إطلاق مركز تميز لمواجهة التحديات العالمية

شراكة بين «أرامكو» و«بيوند ليميتس» لتسهيل أعمال الابتكار في السعودية والعالم

القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المنعقدة في الرياض تشهد إعلان مبادرات ومشروعات عملاقة (الشرق الأوسط)
القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المنعقدة في الرياض تشهد إعلان مبادرات ومشروعات عملاقة (الشرق الأوسط)
TT
20

إطلاق مركز تميز لمواجهة التحديات العالمية

القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المنعقدة في الرياض تشهد إعلان مبادرات ومشروعات عملاقة (الشرق الأوسط)
القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المنعقدة في الرياض تشهد إعلان مبادرات ومشروعات عملاقة (الشرق الأوسط)

شهدت قمة الذكاء الصناعي، المنعقدة حالياً في الرياض، أمس، إطلاق مركز تميز، التابع لـ«كريدور الذكاء الصناعي»، لمواجهة التحديات العالمية، بالتعاون بين «أرامكو السعودية» والشركاء الرئيسيين في معهد كاليفورنيا للتقنية، وشركة «بيوند ليميتس» لتسهيل عملية الابتكار في المملكة وعلى مستوى العالم.
وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Beyond Limits المتخصصة بالذكاء الصناعي، الدكتور أمجد العبدللات لـ«الشرق الأوسط»، إن عمل الشركة يختلف اختلافاً جوهرياً عن الشركات المماثلة في قطاعها لما تقدّمه من حلول عملية وذكية للأشخاص لتحقيق أهداف أعمالهم والنجاح فيها، في الوقت الذي يعالج 99 في المائة من منافسيهم البيانات ضمن منظومة الآلات وفق الذكاء الصناعي بشكل صارم.
ولفت العبدللات إلى أن الاتفاقية مع شركة «أرامكو السعودية» تأتي بمشاركة جامعة كالتيك لبناء ممر للذكاء الصناعي، يربط الرياض بمدينة كاليفورنيا، التي تضم أكبر عدد من الحائزين على جائزة نوبل وأفكاراً وملكية فكرية ومحافظ استثمارية كبيرة ستدخل في هذا الممر، وذلك خلال انعقاد قمة الذكاء الصناعي التي تستضيفها السعودية.
وأكد أن السعودية باتت رائدة في مواكبة التقدم ودعم الاقتصاد في المنطقة؛ حيث تعد من أوائل الدول التي أخذت في الاعتبار أهمية الذكاء الصناعي واستخدامه في عدة مجالات، مفيداً أن القمة تعد مهمة للمنطقة بأسرها، بحيث تبرز - من الرياض - أهمية الذكاء الصناعي ومواكبة التقدم السريع في هذا المجال؛ حيث سيسهم الذكاء الصناعي في حل كثير من المشكلات التي نواجهها حالياً، وفقاً له.
وحول قضية أزمة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية كمشكلات عالمية، وإمكانية مساهمة الذكاء الصناعي في إيجاد حلول لها، قال العبدللات، إنه يتم بالفعل استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي لإرسال تنبيهات الكوارث الطبيعية في اليابان، ومراقبة إزالة الغابات في الأمازون، وتصميم مدن ذكية أكثر مراعاة للبيئة في الصين، منوهاً إلى أن الحلول في هذا المجال ما تزال ضئيلة، مقارنة بعدد المناطق التي يمكن فيها تطبيق الذكاء الصناعي على الفور لتحسين التنبؤ بالطقس، ما يجعل المباني أكثر ذكاء، وإدارة شبكة الطاقة، وأتمتة المصانع، والأجهزة المنزلية الأكثر ذكاء، على سبيل المثال لا الحصر. ولكن العبدللات أوضح أيضاً أنه يمكن استخدام الذكاء الصناعي لتصميم مبانٍ أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وتحسين تخزين الطاقة، وتحسين نشر الطاقة المتجددة من خلال تغذية الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في شبكة الكهرباء حسب الحاجة. وعلى نطاق أصغر، يمكن أن يساعد الأسر على تقليل استخدامها للطاقة إلى الحد الأدنى، حيث يتم إطفاء الأنوار غير المستخدمة تلقائياً أو إرسال الطاقة من السيارات الكهربائية مرة أخرى إلى الشبكة لتلبية الطلب المتوقع.
وعدّ العبدللات أن من أكثر المجالات تعقيداً هي توقعات الطقس، قائلاً إنه من المثير للدهشة أن أكبر وأسرع أجهزة الكومبيوتر العملاقة كان من المتوقع أن تكون تلك الرصاصة السحرية التي يمكن أن تتنبأ بجبهات الطقس مقدماً، لكن هذا لم يحدث أبداً، وفقاً له.
وقال: «عمليات المحاكاة معقدة للغاية، وحسابات القوة الغاشمة ببساطة غير فعّالة للغاية. هذا مجال مهم حيث يمكن أن يكون الذكاء الصناعي مجرد تلك التكنولوجيا المدمرة التي يمكن أن توفر الذكاء الإضافي الذي تشتد الحاجة إليه لربط جميع القطع معاً لإعطاء الإجابات التي نحتاجها بشدة».
وعن مستقبل الذكاء الصناعي في تقديم مزيد من الحلول لمختلف المشكلات اليومية والعملية، قال العبدللات إن أفضل ما في الذكاء الصناعي جعل الحلول للمشكلات المستحيلة ليست مستحيلة، فقط أصعب قليلاً، وقال: «إننا في الشركة في وضع مثالي لحل المشكلات التي لا يستطيع أي شخص آخر القيام بها». واستطرد: «هذا لأن لدينا علاقات تقنية عميقة مع (ناسا)، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وJPL، ومعهد تيراساكي... قمنا حصرياً بترخيص (IP القاتل) الذي أنفقت (ناسا) أكثر من 100 مليون دولار لإنشائه على مدى عقد من الزمان».

//////////////////////بقية الخبر إلى نسخة الأونلاين //////////////////
وأضاف: «هذا يضعنا في صدارة المنافسة، مع شركات مثل Microsoft وGoogle وDeep Mind... بمعنى أن أي مشكلة صعبة لها تحديات كبيرة يجب التغلب عليها دائماً... ولكن لدينا إمكانية الوصول إلى بعض من أفضل العقول على هذا الكوكب مع أفضل ما في الملكية الفكرية التي تجعل الحلول للمشكلات المستحيلة ليست مستحيلة، فقط أصعب قليلاً».
وأبان العبدللات أن شركته تعمل وفق آلية الذكاء الصناعي «الهجين» المعتمد على مبدأ التكاملية بين الذكاء الصناعي الرقمي والمعرفي مع العقل البشري، مشيراً إلى أن الوصف الشائع للذكاء الصناعي هو نظرية تطوير الآلات (أنظمة الكومبيوتر والبرامج التي تشغلها)، التي يمكنها أداء المهام التي تتطلب عادة ذكاء بشرياً.
ورأى العبدللات، الذي أسس شركته في 2014، أن هناك ربطاً خاطئاً لدى كثير من الناس للذكاء الصناعي بكليشيهات الثقافة المتعارف عليها من الرأي العام، مثل الروبوتات التي تقلد الإنسان، أو السايبورغ القاتل في الأفلام، أو الروبوتات التي تسرق الوظائف، أو أجهزة الكومبيوتر التي تفوز في ألعاب مثل Jeopardy.
ويشدد العبدللات على أهمية الحلول، في الوقت الذي يتعامل فيه الناس يومياً مع معلومات متناقضة أو غير مكتملة، إذ إن استخدام نماذج Machine Learning فقط غير فعّال، لأنها غير قادرة على التعامل مع المعلومات المتناقضة، ولأنها مدربة على مجموعات بيانات «واقعية». وعندما تكون المعلومات مفقودة فإنها لا تتحلل برشاقة، ولكنها تنهار تماماً.
ويقول العبدللات إن العلامة التجارية للذكاء الصناعي التي تستخدمها شركته تمثل استثماراً يزيد عن 150 مليون دولار على مدى 10 سنوات حيث تمت تقوية الأنظمة صناعياً من قبل «ناسا» و«JPL» ونشرها في أكثر ظروف الفضاء تعقيداً وتجزئة، على الكواكب على بعد ملايين الأميال من الأرض.
وبدأ العبدللات في عام 1998 العمل مع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، الذي يدير مختبر الدفع النفاث لوكالة ناسا، بدعم من رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في مسار متخصص لتسويق التقنيات التي تم تطويرها لبرنامج الفضاء، من بينها تقنية تسمى ليزر الصمام الثنائي القابل للضبط، التي تم تطويرها للكشف بدقة عن بخار الماء على سطح المريخ.
وبحسب رئيس «بيوند لميتسس»، عملت الشركة أيضاً مع مجموعة Caltech Quantum للكومبيوتر لتطوير أنواع جديدة من خوارزميات الذكاء الصناعي التي تعمل على عدد كبية من أجهزة الكومبيوتر التي تحوي كميات هائلة من المعلومات ليتم تحليلها ومعالجة البيانات كافة ودمجها مع العقل البشري، ما سيساهم في حل المشكلات المعقدة بشكل كبير على الفور.
وعن مستقبل الذكاء الصناعي في تقديم مزيد من الحلول لمختلف المشكلات اليومية والعملية، قال العبدللات إن أفضل ما في الذكاء الصناعي جعل الحلول للمشكلات المستحيلة ليست مستحيلة، فقط أصعب قليلاً، وقال: «إننا في الشركة في وضع مثالي لحل المشكلات التي لا يستطيع أي شخص آخر القيام بها».


مقالات ذات صلة

«أرامكو»: «ديب سيك» يُحدث فرقاً كبيراً في عملياتنا

الاقتصاد مجموعة من المهندسين في أثناء تأديتهم أعمالهم في «أرامكو السعودية» (الموقع الإلكتروني)

«أرامكو»: «ديب سيك» يُحدث فرقاً كبيراً في عملياتنا

قالت شركة «أرامكو السعودية» إن برنامج الذكاء الاصطناعي الصيني «ديب سيك» يُحدث «فرقًا كبيراً» ويحسّن كفاءة عملياتها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الناصر مشاركاً في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (أرشيفية - أ.ف.ب)

رئيس «أرامكو»: قرار «أوبك بلس» بشأن الإمدادات سيؤثر إيجاباً في الشركة

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية»، يوم الثلاثاء، إن الشركة ستستفيد من قرار «أوبك بلس» بالمضي قدماً في زيادة إنتاج النفط المقررة في أبريل (نيسان).

الاقتصاد شعار «أرامكو السعودية» على صهريج لتخزين النفط (الموقع الإلكتروني لـ«أرامكو»)

«أرامكو السعودية» تتصدر أرباح عمالقة الطاقة في عام 2024

تصدرت شركة «أرامكو السعودية» قائمة كبرى الشركات في مجال الطاقة من حيث الأرباح على مستوى العالم، محققةً 106.2 مليار دولار عام 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «أرامكو»... (رويترز)

«أرامكو» تدفع توزيعات أرباح بقيمة 21 مليار دولار رغم تراجع أرباحها في 2024

حققت شركة «أرامكو السعودية» ربحاً صافياً عام 2024 بقيمة 106.2 مليار دولار، بتراجع نسبته 12.39 في المائة عن عام 2023 (121.3 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مهندستان في أحد المشروعات التابعة لشركة «أرامكو» السعودية (أ.ب)

«أرامكو» تستعد لإعلان نتائجها المالية وسط ترقب المستثمرين توزيعات أرباحها

تترقب الأسواق المالية، يوم الثلاثاء، النتائج المالية لعملاقة النفط السعودية «أرامكو» عن عام 2024، التي يُتوقع أن تبلغ أرباحها ما قيمته 124.3 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
TT
20

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)

انخفض معدل التضخم الاستهلاكي في الصين إلى ما دون الصفر للمرة الأولى منذ 13 شهراً، بسبب التوقيت المبكر لعطلة السنة القمرية الجديدة، ولكنها تذكير بالضغوط الانكماشية المستمرة في الاقتصاد.

وقال المكتب الوطني للإحصاء يوم الأحد، إن مؤشر أسعار المستهلك انخفض بنسبة 0.7 في المائة عن العام السابق، مقارنة بزيادة بنسبة 0.5 في المائة في الشهر السابق. وكان متوسط ​​توقعات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم «بلومبرغ» هو انخفاض بنسبة 0.4 في المائة.

وعلى أساس شهري، انخفضت الأسعار بنسبة 0.2 في المائة عن شهر يناير (كانون الثاني).

وفي الوقت الذي يتصارع فيه كثير من الدول الأخرى مع التضخم، يواجه صانعو السياسة في الصين انخفاض الأسعار، واحتمال تطورها إلى دوامة انكماشية من شأنها أن تسحب الاقتصاد إلى الأسفل. وقد شددت الحكومة على الحاجة إلى زيادة الطلب المحلي والإنفاق الاستهلاكي في تقرير سنوي الأسبوع الماضي، إلى مجلسها التشريعي الاحتفالي، المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لكنها أحجمت عن الكشف عن أي خطوات جديدة مثيرة لتعزيز الاقتصاد.

وجاء العام القمري الجديد، وهو الوقت الذي يرتفع فيه الإنفاق على السفر وتناول الطعام في الخارج والترفيه، في أواخر يناير هذا العام بدلاً من فبراير (شباط)، حيث إنه يعتمد على دورات القمر. وقد ساعد الإنفاق خلال العطلات في ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.5 في المائة في يناير، ولكنه انخفض بعد ذلك في الشهر الماضي مقارنة بالمستوى المرتفع الذي سجله في عام 2024.

وقال دونغ ليغوان، وهو خبير إحصائي في مكتب الإحصاء الحكومي، في تحليل مكتوب، إنه مع أخذ تأثير العطلة في الحسبان، ارتفع المؤشر بنسبة 0.1 في المائة الشهر الماضي.

ولا يزال هذا أقل بكثير من المستوى المثالي.

وتضمن التقرير السنوي للحكومة الأسبوع الماضي، هدفاً للتضخم بنسبة 2 في المائة لهذا العام، ولكن من المرجح أن يكون أقل بكثير من هذا الهدف. وكان مؤشر أسعار المستهلك ثابتاً في عام 2024، حيث ارتفع بنسبة 0.2 في المائة.

وقد تضيف الحرب التجارية المزدهرة مع الولايات المتحدة إلى الرياح الاقتصادية المعاكسة للصين.

المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)
المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)

وقال دونغ إنه إلى جانب السنة القمرية الجديدة في وقت مبكر، أسهم عاملان آخران في انخفاض الأسعار في فبراير: أدى تحسن الطقس إلى تعزيز إنتاج المزارع، مما أدى إلى انخفاض أسعار الخضراوات الطازجة، كما كثفت شركات صناعة السيارات من العروض الترويجية في محاولة لزيادة المبيعات، مما أدى إلى انخفاض أسعار السيارات الجديدة.

وقال مكتب الإحصاء إن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس أسعار الجملة للسلع، انخفض بنسبة 2.2 في المائة في فبراير. وقد انخفضت أسعار المنتجين بشكل أكثر حدة من أسعار المستهلكين، مما فرض ضغوطاً على الشركات لخفض العمالة والتكاليف الأخرى.