ما بين «هايد بارك كورنر» و«لندن بريدج»... المراسم الملكية واحدة

أحفاد الملكة إليزابيث يتقدمهم الأمير ويليام يقفون حرساً حول جثمان جدتهم المسجى في قاعة «وستمنستر هول» (أ.ف.ب)
أحفاد الملكة إليزابيث يتقدمهم الأمير ويليام يقفون حرساً حول جثمان جدتهم المسجى في قاعة «وستمنستر هول» (أ.ف.ب)
TT

ما بين «هايد بارك كورنر» و«لندن بريدج»... المراسم الملكية واحدة

أحفاد الملكة إليزابيث يتقدمهم الأمير ويليام يقفون حرساً حول جثمان جدتهم المسجى في قاعة «وستمنستر هول» (أ.ف.ب)
أحفاد الملكة إليزابيث يتقدمهم الأمير ويليام يقفون حرساً حول جثمان جدتهم المسجى في قاعة «وستمنستر هول» (أ.ف.ب)

شهدت لندن خلال العشرة أيام الأخيرة مشاهد مختلفة للحزن والرثاء للملكة إليزابيث الثانية. ومع زيادة أعداد الزوار للعاصمة من جميع أنحاء بريطانيا؛ بل ومن أنحاء العالم، كان من الطبيعي أن تزداد الإجراءات الأمنية وتتصاعد لتؤمِّن الجنازة الرسمية للملكة الراحلة، والحضور من القادة والملوك والزعماء.
وكان من اللافت التعليقات الساخرة أو المتعجبة -على أقل حال- من حالة الحداد ومظاهرها، من مراسم نقل الجثمان من بالمورال -حيث توفيت الملكة- إلى كنيسة سانت جايلز بإدنبره، وصفوف الجماهير التي اصطفت لساعات طويلة لرؤية التابوت والتوقف أمامه لتحية الملكة. ومع نقل الجثمان للندن كانت هناك مراسم أخرى، تمثلت في نقل التابوت على عربة تجرها الأحصنة إلى قاعة «وستمنستر هول» بينما تبع الجثمان أبناء وأحفاد الملكة الراحلة، على وقع الموسيقى العسكرية وقرع أجراس الكنائس ودقات ساعة «بيغ بن». ثم تبع ذلك السماح للمواطنين بالمرور بالجثمان المسجى على منصة مرتفعة ومغطى بالراية الملكية، وفوقه التاج الملكي. وقد شهدت القاعة مرور عشرات الآلاف، وسجلت الكاميرات وجوهاً معروفة بين المواطنين، من ساسة وإعلاميين ونجوم رياضة.
وقام أبناء الملكة، يتقدمهم الملك تشارلز، بالوقوف حرساً بالقرب من جثمانها، بينما استمرت حركة المواطنين من حولهم، كما قام أحفاد الملكة، يتقدمهم أمير ويلز الأمير ويليام وشقيقه الأمير هاري، بالوقوف حرساً حول النعش أول من أمس.
في كل هذه المراسم المختلفة التي رآها البعض «عتيقة»، وأنها تمثل «تطفلاً» على الحزن الشخصي لأفراد العائلة، لم يدرك المعلقون والمنتقدون أن المراسم جرت بحذافيرها لجنازة الملك جورج السادس، والد الملكة إليزابيث، في فبراير (شباط) 1952، وأن للتقاليد العريقة سطوة وثقلاً.
عندما نعود للتغطية الصحافية والتلفزيونية لجنازة الملك جورج السادس، ستدهشنا التفاصيل المطابقة لما حدث بعد 70 عاماً. تغيرت الأوقات والدول والأعراف والتقاليد؛ لكن المراسم الملكية ظلت كما هي.
ما بين 1952 و2022
أُعلنت وفاة الملك جورج السادس في السادس من فبراير عام 1952، من خلال بيان للقصر الملكي جاء فيه: «بعد أن خلد للنوم الليلة الماضية متمتعاً بصحته، توفي الملك بسلام في أثناء نومه صباح اليوم». سرعان ما بدأت الإجراءات لنقل الجثمان من قصر ساندريهام في نورفولك، تفعيلاً لخطة تحرك أطلق عليها اسم «عملية هايد بارك كورنر»؛ حيث أُعلنت حالة الحداد، وأُغلقت دور السينما، وأُجلت المناسبات الرياضية، وبدأت مراسم التأبين.
الفرق في حالة الملكة إليزابيث كان في اختلاف مكان الوفاة. فقد توفيت في قلعة بالمورال باسكوتلندا، وأعلن تفعيل عملية «يونيكورن» (وحيد القرن) التي وُضعت لإطلاق إجراءات الحداد حال وفاة الملكة في اسكوتلندا. وبعد نقل الجثمان إلى لندن تم تفعيل عملية «لندن بريدج» لإجراءات العزاء العام والجنازة في العاصمة.

                               طابور المعزين من الشعب يمرون بجانب نعش الملك جورج السادس في قاعة «وستمنستر هول» فبراير 1952 (أ.ب)
أعلنت حالة الحداد لتسعة أيام في فبراير 1952، وتم نقل الجثمان للندن بالقطار يوم 11 فبراير؛ حيث نقل إلى «وستمنستر هول» على عربة مدفع تجرها الأحصنة، ومشت الملكة إليزابيث الثانية، ووالدتها الملكة إليزابيث، وشقيقتها الأميرة مارغريت، خلف النعش خارج محطة القطار، ثم استقلت الملكتان والأميرة السيارة للحاق بالملكة ماري، والدة الملك، في قصر باكنغهام، بينما مشى الأمير فيليب زوج الملكة مع الأمير هنري شقيق الملك ودوق غلوستر خلف النعش، يتبعهم عدد من الموظفين في القصر الملكي. واحتشدت صفوف الجماهير على الجانبين، على طول الطريق من محطة سانت بانكراس إلى قاعة «وستمنستر هول»؛ حيث وُضع الجثمان على منصة يحرسها أفراد الحرس الملكي استعداداً لزيارة المواطنين.
إذا غيرنا الأسماء من الفقرة الأولى، وبعض أسماء الأماكن، فسنرى أن المراسم هي نفسها ولم يتغير منها شيء، فالملكة إليزابيث نُقلت من قصر باكنغهام على عربة المدفع وخلفها مشى أفراد عائلتها حتى وصول النعش لقاعة وستمنستر، استعداداً لزيارة المواطنين الراغبين في إلقاء نظرة الوداع على ملكتهم.
الطابور العظيم
شهدت لندن خلال الأيام السابقة مشهداً مهيباً من حشود المواطنين الذين انتظموا في طابور طويل جداً، امتد لأربعة أميال في بعض الأيام، وظل المواطنون يفِدون طوال ساعات الليل والنهار، منهم من أحضر طعامه وشرابه والأغطية الثقيلة والمظلات، ترقباً لتغير الطقس. البعض قضى 12 ساعة ماشياً في ذلك الطابور، ليصل في النهاية لرؤية التابوت، والتوقف دقيقةً لتحية روح الملكة.
بدا ذلك التفاني غريباً في البداية، وأثار موجات من التعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفه كثيرون بأنه يعبر عن «حالة بريطانية خاصة»، فهو شعب يحب النظام، ومستعد للوقوف في الطابور لأقل الأشياء، لدرجة أنه عندما زادت الأعداد عن الحد، وأعلنت الحكومة عن إغلاق الطابور، ونصحت المواطنين بعدم التوجه لنقاط الانطلاق، نُظم على الفور طابور موازٍ للطابور الأصلي، وذلك لانتظار الفرصة للدخول في طابور الزوار. ولإضافة لمحة من الفكاهة في وقت اختلط فيه الحزن والمرح، خصص موقع أخبار الطقس في «بي بي سي» خانة خاصة في جدول الطقس لـ«الطابور»، ليتمكن المنتظرون والراغبون في الاصطفاف من معرفة تقلبات الطقس.
وعلى الرغم من أن الطابور قد يبدو أمراً غريباً في هذا الزمن، فإن قراءة سريعة لأرشيفات الصحف المختلفة، تظهر لنا أن أكثر من 300 ألف مواطن ومواطنة اصطفوا في طابور على مدى أيام، ليتمكنوا من زيارة جثمان الملك جورج السادس، وتظهر الصور الحشود التي امتدت لأميال، تماماً مثلما يحدث اليوم.
وقفة ملكية
أثارت مراسم وقوف الملك تشارلز والأمراء آن وأندرو وإدوارد، حرساً حول جثمان والدتهم، في كنيسة سانت جايلز في اسكوتلندا، ثم في «وستمنستر هول» بلندن، وكذلك وقفة أحفاد الملكة الثمانية أول من أمس حول جثمان جدتهم، كثيراً من التعليقات، وربما الاستهجان لدى البعض. فهناك من اعتبر ذلك مشهداً مشحوناً بالعاطفة، وآخرون اعتبروه تطفلاً على حزن شخصي لأفراد العائلة؛ غير أن الملكة إليزابيث نفسها وقفت مع شقيقتها مارغريت ووالدتها الملكة إليزابيث حراساً حول جثمان الملك جورج السادس، في القاعة نفسها، وبتشكيل الحرس نفسه في عام 1952.
الجنازة الرسمية
أقيمت جنازة الملك جورج السادس في ويندسور في 15 فبراير 1952، وبدأ اليوم بموكب لنقل التابوت من «وستمنستر هول» إلى محطة بادينغتون، لينقل بالقطار إلى ويندسور. وضع التابوت مرة أخرى على عربة مدفع. وقامت الملكة إليزابيث وتبعتها الملكة الأم والأميرة مارغريت، وكذلك الأمير فيليب، وبقية أفراد العائلة، بالمشي خلف التابوت. في أثناء الموكب إلى بادينغتون، دقت ساعة «بيغ بن» ما مجموعه 56 مرة، بمعدل مرة لكل عام من حياة الملك. وبمجرد وصوله إلى ويندسور، تم نقل نعش الملك إلى كنيسة القديس جورج في قلعة ويندسور؛ حيث أقيمت الصلاة، ودُفن الملك في القبو الملكي. وفي عام 1969 نُقل الجثمان لقاعة داخل الكنيسة، حملت اسم الملك جورج السادس.
واليوم الاثنين 19 سبتمبر (أيلول)، تقام مراسم جنازة الملكة إليزابيث الثانية التي يتوقع أن تكون واحدة من أضخم المراسم التي تشهدها العاصمة البريطانية، بحضور نحو 500 ضيف رفيع، ومشاركة آلاف من أفراد الجيش.
ستبدأ الجنازة في الساعة 11 صباحاً بتوقيت غرينتش، في كنيسة وستمنستر؛ حيث ستقام المراسم الدينية لمدة ساعة، ثم بعدها تعزف الأبواق العسكرية لحناً حزيناً، تتبعه دقيقتان من الصمت في جميع أنحاء البلاد. بعدها سينقل الجثمان في موكب ضخم يتقدمه الملك تشارلز وأفراد العائلة الملكية، حتى قوس ولينغتون بالقرب من متنزه «هايد بارك»؛ حيث ستطلق المدافع وتقرع ساعة «بيغ بن».
بعد ذلك، ينتقل النعش لقلعة ويندسور، مقر الملكة إليزابيث المفضل؛ حيث ستقام مراسم خاصة تقتصر على أفراد العائلة، ولن يسمح فيها بالتصوير. وستُدفن في كنيسة الملك جورج السادس التذكارية نفسها، إلى جانب زوجها الراحل الأمير فيليب، في القبو الذي يضم رفات والدها ووالدتها وشقيقتها الأميرة مارغريت، ليجتمع شمل العائلة مرة أخرى.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

عودة ترمب تضع قادة العالم في مأزق: تهانٍ دبلوماسية بعد انتقادات لاذعة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
TT

عودة ترمب تضع قادة العالم في مأزق: تهانٍ دبلوماسية بعد انتقادات لاذعة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)

عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات 2024، مما وضع عدداً من قادة العالم في موقف دبلوماسي حرج، حيث وجدوا أنفسهم مجبرين على مواجهة تعليقاتهم السابقة، التي شنَّت هجمات قاسية عليه. وبينما كانوا ينتقدون سياساته خلال ولايته الأولى، فإنهم اليوم يصوغون رسائل تهنئة ويدخلون في محادثات دافئة معه، استعداداً لمرحلة جديدة من العلاقات بين بلدانهم والولايات المتحدة. وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

في أوروبا، تزداد المخاوف بشأن تداعيات عودة ترمب على الأمن القاري، خصوصاً في ظل تصريحاته السابقة التي أشار فيها إلى أن حلف «الناتو» لا يفي بالتزاماته المالية.

في المملكة المتحدة، اضطر ديفيد لامي، وزير الخارجية الحالي في حكومة حزب «العمال»، إلى تقديم تهنئة رسمية لترمب، رغم سجله السابق في انتقاده، حيث كان قد وصفه بأنه «عنصري، ومعتل نفسي، وتهديد للنظام الدولي». ويأتي ذلك في سياق تعليقات ساخرة من المعارضة السياسية ووسائل الإعلام، حيث عنونت صحيفة «ديلي ستار» البريطانية على صفحتها الأولى بـ«هذا محرج».

حتى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي بارك فوز ترمب، واجه تلميحات ساخرة من الزعيمة الجديدة لحزب المحافظين، كيمي بادنوش، التي تساءلت عمّا إذا كان ستارمر قد اعتذر لترمب عن تصريحات لامي السابقة. وفي حين لم يرد ستارمر مباشرة، فإنه أشار إلى أن لقاءه الأخير ترمب كان بنّاءً للغاية.

وفي فرنسا، هنَّأ الرئيس إيمانويل ماكرون الرئيس الأميركي المنتخب ترمب، عبر محادثة وصفها مكتبه بـ«الدافئة»، رغم علاقة شابها كثير من التوتر خلال ولاية ترمب السابقة. فبعد فترة من المصافحات الحماسية والخلافات السياسية، يستعد ماكرون الآن للتعامل مع ترمب في قضايا دولية ملحة، مثل الحرب في أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط.

وعلى غرار الساسة الأوروبيين، قام سفير أستراليا في واشنطن، كيفن رود، بحذف منشورات سابقة وصف فيها ترمب بأنه «مدمر، وخائن للغرب». وأعرب رود عن استعداده للعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة؛ لتعزيز العلاقات الثنائية.

يشير المشهد الحالي إلى أن العودة السياسية لترمب قد تضع علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها على محك جديد، خصوصاً في ظل تحديات دولية تتطلب تنسيقاً مشتركاً، في حين يبرز المأزق الذي يواجهه قادة العالم بين تصريحاتهم السابقة والواقع السياسي الجديد.