أول مهرجان موسيقي في «رشيد» يواجه بانتقادات «سلفية»

مصطفى قمر ونسمة عبد العزيز يشاركان في الحفل

كورنيش مدينة رشيد (الشرق الأوسط)
كورنيش مدينة رشيد (الشرق الأوسط)
TT

أول مهرجان موسيقي في «رشيد» يواجه بانتقادات «سلفية»

كورنيش مدينة رشيد (الشرق الأوسط)
كورنيش مدينة رشيد (الشرق الأوسط)

بينما تستعد مصر لافتتاح مهرجان رشيد الأول للموسيقى والغناء، مساء الخميس المقبل، في ميناء رشيد الجديد على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وجه حزب النور «السلفي» انتقادات للمهرجان والقائمين عليه، بدعوى أنه «يمثل إنفاقاً في غير محله»، وأن «الحفلات الفنية تتعارض مع القيم المصرية».
وأعلنت دار الأوبرا المصرية، في بيان صحافي الثلاثاء، عن عزمها على إطلاق الدورة الأولى من مهرجان رشيد للموسيقى والغناء، بحفل يحييه الفنان مصطفى قمر، وعازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز، مشيرة إلى أن «المهرجان يستهدف تنشيط السياحة في المدينة الساحلية المصرية»، الواقعة بمحافظة البحيرة. وقال مجدي صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية، في البيان الصحافي، إن «المهرجان يتم تنظيمه بالتعاون بين وزارتي الثقافة، والسياحة والآثار، ومحافظة البحيرة، ويستمر لمدة 3 أيام، حيث يقدم 6 عروض متنوعة يحييها على التوالي كل من نسمة عبد العزيز وفرقتها، مصطفى قمر وفرقته، نجوم فرقة أوبرا القاهرة، نسمة محجوب وفرقتها، كورال شباب وأطفال مركز تنمية المواهب، وهشام عباس وفرقته».
لكن يبدو أن الإعلان عن إطلاق المهرجان لم يحظ برضا حزب النور السلفي، حيث أصدر بياناً باسم رئيس مجلس شيوخه الدكتور يونس مخيون، يتضمن ما وصف بأنه «تساؤلات» حول المهرجان وميزانيته، وأهدافه، وقال مخيون لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب يرفص تنظيم مثل هذا المهرجان». موضحاً أن «تنظيم حفلات وإنفاق الملايين عليها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تم بها البلاد، أمر في غير محله، والأولى إنفاق هذه الميزانيات على مشروعات البنية التحتية في المحافظة، وتوظيف الشباب، لو كان الهدف فعلاً تنشيط السياحة».
وأشار مخيون إلى أن «تنظيم المهرجان بالتزامن مع العيد القومي للمحافظة والذي يوافق ذكرى الانتصار على حملة فريزر، لا يتناسب مع التضحيات التي بذلت في ذلك اليوم، والأولى تكريم رموز المحافظة وأسر الشهداء». ولا يعترض الحزب السلفي على هذا المهرجان فحسب، بل على كل الحفلات في مختلف أنحاء الجمهورية، بدعوى «عدم توافقها والقيم المصرية»، على حد تعبير مخيون الذي قال إن «مصر تواجه حرباً شرسة ضد الإرهاب... لا تتناسب مع المهرجانات والحفلات الصاخبة التي تقام في مختلف المحافظات، والتي تشهد حالة من البذخ تستفز مشاعر الشارع المصري».
بدوره أشار حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري الأسبق، إلى «الأهمية التي تحظى بها مدينة رشيد، نظراً لموقعها الجغرافي عند نقطة التقاء البحر المتوسط بنهر النيل، إضافة إلى قيمتها التاريخية المرتبطة بهزيمة أول محاولة إنجليزية لاحتلال مصر عام 1807». وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «رشيد تستحق مزيداً من الاهتمام السياحي». متمنياً أن «يكون المهرجان بداية لحفلات ومهرجانات أخرى في المدينة»، مشدداً على أنه «مهما بلغ حجم الإنفاق على المهرجان، فإن العائدات منه تكون كبيرة وعلى المدى البعيد».
وفي شهر مايو (أيار) الماضي اختارت مصر مدينة رشيد لترشيحها في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، نظراً لما تتمتع به المدينة من مقومات أثرية، حيث «تعد المدينة ثاني أكبر مُجمع للآثار الإسلامية في مصر بعد مدينة القاهرة كما أنها من المدن القليلة التي لا تزال تحافظ على طابعها الإسلامي والتراثي الفريد ويوجد بها نحو 39 أثراً إسلامياً»، وفقاً لبيان صحافي صادر عن محافظة البحيرة.


مقالات ذات صلة

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

يصادف اليوم الرابع من شهر مايو (أيار)، مئوية الموسيقار عاصي الرحباني، أحد أضلاع المثلث الذهبي الغنائي الذي سحر لبنانَ والعالمَ العربيَّ لعقود، والعصي على الغياب. ويقول عنه ابن أخيه، أسامة الرحباني إنَّه «أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية». ويقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما، طريقة موحدة لتأليف موسيقاه المتنوعة، وهي البحث في تفاصيل الموضوعات التي يتصدى لها، للخروج بثيمات موسيقية مميزة. ويعتز خرما بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، التي تم افتتاحها في القاهرة أخيراً، حيث عُزفت مقطوعاته الموسيقية في حفل افتتاح البطولة. وكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في بطولة العالم للجمباز، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13»، الذي يجري عرضه حالياً في دور العرض المصرية. وقال خرما إنه يشعر بـ«الفخر» لاختياره لتمثيل مصر بتقديم موسيقى حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز التي تشارك فيها 40 دولة من قارات

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

تعتزم شركة تسجيلات بريطانية إصدار حفل تتويج ملك بريطانيا، الملك تشارلز الشهر المقبل، في صورة ألبوم، لتصبح المرة الأولى التي يتاح فيها تسجيلٌ لهذه المراسم التاريخية للجمهور في أنحاء العالم، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت شركة التسجيلات «ديكا ريكوردز»، في بيان اليوم (الجمعة)، إنها ستسجل المراسم المقرر إقامتها يوم السادس من مايو (أيار) في كنيسة وستمنستر، وأيضاً المقطوعات الموسيقية التي ستسبق التتويج، تحت عنوان «الألبوم الرسمي للتتويج»، وسيكون الألبوم متاحاً للبث على الإنترنت والتحميل في اليوم نفسه. وستصدر نسخة من الألبوم في الأسواق يوم 15 مايو.

«الشرق الأوسط» (لندن)

حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)

جدد حبس المطرب المصري سعد الصغير الحديث عن وقائع مشابهة لسقوط فنانين في «فخ المخدرات»، وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت، الاثنين، بالحكم على الصغير بالسجن المشدد 3 سنوات، وتغريمه 30 ألف جنيه (الدولار يساوي 49.65 جنيه مصري).

الحكم بسجن سعد الصغير وتغريمه جاء على خلفية اتهامه بحيازة «سجائر إلكترونية» تحتوي على مخدر «الماريوانا»، بعد تفتيش حقائبه أثناء عودته من أميركا «ترانزيت» عبر أحد المطارات العربية، عقب إحياء حفلات غنائية عدة هناك.

وكشف الصغير خلال التحقيقات التي جرت أمام الجهات المختصة بمصر، أنه لم يكن على دراية بأن المادة الموجودة في «السجائر الإلكترونية» ضمن المواد المحظور تداولها، مؤكداً أنها للاستخدام الشخصي وليس بهدف الاتجار، وأرجع الأمر لعدم إجادته اللغة الإنجليزية.

الفنانة المصرية برلنتي فؤاد التي حضرت جلسة الحكم، على الصغير، أكدت أن الحكم ليس نهائياً وسيقوم محامي الأسرة بإجراءات الاستئناف، كما أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «حالة سعد النفسية ليست على ما يرام»، لافتة إلى أنه «بكى بشدة خلف القضبان بعد النطق بالحكم، كما أنه يعيش في توتر شديد نتيجة القضية».

وقبل سعد الصغير وقع عدد من الفنانين في «فخ المخدرات»، من بينهم الفنانة دينا الشربيني، التي تعرضت للسجن سنة مع الشغل وغرامة 10 آلاف جنيه لإدانتها بتعاطي «مواد مخدرة».

الفنان أحمد عزمي (حسابه على «فيسبوك»)

وكذلك الفنان المصري أحمد عزمي الذي تم القبض عليه مرتين ومعاقبته بالحبس في المرة الثانية بالسجن 6 أشهر، بينما أعلن مقربون من الفنانة شيرين عبد الوهاب وقوعها في الفخ نفسه، مما جعلها تختفي عن الأنظار حتى تتعافى، كما أن طبيبها المعالج طالب جمهورها بدعمها. وحُكم على الفنانة منة شلبي بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ وتغريمها 10 آلاف جنيه، في مايو (أيار) الماضي، في قضية اتهامها بـ«إحراز جوهر الحشيش بقصد التعاطي في أماكن غير مصرح لها باستخدامها».

وقبل أشهر قضت محكمة الاستئناف بمصر بقبول معارضة الفنان المصري أحمد جلال عبد القوي وتخفيف عقوبة حبسه إلى 6 أشهر بدلاً من سنة مع الشغل وتغريمه 10 آلاف جنيه، بتهمة حيازة مواد مخدرة بغرض التعاطي.

«ليس كل مشهور مدمناً»

من جانبها، أوضحت الاستشارية النفسية السورية لمى الصفدي أسباب وقوع بعض المشاهير في «فخ المخدرات» من الناحيتين النفسية والاجتماعية، وأثره على المستوى المهني.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «التعميم على جميع المشاهير أمر خاطئ، فليس كل مشهور مدمناً أو خاض تجربة الإدمان»، موضحة أن «ذلك ينطبق أحياناً على بعض الفئات التي حصلت على الشهرة والمال والمعجبين لكنهم في الوقت نفسه يطالبون بامتيازات أكثر».

وأشارت إلى أن «الفكرة تكمن في أن المخدرات ربما تساهم بطريقة أو بأخرى في زيادة مستويات هرمون (الدوبامين) الخاص بالسعادة، وهذا جزء نفسي يدفع البعض للسقوط في فخ المخدرات».

الفنانة منة شلبي (حسابها على «فيسبوك»)

وتستكمل الصفدي: «ربما الوقوع في هذا الفخ نتيجة رفاهية أكثر أو البحث عن المزيد والسعي للمجهول أو الأشياء المتوفرة عن طريق السفر أو الوضع المادي».

واختتمت الصفدي كلامها قائلة إن «هذا الأمر لا يخص الفنانين وحدهم، لكنه يتعلق أيضاً بالكثير من المهن والتخصصات، لكن المشاهير يتم تسليط الضوء عليهم أكثر من غيرهم».