بايدن يحذر من أن الحرب قد تكون طويلة المدى

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي يعلن عن حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا (رويترز)
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي يعلن عن حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا (رويترز)
TT

بايدن يحذر من أن الحرب قد تكون طويلة المدى

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي يعلن عن حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا (رويترز)
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي يعلن عن حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا (رويترز)

قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن أوكرانيا حققت تقدماً كبيراً في الحرب التي تخوضها ضد روسيا؛ لكنه حذر في المقابل من أن الحرب قد تكون «طويلة المدى»، في تكرار لتحفظات عديد من المسؤولين الأميركيين، على إعلان النصر بشكل مبكر. من جهة أخرى، تعد الولايات المتحدة لحزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا؛ حيث أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، أنه قد يتم الإعلان عن الحزمة الجديدة في «الأيام المقبلة». وأشار كيربي إلى «حصول تحول في زخم الحرب» قائلاً: «أعتقد أن ما ترونه هو بالتأكيد تحول وزخم من قبل القوات المسلحة الأوكرانية، وخصوصاً في الشمال». وعلى الرغم من ذلك، فقد أكد أنه سيترك الأمر للرئيس الأوكراني لتحديد ما إذا كان قد تم بالفعل الوصول إلى نقطة تحول في الصراع أم لا.
في هذا الوقت، رأى محللون أن استعادة القوات الأوكرانية لمنطقة شاسعة، قدّرها الرئيس الأوكراني بنحو 8 آلاف كيلومتر مربع، في ظل صور أظهرت فرار القوات الروسية أمام الهجوم الأوكراني المضاد، كشفت عن الحدود المحتملة لقدرات الجيش الروسي في المستقبل المنظور، وعن استنفاده على الأرجح كقوة هجومية.
وبينما رجحت مصادر عسكرية وبعض المحللين أن يتحول تركيز الجيش الأوكراني نحو مدينة خيرسون المحتلة في جنوب أوكرانيا، رفض «البنتاغون» الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة قد ساعدت أوكرانيا في التخطيط لهجوم خاركيف المضاد، على الرغم من أن المتحدث باسمه الجنرال بات رايدر، قد أكد خلال مؤتمره الصحافي مساء الثلاثاء: «التعاون العسكري المستمر بين واشنطن وكييف». وقال رايدر: «إننا نتعامل مع الأوكرانيين على مستويات متنوعة على الجانب العسكري... نحن نقدم معلومات حساسة لعامل الوقت، لتمكينهم من إجراء عملياتهم والدفاع عن وطنهم». وأضاف قائلاً إن نجاح أوكرانيا في هجومها المضاد ضد الغزو الروسي لم يفاجئ حلفاءها وشركاءها؛ بل روسيا. وقال: «أعتقد أنه إذا فوجئ أي شخص، بناء على التقارير التي رأيناها فيما يتعلق برد الجيش الروسي، فمن المحتمل أن يكون الروس فقط». وأضاف: «بالتأكيد، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، رأينا الأوكرانيين يبدون قدرة ملحوظة على التكيف واستخدام قدراتهم القتالية بشكل كبير... لذا، فليس من المستغرب بالنسبة لنا أنهم اندفعوا بالسرعة التي قاموا بها». وقال رايدر إنه في الوقت الحالي: «تواصل أوكرانيا استخدام المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة وشركاء دوليون آخرون، لإحداث تأثير كبير في ساحة المعركة للدفاع عن بلادهم». وبينما أكد أن الجيش الأوكراني استغل أيضاً الفرص العسكرية التي قدمت نفسها في ساحة المعركة، وترجمها في الهجوم الناجح في خاركيف، فقد لعبت الأسلحة والإمدادات الغربية دوراً أيضاً، وهو ما أكد عليه اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في ألمانيا؛ حيث تعهد وزير الدفاع ونظراؤه من حوالي 50 دولة أخرى، بالحفاظ على الإمداد. وقال رايدر إن سلسلة الإمداد تتحرك، وتتم مناقشة زيادة المساعدات التي يمكن تطبيقها على الدفاعات الأوكرانية على المدى المتوسط والطويل.
ويؤكد مسؤولون دفاعيون أن مواجهة روسيا تتطلب مزيجاً من المساعدات التي ستُحدث فرقاً اليوم، والمساعدات التي توفر لأوكرانيا القدرات التي ستحتاجها لمحاربة روسيا أو ردعها في المستقبل. وقال رايدر إن «الوزير أوستن وغيره من قادة الحكومة الأميركية يواصلون التواصل بانتظام مع نظرائنا الأوكرانيين».
مضيفاً أن «اجتماع الأسبوع الماضي في رامشتاين هو مثال جيد على مدى جدية تعاملنا، وانخراطنا المستمر في حوار لتحديد احتياجات شركائنا الأوكرانيين، على أساس الظروف على الأرض». وأكد أن استخدام القوات الأوكرانية المعدات الغربية التي حصلت عليها بشكل كبير، في الهجوم المضاد، قد غير الديناميكيات في ساحة المعركة. وأضاف أن الجيش الأوكراني تبنى أيضاً تكتيكات حلف «الناتو» القتالية، وتعلم كيفية إشراك الأسلحة المختلفة في ساحة المعركة، وتمكن من تكييف المعدات العسكرية القديمة التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، مع تلك التكتيكات الجديدة ومع الأسلحة الغربية، مثل مدافع «الهاوتزر» وصواريخ «هيمارس» والطائرات المُسيَّرة، في مقاومة الروس. وأضاف قائلاً إن اجتماع ألمانيا يشير إلى جهد عالمي لدعم أوكرانيا والدفاع عن النظام القائم على القواعد، بينما روسيا معزولة. وقال: «تتجسد عزلتها في حقيقة أن الدولتين الوحيدتين اللتين زودتا روسيا بالأسلحة هما إيران وكوريا الشمالية».


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.