غانتس يرفض اعتبار الهبّة الفلسطينية انتفاضة

وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس (د.ب.أ)
وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس (د.ب.أ)
TT

غانتس يرفض اعتبار الهبّة الفلسطينية انتفاضة

وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس (د.ب.أ)
وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس (د.ب.أ)

رفض وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، ادعاءات اليمين المتطرف بأن «ما يجري في الضفة الغربية المحتلة هو انتفاضة فلسطينية تعبر عن ضعف قيادته»، وقال إن هذه «هبة احتجاج تعبر عن ضيق الفلسطينيين من غياب آفاق التسوية، وإن من واجب إسرائيل أن تأخذ الأمر بعين الاعتبار، وتطرح حلولاً ذات بُعد استراتيجي. واتهم حكومات بنيامين نتنياهو السابقة «بالمسؤولية عن هذا التدهور، لأنها طمرت رأسها كالنعامة، وتهربت من معالجة المعضلة».
وكان غانتس يتكلم، عقب جلسة تقييم للأوضاع في الضفة الغربية، بمشاركة قادة جميع الأجهزة الأمنية، وعدد من الضباط المدنيين الكبار، التي تقرر فيها فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية، وإغلاق المعابر مع قطاع غزة المحاصَر، خلال فترة الأعياد اليهودية، التي تستمر شهراً من نهاية الأسبوع الحالي.
وقال غانتس إن قواته اعتقلت، خلال الأشهر الأخيرة، أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة التي تشهد مؤخراً تصعيداً أمنياً، وإن لدى عناصر الجيش «الحرية الكاملة في العمل لإحباط الإرهاب».
وكانت مصادر سياسية كشفت أن رئيس الوزراء، يائير لبيد، بحث، مع العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، خلال لقائهما في نيويورك «إمكانية العمل على تهدئة الأوضاع الملتهبة في الضفة الغربية». وقالت إن «ملك الأردن طلب من إسرائيل وقف حملاتها لاعتقال الفلسطينيين، وما يرافق ذلك من عمليات قمع وتنكيل، فيما طلب لبيد أن يضغط الملك على السلطة الفلسطينية، كي تعود إلى التنسيق الأمني».
وأكدت أنه «في الوقت الذي بدا أن أجهزة الأمن الفلسطينية تنوي التجاوب مع الطلب الإسرائيلي، وقامت باعتقال مطلوب فلسطيني في نابلس، وقع صدام عنيف بينها وبين الأهالي، وصارت الانتفاضة موجهة ضد السلطة بدل أن تكون ضد الاحتلال، فتراجعت السلطة عن إجراءاتها، ووعدت بإطلاق سراح المعتقلين».
وتشهد الضفة الغربية توتراً متصاعداً، منذ أسابيع، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي مؤخراً أنه يجري استعدادات لعملية أمنية واسعة شمال الضفة الغربية.
من جهة أخرى، أجرت الشرطة الإسرائيلية، مساء أمس (الثلاثاء)، تمريناً استعداداً لمواجهة العمليات خلال عطلة الأعياد في تشرين. وذكرت «القناة 7» العبرية أن التمرين يحاكي «سيناريوهات الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وعلى الطرقات، والتعامل مع وقوع عمليات إطلاق نار ودهس وطعن مختلفة». وأوضحت القناة أنه «كجزء من التمرين، سيتم الشعور بحركة حيوية لمركبات قوات الأمن وأجهزة الطوارئ والإنقاذ، بالإضافة إلى سماع صفارات الإنذار».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

مصدر من «حماس»: لا تقدم في أحدث جولة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

جنود إسرائيليون يفحصون المعدات العسكرية في موقع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة قرب رفح (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يفحصون المعدات العسكرية في موقع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة قرب رفح (إ.ب.أ)
TT

مصدر من «حماس»: لا تقدم في أحدث جولة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

جنود إسرائيليون يفحصون المعدات العسكرية في موقع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة قرب رفح (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يفحصون المعدات العسكرية في موقع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة قرب رفح (إ.ب.أ)

قال مصدر من حركة «حماس» لشبكة «سي بي إس»، اليوم (الأحد)، إن المفاوضات التي عقدت أمس السبت بالقاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة لم تحرز تقدماً.

وأضاف المصدر الذي لم يتم الكشف عن اسمه أن جولة جديدة من المفاوضات ستعقد اليوم الأحد.

وذكرت «سي بي إس) أن وفداً من حماس موجود بالقاهرة لبحث وقف إطلاق النار مع إسرائيل التي قالت إنها لن ترسل وفداً إلى المفاوضات إلى أن ترد الحركة على أحدث اقتراحاتها.

وصرح مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للشبكة الإخبارية الأميركية أمس بأن «نهاية الحرب ستأتي مع نهاية حماس».

وقال مسؤولان أميركيان ومصدر مطلع لشبكة «سي بي إس» إن وليام بيرنز رئيس المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، توجه إلى القاهرة يوم الجمعة لحضور المحادثات.


مقتل 3 من عناصر «القسام» في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية

«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري بالقرب من الحدود وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري بالقرب من الحدود وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مقتل 3 من عناصر «القسام» في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية

«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري بالقرب من الحدود وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري بالقرب من الحدود وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس»، مقتل ثلاثة من عناصرها بينهم قائدها بطولكرم في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي ببلدة دير غصون في الضفة الغربية.

وأضافت في بيان على «تليغرام» أن مقاتليها خاضوا معارك ضد القوات الإسرائيلية «استمرت لأكثر من 15 ساعة متواصلة» حتى لاقوا حتفهم.

كانت وكالة الأنباء الفلسطينية أفادت بمقتل 6 فلسطينيين إثر اقتحام قوة إسرائيلية لبلدة دير الغصون شمال طولكرم.

وفي وقت سابق من مساء السبت، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ عملية مشتركة مع جهاز الأمن (الشاباك) والشرطة تم خلالها «تحييد» خلية تابعة لحماس في طولكرم.

وقال البيان إن الخلية كانت مسؤولة عن قتل جندي احتياط إسرائيلي، وإصابة مدنيين آخرين، والتخطيط لهجمات وشيكة ضد بلدات إسرائيلية.

وأضاف الجيش أن العملية، التي وصفها بالاستباقية، تم خلالها تحديد موقع مسلحين في بلدة دير الغصون وقتل 4 منهم، فيما اعتقل خامس وتم نقله إلى جهاز الأمن للتحقيق معه .


العراق: بوادر اتفاق لحسم رئاسة البرلمان

جانب من اجتماع للسوداني مع قادة الأحزاب السياسية بكركوك في فبراير الماضي (إعلام حكومي)
جانب من اجتماع للسوداني مع قادة الأحزاب السياسية بكركوك في فبراير الماضي (إعلام حكومي)
TT

العراق: بوادر اتفاق لحسم رئاسة البرلمان

جانب من اجتماع للسوداني مع قادة الأحزاب السياسية بكركوك في فبراير الماضي (إعلام حكومي)
جانب من اجتماع للسوداني مع قادة الأحزاب السياسية بكركوك في فبراير الماضي (إعلام حكومي)

أفادت مصادرُ عراقية بأنَّ أحزاباً سُنية وشيعية باتت قريبة من حسم الخلاف على رئاسة البرلمان.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنَّ «القوى السياسية توافقت بعد أشهر من الخلافات على تعديل النظام الداخلي للبرلمان، ليتمكّن من فتح باب الترشيح مجدداً لمنصب الرئيس». وأشارت إلى أنَّ «الإطار التنسيقي يميل الآن إلى التهدئة مع السُّنّة والأكراد، لأنَّهما حليفان محتملان في الانتخابات التشريعية المقبلة».

وأوضحت المصادر أنَّ القوى السُّنية من خارج «تقدم» أخفقت في تقديم مرشح يتوافق عليه «الإطار التنسيقي»، ما أسهم في تعزيز حظوظ حزب الحلبوسي ومرشحه المرتقب للمنصب.

ولوّح حزب «تقدم»، الأسبوع الماضي، بالانسحاب من العملية السياسية.

وفي كركوك، ظهرت بوادر اتفاق على المحافظ الجديد بعد مرور 6 أشهر على الانتخابات المحلية. وقالت مصادر، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ القوى الكردية والعربية قريبة من اتفاق على تناوب المنصب سنتين لكل طرف.

ورجَّح مصدر «خروج التركمان من المنافسة، بعد أن اقترحوا صيغة ثلاثية لتقاسم المنصب، غير أنَّهم يملكون مقعدين فقط في مجلس المحافظة، وهو ما لا يؤهلهم لشغل المنصب».


مفوضية اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»: لا مؤامرة لإبقاء السوريين في لبنان

ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)
ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)
TT

مفوضية اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»: لا مؤامرة لإبقاء السوريين في لبنان

ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)
ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)

أكَّد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن أنَّه «لا توجد مؤامرة دولية لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، كما أنَّه لا توجد أجندة خفية في هذا الشأن».

ويأتي كلام المسؤول الأممي في ظل اتهامات تسوّقها المعارضة للحكومة بالقبول بـ«رشوة» من المفوضية الأوروبية بعد تبرعها بمليار دولار للبنان، وهو مبلغ ترى فيه المعارضة «ثمناً» لإبقاء النازحين السوريين في لبنان. وتمنَّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إلى جلسة نيابية عامة لمناقشة موضوع النازحين بهدف «وقف الاستغلال السياسي الرخيص الحاصل» لهذا الموضوع.

وكشف ممثل مفوضية اللاجئين، إيفو فرايسن، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، أنَّ المفوضية ستدعو خلال مؤتمر ببروكسل في 27 مايو (أيار) الحالي، لـ«زيادة الدعم» للنازحين «داخل سوريا، وكذلك في البلدان المجاورة». وشدَّد على أنَّ الحل لأزمة النازحين هو داخل سوريا، معتبراً أنَّه «إذا أرادت سوريا والمجتمع الدولي عودة مزيد من اللاجئين (إلى بلادهم)، فتجب تهيئة ظروف العودة بشكل أكبر. وهذه مسؤولية تقع على عاتق السلطات السورية».

ودعا فرايسن: «المجتمعات اللبنانية إلى الامتناع عن إلقاء اللوم بشكل جماعي وظالم على الأفراد السوريين، وحمايتهم من استهدافهم بجرائم لم يرتكبوها».


إسرائيل: «حماس» تعرقل التوصل إلى اتفاق بالإصرار على وقف الحرب

جنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع غزة (أ.ف.ب)
جنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل: «حماس» تعرقل التوصل إلى اتفاق بالإصرار على وقف الحرب

جنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع غزة (أ.ف.ب)
جنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع غزة (أ.ف.ب)

قال مسؤول إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية، السبت، إن حركة «حماس» تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة بإصرارها على مطلب وقف الحرب في القطاع.

ورأى المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، أن «المعلومات التي تفيد بأن إسرائيل وافقت على وضع حد للحرب، في إطار اتفاق على تبادل للسجناء أو بأن إسرائيل ستسمح للوسطاء بضمان وقف الحرب، غير دقيقة. إلى الآن، لم تتخلَّ (حماس) عن مطلبها وضع حد للحرب، وهي بذلك تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق»، بشأن مقترح للتهدئة بعد نحو 7 أشهر على اندلاع الحرب في قطاع غزة.

من جهته، قال مسؤول في حركة «حماس» إن المحادثات التي جرت، السبت، في القاهرة مع الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) لم تشهد «أي تطورات».

وأضاف القيادي في الحركة: «انتهى اليوم (السبت) من التفاوض وغداً جولة جديدة».

وذكرت وسائل إعلام صباح السبت أن واشنطن قدمت ضمانات لـ«حماس» بأن إسرائيل ستوافق على وقف إطلاق النار بمجرد التوصل إلى اتفاق هدنة.

ويدير الوسطاء منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة بين «حماس» وإسرائيل للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة الذي يشهد غارات دامية ومعارك منذ نحو 7 أشهر.

من المفترض أن تشمل هذه الهدنة خصوصاً وقف القتال وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل رهائن خطفوا خلال الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة الفلسطينية من قطاع غزة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وأدى لاندلاع الحرب.

وأكدت «حماس»، الجمعة، إلى أنها ستتوجه إلى القاهرة «بروح إيجابية... للتوصل إلى اتفاق»، في حين شددت على أنها تظل «عازمة» على تحقيق شرط «وقف العدوان بشكل كامل وانسحاب قوات الاحتلال وعودة النازحين وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار وإنجاز صفقة تبادل جادة».

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرر مراراً تصميمه على شن هجوم كبير على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، التي يعتبرها آخر معقل لـ«حماس»، ويستبعد إنهاء الحرب قبل القضاء على الحركة.

واعتبرت «حماس» أن تلك التصريحات هدفها «إفشال أي إمكانية لعقد اتفاق».

على صعيد متصل، تظاهر آلاف الأشخاص ومن بينهم أقارب رهائن مساء السبت في تل أبيب لمطالبة حكومة نتنياهو بإبرام اتفاق هدنة يسمح بعودة الرهائن، وكُتب على لافتة تحمل صورة لنتنياهو: «أنت من يقوض أي اتفاق».


لماذا تريد «حماس» هدنة الآن... الحسابات السياسية والخاصة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار في أعقاب القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار في أعقاب القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)
TT

لماذا تريد «حماس» هدنة الآن... الحسابات السياسية والخاصة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار في أعقاب القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار في أعقاب القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)

بعد أسابيع طويلة من المفاوضات التي كانت تصل دائماً إلى طريق مسدودة، بدا ضوء في آخر النفق هذه المرة، ساعدت في بزوغه تنازلات قدّمها كل من إسرائيل و«حماس». ومع بدء مفاوضات شبه حاسمة في القاهرة، يوم السبت، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» أن حركته ستستكمل المباحثات بروح إيجابية.

ويتضح من موقف الحركة أنها ماضية نحو اتفاق أكثر جدية هذه المرة، أرادته أن يكون تحت «مظلة وطنية»، وذلك بعد الاتصالات التي أجرتها لأول مرة بشكل علني مع فصائل فلسطينية أخرى في لقاءات عقدت في إسطنبول خلال زيارة هنية للمدينة. وفتح هذا التغيير الإيجابي كثيراً من التساؤلات حول التغييرات التي طرأت في مواقف «حماس»، فهل هي حقيقية؟ ولماذا الآن؟

دخان تصاعد في وقت سابق بعد الغارات الإسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

تأكيد على التغييرات

وأظهرت وسائل الإعلام التابعة لحركة «حماس» تغييراً في لغة الخطاب في الساعات الأخيرة، وبدا أنها تروج لقرب التوصل إلى الاتفاق، حيث نشرت مقابلات مع قيادات من «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية»، باعتبارهما الفصيلين اللذين شاركا بشكل أساسي في لقاءات إسطنبول، وأشاد هؤلاء بموقف المقاومة والصمود الذي أبلته في الميدان، وكذلك في الحوارات التي خاضتها لتحقيق مطالب سكان قطاع غزة.

وسلطت بعض تلك الوسائل على ما نسب لعضو مكتب سياسي من «الجبهة الشعبية»، قال إن قائد «حماس» في قطاع غزة الذي تلاحقه إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تواصل مع القيادة السياسية للفصائل خلال اجتماعاتها الأخيرة. وبذلك، تكون وسائل الإعلام التابعة لـ«حماس» قد دخلت في مرحلة الترويج لحقيقة قرب الاتفاق، واعتباره اتفاقاً شاركت فيه الفصائل الأخرى، مثل «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية»، وكذلك قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار.

إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ترويج للاتفاق

وقالت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط» إن الاتفاق قريب فعلاً. كما بدأ محللون محسوبون على «حماس» بالترويج لهذا الاتفاق. وكتب إياد القرا، الشخصية المعروف قربها من السنوار، عبر صفحاته في شبكات التواصل الاجتماعي، يوم الخميس: «بعد حرب 7 أشهر، وتعنت نتنياهو في الوصول لاتفاق، قد نكون أقرب للذهاب إلى شكل من أشكال وقف إطلاق النار، لكن القتال توقف، والحرب لم تتوقف». ثم عاود صباح يوم السبت، وكتب: «ساعات حاسمة، والكرة باتت في ملعب الاحتلال الذي يمارس القتل والتدمير. إما أن يوافق على الورقة المصرية، أو يواصل المراوغة وإطالة أمد الحرب».

لكن إذا كانت «حماس» جادة اليوم، فما الذي تغير؟ بعد مرور 211 يوماً على الحرب الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة، يتضح أن حركة «حماس» أصبحت أكثر حاجة للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار، ولو كان مؤقتاً، وليس بالشكل الذي كانت تتمناه الحركة، من أجل تحقيق «انتصار» كانت ترغب فيه.

يحيى السنوار... جهاز «الشاباك» عرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي 6 مخططات لاغتياله (أ.ب)

أسباب التغيير

المرونة التي أبدتها «حماس» جاءت في الحقيقة لعدة أسباب، الأول أن الحركة التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، بدأت تشعر أنها منهكة أكثر من أي وقت سبق، وبحاجة إلى هذه الهدنة، ولو كانت مؤقتة، على أمل أن تنجح الضمانات التي ستحصل عليها من الوسطاء، ومن الولايات المتحدة، في إقناع إسرائيل بوقف الحرب بشكل نهائي.

وتسببت الحرب الإسرائيلية في تدمير كثير من مقدرات «حماس»، وجناحها العسكري «كتائب القسام»، لذلك هناك إجماع داخل الحركة من المستويين السياسي والعسكري على أن تكون هناك مرونة أكبر في التعامل مع الهدنة.

أما السبب الثاني فهو الأزمة المالية الكبيرة التي تعاني منها «حماس»، حيث لم تستطع سوى توفير دفعات مالية محدودة لا تتعدى 200 دولار لموظفيها الحكوميين، و250 دولاراً لموظفيها التابعين للعمل الحركي التنظيمي، و300 دولار لنشطاء «القسام».

ومن بين الأسباب غير المعلنة أيضاً أن «كتائب القسام» تسعى لمنح مقاتليها استراحة، ومحاولة ترتيب وإعادة تموضع لقواتها، وحصر الخسائر والأضرار. وسبب آخر أن «حماس» تسعى إلى التخلص من عبء بقاء الأسرى الإسرائيليين لديها في ظل استمرار القصف ومقتل عدد منهم وحاجتها لكثير من الموارد لحمايتهم، ولا تريد أن تجازف بخسارتهم باعتبارهم الورقة الرابحة والأهم، من أجل تحقيق اتفاق قد ينهي الحرب ويضمن إطلاق عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين.

والأهم من كل ذلك أن «حماس» تريد تجنب اقتحام رفح، لأن ذلك يهدد سلامة اللواء الوحيد التابع لـ«كتائب القسام» الذي بقي كما هو من دون أن يمسه الجيش الإسرائيلي، وقد يعني دخول رفح أيضاً الوصول إلى قيادات في «حماس» ومحتجزين إسرائيليين، إضافة إلى المجازر المتوقع حدوثها إذا اقتحمت إسرائيل المدينة.

«مجاعة شاملة» بعد أكثر من 6 أشهر على الحرب بين إسرائيل و«حماس» (أ.ب)

اقتحام رفح

وتضع «حماس» مسألة اقتحام رفح ضمن شروط الهدنة. وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، لـ«الشرق الأوسط»، إنه من «الواضح أن القضايا الإنسانية الملحة كانت سبباً دفع الطرفين لقبول مقترح الهدنة المصري الأخير». وأضاف: «لكن بالتأكيد هناك حسابات سياسية دخلت في هذا التغيير، سواء من قبل (حماس) أو إسرائيل، إذ إن الأولى لا تريد أن تخسر احتضان قطر لها في ظل ما تتعرض له، كما لا تريد أن تخسر مصر كجارة مهمة لقطاع غزة، ومرور قياداتها عبر أراضيها للتنقل من القطاع وإليه».

وتابع: «بذلك تكون قد فقدت عوامل مهمة في الوقوف إلى جانبها، ولو كان بشكل محايد في بعض القضايا. في المقابل، لا تريد إسرائيل أن تخسر مزيداً من الدعم الأميركي، في ظل الانتقادات الموجهة باستمرار لحكومة بنيامين نتنياهو، ومعارضة واشنطن لأي عملية عسكرية في رفح، قد تزيد من معاناة سكان القطاع».


«حماس»: وقف إطلاق النار في غزة مرتبط بالاستجابة لمطالبنا

مقاتل من الجناح العسكري لـ«حماس» في عرض عسكري (رويترز)
مقاتل من الجناح العسكري لـ«حماس» في عرض عسكري (رويترز)
TT

«حماس»: وقف إطلاق النار في غزة مرتبط بالاستجابة لمطالبنا

مقاتل من الجناح العسكري لـ«حماس» في عرض عسكري (رويترز)
مقاتل من الجناح العسكري لـ«حماس» في عرض عسكري (رويترز)

قال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن «وقف إطلاق النار والوصول إليه مرتبطان بالاستجابة لمطالب الحركة والمطالب الوطنية للشعب الفلسطيني».

وأضاف النونو في حديثه مع «وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم السبت، أن الحركة تتمسك بأربع نقاط أساسية هي: «وقف العدوان بشكل كامل على قطاع غزة، أي وقف إطلاق النار الدائم والمستدام، والنقطة الثانية انسحاب الاحتلال الكامل والشامل من قطاع غزة، النقطة الثالثة صفقة تبادل مشرفة وجادة، والنقطة الرابعة هي الإعمار وإنهاء الحصار ودخول احتياجات الشعب الفلسطيني».

وتابع النونو: «إذا ما تم هذا الأمر يمكن أن يكون هناك اتفاق». مشيراً إلى أن الاتفاق مرتبط بمدى استجابة إسرائيل لهذه المطالب.

ورداً على سؤال عن آلية تنفيذ الاتفاق، إن حدث، قال النونو: «نحن نتحدث عن اتفاق رزمة واحدة حول هذه القضايا، هناك كثير من التفاصيل في هذا الموضوع، إذا ما تم الاتفاق بالتأكيد فسنعلن للشعب الفلسطيني ومن ثم سيعرف شعبنا كيف سيتم التنفيذ».

ورداً على تصريحات مسؤول إسرائيلي قريب من محادثات وقف إطلاق النار في غزة، التي أكد فيها أن «إسرائيل لن توافق تحت أي ظرف من الظروف على إنهاء الحرب بوصفه جزءاً من اتفاق للإفراج عن المحتجزين»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، قال النونو: «التصريحات الإسرائيلية كثيرة، نحن نتعامل مع عروض ومع أوراق تصل إلينا وليس مع التصريحات الإعلامية، ومن ثم نحن نؤكد أن أي اتفاق لا بد أن يضمن وقف إطلاق النار، وإلا فعمَّ نتحدث؟ إذا كان هذا المسؤول يقول إنه لا يوجد وقف إطلاق النار، فالاتفاق إذن حول ماذا؟».

وتابع: «من ثم لا يمكن أن يكون هناك اتفاق إلا بوقف إطلاق النار، وإلا فما معنى اتفاق دون وقف إطلاق النار».

وحول مغادرة أي من قيادات حماس غزة، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس «لا يمكن مناقشة خروج أي من قادة الحركة من قطاع غزة، وهذا غير موجود على أجندة الحركة ولا على أجندة المفاوضات».

وفيما يتعلق بموضوع الانقسام الداخلي الفلسطيني، قال النونو: «لا يوجد ربط ما بين قضية الانقسام وقضية الاتفاق، والمفاوضات تتم بشكل غير مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي».

وأضاف: «هذا جزء من حواراتنا الوطنية، هو مرتبط بالحوارات الفلسطينية - الفلسطينية، وهي غير موجودة حالياً، لا يوجد أي حوار الآن في موضوع إنهاء الانقسام».


قوات إسرائيلية تقتل 5 فلسطينيين خلال مداهمة بالضفة الغربية

عناصر من القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية (أرشيف - رويترز)
عناصر من القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية (أرشيف - رويترز)
TT

قوات إسرائيلية تقتل 5 فلسطينيين خلال مداهمة بالضفة الغربية

عناصر من القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية (أرشيف - رويترز)
عناصر من القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية (أرشيف - رويترز)

نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية فلسطينية القول إن القوات الإسرائيلية قتلت 5 فلسطينيين خلال مداهمة ليلية في بلدة قريبة من مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت المصادر الأمنية ومراسل لـ«رويترز» في مكان الحادث إن القوات الإسرائيلية انتشلت بعض الجثث بعد المداهمة في بلدة دير الغصون.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ «أنشطة لمكافحة الإرهاب في المنطقة».

والمداهمة التي وقعت، السبت، في مدينة طولكرم المضطربة هي الأحدث في سلسلة من الاشتباكات في الضفة الغربية المحتلة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين والتي تصاعدت منذ أكثر من عامين، لكن حدتها تفاقمت منذ الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول).

وتشير سجلات وزارة الصحة الفلسطينية إلى مقتل ما لا يقل عن 460 فلسطينياً على أيدي القوات الإسرائيلية والمستوطنين اليهود في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وكان معظم القتلى من المقاتلين المسلحين، إلى جانب مقتل شبان يرشقون الحجارة ومدنيين غير مشاركين في أعمال العنف.

ويريد الفلسطينيون أن تكون لهم دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وتضم الضفة الغربية وغزة.

وتعثرت محادثات تدعمها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العقد الماضي، لكن حرب غزة زادت الضغوط من أجل إحياء الجهود الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين.

وقال مسؤولو صحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة «حماس» إن أكثر من 34 ألف فلسطيني قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 7 أشهر على القطاع.

وبدأت الحرب عندما هاجم مسلحون من «حماس» إسرائيل في السابع من أكتوبر، وهو ما أدى حسبما تشير إحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص، واختطاف 252 آخرين، يعتقد أن 133 منهم ما زالوا محتجزين في غزة.


السياسة والميدان يتحكمان بوتيرة المواجهات في جنوب لبنان

النيران تتصاعد من بلدة طيرحرفا في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
النيران تتصاعد من بلدة طيرحرفا في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

السياسة والميدان يتحكمان بوتيرة المواجهات في جنوب لبنان

النيران تتصاعد من بلدة طيرحرفا في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
النيران تتصاعد من بلدة طيرحرفا في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

تتصاعد حدة المواجهة حيناً، وتتراجع حيناً آخر في جنوب لبنان، ما يبقي كل الاحتمالات واردة، بما فيها توسعة الحرب، وهو ما تعكسه التحركات العسكرية والمواقف الصادرة عن الطرفين، ولا سيما إسرائيل، التي قامت في الأيام الأخيرة بمحاكاة لعملية هجومية على الجبهة الشمالية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه خلال الأسبوع الأخير أُجْرِي تمرين مباغت، جرى خلالها التدرب على سيناريوهات متنوعة، حيث شمل التمرين نشراً سريعاً للمدافع لأغراض هجومية، وذلك بهدف محاكاة القتال في سيناريوهات قتالية مختلفة على الحدود اللبنانية في مواجهة «حزب الله».

وانخفضت في الأيام الأخيرة حدة المواجهات على جبهة الجنوب، وهو ما يرى فيه البعض أنه يرتبط بمسار المفاوضات السياسية، بينما يعزو البعض الآخر هذا التبدّل لواقع الأرض العسكري.

وفيما يجمع الخبراء والمحللون على أن احتمال توسعة الحرب في لبنان لا يزال مرتفعا، يربط بعضهم وتيرة المواجهات بالمفاوضات المرتبطة بغزة من جهة، وبجبهة الجنوب من جهة أخرى، بينما يرى البعض الآخر أن التطورات الميدانية والعسكرية هي التي تتحكم بوتيرة المواجهات.

ويتحدث العميد المتقاعد، الخبير العسكري، خليل حلو، عن عوامل عدة تتحكم بالمعركة، على رأسها الوضع الميداني. ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «ظروف القتال هي التي تجعل المواجهات العسكرية تتراجع أو تتصاعد، فإذا عمد الإسرائيلي إلى اكتشاف مراكز لـ(حزب الله) وتدميرها كما حصل أخيراً، في عيترون وعيتا الشعب، فستتراجع الوتيرة، حيث سيعمل الحزب على البحث عن مراكز قتال أخرى، وأن يبدل في طريقة القتال، والعكس صحيح بالنسبة إلى إسرائيل».

ولا يرى الحلو ترابطاً في تبدل وتيرة العمليات مع المفاوضات، موضحاً: «على سبيل المثال، الطرح الفرنسي والمفاوضات المرتبطة بالجنوب لم تشهد أي تبدل منذ 7 أشهر، بينما لا تزال الموانع الأميركية لناحية شنّ عملية كبيرة ضد (حزب الله) على حالها، في حين لا يريد الحزب بدوره توسيع الحرب، وهو ما تعكسه ردة فعله على العمليات التي تستهدفه، حيث لم يسجل استهدافه حقول الغاز في إسرائيل، على سبيل المثال».

وعن المناورات الأخيرة للجيش الإسرائيلي، يقول الحلو: «احتمال الحرب لا يزال مرتفعاً، وليس سهلاً أن تحرك إسرائيل 3 أو 4 فرق عسكرية، وهي التي تبدو على كامل استعدادها لتوسعة الحرب، وهي متفرغة لجبهتين عبر 4 فرق على الحدود مع لبنان (نحو 40 ألفاً) و3 فرق على الحدود مع غزة، مقابل نحو 10 آلاف عنصر من (حزب الله)، وفق التقديرات الإسرائيلية، في بداية الحرب، وهو العدد الذي لا شك أنه انخفض اليوم».

وبانتظار ما ستؤول إليه المعركة الجارية بين إسرائيل و«حزب الله»، يؤكد الحلو أن مسار الحروب لا يسير دائماً كما هو مخطط لها، ويقول: «اذا اتخذت تل أبيب قرار الحرب، فعندها لا يمكن التحكم والسيطرة على الوضع وحصرها في الجنوب، ولا سيما أن مراكز الحزب الأساسية حيث الصواريخ الدقيقة والمسيرات موجودة في بعلبك والهرمل، إضافة إلى سوريا».

في المقابل، تختلف وجهة نظر مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، الذي يعدّ أن وتيرة المعركة تسير على وقع المفاوضات التي تقترب حيناً إلى الحلّ، وتبتعد عنه حيناً آخر. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن هناك ضغوطاً تمارس من قبل أميركا للتوصل إلى تسوية، لكن لا تبدي تل أبيب استعداداً لذلك، لأسباب كثيرة، فيما لا يزال سقف حركة «حماس» مرتفعاً، ما يجعل المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات، بما فيها توسعة الحرب التي تبدو مضبوطة اليوم بفعل الضغوط الدولية.

وبين هذا وذاك، يرى رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري» (أنيجما)، رياض قهوجي، أن الإسرائيلي يناور ويستفيد في مرحلة المفاوضات الشاقة، من الفرص العسكرية، وهو ما يجعل وتيرة المواجهات والعمليات تنخفض وترتفع. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله) اليوم هو في موقف صعب، ولا تزال ردة فعله محصورة ببعض المنشآت العسكرية والمستوطنات، فيما يتم اعتراض معظم الصواريخ التي يطلقها، كما أنه لم يسجل في إسرائيل إلا 5 بالمائة من نسبة القتلى الذين سقطوا في صفوفه، ما يوضح من الذي يدفع الثمن الأكبر، ومن المستفيد الأكبر».

وميدانياً، أطلق الجيش الإسرائيلي النار قرب راعي ماشية في الوزاني دون إصابته، ونفّذت مسيرة إسرائيلية غارة جوية استهدفت سيارة مركونة إلى جانب الطريق العام بين مدينة بنت جبيل وبلدة كونين، ولم يفد عن وقوع إصابات.

كما شنّ الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت منزلاً خالياً من سكانه في بلدة طيرحرفا فدمرته بالكامل، واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي جبل بلاط لجهة بلدة راميا وأطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب وأطراف بلدة عيتا الشعب لجهة بلدة دبل.

في المقابل، نفّذ «حزب الله» عدة عمليات، وأعلن في بيانات متفرقة عن استهدافه جنوداً إسرائيليين أثناء تحركهم داخل ‏موقع بيّاض والتجهيزات التجسسية في موقع الراهب، إضافة إلى موقع الرادار في مزارع شبعا.


«الصحة الفلسطينية»: غزة تعيش كارثةً صحية غير مسبوقة واجتياح رفح يعني «إبادة جماعية»

فلسطينيون أصيبوا في غارات إسرائيلية ينتظرون العلاج في مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة (أ.ب)
فلسطينيون أصيبوا في غارات إسرائيلية ينتظرون العلاج في مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة (أ.ب)
TT

«الصحة الفلسطينية»: غزة تعيش كارثةً صحية غير مسبوقة واجتياح رفح يعني «إبادة جماعية»

فلسطينيون أصيبوا في غارات إسرائيلية ينتظرون العلاج في مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة (أ.ب)
فلسطينيون أصيبوا في غارات إسرائيلية ينتظرون العلاج في مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة (أ.ب)

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، إن قطاع غزة يعيش كارثةً صحية غير مسبوقة، وإن اجتياح إسرائيل المتوقع لمدينة رفح على الحدود المصرية يعني «إبادة جماعية».

وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين) الأول الماضي أدى إلى «انهيار المنظومة الصحية في القطاع، وحرمان المرضى والجرحى من حصولهم على العلاج اللازم، ووفاة كثير منهم».

وحذرت الوزارة من «إبادة جماعية قد تحدث» إذا نفذت إسرائيل تهديداتها باجتياح رفح، وقالت إن أكثر من 1.2 مليون مواطن هربوا إلى رفح، بينما لا تعمل هناك سوى 3 مستشفيات بشكل جزئي، وتشهد «انعداماً في مستوى الصحة العامة والمياه والغذاء وسبل الوقاية الصحية».

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن إسرائيل تتعمد استهداف مراكز وكوادر العلاج والإسعاف والمرضى، حيث استهدفت 155 مؤسسة صحية، ما أدى لإخراج 32 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة، وتدمير 130 سيارة إسعاف، وقالت إن ذلك يشكل مجمل المنظومةَ الصحية التي كانت تقدمُ الخدمات العلاجية لسكان غزة.

وأضافت أن 496 من الكوادر الصحية قُتلوا في القطاع منذ بدء الصراع، واعتقل 309، وأصيب أكثر من 1500، بينما دمرت مراكز العلاج الرئيسية التي كانت تُحول إليها الحالات من المستشفيات والمحافظات الأخرى.