مهرجان أسوان السينمائي يمنح دعماً إنتاجياً لصانعات الأفلام

عبر أعمال تناولت قضايا المرأة والشخصيات النسائية «المؤثرة»

من فعاليات مهرجان «أسوان السينمائي» الدولي لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)
من فعاليات مهرجان «أسوان السينمائي» الدولي لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)
TT

مهرجان أسوان السينمائي يمنح دعماً إنتاجياً لصانعات الأفلام

من فعاليات مهرجان «أسوان السينمائي» الدولي لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)
من فعاليات مهرجان «أسوان السينمائي» الدولي لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)

لم تسع الفرحة الشابة الأسوانية، نوال محمود، وهي تقف على المسرح، بعد أن تم اختيار مشروعها السينمائي ليحصل على منحة تطوير السيناريو من مهرجان «أسوان السينمائي الدولي لأفلام المرأة»، فقد جاءت من مدينتها في أقصى جنوب مصر إلى القاهرة وسط صحبة من صديقاتها. وأكدت نوال لـ«الشرق الأوسط»، أنه «حلم أن يحصل مشروعها الأول (رسول الحب) على منحة المهرجان»، مشيرة إلى أنها «كتبته عن الحب والفقد بعدما فقدت والدها أخيراً»، موضحة أن «وجود مهرجان سينمائي بأسوان لأفلام المرأة حقق لنا دفعة كبيرة».
نوال تعد أول أسوانية يتاح لها تقديم مشروعها السينمائي في ظل صعوبات تواجهها المرأة في صعيد مصر، ويعد الفيلم نتاج رحلة قطعتها مع ورش مهرجان أسوان لكتابة السيناريو وصناعة الفيلم القصير. ونوال واحدة من أربع سينمائيات حصلن على منح لأفلامهن من مهرجان «أسوان السينمائي الدولي لأفلام المرأة»، التي يقدمها للمرة الأولى وأقام لأجلها احتفالاً مساء (الخميس) بمسرح الهناجر لتوزيع جوائز الأفلام القصيرة، التي تم الإعلان عنها خلال الدورة السادسة للمهرجان في فبراير (شباط) الماضي.

ويهدف المهرجان إلى «زيادة الفرص المتاحة لصانعات الأفلام، خصوصاً من جنوب مصر، مشترطاً أن تكون المنح المقدمة من (خمس شركات تعمل في الحقل السينمائي) لمشروعات أفلام تتناول إحدى قضايا المرأة، أو تعرض لشخصية نسائية (مؤثرة)، أو تمثل إبداع النساء، وتجمع المنحة بين الدعم المالي واللوجيستي من توفير المعدات والتجهيزات لمرحلة التصوير وما بعده».
وفازت المخرجة تغريد العصفوري، بجائزة الإنتاج عن مشروع فيلم «أن تكون بهجة». وقالت عقب تسلم جائزتها، «هذا الفيلم كان حلماً بالنسبة لي، لذا سعدت أن يفوز بمنحة إنتاج من (مهرجان أسوان)... وأتمنى أن يقدم في العام المقبل منحاً للأفلام الطويلة». وتغريد كاتبة ومخرجة وممثلة، وهي ابنة الفنانة إنعام سالوسة والمخرج سمير العصفوري.
كما فازت المخرجة روجينا بسالي، بمنحة إنتاج لمشروع فيلمها «كف مريم». وعبرت روجينا عن سعادتها بذلك، مؤكدة أنه يعد امتداداً لفيلمها الأخير «كان لك معايا» الذي لعبت بطولته صفية العمري ومحمود قابيل، وشارك في عدة مهرجانات. فيما ذهبت جائزة تطوير السيناريو إلى آية خالد عن سيناريو فيلم «جميلة من غير حاجة». وقالت آية إنها «ستقوم بإخراج الفيلم أيضاً، وإنه يتطرق لتجربة شخصية»، مشيرة إلى أن «الجائزة أعطتها دفعة كبيرة».

من جهته، أكد محمد عبد الخالق، رئيس مهرجان «أسوان السينمائي»، لـ«الشرق الأوسط»، أن «تقديم منح إنتاجية لصانعات الأفلام هو امتداد لدور المهرجان، وطموح كنا نتطلع إليه منذ الدورة الأولى، أسوة بالمهرجانات الدولية»، موضحاً أنها «خطوة على طريق نتطلع فيه لزيادة كمية ونوعية»، مضيفاً: «بدأنا بدعم الأفلام القصيرة التي ربما تكون هي الأسهل في الصناعة، لأنها أقل تكلفة، لكنها تتحمل التجريب أكثر، فحينما أقمنا مهرجان أسوان، ووجدنا الجمهور ملتفاً حولنا من اللحظة الأولى، وأقمنا ورشاً للتدريب على كافة عناصر الفيلم السينمائي، وحفزنا الشباب على تذوق السينما».
وقال عبد الخالق، «سنمنح دعماً أكبر العام المقبل، ونسعى لتقديم منح للأفلام الطويلة، فنحن ندعم المرأة كسينمائية»، منوهاً بأنه «تم اختيار الأفلام الفائزة من قبل لجنة التحكيم، من بين سبعين من مشروعات الأفلام انطبقت عليها الشروط، وأولوية عرض هذه الأفلام سيكون لمهرجان أسوان».

وأكد الكاتب الصحافي حسن أبو العلا مدير المهرجان، أن «هذه المنح مجرد بداية نطمح بعدها لدعم الأفلام الطويلة من خلال الجهات الداعمة للمهرجان التي تحمست لدعم الأفلام، وضمت عدلي توما، من شركة (جيمناي أفريقيا)، والمنتجين هشام سليمان، وصفي الدين محمود، وأشرف حامد، وشريف مندور، وكامل كرم».
فيما أشارت الدكتورة عزة كامل نائب رئيس مجلس أمناء المهرجان، إلى أن «هذا الحدث يكتسب أهمية كبيرة، لأنه ينقل الفتيات المشاركات بالورش من متدربات إلى صانعات أفلام».
من جانبه، أشاد الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما، بـ«نجاح المهرجان في خلق بيئة سينمائية جيدة لشباب وفتيات محافظة أسوان وصعيد مصر، وجذب المئات منهم من خلال ورش لتنمية مهاراتهم وتعليمهم فنون السينما، وكيفية صناعة الفيلم».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.