ساعة تحت الأنقاض، والعثور على جثة والدها على مقربة منها.

وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في منشور على منصة «إكس»، ليل السبت - الأحد، إن مآسي بيئية مماثلة «تتفاقم مع تغيّر المناخ»، مضيفاً أنّ الآلاف تركوا بلا مأوى بسبب العاصفة.

كما أعرب لولا عن تعاطفه مع الضحايا، وقال إنّ حكومته تعمل مع السلطات المحلّية «للحماية من الفيضانات، ومنع حدوثها، وإصلاح الأضرار الناجمة عنها».

وقضى أكثر من 241 شخصاً في بيتروبوليس عام 2022 بعد هطول أمطار غزيرة.

وضع «فوضوي»

وقال ريناتو كاساغراندي حاكم ولاية إسبيريتو سانتو إن «الوضع فوضوي» في بلدة ميموسو دو سول في شمال ريو دي جانيرو، حيث تعذر تحديد عدد ضحايا العاصفة.

وأظهرت صور جوية التُقطت، السبت، ونشرها عناصر إنقاذ، أحياءً كاملة في المدينة تغمرها المياه. وفي صور أخرى نشرتها وسائل إعلام محلية، تظهر مركبات، بينها آلية إطفاء جرفها التيار.

وتدفّقت سيول من المياه والطين في شوارع بيتروبوليس الشديدة الانحدار، حيث وصف حاكم ريو دي جانيرو كلاوديو كاسترو، الجمعة، الوضع بأنه «حرج»، وأعلن حالة طوارئ فيها.

والسبت، كان عشرات الجنود والمنقذين يعملون بمساعدة كلاب تحت أمطار غزيرة، وفق ما أفاد به صحافيون.

ومنذ الجمعة، أُنقذ نحو 90 شخصاً، بينما حُوِّلت مدارس رسمية إلى ملاجئ، وفق لجنة طوارئ شكلتها الحكومة وقوات الإنقاذ.

كذلك، ضربت رياح عاتية وأمطار غزيرة الساحل قرب ساو باولو؛ حيث أصيب طفلان، ونُقلا إلى المستشفى، الجمعة.

وأوضح خبراء في المعهد الوطني للأرصاد الجوية أن العاصفة ناتجة من وصول جبهة باردة، منتصف الأسبوع، في ريو غراندي دو سول (جنوب)، ثم تأثيرها في ساو باولو وريو، قبل أن تصل إلى إسبيريتو سانتو.

وتوقع المعهد الوطني للأرصاد الجوية حدوث عاصفة «شديدة»، خصوصاً في ريو دي جانيرو، مع هطول أمطار يبلغ معدلها 200 ملليمتر يومياً بين الجمعة والأحد.

ويتجاوز هذا المعدل المتوسط التاريخي البالغ 141.5 ملليمتر لشهر مارس (آذار) بكامله.

تأتي العاصفة بعد موجة حرّ شهدتها المنطقة؛ حيث سُجّلت حرارة محسوسة بلغت 62.3 درجة مئوية، الأحد، في ريو دي جانيرو.

وتعاني البرازيل آثار تغيّر المناخ، وتشهد كوارث طبيعية متكررة.


9 قتلى على الأقل في عاصفة ضربت جنوب شرقي البرازيل

رجلان من الدفاع المدني في البرازيل ينقذون طفلة ظلت تحت الأنقاض 12 ساعة بعدم تهدم منزلها نتيجة الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
رجلان من الدفاع المدني في البرازيل ينقذون طفلة ظلت تحت الأنقاض 12 ساعة بعدم تهدم منزلها نتيجة الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
TT

9 قتلى على الأقل في عاصفة ضربت جنوب شرقي البرازيل

رجلان من الدفاع المدني في البرازيل ينقذون طفلة ظلت تحت الأنقاض 12 ساعة بعدم تهدم منزلها نتيجة الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
رجلان من الدفاع المدني في البرازيل ينقذون طفلة ظلت تحت الأنقاض 12 ساعة بعدم تهدم منزلها نتيجة الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)

لقي 9 أشخاص على الأقل حتفهم بسبب عاصفة عنيفة ضربت جنوب شرقي البرازيل، يوم الجمعة، لا سيما المنطقة الجبلية في ولاية ريو دي جانيرو، حيث وصفت السلطات الوضع بـ«الحرج».

وارتفع عدد الضحايا، صباح السبت، مع العثور على 3 جثث إضافية مقارنة باليوم السابق، تعود لرجل غرق في سانتا كروز دا سيرا، بعدما سقطت شاحنته في نهر، وشخص في تيريسوبوليس قضى جراء انهيار منزل، وشخص شاهد مراسلو وكالة «الصحافة الفرنسية» جثته تحت أنقاض في بتروبوليس بعد انزلاق أرضي.

وفي هذه البلدة السياحية الواقعة في المرتفعات على بعد نحو 70 كيلومتراً من مدينة ريو، قضى 3 أشخاص، يوم الجمعة، بحسب عناصر في خدمة الإطفاء والدفاع المدني.

رجلان من الدفاع المدني في البرازيل ينقذون طفلة ظلت تحت الأنقاض 12 ساعة بعدم تهدم منزلها نتيجة الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)

وحذر حاكم بتروبوليس كلاوديو كاسترو، الجمعة، على مواقع التواصل الاجتماعي، من أن الوضع في المنطقة «حرج» بسبب «الأمطار الغزيرة وفيضان نهر كيتاندينا».

وقالت حكومة الولاية في بيان، إن نحو 270 ملم من الأمطار هطلت خلال 24 ساعة على المدينة، حيث انتشرت فرق إنقاذ وتعزيزات للجيش.

ولقي رجل حتفه أيضاً، بعدما ضربته صاعقة في منتجع أرايال دو كابو الساحلي، على بعد 200 كيلومتر شمال ريو، وفقاً للسلطات.

أفراد من الدفاع المدني وقطاع الإطفاء ينتشلون ضحايا من منطقة بتروبوليس التي تأثرت بالأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)

كما لقي طفلان يبلغان 3 و9 أعوام حتفهما، أحدهما جراء انهيار سقف، والآخر جراء سقوط جدار على ساحل ساو باولو في جنوب ريو.

وتوقع المعهد الوطني للأرصاد الجوية حدوث عاصفة «شديدة»، خصوصاً في ريو، مع هطول أمطار يبلغ معدلها 200 ملم يومياً بين الجمعة والأحد.

أفراد من الدفاع المدني وقطاع الإطفاء ينتشلون ضحايا من منطقة بتروبوليس التي تأثرت بالأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)

ويتجاوز هذا المعدل المتوسط التاريخي البالغ 141.5 ملم لشهر مارس (آذار) بكامله. وتأتي العاصفة بعد موجة حر شهدتها المنطقة، حيث سُجّلت حرارة محسوسة بلغت 62.3 درجة مئوية الأحد في ريو دي جانيرو.

وتعاني البرازيل من آثار تغيّر المناخ، وتشهد كوارث طبيعية متكررة. وقضى أكثر من 230 شخصاً في بتروبوليس عام 2022 بعد هطول أمطار غزيرة.


السلطات الكوبية تتهم «أعداء الثورة» بزعزعة الاستقرار

أميركيون من أصل كوبي يتظاهرون في ميامي دعماً للمتظاهرين في كوبا الأحد (إ.ب.أ)
أميركيون من أصل كوبي يتظاهرون في ميامي دعماً للمتظاهرين في كوبا الأحد (إ.ب.أ)
TT

السلطات الكوبية تتهم «أعداء الثورة» بزعزعة الاستقرار

أميركيون من أصل كوبي يتظاهرون في ميامي دعماً للمتظاهرين في كوبا الأحد (إ.ب.أ)
أميركيون من أصل كوبي يتظاهرون في ميامي دعماً للمتظاهرين في كوبا الأحد (إ.ب.أ)

حذَّرت السلطات الكوبية من «إرهابيين متمركزين في الولايات المتحدة» و«أعداء الثورة» الذين يستغلون -حسب قولها- موجة الغضب ضد تقنين التيار الكهربائي لفترات طويلة، ونقص الغذاء في البلاد.

وخرج مئات المتظاهرين، الأحد، إلى شوارع سانتياغو دي كوبا، ثاني مدن البلاد؛ حيث يعاني السكان من انقطاع في التيار الكهربائي عدة مرات في اليوم، وأحيانا لفترات تمتد إلى 14 ساعة.

وقال الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، على موقع «إكس» إن «كثيراً من الأشخاص أعربوا عن استيائهم من خدمة التيار الكهربائي وتوزيع الأغذية».

وحذَّر من «أعداء الثورة» الذي يستغلون هذا الوضع «بهدف زعزعة الاستقرار» مشيراً إلى «إرهابيين متمركزين في الولايات المتحدة، وهو ما نددنا به في عدة مناسبات، يشجعون على أعمال تزعزع استقرار البلاد».

ودعت سفارة الولايات المتحدة في هافانا الحكومة الكوبية على «إكس» إلى «احترام حقوق المتظاهرين».

وعلى المنصة ذاتها، حث وزير الخارجية الكوبي، برونو رودريغز، واشنطن على «عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد».

ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمظاهرات في سانتياغو دي كوبا، وفي بايامو في مقاطعة غرانما المجاورة، ولم تتمكن «وكالة الصحافة الفرنسية» من التأكد من صحتها على الفور.

كوبية تستخدم هاتفها الجوال في وسط هافانا الأحد (رويترز)

وفي سانتياغو دي كوبا (510 آلاف نسمة)، قال أحد السكان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» عبر الهاتف، طالباً عدم الكشف عن هويته: «كان الناس يهتفون: طعام وكهرباء». وعاد التيار الكهربائي في وقت لاحق، وتم تسليم «شاحنتين محملتين بالأرز».

وتوقفت خدمة الإنترنت على الهواتف المحمولة في المدينة، حسب شهود.

«باهظ الثمن»

وقالت خبيرة تجميل تبلغ 28 عاماً تعيش في حي آخر في سانتياغو، وطلبت أيضاً عدم الكشف عن هويتها، إن انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة ونقص الغذاء دفعا الناس إلى «الخروج إلى الشوارع» مضيفة أن «كل شيء باهظ الثمن والرواتب منخفضة».

وقال كبير الأساقفة المحلي، ديونيسيو غارسيا، عبر الهاتف: «لنأمل في ظهور حلول»، مؤكداً أن الوضع «كان صعباً للغاية» في المدينة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وأعرب عن أمله في أن «يتمكن الجميع من العيش بمزيد من الصفاء والسكينة».

وتواجه كوبا منذ بداية مارس (آذار) موجة جديدة من حوادث انقطاع الكهرباء بسبب أعمال صيانة في محطة أنطونيو غويتيراس للطاقة الحرارية، وهي الأكبر في الجزيرة، وتقع في مقاطعة ماتانساس على بعد نحو مائة كيلومتر شرق هافانا.

علم أميركي وآخر كوبي أمام السفارة الأميركية في هافانا (أرشيفية- رويترز)

وتفاقمت المشكلة في نهاية الأسبوع الماضي، بسبب نقص الوقود الذي أثر على البلاد كلها. والمحروقات ضرورية لتشغيل محطات الطاقة الحرارية العاملة الأخرى.

وأعلنت السلطات الكوبية، السبت، أن جزيرة كوبا كلها «معنية» بانقطاع الكهرباء، بما في ذلك العاصمة.

ومظاهرة الأحد هي الأكبر منذ تلك التي شهدتها الجزيرة في 2022، عندما أثار الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي احتجاجات في عدة مقاطعات، وكذلك في هافانا.

وفي 2022، شهدت كوبا انخفاضاً غير مسبوق في إنتاجها من الكهرباء، وانقطاعاً واسعاً في التيار، بسبب الإعصار «إيان» في 27 سبتمبر (أيلول). وتحسن الوضع في عام 2023.

ويضم نظام توليد الكهرباء في كوبا 8 محطات قديمة للطاقة الحرارية، بالإضافة إلى مولدات و8 قوارب لتوليد الطاقة مستأجرة من تركيا، تأثرت أيضاً بنقص الوقود.

وفشل الاقتصاد الكوبي في التعافي منذ تفشي جائحة «كوفيد». وقد تفاقمت نقاط الضعف في نظامها المركزي، مع تعزيز الحصار الأميركي المفروض منذ عام 1962.

وفي عام 2023، تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2 في المائة، وفقاً للأرقام الرسمية.

وشهدت كوبا منذ 3 سنوات تقريباً احتجاجات كبيرة مناهضة للحكومة، بعد أشهر من الإغلاق وغياب السياح.

وفي 11 يوليو (تموز) 2021، تظاهر آلاف الكوبيين بشكل غير مسبوق، هاتفين: «نحن جائعون!» و«تسقط الديكتاتورية!».

وحُكم على مئات المتظاهرين بالسجن لمدد تصل إلى 25 عاماً.


الولايات المتحدة تجلي نحو 30 أميركياً من هايتي وسط حرب العصابات

معظم الشوارع خالية في بور أو برنس عاصمة هايتي (إ.ب.أ)
معظم الشوارع خالية في بور أو برنس عاصمة هايتي (إ.ب.أ)
TT

الولايات المتحدة تجلي نحو 30 أميركياً من هايتي وسط حرب العصابات

معظم الشوارع خالية في بور أو برنس عاصمة هايتي (إ.ب.أ)
معظم الشوارع خالية في بور أو برنس عاصمة هايتي (إ.ب.أ)

أجْلت واشنطن أكثر من 30 مواطناً أميركياً من هايتي، الغارقة في الفوضى جرّاء عنف العصابات، في طائرة عارضة «تشارتر» وفّرتها الحكومة وحطّت، يوم الأحد، في فلوريدا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية.

ووفق السفارة الأميركية، أقلعت الطائرة من كاب هايثيان، ثاني مدن هايتي، حيث يعمل المطار «بشكل متقطع».

وقال ناطق باسم «الخارجية» الأميركية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مساء الأحد: «سهّلت وزارة الخارجية مغادرة أكثر من 30 مواطناً أميركياً بأمان من كاب هايثيان، في رحلة عارضة للحكومة الأميركية».

وأضاف: «بات الركاب في أمان في ميامي بولاية فلوريدا، حيث يساعدهم ممثلون للحكومة الأميركية في المراحل التالية».

وأجْلت الولايات المتحدة، الأحد الماضي، جزءاً من موظفي سفارتها، وعزَّزت الفرق المنوطة بأمنها. وأجْلت دول أخرى، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي، دبلوماسييها بسبب انعدام الاستقرار في الجزيرة، في حين عمدت الأمم المتحدة إلى إخراج موظفيها غير الأساسيين.

وفيما يتعلق بالأميركيين، الذين لا يزالون في هايتي، أوضح الناطق الأميركي أن «الخارجية» «تدرس إمكان إخراجهم من العاصمة بور أو برنس، وسنبلغ المواطنين الأميركيين عندما نكون قادرين على تنظيم العملية بشكل آمن».

وأضاف: «سنواصل مساعدة المواطنين الأميركيين، ما دامت الرحلات التجارية غير متاحة، والبيئة الأمنية تسمح لنا بذلك».

وتشهد بور أو برنس أعمال عنف ترتكبها عصابات إجرامية، في الأسابيع الأخيرة، وينتظر الهايتيون تشكيل مجلس رئاسي انتقالي بعد إعلان استقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.

وتسيطر العصابات على مناطق كاملة من هايتي، بما فيها 80 في المائة من العاصمة، ويتهم عناصرها بارتكاب تجاوزات، وخصوصاً جرائم قتل واغتصاب وخطف في مقابل فدية.


أسلحة مُهرّبة من أميركا وراء عنف العصابات في هايتي

ضباط شرطة في بورت أو برنس عاصمة هايتي (رويترز)
ضباط شرطة في بورت أو برنس عاصمة هايتي (رويترز)
TT

أسلحة مُهرّبة من أميركا وراء عنف العصابات في هايتي

ضباط شرطة في بورت أو برنس عاصمة هايتي (رويترز)
ضباط شرطة في بورت أو برنس عاصمة هايتي (رويترز)

قبل بضعة أسابيع فقط من اندلاع أعمال العنف مؤخراً في هايتي، أقرّ «الملك» الذي نصب نفسه زعيماً لعصابة هايتية بأنه مذنب، أمام محكمة أميركية، باستيراد بنادق هجومية من طراز «آي كاي47» ومدافع رشاشة ثقيلة على نحو غير قانوني إلى الدولة الفقيرة الواقعة في البحر الكاريبي.

وأعلنت النيابة العامة في أثناء المحاكمة في نهاية يناير (كانون الثاني) أنّ «وزارة العدل ستستخدم كل الأدوات المتاحة لها لمحاسبة أولئك الذين يقومون بتهريب أسلحة أميركية المنشأ، وغيرها من السلع الخاضعة للرقابة، لصالح جهات شريرة».

لكن اعتراف جولي جيرمين (31 عاماً) الملقّب بـ«الملك» بالذنب بشأن نحو 20 قطعة سلاح، لا يمثل سوى نقطة في بحر من عمليات الاتجار.

سر فلوريدا

وتتدفق الأسلحة المهربة على هايتي منذ فترة طويلة، غالبيتها من الولايات المتحدة، بحسب خبراء. ومن الصعب تحديد عددها بدقة، لكن خبراء يقدّرون أن نسبة ضئيلة فقط من مئات الآلاف من الأسلحة المتداولة في هايتي تم الحصول عليها بشكل قانوني، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأفاد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة نُشر في 2023، بأنّ «المصدر الرئيسي للأسلحة النارية والذخيرة في هايتي موجود في الولايات المتحدة، خصوصاً في فلوريدا».

ويتم شراء الأسلحة بشكل قانوني من الولايات الأقل صرامة بشأن شروط البيع، وتُنقل إلى هايتي عبر «إخفائها في سلع استهلاكية أو معدات إلكترونية أو بطانات ملابس أو أغذية مجمدة أو حتى في حاويات شحن»، بحسب المصدر نفسه.

طلب على الأسلحة القوية

لا تنتج هايتي أسلحة أو ذخيرة، وتقيد قوانينها إمكان حيازتها بشكل قانوني.

ولكن هذه القوانين، فضلاً عن قيود قررتها الأمم المتحدة للحد من استيراد الأسلحة إلى هايتي، غير كافية لمواجهة المهربين الأميركيين والعصابات المسلحة الهايتية.

وتساءل مات شرودر من مركز دراسات «سمول أرمز سورفي» خلال حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «هل كانت العصابات الهايتية ستحصل على أسلحة لو لم تكن متوافرة في الولايات المتحدة؟ ربما». وأضاف: «هل كان الأمر بهذه السهولة؟ ربما لا».

والتقطت «وكالة الصحافة الفرنسية» صوراً لجيمي شيريزييه وهو زعيم عصابة معروف باسم «باربيكيو»، حاملاً أسلحة تبدو كأنها بنادق هجومية من طراز «جليل» الإسرائيلية التصميم، وبنادق «إم-16»أو من طراز «آي آر» تشبه أسلحة يستخدمها الجيش الأميركي، وفقاً لخبراء عاينوا اللقطات.

ومن غير الواضح ما إذا كان الرجل، وهو ضابط شرطة سابق، قد حصل على هذه الأسلحة بشكل قانوني أم لا.

ومع ذلك، أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أنّ البنادق الأقوى مثل «(آي كاي47) و(آي أر15) و(جليل) تحظى عموماً بشعبية لدى العصابات».

سيطرة أمنية مفقودة

وقال مات شرودر «تُظهر معدلات المصادرة أن نسبة الأسلحة غير القانونية المتداولة (في هايتي) وهي عبارة عن بنادق هجومية أعلى بكثير مما هي عليه في سائر أنحاء منطقة البحر الكاريبي».

وأضاف أنّ «هذا يعكس جزئياً طلب المستخدمين في نهاية السلسلة» الذين يريدون أسلحة قوية، مؤكداً أن من الصعب تحديد كميات الأسلحة وكذلك مصدرها بسبب طبيعة هذه التجارة.

وتعد قضية جولي جيرمين، وأسلحته المستوردة البالغة حوالي عشرين قطعة إحدى أهم القضايا المعروفة. وغالباً ما يقوم بالتهريب أفراد يكسبون بعض المال من طريق دسّ قطعة سلاح واحدة في شحنة متجهة إلى هايتي.

وفي مواجهة العصابات المدجّجة بالسلاح وقوات الأمن الفاقدة السيطرة، أقام سكان بور أو برنس حواجز لحماية أنفسهم.