موسكو تحشد الحلفاء في «شنغهاي» وتواجه تدهوراً متزايداً في فضائها الإقليمي

اشتباك بين طاجيكستان وقرغيزستان وتجدد المواجهات في جنوب القوقاز

رئيسا كازاخستان والصين في نور سلطان أمس (أ.ف.ب)
رئيسا كازاخستان والصين في نور سلطان أمس (أ.ف.ب)
TT

موسكو تحشد الحلفاء في «شنغهاي» وتواجه تدهوراً متزايداً في فضائها الإقليمي

رئيسا كازاخستان والصين في نور سلطان أمس (أ.ف.ب)
رئيسا كازاخستان والصين في نور سلطان أمس (أ.ف.ب)

سيطر التوتر على جزء مهم من التحضيرات الجارية لانطلاق أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون اليوم الخميس في مدينة سمرقند في أوزبكستان، مع اهتمام بلدان المجموعة بتجدد عدد من الأزمات الإقليمية في ظل الانشغال الروسي بالحرب الدائرة في أوكرانيا.
ومع الحرص الروسي الظاهر على إنجاح أعمال القمة المكرسة لـ«تعزيز مسار عالم متعدد الأقطاب» وفقاً لتصريحات الكرملين التي عكست رغبة روسية في تحول القمة إلى مناسبة لحشد تأييد الحلفاء للمواقف الروسية، فإن تجدد اندلاع مواجهات دامية في منطقة جنوب القوقاز بين أرمينيا وأذربيجان في اليومين الماضيين، ووقوع اشتباكات مسلحة على الحدود بين طاجيكستان وقرغيزستان أمس الأربعاء، ألقى بظلاله على أعمال القمة قبل انطلاقها.
وأفاد حرس الحدود في قرغيزستان صباح أمس، بأن المنطقة الحدودية مع طاجيكستان شهدت تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار بين عناصر حرس الحدود في البلدين.
وذكر بيان قرغيزي أن الاشتباكات وقعت على الحدود في مقاطعة باتكين الجبلية جنوب قرغيزستان. وأوضح أن «مفرزة من حرس الحدود القرغيزية اشتبكت مع عناصر من حرس الحدود الطاجيكيين بعدما أنشأوا مواقع قتالية في جزء لم يتم ترسيمه من الحدود، في انتهاك للاتفاقيات السابقة بين الطرفين».
وبات معلوماً أن الطرف الطاجيكي رفض الاستجابة لمطالب مغادرة المنطقة، واستخدم مدافع من طراز «هاون» خلال تبادل لإطلاق النار.
وتشهد الحدود بين قرغيزستان وطاجيكستان بين حين وآخر مناوشات مسلحة بين حرس الحدود، ووقعت آخر جولة منها في يونيو (حزيران) الماضي.
وجاءت التطورات لتضيف توتراً جديداً بعد اشتعال الجبهة الأرمينية - الأذرية خلال اليومين الماضيين. وأعلن الطرفان أمس الأربعاء أن تبادلاً متقطعاً للمناوشات استمر رغم الدعوات التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الطرفين للالتزام باتفاق وقف النار والعودة إلى نظام التهدئة.
اللافت في هذا الإطار أن طاجيكستان وقرغيزستان بين الأعضاء المؤسسين لمنظمة شنغهاي للتعاون، في حين أن أرمينيا وأذربيجان حصلتا في وقت سابق مع بلدان أخرى على صفة «شركاء حوار» للمنظمة الإقليمية. وهذه الأطراف الأربعة سوف تحضر القمة التي تنعقد في أوزبكستان، ما يعني أن أجواء التوتر الميداني سوف تكون حاضرة خلال المناقشات.
وتولي موسكو أهمية خاصة لأعمال هذه القمة في إطار سعيها لحشد مواقف الحلفاء في المنظمة إلى جانبها، علما بأن كل أعضاء «شنغهاي» لم يتخذوا خطوات أو مواقف معلنة تدعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أو تقر بالخطوات التي قامت بها موسكو لتكريس انفصال إقليمي دونيتسك ولوغانسك.
وفي استباق لأعمال القمة، أكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، أن «منظمة شنغهاي للتعاون تعد بديلاً حقيقياً للهياكل والآليات الغربية، وأن أعضاءها ملتزمون بتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر ديمقراطية».
وأكد أن المنظمة «تضم دولاً ذات تقاليد ثقافية وحضارية متنوعة، وسياسات خارجية مختلفة. ومع ذلك، فإن العمل داخل هذه المنظمة مبني على مبادئ المساواة، والمنفعة المتبادلة، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، مما جعل من الممكن في فترة تاريخية وجيزة تحويل منظمة شنغهاي للتعاون إلى منظمة فعالة».
وينتظر أن تنصب الأنظار بشكل رئيسي خلال أعمال القمة، على اللقاءات الثنائية التي يجريها قادة المجموعة، خصوصاً مع إعلان موسكو عن تنظيم قمة روسية - صينية ثنائية على هامش أعمال المجموعة.
وقال السفير الروسي لدى الصين أندري دينيسوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي نظيره الصيني شي جينبينغ على هامش القمة. وأضاف «تحديداً في أقل من 10 أيام، سيجتمع قادتنا مرة أخرى في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند، ونحن نستعد لذلك بنشاط... لا أريد أن أقول إن مؤتمرات القمة عبر الإنترنت ليست مكتملة، ولكن مع ذلك، فإن الاتصال المباشر بين القادة هو نوع مختلف إلى حد ما من المناقشة. بطريقة أو بأخرى، ستكون هناك جلسات عامة واجتماعات مختلفة، مثل اجتماع كامل لزعمائنا مع جدول أعمال مفصل، ونحن الآن، في الواقع، نعمل مع شركائنا الصينيين حول ذلك».
أيضا، ينتظر أن يعقد بوتين اجتماعات ثنائية مع قادة إيران وتركيا وعدد من بلدان المجموعة الحاضرين.
في حين أُعلن عن ترتيب لقاء على هامش القمة يجمع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في إطار سلسلة لقاءات ثنائية يجريها الرئيس الإيراني بدوره خلال أعمال القمة.
ونقلت وسائل إعلام عن الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب إردوغان سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الوضع على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، في مؤشر إلى مدى هيمنة التدهور الإقليمي الحاصل على أعمال القمة التي كان الكرملين يأمل في تكون مخصصة لمواجهة «التحديات المشتركة من جانب الغرب».
وأعرب الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، عن تطلع بلاده إلى قمة دول «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تقودها روسيا والصين، لاستكمال إجراءات عضويتها.
وقال رئيسي في تصريحات متلفزة قبيل مغادرته طهران إلى أوزبكستان: «إحدى الخطوات المهمة لهذه القمة ستكون إنجاز الوثائق المتعلقة بـ(منظمة شنغهاي للتعاون) والمسار القانوني الواجب اتخاذه من أجل التوقيع من قبل وزراء خارجية الدول الأعضاء» لافتاً إلى أن إيران «تريد أن تستفيد بأفضل ما يمكن من القدرات الاقتصادية للمنطقة والدول الآسيوية لما فيه صالح الأمة الإيرانية».
وسعت إيران إلى نيل العضوية الدائمة في المنظمة منذ أعوام، لكن ذلك قوبل بممانعة بعض أعضائها على خلفية عدم الرغبة في ضم طرف يخضع لعقوبات أميركية وغربية واسعة.
وكانت إيران عضواً مراقباً في المنظمة منذ 2005، وفشلت آخر محاولة لانضمامها إليها في 2020 نتيجة رفض طاجيكستان حينها. إلا أن المنظمة وافقت على قبول العضوية في قمة 2021 التي استضافتها دوشنبه.
ومن المقرر أن يلتقي رئيسي كلاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ في سمرقند.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأوزبكية، أمس الأربعاء أن مصر وقطر حصلتا على صفة «شركاء الحوار» في منظمة شنغهاي للتعاون في إطار الاستعدادات لتنظيم القمة الحالية. ولفتت إلى إقامة حفل توقيع مذكرات التفاهم بشأن منح البلدين العربيين هذه الصفة ومشاركتهما في أعمال القمة الحالية.


مقالات ذات صلة

أوزبكستان تجري استفتاء لتعديل دستوري «يرسّخ» سلطة الرئيس

آسيا أوزبكستان تجري استفتاء لتعديل دستوري «يرسّخ» سلطة الرئيس

أوزبكستان تجري استفتاء لتعديل دستوري «يرسّخ» سلطة الرئيس

تجري أوزبكستان استفتاء دستورياً (الأحد) سيتيح بقاء الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف في السلطة، في البلد الذي يضم أكبر عدد من السكان بين دول آسيا الوسطى وشهد قمعاً لمظاهرات العام الماضي، رغم ما يبديه الرئيس من رغبة في الانفتاح، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وتجاوزت نسبة المشاركة 73 في المائة بعد 7 ساعات على فتحها، بحسب اللجنة الانتخابية الأوزبكية. وقالت السلطات الأوزبكية إن تعديل ثلثي الدستور سيتيح إرساء الديمقراطية وتحسين مستوى معيشة 35 مليون نسمة. ومن بين أبرز الإجراءات هناك، الانتقال من ولاية مدتها 5 سنوات إلى فترة 7 سنوات وعدم احتساب ولايتين رئاسيتين، ما سيتيح نظرياً للرئيس الحالي (65 عاما

«الشرق الأوسط» (طشقند)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا دوري أبطال آسيا: الهلال لتعزيز سطوته القارية... وأوراوا للقب ثالث

دوري أبطال آسيا: الهلال لتعزيز سطوته القارية... وأوراوا للقب ثالث

بعد أكثر من سنة على انطلاقها، سيسدل الستار على نسخة 2022 من دوري أبطال آسيا في كرة القدم، عندما يلتقي الهلال السعودي مع أوراوا ريد دايموندز الياباني السبت في ذهاب النهائي في الرياض، قبل مواجهتهما إياباً في سايتاما في 6 مايو (أيار) المقبل. حجز أوراوا بطاقة النهائي قبل نحو تسعة أشهر، فيما ساهمت نهائيات كأس العالم 2022 في قطر والتعقيدات الناجمة عن جائحة «كوفيد - 19» بإقامة الدور النهائي بعد أكثر من سنة على انطلاق البطولة القارية. يبحث حامل اللقب الهلال وصاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب (4)، عن تعزيز سطوته، فيما يرغب أوراوا في لقب ثالث بعد 2007 و2017. وأظهر الهلال قدرته على المنافسة قارياً وحتى دول

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

قال فريق من الباحثين إنه من المرجح أن سقف أسعار النفط المحدد من جانب مجموعة السبع شهد خروقات واسعة في آسيا في النصف الأول من العام، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقام فريق الباحثين بتحليل بيانات رسمية بشأن التجارة الخارجية الروسية إلى جانب معلومات خاصة بعمليات الشحن، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأربعاء). وفي ديسمبر (كانون الأول)، فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع حداً أقصى على أسعار النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً للبرميل، مما منع الشركات في تلك الدول من تقديم مجموعة واسعة من الخدمات لا سيما التأمين والشحن، في حال شراء الشحنات بأسعار فوق ذلك المستوى. ووفقاً لدراسة التجارة وب

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا أميركا ودول آسيا الوسطى لحل النزاعات دبلوماسياً

أميركا ودول آسيا الوسطى لحل النزاعات دبلوماسياً

أعلنت الولايات المتحدة وخمس دول رئيسية في آسيا الوسطى، أنها توافقت على تعاون متعدد الأبعاد اقتصادياً وبيئياً، بما يشمل مصادر الطاقة، مشددة على مواجهة التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب، وعلى «صون السلم والأمن وحلّ النزاعات بالطرق الدبلوماسية» طبقاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، في إشارة ضمنية إلى رفض دول المنطقة، التي كانت يوماً من الجمهوريات السوفياتية، لغزو روسيا لأوكرانيا. وأصدر وزراء الخارجية: الأميركي أنتوني بلينكن، والكازاخستاني مختار تليوبردي، والقرغيزستاني جنبيك كولوباييف، والطاجيكستاني سيروج الدين محيي الدين، والتركمانستاني رشيد ميريدوف، والأوزبكستاني بختيار سيدوف، بياناً مشتركاً في ضوء

علي بردى (واشنطن)

12 قتيلاً و27 جريحاً في هجوم انتحاري بإسلام آباد

رجال أطفاء يخمدون حريقاً بسيارة عقب التفجير خارج مجمع المحاكم في إسلام آباد الثلاثاء (رويترز)
رجال أطفاء يخمدون حريقاً بسيارة عقب التفجير خارج مجمع المحاكم في إسلام آباد الثلاثاء (رويترز)
TT

12 قتيلاً و27 جريحاً في هجوم انتحاري بإسلام آباد

رجال أطفاء يخمدون حريقاً بسيارة عقب التفجير خارج مجمع المحاكم في إسلام آباد الثلاثاء (رويترز)
رجال أطفاء يخمدون حريقاً بسيارة عقب التفجير خارج مجمع المحاكم في إسلام آباد الثلاثاء (رويترز)

قتل 12 شخصاً وجرح 27 آخرون في تفجير انتحاري أمام مجمع محاكم في منطقة سكنية بإسلام آباد، الثلاثاء، حسبما أعلنت السلطات، في هجوم تبنه حركة «طالبان» الباكستانية.

وتسبب الهجوم، وهو الأول الذي تشهده المدينة منذ سنوات، بحال من الذعر، وأدى إلى تناثر شظايا الزجاج واحتراق عدد من المركبات على الطريق.

وقال وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي للصحافيين في المكان: «عند الساعة 12.39 بعد الظهر (07.39) وقع هجوم انتحاري في كشهري»، حيث مبنى المحكمة، مضيفاً: «استشهد حتى الآن 12 شخصاً وجرح نحو 27».

وطوقت قوات أمن مسلحة المنطقة، وفق صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع التفجير قرب سيارة للشرطة.

باكستانيون قرب سيارة للشرطة تضررت بالتفجير خارج مجمع المحاكم في إسلام آباد الثلاثاء (رويترز)

وأضاف وزير الداخلية: «نحاول تحديد هوية (المهاجم) والمكان الذي قدم منه». وتضم المنطقة حيث وقع الهجوم عدداً من المباني الحكومية.

وتبنت حركة «طالبان» الباكستانية التفجير. وقالت في بيان أرسل لصحافيين: «الثلاثاء، هاجم أحد عناصرنا محكمة في إسلام آباد»، مضيفة: «سنواصل الهجمات على من يُصدرون أحكاماً غير إسلامية ومن ينفذونها ومن يحميها حتى تُطبّق الشريعة في أنحاء البلاد».

وكان رئيس الوزراء، شهباز شريف، حمل المسؤولية لـ«عملاء إرهابيين مدعومين من الهند»، العدو اللدود لباكستان، من دون تقديم أي دليل على ذلك.

وأتى تفجير إسلام آباد غداة انفجار سيارة، الاثنين، في العاصمة الهندية نيودلهي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.

واتهم شريف «طالبان» باكستان والانفصاليين من منطقة بلوشستان في البلاد بالوقوف وراء الهجوم. وسبق للطرفين تنفيذ هجمات استهدفت في الغالب قوات الأمن الباكستانية.

وفي إسلام آباد، قال المحامي محمد شهزاد بات: «كان انفجاراً هائلاً. بدأ الجميع بالركض مذعورين. رأيت ما لا يقل عن خمس جثث ملقاة عند البوابة الأمامية».

وقال محام آخر هو رستم مالك: «عندما أوقفت سيارتي ودخلت المجمع... سمعت دوي انفجار عند البوابة». وأضاف: «سادت فوضى عارمة، وكان المحامون والناس يركضون داخل المجمع. رأيت جثتين على الأرض عند البوابة وعدة سيارات مشتعلة».

رجلان يجران نقالة قرب سيارة إسعاف قرب مكان التفجير خارج مجمع المحاكم في إسلام آباد الثلاثاء (رويترز)

عنف على جانبي الحدود

وبقيت إسلام آباد إلى حد كبير بمنأى عن أعمال العنف الكبيرة في السنوات القليلة الماضية. ويعود آخر هجوم انتحاري إلى ديسمبر (كانون الأول) 2022.

لكن باكستان تشهد تجدداً للهجمات التي ينسبه المسؤولون بشكل رئيسي إلى جماعات مسلحة يعتقد أنها تتخذ من الأراضي الأفغانية ملجأ لها.

وجاء الهجوم فيما تخوض قوات الأمن الباكستانية معركة ضد مسلحين، تحصنوا في مدرسة في منطقة «وانا» في إقليم خيبر بختونخوا بشمال غربي البلاد، قرب الحدود الأفغانية.

وقال وزير الداخلية: «وقع هجوم في وانا أيضاً الليلة الماضية... قُتل ثلاثة أشخاص في ذلك الهجوم. المهاجم أفغاني الجنسية. أفغانستان متورطة بشكل مباشر في هذا الهجوم».

وأدت هجمات مؤخراً إلى اشتباكات أوقعت قتلى بين باكستان وأفغانستان في أكتوبر (تشرين الأول)، في أسوأ مواجهات حدودية بين البلدين منذ سنوات.

وقُتل أكثر من 70 شخصاً من الجانبين، بينهم قرابة 50 مدنياً أفغانياً، وفق الأمم المتحدة.

فريق للطب الشرعي في موقع التفجير خارج مجمع المحاكم في إسلام آباد الثلاثاء (رويترز)

واتفق البلدان في أكتوبر الماضي على هدنة، لكن المفاوضات لتثبيتها وجعلها وقفاً دائماً لإطلاق النار باءت بالفشل.

وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن المسؤولية عن فشل المحادثات. وحمّلت حكومة «طالبان» الأفغانية باكستان، الأسبوع الماضي، مسؤولية فشل محادثات السلام التي استضافتها تركيا، مؤكدة في الوقت عينه تمسّكها بالهدنة السارية. فيما أبدت وزارة الخارجية الباكستانية، الأحد، استعدادها لمواصلة «الحوار» مع كابل بشرط تسوية المسائل الأمنية التي أحبطت، على حد قولها، جولة المفاوضات الأخيرة.

وقال وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، إن الهجوم الانتحاري في إسلام آباد ينبغي أن يكون بمثابة «جرس إنذار».

وكتب على «إكس»: «في ظل هذه الظروف، سيكون من غير المجدي التعويل على نجاح المفاوضات مع حكام كابل».

وتتهم إسلام آباد كابل بإيواء حركة «طالبان» الباكستانية وجماعات مسلحة أخرى تشن هجمات عبر الحدود الطويلة والسهلة الاختراق بين البلدين، وهو ما تنفيه الحكومة الأفغانية.


مودي يصف انفجار سيارة مفخخة وسط العاصمة بـ«المؤامرة»

أفراد عائلة أحد قتلى انفجار السيارة المفخخة قبيل تشييعه في دلهي الثلاثاء (رويترز)
أفراد عائلة أحد قتلى انفجار السيارة المفخخة قبيل تشييعه في دلهي الثلاثاء (رويترز)
TT

مودي يصف انفجار سيارة مفخخة وسط العاصمة بـ«المؤامرة»

أفراد عائلة أحد قتلى انفجار السيارة المفخخة قبيل تشييعه في دلهي الثلاثاء (رويترز)
أفراد عائلة أحد قتلى انفجار السيارة المفخخة قبيل تشييعه في دلهي الثلاثاء (رويترز)

وصف رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الثلاثاء، انفجار سيارة أوقع ما لا يقل عن ثمانية قتلى في نيودلهي، مساء الاثنين، بأنه «مؤامرة».

ولم تعلن الشرطة حتى الآن عن سبب الانفجار الذي وقع بالقرب من القلعة الحمراء، وهو نصب تذكاري شهير يلقي منه رؤساء الوزراء خطاباتهم في يوم الاستقلال.

يُعدّ هذا الانفجار أخطر حدث أمني منذ الهجوم الذي نفّذه ثلاثة مسلحين في 22 أبريل (نيسان) في الشطر الذي تديره الهند من كشمير، وأدى إلى مقتل 26 مدنياً من الهندوس.

وقال مودي في كلمة خلال زيارة رسمية إلى بوتان المجاورة: «أضمن للجميع أن الأجهزة المختصة ستكشف الحقيقة الكاملة لهذه المؤامرة»، من دون التطرق إلى مزيد من التفاصيل. وأضاف: «سيُحال كل متورّط إلى القضاء».

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يلقي كلمة خلال زيارته لبوتان الثلاثاء (رويترز)

وأصيب ما لا يقل عن 19 شخصاً في الانفجار الذي وقع في وقت مبكر من مساء الاثنين بالقرب من محطة مترو في حي دلهي القديم المزدحم، بينما كان الناس عائدين من عملهم.

ووقع الانفجار بعد ساعات من إعلان الشرطة الهندية توقيف أعضاء في منظمة إجرامية ومصادرة أسلحة ومتفجرات.

وأشارت الشرطة إلى أن الأشخاص الموقوفين على صلة بجماعة «جيش محمد» المتطرفة الباكستانية، وجماعة «أنصار غزوات الهند»، وهي فرع لتنظيم «القاعدة» في كشمير.

وتُصنّف الهند هاتين الجماعتين ضمن المنظمات الإرهابية.

القتلى احترقوا

كذلك، توعّد وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ، الثلاثاء، بمحاكمة المسؤولين عن الانفجار. وقال خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الهندية إن «الوكالات الرئيسية في البلاد تجري تحقيقاً سريعاً ومعمقاً في الحادث ستعلَن نتائجه قريباً»، مؤكداً أن «المسؤولين عن هذه المأساة سيحالون على القضاء ولن يتم التسامح معهم تحت أي ذريعة».

أفراد عائلة أحد قتلى انفجار السيارة المفخخة خلال تشييعه في دلهي الثلاثاء (إ.ب.أ)

وأفاد راجا بانثيا، وهو مسؤول كبير في شرطة العاصمة، بأن التحقيق في الانفجار يُجرى في إطار قوانين مكافحة الإرهاب.

وأعلنت وكالة أنباء «برس ترست أوف إنديا»، الثلاثاء، مقتل 12 شخصاً في الانفجار.

وأفاد شهود عيان «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن السيارة انفجرت وسط زحمة المارة والتهمت النيران الضحايا.

وقال دارميندرا داغا (27 عاماً): «رأيت السيارة تنفجر خلال سيرها... كان الناس يحترقون وحاولنا إنقاذهم... كانت السيارات تشتعل والأشخاص أيضاً، بمن فيهم من كانوا داخل المركبات». أضاف: «طلبت من الناس إنقاذهم وإخراجهم من السيارات، لكنهم كانوا مشغولين بتصوير مقاطع فيديو والتقاط صور».

تعزيز الإجراءات الأمنية

عُزّزت الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء المدينة البالغ عدد سكانها 30 مليون نسمة.

في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، رأى صحافيون من «وكالة الصحافة الفرنسية» كانوا في موقع الانفجار، أغطية بيضاء نشرتها الشرطة حول بقايا مركبات احترقت ليلاً.

ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم في الشطر الهندي من كشمير في أبريل الماضي، حمّلت نيودلهي المسؤولية إلى باكستان التي نفت بشكل قاطع ضلوعها فيه. وردّت الهند في 7 مايو (أيار) بقصف أراضي الدولة المجاورة.

شارع أغلقته الشرطة بعد انفجار السيارة المفخخة في نيودلهي الثلاثاء (أ.ب)

وبعد أربعة أيام من اشتباكات أسفرت عن مقتل 70 شخصاً من الجانبين، أعلنت هدنة بين البلدين.

يعود أعنف هجوم في العاصمة الهندية إلى سبتمبر (أيلول) 2011، حين انفجرت قنبلة قوية كانت مخبأة في حقيبة أمام المحكمة العليا في نيودلهي، ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً على الأقل.


موسكو: لم نتلقَّ أي توضيح من واشنطن بشأن تصريحات التجارب النووية

صاروخ ترايدنت (2 دي 5) القادر على حمل رأس نووي يتم إطلاقه تجريبياً من غواصة صواريخ باليستية أميركية في عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
صاروخ ترايدنت (2 دي 5) القادر على حمل رأس نووي يتم إطلاقه تجريبياً من غواصة صواريخ باليستية أميركية في عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
TT

موسكو: لم نتلقَّ أي توضيح من واشنطن بشأن تصريحات التجارب النووية

صاروخ ترايدنت (2 دي 5) القادر على حمل رأس نووي يتم إطلاقه تجريبياً من غواصة صواريخ باليستية أميركية في عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
صاروخ ترايدنت (2 دي 5) القادر على حمل رأس نووي يتم إطلاقه تجريبياً من غواصة صواريخ باليستية أميركية في عام 2018 (أرشيفية - رويترز)

قال الكرملين اليوم (الثلاثاء) إنه لم يتلق أي توضيح من الولايات المتحدة بشأن التصريحات المتعلقة باستئناف محتمل للتجارب النووية.

وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي الجيش الأميركي باستئناف فوري لعملية اختبار الأسلحة النووية.

لكنه لم يوضح ما إذا كان يقصد اختبار الصواريخ ذات القدرة النووية، أم استئناف التجارب التي تنطوي على تفجيرات نووية، وهو أمر لم تقم به الولايات المتحدة ولا روسيا منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقالت موسكو إنها ترغب في أن توضح واشنطن الموقف. ورداً على سؤال حول هذه المسألة اليوم قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن موسكو لم تتلق بعد أي توضيح من الجانب الأميركي بشأن نوعية الاختبارات التي كان يقصدها ترمب.