من خلال الجمع بين تقنيات التصوير التقليدية للعين والبصريات التكيفية (وهي تقنية تعزز دقة التصوير) أظهر باحثون في المعهد الوطني للعيون (NEI) لأول مرة كيف تتأثر الخلايا عبر طبقات الأنسجة المختلفة في العين لدى الأشخاص المصابين بمشيمية الدم؛ وهو اضطراب وراثي نادر يؤدي إلى العمى. وقد تم نشر دراستهم، التي مولها برنامج NEI Intramural Research، بمجلة Communications Biology، وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وحسب الدكتور جوني تام رئيس وحدة التصوير السريري والتحويلية لـ NEI «تم الجمع بين البصريات التكيفية مع صبغة الإندوسيانين الخضراء لعرض الخلايا الحية في شبكية العين، بما في ذلك مستقبلات الضوء المستشعرة للضوء وظهارة الشبكية الصباغية (RPE) والأوعية الدموية المشيمية». فكان فريقه قادرًا على رؤية مدى تعطل المشيمية في هذه الأنسجة بالتفصيل، وتوفير المعلومات التي يمكن أن تساعد في تصميم علاجات فعالة لهذا المرض وغيره.
وRPE في شبكية العين عبارة عن طبقة من الخلايا المصطبغة ضرورية لتغذية وبقاء المستقبلات الضوئية.
جدير بالذكر، يصيب Choroideremia (حالة تتميز بفقدان البصر التدريجي الذي يصيب الذكور بشكل أساسي، وأن العَرَض الأول لهذه الحالة هو عادةً ضعف الرؤية الليلية - العمى الليلي- الذي يمكن أن يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة) الرجال أكثر من النساء لأن الجين المسؤول عن المرض يقع في الكروموسوم X. ونظرًا لأن الرجال لديهم نسخة واحدة فقط من الكروموسوم X، فإن حدوث طفرة في الجين يتسبب في ظهور أعراض أكثر شدة للذكور، في حين أن الإناث (اللواتي لديهن نسختان من الكروموسوم X) عادةً ما تكون لديهن أعراض أكثر اعتدالًا، مع وجود نسخة عمل واحدة من الجين على كروموسوم X آخر.
ويوضح تام «إحدى النتائج الرئيسية لدراستنا هي أن خلايا RPE تتضخم بشكل كبير في الذكور والإناث المصابين بالتهاب المشيمية». مضيفا «لقد فوجئنا برؤية العديد من الخلايا تتضخم بما يصل إلى خمسة أضعاف».
وفي هذا الاطار، أظهرت الإناث المشاركات في الدراسة مزيجًا من خلايا RPE المتضخمة وذات المظهر الأكثر صحة. وهذا قد يفسر سبب إصابة النساء المصابات بمشيمية الدم بأعراض أكثر اعتدالًا، وفقًا لما ذكر تام.
وكانت المستقبلات الضوئية وطبقات الأوعية الدموية أقل تأثراً في كل من المشاركين في الدراسة من الذكور والإناث، ما يشير إلى أن اضطراب RPE يلعب دورًا مهمًا في choroideremia.
ان البصريات التكيفية الخاصة بتام ليست جزءًا من الاختبارات التشخيصية الروتينية في عيادات العيون. وان المثير للدهشة أن فريقه وجد أنه يمكن اكتشاف خلايا RPE المتضخمة حتى عند استخدام منظار العين بالليزر المتاح تجاريًا فقط مع صبغة الإندوسيانين الخضراء.
ويخلص تام بالقول «هذا ليس واضحًا في البداية. ولكن باستخدام أداة موجودة في العيادة يمكننا مراقبة وتتبع الحالة الخلوية لطبقة RPE. قد يكون هذا مفيدًا في تحديد المرضى الذين سيستفيدون أكثر من التدخلات العلاجية».
تقنية تصوير جديدة تكشف تفاصيل دقيقة عن أمراض العين النادرة
تقنية تصوير جديدة تكشف تفاصيل دقيقة عن أمراض العين النادرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة