قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن أوكرانيا حققت تقدماً كبيراً في الحرب التي تخوضها ضد روسيا؛ لكنه حذر في المقابل من أن الحرب قد تكون «طويلة المدى»، في تكرار لتحفظات عديد من المسؤولين الأميركيين، على إعلان النصر بشكل مبكر. من جهة أخرى، تعد الولايات المتحدة لحزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا؛ حيث أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، أنه قد يتم الإعلان عن الحزمة الجديدة في «الأيام المقبلة». وأشار كيربي إلى «حصول تحول في زخم الحرب» قائلاً: «أعتقد أن ما ترونه هو بالتأكيد تحول وزخم من قبل القوات المسلحة الأوكرانية، وخصوصاً في الشمال». وعلى الرغم من ذلك، فقد أكد أنه سيترك الأمر للرئيس الأوكراني لتحديد ما إذا كان قد تم بالفعل الوصول إلى نقطة تحول في الصراع أم لا.
في هذا الوقت، رأى محللون أن استعادة القوات الأوكرانية لمنطقة شاسعة، قدّرها الرئيس الأوكراني بنحو 8 آلاف كيلومتر مربع، في ظل صور أظهرت فرار القوات الروسية أمام الهجوم الأوكراني المضاد، كشفت عن الحدود المحتملة لقدرات الجيش الروسي في المستقبل المنظور، وعن استنفاده على الأرجح كقوة هجومية.
وبينما رجحت مصادر عسكرية وبعض المحللين أن يتحول تركيز الجيش الأوكراني نحو مدينة خيرسون المحتلة في جنوب أوكرانيا، رفض «البنتاغون» الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة قد ساعدت أوكرانيا في التخطيط لهجوم خاركيف المضاد، على الرغم من أن المتحدث باسمه الجنرال بات رايدر، قد أكد خلال مؤتمره الصحافي مساء الثلاثاء: «التعاون العسكري المستمر بين واشنطن وكييف». وقال رايدر: «إننا نتعامل مع الأوكرانيين على مستويات متنوعة على الجانب العسكري... نحن نقدم معلومات حساسة لعامل الوقت، لتمكينهم من إجراء عملياتهم والدفاع عن وطنهم». وأضاف قائلاً إن نجاح أوكرانيا في هجومها المضاد ضد الغزو الروسي لم يفاجئ حلفاءها وشركاءها؛ بل روسيا. وقال: «أعتقد أنه إذا فوجئ أي شخص، بناء على التقارير التي رأيناها فيما يتعلق برد الجيش الروسي، فمن المحتمل أن يكون الروس فقط». وأضاف: «بالتأكيد، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، رأينا الأوكرانيين يبدون قدرة ملحوظة على التكيف واستخدام قدراتهم القتالية بشكل كبير... لذا، فليس من المستغرب بالنسبة لنا أنهم اندفعوا بالسرعة التي قاموا بها». وقال رايدر إنه في الوقت الحالي: «تواصل أوكرانيا استخدام المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة وشركاء دوليون آخرون، لإحداث تأثير كبير في ساحة المعركة للدفاع عن بلادهم». وبينما أكد أن الجيش الأوكراني استغل أيضاً الفرص العسكرية التي قدمت نفسها في ساحة المعركة، وترجمها في الهجوم الناجح في خاركيف، فقد لعبت الأسلحة والإمدادات الغربية دوراً أيضاً، وهو ما أكد عليه اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في ألمانيا؛ حيث تعهد وزير الدفاع ونظراؤه من حوالي 50 دولة أخرى، بالحفاظ على الإمداد. وقال رايدر إن سلسلة الإمداد تتحرك، وتتم مناقشة زيادة المساعدات التي يمكن تطبيقها على الدفاعات الأوكرانية على المدى المتوسط والطويل.
ويؤكد مسؤولون دفاعيون أن مواجهة روسيا تتطلب مزيجاً من المساعدات التي ستُحدث فرقاً اليوم، والمساعدات التي توفر لأوكرانيا القدرات التي ستحتاجها لمحاربة روسيا أو ردعها في المستقبل. وقال رايدر إن «الوزير أوستن وغيره من قادة الحكومة الأميركية يواصلون التواصل بانتظام مع نظرائنا الأوكرانيين».
مضيفاً أن «اجتماع الأسبوع الماضي في رامشتاين هو مثال جيد على مدى جدية تعاملنا، وانخراطنا المستمر في حوار لتحديد احتياجات شركائنا الأوكرانيين، على أساس الظروف على الأرض». وأكد أن استخدام القوات الأوكرانية المعدات الغربية التي حصلت عليها بشكل كبير، في الهجوم المضاد، قد غير الديناميكيات في ساحة المعركة. وأضاف أن الجيش الأوكراني تبنى أيضاً تكتيكات حلف «الناتو» القتالية، وتعلم كيفية إشراك الأسلحة المختلفة في ساحة المعركة، وتمكن من تكييف المعدات العسكرية القديمة التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، مع تلك التكتيكات الجديدة ومع الأسلحة الغربية، مثل مدافع «الهاوتزر» وصواريخ «هيمارس» والطائرات المُسيَّرة، في مقاومة الروس. وأضاف قائلاً إن اجتماع ألمانيا يشير إلى جهد عالمي لدعم أوكرانيا والدفاع عن النظام القائم على القواعد، بينما روسيا معزولة. وقال: «تتجسد عزلتها في حقيقة أن الدولتين الوحيدتين اللتين زودتا روسيا بالأسلحة هما إيران وكوريا الشمالية».
بايدن يحذر من أن الحرب قد تكون طويلة المدى
بايدن يحذر من أن الحرب قد تكون طويلة المدى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة