حذرت صحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة من «توتر داخلي» على أثر الاحتجاجات التي تفجرت في غرب إيران خلال جنازة امرأة شابة توفيت بعد اعتقالها من شرطة الأخلاق التي تطبق القواعد الصارمة الخاصة بارتداء الحجاب.
استخدمت قوات الشرطة الإيرانية فجر اليوم قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في سنندج مركز محافظة كردستان. وشوهد المتظاهرون وهم يواجهون شرطة مكافحة الشغب وسط دوي إطلاق نار متقطع.
ونزل حشود المحتجين إلى شوارع سنندج رغم الأجواء الأمنية المشددة، مرددين هتافات: «سقز ليست وحدها، سنندج تدعمها»، وكذلك «الموت للديكتاتور» في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي تمزيق لافتة كبيرة لقاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الذي قضى في ضربة أميركية مطلع 2020.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1571498022491475968
وقالت منظمة «هه نغاو» التي تراقب أوضاع حقوق الإنسان في كردستان إن 33 على الأقل أُصيبوا بجروح خلال مطاردة قوات الشرطة للمحتجين بمدينتي سقز وسنندج.
من جهته، نفى مهدي رمضاني نائب الشؤون السياسية لمحافظة كردستان وقوع قتلى في الاحتجاجات.
ودافعت صحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة في عددها الصادر اليوم، عن أداء شرطة الأخلاق (دورية الإرشاد)، وعدّت وفاة مهسا أميني «مجرد حادثة... يقل نظيرها في سجل شرطة الأمن الأخلاقي».
وقالت الصحيفة إن وفاة أميني «كانت مريرة وحزينة، وجعلتنا نشعر بمرارة»، لكنها أضافت: «يجب عدم الإثارة في قضية خارجة عن الإرادة، وتقديم المسارات بأنها غير صحيحة». ورأت أن الشرطة «حققت تقدماً في مجال فرض الحجاب، توجه في البداية إنذاراً أخلاقياً وتنبيهاً تأديبياً ثم توضح منطق الحجاب».
وتابعت الصحيفة: «نعم هناك نقاط ضعف ونواقص في هذا المجال غير قابلة للإنكار، ولا ينبغي إهمالها لكن النقطة الأساسية هي ألا تتسبب المبالغة في هذه الحادثة إلى توتر داخلي». وقالت إن «مرارة الحادثة ليست ترخيصاً لتجاوز الأخلاق والإنصاف».
على نقيض ذلك، انتقدت أغلب الصحف الإيرانية التي سلطت الضوء على الحادث، نهج السلطات في فرض الحجاب.
وأشارت صحيفة «آفتاب» الإصلاحية إلى الصدمة التي تسبب بها الحادث في أنحاء البلاد. فيما وصفت صحيفة «اعتماد» وفاة أميني بـ«المأساوية».
وقالت أنيسة خزعلي، نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، إنها أجرت «اتصالاً مباشراً مع والدَي الفتاة، لتقديم التعازي ولطمأنتهم على متابعة جدية للموضوع حتى توضيح جميع جوانب الحادث».
وأجرت السلطات تحقيقات في وفاة مهسا أميني، لكنّ طبيباً شرعياً، قال أمس، إن ظهور نتائج فحص الجثة قد يستغرق ثلاثة أسابيع. وذكرت الشرطة أن الشابة أصابتها وعكة صحية وهي تنتظر مع أخريات في مركز شرطة الأخلاق الذي نُقلت إليه، رافضة بذلك تعرضها للضرب. وأظهرت لقطات دائرة تلفزيونية مغلقة نشرها التلفزيون الرسمي امرأة تحمل الاسم نفسه، تسقط بعد وقوفها من على كرسي لتتحدث مع مسؤول في مركز الشرطة.
وبدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن شرطة طهران شددت على «عدم حصول احتكاك جسدي» بين الضباط وأميني. وأضافت أن أميني كانت من بين عدد من النساء اللاتي تم اقتيادهن إلى مركز للشرطة لإعطائهن «تعليمات» حول قواعد اللباس يوم الثلاثاء. وأضافت أن أميني «أغمي عليها فجأة خلال وجودها مع آخرين في القاعة».
https://twitter.com/IranIntl_Ar/status/1571432950197260288
وحسب رواية التلفزيون الرسمي، قالت الشرطة إن مهسا تعرضت لأزمة قلبية بعد اقتيادها إلى المركز التابع لشرطة الأخلاق من أجل «إقناعها وإرشادها»، نافيةً مزاعم تعرضها للضرب. وأفادت قناة «تصوير 1500» التي تراقب الانتهاكات في إيران، بأن الشابة تلقت ضربة على رأسها.
ونفى أقاربها أنها كانت مصابة بأي مرض في القلب. ونقلت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية عن أسرتها قولها إنها نُقلت إلى المستشفى في غيبوبة هذا الأسبوع، بعد ساعات قليلة على اعتقالها، وقد توفيت.
تحذير من «توتر داخلي» في إيران احتجاجاً على مقتل فتاة بعد اعتقالها
تحذير من «توتر داخلي» في إيران احتجاجاً على مقتل فتاة بعد اعتقالها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة