«مجلس سوريا الديمقراطية» يدعو لتشكيل منصة سورية وطنية

ملتقى القامشلي الذي نظمه «مجلس سوريا الديمقراطية» (الشرق الأوسط)
ملتقى القامشلي الذي نظمه «مجلس سوريا الديمقراطية» (الشرق الأوسط)
TT

«مجلس سوريا الديمقراطية» يدعو لتشكيل منصة سورية وطنية

ملتقى القامشلي الذي نظمه «مجلس سوريا الديمقراطية» (الشرق الأوسط)
ملتقى القامشلي الذي نظمه «مجلس سوريا الديمقراطية» (الشرق الأوسط)

دعا «مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) إلى تشكيل تحالف ديمقراطي وطني يتبنى التعددية السياسية ونظام حكم لا مركزياً يستند للحل السياسي وفق القرار الدولي 2254، مؤكداً أن غياب آفاق الحل للأزمة السورية مرده الصراعات الإقليمية والدولية وسط غياب الإرادة السياسية للشعب السوري بالاجتماعات والمسارات الأممية الدولية. في وقت تبنت صفحات وحسابات موالية لتنظيم داعش الإرهابي عملية استهداف صهريج يتبع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) شرقي محافظة دير الزور تزامناً مع هروب خلية نائمة موالية للتنظيم كانت تقوم بجمع الأموال والإتاوات بالقوة وتحت وطأة السلاح والقوة من سكان المنطقة.
وعقد مجلس «مسد» اجتماعاً في مدينة القامشلي الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا ضم قوى وأحزاباً سياسية ونحو 60 شخصية سورية وكردية.
وأفاد رئيس مكتب العلاقات العامة في المجلس حسن محمد علي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بأن الواقع الذي تعانيه سوريا من حروب تسببت بتشريد سكانها وتهجيرهم مع موجات نزوح وعمليات تغيير ديمغرافي. وقال: «المعارضة المرتهنة للقوى الإقليمية الخاطئة بعيدة عن إيجاد الحلول الناجعة والصحيحة، وبسبب سياساتها الخاطئة لا تختلف عن سياسات الأنظمة الحاكمة في جوهرها»، متهماً هذه المعارضة، من دون الإشارة إلى تيارات أو جهات محددة، بأنها «عقّدت الأزمة السورية أكثر مما عليها، وخلقت حالة من الفوضى وأدخلت الوضع السوري الراهن في نفق مظلم».
وأشار المسؤول الإداري في «مسد» إلى أن طرحهم يأتي في إطار توحيد الرؤى والمواقف السورية الوطنية وجهود مستمرة منذ عامين. وأوضح أن «هذه الاجتماعات هي نتاج تراكمات لقاءات تشاورية عديدة مع مختلف القوى والشخصيات الوطنية الديمقراطية، ذات خلفيات سياسية ومستقلة وأكاديمية وقوى مجتمع مدني جاءت من الداخل السوري وخارجه»، لافتاً إلى أن حلحلة الأزمة السورية التي خلّفت 11 عاماً تمر عبر الحوار السوري – السوري. وطالب المعارضة السورية بمراجعة نقدية جدية وواقعية، سيما القوى الديمقراطية الوطنية المؤمنة بالحل السياسي، وقال: «ما زالت هناك فرصة فيما إذا تم رسم سياسات واستراتيجيات موضوعية واقعية بعيدة عن الإملاءات الخارجية، وذلك بعد قراءة صحيحة للواقع المعيش وعلى جميع الصعد».
وذكر محمد علي أن مساعي «مسد» تهدف إلى بلورة مشروع سوري وإمكانية تشكيل تحالف ديمقراطي وطني جديد «قادر على قيادة الباخرة السورية وسط الأمواج المتلاطمة، وإيصالها إلى بر الأمان في سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية».
وتحدث عن أهمية عقد هذه الملتقيات في الداخل السوري وخارجه، وعدّها بمثابة اللبنات الأساسية والصحيحة أمام التغير المقبل لـ«وضع القطار على سكة الحل السياسي الشامل تتويجاً للعمل النضالي الديمقراطي في سوريا».
على صعيد ميداني وإلى ريف دير الزور الشرقي شرق سوريا، تبنت صفحات وحسابات ومواقع إخبارية تابعة لتنظيم داعش عملية استهداف صهريج لنقل المياه تابع لقوات «قسد» في بلدة الشحيل الواقعة على بعد نحو 40 كيلومتراً شرق دير الزور. وذكرت أن مسلحين من التنظيم استهدفوا بالأسلحة الرشاشة سيارة لنقل الماء بالقرب من الطريق العام بقرية الطكيحي أدت إلى مقتل سائقها وإصابة مقاتل ثانٍ. وكشفت هذه الصفحات المقربة من التنظيم أن الخلايا الموالية لها استهدفت في شهر أغسطس (آب) الفائت 14 نقطة وموقعاً في المناطق الخاضعة لنفوذ قوات «قسد» المدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، ووفقاً لتوثيقات «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بلغت حصيلة القتلى 12 شخصاً، بينهم 4 مدنيين وطفل واحد و8 من العسكريين من صفوف قوات «قسد».
في سياق متصل، قال مصدر عسكري بارز من «مجلس دير الزور العسكري» المنضوي في «قسد»، إن دورية من قوات مكافحة الإرهاب داهمت بلدة البصيرة شرق مدينة دير الزور بغطاء جوي من طيران مروحي يتبع التحالف الدولي. وشنت القوات حملة أمنية وداهمت منازل عدة بحثاً عن شخصين من أبناء البلدة، هما عضوان في خلية ناشطة في المنطقة تقوم بجمع الأموال والإتاوات بالقوة وتحت تهديد السلاح. وأكد المصدر أن المشتبه فيهما تمكنا من الفرار من المنزل الذي تعرض للمداهمة من دون ورود معلومات إضافية.
فيما ذكرت صفحات ومواقع إخبارية محلية قيام مسلحين ملثمين كانوا يستقلون دراجات نارية باستهداف سيارة مصفحة عسكرية تابعة لقوات «قسد» على طريق الخرافي بالقرب من حاجز الجزيرة أول من أمس، وأطلقوا الرصاص باتجاه السيارة مما أدى إلى إعطابها. واشتبكت دورية «قسد» مع المهاجمين، ما أسفر عن إعطاب الدراجة النارية فيما تمكن سائقها من الفرار بمساعدة المسلحين المرافقين له.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».