بين الصداقة والتوترات... كيف كانت علاقة الملكة إليزابيث بشقيقتها الوحيدة مارغريت؟

الملكة البريطانية إليزابيث الثانية تجلس الى جانب شقيقتها مارغريت (وسائل إعلام بريطانية)
الملكة البريطانية إليزابيث الثانية تجلس الى جانب شقيقتها مارغريت (وسائل إعلام بريطانية)
TT

بين الصداقة والتوترات... كيف كانت علاقة الملكة إليزابيث بشقيقتها الوحيدة مارغريت؟

الملكة البريطانية إليزابيث الثانية تجلس الى جانب شقيقتها مارغريت (وسائل إعلام بريطانية)
الملكة البريطانية إليزابيث الثانية تجلس الى جانب شقيقتها مارغريت (وسائل إعلام بريطانية)

وُلدت الملكة البريطانية إليزابيث الثانية عام 1926، وكانت الابنة الأولى للملك جورج السادس، وتبعتها بعد أربع سنوات شقيقتها الوحيدة، الأميرة مارغريت، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
عاشت الفتاتان في «145 بيكاديللي»، خلال الجزء الأول من طفولتهما، قبل الانتقال إلى قصر باكنغهام، عندما أصبح والدهما ملكاً.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1568314546531475460?s=20&t=wk1gRWeZT8Pnv_nkGICXAA
«إليزابيث هي كبريائي. مارغريت هي فرحتي»، هكذا قال والدهما ذات مرة عن ابنتيه، لكن ما رأي الشقيقتين إحداهما في الأخرى؟
* علاقة فريدة
بينما كانت الأميرتان الصغيرتان قريبتين للغاية في طفولتهما، قيل إن لهما شخصيتين مختلفتين تماماً، وكانت إليزابيث الأكبر سناً تهتم بأختها الصغرى المشاغبة.
مثل العديد من الأشقاء، كانت علاقة الملكة والأميرة مارغريت معقدة، وهي حقيقة تضخمت وسط الاختلاف في المكانة بين المرأتين، الذي توطد مع تتويج إليزابيث ملكة عام 1953.
رغم أن هذا جعل الأميرة مارغريت واحدة من رعايا إليزابيث؛ فقد ورد أن الشقيقتين تتمتعان «بالحب والصداقة والتواطؤ الذي كان مثيراً للإعجاب»، وفقاً لرينالدو هيريرا، صديق العائلة المالكة الذي وقال: «لم أسمع أبداً الأميرة مارغريت تشير إلى الملكة علناً على أنها أي شيء سوى الملكة؛ في السر، كانت تناديها (ليليبت)، لقبها منذ الطفولة، أو ببساطة (أختي)».
حتى بعد تتويج الملكة، اشتهرت هي والأميرة مارغريت عن طريق خط هاتفي مباشر يربط المرأتين بين مسكن كل منهما في قصر باكنغهام وقصر كنسينغتون، حيث ورد أنهما تحادثتا يومياً.
بينما كانت الملكة الشابة متجهة إلى حياة واجب وتفانٍ لبلدها، لم يكن لدى مارغريت مثل هذه الالتزامات.

* بعض التوترات
منذ الخمسينات فصاعداً، أصبحت الأميرة مارغريت من أشهر الشخصيات الاجتماعية في العالم، وتشتهر بحبها للحفلات والأزياء والرومانسية. اشتهرت بأنها وقعت في حب الكابتن بيتر تاونزند، الذي كان مُطلّقاً، مما يعني أنه لم يُسمح لهما بالزواج في كنيسة إنجلترا التي كانت الملكة ترأسها.
بينما تم حض الشابة على الانتظار حتى تبلغ 25 عاماً حيث لا تعود بحاجة إلى إذن الملكة للزواج، واجه بيتر والأميرة عقبات داخل النظام الملكي وتدقيق مكثف من وسائل الإعلام. ونتيجة لذلك، أصدرت مارغريت بياناً أكد فيه أن خطبتها قد فُسخت، وأنهما قررا عدم الزواج.
البيروقراطية والاهتمام المحيط بعلاقة الزوجين ودور الملكة في هذا بلا شك وضعت علاقة الشقيقتين تحت ضغط وتوتر كبيرين.
تزوجت الأميرة مارغريت من المصوِّر أنتوني أرمسترونغ جونز، وأنجبت منه طفلين، ديفيد وسارة، قبل الطلاق عام 1978. وأثار الطلاق الكثير من الدعاية السلبية، وتميز العقدان الأخيران من حياتها بالوعكات الصحية، فأصيبت بثلاث سكتات دماغية بين عامي 1998 و2001، وتوفيت في 9 فبراير (شباط) 2002، بعد إصابتها بجلطة دماغية رابعة، عن عمر يناهز 71 عاماً.

* رابطة أساسية
رغم الاختلافات بينهما، فإن المرأتين تشتركان في «رابطة أولية أساسية» وفقاً لكاتب السيرة أندرو مورتون الذي كتب في «إليزابيث ومارغريت: العالم الحميم للشقيقتين وندسور»: «طيلة حياتهما تميزت إليزابيث ومارغريت بالاختلاف. الأخت الحكيمة الأكبر سناً تتطابق مع الأخت الصغيرة التي تسبب المشكلات».
وكشفت الملكة التي لم تذرف الدموع في جنازة زوجها الأمير فيليب عام 2021 مشاعر نادراً ما تظهر علناً، في جنازة أختها «الحبيبة».
كتب رينالدو هيريرا: «أعتقد أنها المرة الوحيدة التي يرى فيها أي شخص الملكة تُظهر مشاعرها في الأماكن العامة... لا تشرح أبداً أي شيء للعالم، ما تشعر به أو لماذا تفعل ما تفعله، الأمر جزء من عظمتها».


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».