جسر إغاثي سعودي لمتضرري فيضانات باكستان

(أ.ف.ب)
(أ.ف.ب)
TT

جسر إغاثي سعودي لمتضرري فيضانات باكستان

(أ.ف.ب)
(أ.ف.ب)

إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، دشَّن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مطار الرياض أمس، الجسر الجوي السعودي لإغاثة المتضررين
من الفيضانات في باكستان. وفي الصورة يقف نازحون في طابور للحصول على حصص غذائية في منطقة سحوان بإقليم السند أمس.

... المزيد
 


مقالات ذات صلة

إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

العالم إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

ذكرت وسائل إعلام باكستانية أمس (الاثنين)، نقلاً عن تقرير سري لوزارة الدفاع، أن رئيس الوزراء السابق عمران خان وزعماء سياسيين آخرين، قد يجري استهدافهم من قبل تنظيمات إرهابية محظورة خلال الحملة الانتخابية. وذكر التقرير على وجه التحديد عمران خان، ووزير الدفاع خواجة آصف، ووزير الداخلية رنا سناء الله، أهدافاً محتملة لهجوم إرهابي خلال الحملة الانتخابية. وقدمت وزارة الدفاع تقريرها إلى المحكمة العليا في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

عمر فاروق (إسلام آباد)
العالم 3 قتلى بقنبلة استهدفت مركزاً للشرطة في باكستان

3 قتلى بقنبلة استهدفت مركزاً للشرطة في باكستان

أسفر اعتداء بقنبلة استهدف اليوم (الاثنين) مركزا لشرطة مكافحة الإرهاب الباكستانية عن ثلاثة قتلى وتسبب بانهيار المبنى، وفق ما أفادت الشرطة. وقال المسؤول في الشرطة المحلية عطاء الله خان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قنبلتين انفجرتا» في مركز الشرطة «وأسفرتا عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل» في مدينة كابال الواقعة في وادي سوات بشمال غربي باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم باكستان: 358 قتيلاً بثلاثة شهور بسبب الإرهاب

باكستان: 358 قتيلاً بثلاثة شهور بسبب الإرهاب

تمكّن الجيش الباكستاني من القضاء على ثمانية مسلحين من العناصر الإرهابية خلال عملية نفذها في مقاطعة وزيرستان شمال غربي باكستان. وأوضح بيان صادر عن الإدارة الإعلامية للجيش اليوم، أن العملية التي جرى تنفيذها بناءً على معلومات استخباراتية، أسفرت أيضًا عن مقتل جنديين اثنين خلال تبادل إطلاق النار مع الإرهابيين، مضيفًا أنّ قوات الجيش صادرت من حوزة الإرهابيين كمية من الأسلحة والمتفجرات تشمل قذائف». ونفذت جماعة «طالبان» الباكستانية، وهي عبارة عن تحالف لشبكات مسلحة تشكل عام 2007 لمحاربة الجيش الباكستاني، ما يقرب من 22 هجوماً.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد باكستان تقترب من اتفاق مع صندوق النقد بعد تعهد الإمارات بمليار دولار

باكستان تقترب من اتفاق مع صندوق النقد بعد تعهد الإمارات بمليار دولار

قال وزير المالية الباكستاني، إسحق دار، اليوم (الجمعة)، إن الإمارات أكدت تقديم دعم بقيمة مليار دولار لإسلام أباد، ما يزيل عقبة أساسية أمام تأمين شريحة إنقاذ طال انتظارها من صندوق النقد الدولي. وكتب دار على «تويتر»: «مصرف دولة باكستان يعمل الآن على الوثائق اللازمة لتلقي الوديعة المذكورة من السلطات الإماراتية». ويمثل هذا الالتزام أحد آخر متطلبات الصندوق قبل أن يوافق على اتفاقية على مستوى الخبراء للإفراج عن شريحة بقيمة 1.1 مليار دولار تأخرت لأشهر عدة، وتعد ضرورية لباكستان لعلاج أزمة حادة في ميزان المدفوعات. ويجعل هذا التعهد الإمارات ثالث دولة بعد السعودية والصين تقدم مساعدات لباكستان التي تحتاج إل

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم باكستان: مقتل أربعة رجال شرطة في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين

باكستان: مقتل أربعة رجال شرطة في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين

أعلنت الشرطة الباكستانية مقتل 4 رجال شرطة باكستانيين على الأقل في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين في مدينة كويتا في الساعات الأولى من الثلاثاء. وقال قائد شرطة العمليات في كويتا، كابتن زهيب موشين، لموقع صحيفة «دون» الباكستانية، إنه جرى شن العملية لتحييد الإرهابيين الذين شاركوا في الهجمات السابقة على قوات الأمن في كوتشلاك. وأضاف زهيب أن العملية أجريت بالاشتراك مع أفراد شرطة الحدود، حسب موقع صحيفة «دون» الباكستانية. وقال زهيب إن عناصر إنفاذ القانون طوقوا، خلال العملية، منزلاً في كوتشلاك، أطلق منه الإرهابيون النار على رجال الشرطة ما أدى إلى مقتل أربعة منهم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

الاتحاد الأوروبي يبحث عن نقطة توازن في سياسته إزاء حرب غزة

حجة لحبيب وزيرة خارجية بلجيكا مع منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في لوكسمبورغ (إ.ب.أ)
حجة لحبيب وزيرة خارجية بلجيكا مع منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في لوكسمبورغ (إ.ب.أ)
TT

الاتحاد الأوروبي يبحث عن نقطة توازن في سياسته إزاء حرب غزة

حجة لحبيب وزيرة خارجية بلجيكا مع منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في لوكسمبورغ (إ.ب.أ)
حجة لحبيب وزيرة خارجية بلجيكا مع منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في لوكسمبورغ (إ.ب.أ)

بعد مرور 200 يوم على حرب غزة التي أوقعت، وفق آخر إحصاء لوزارة الصحة في القطاع، ما يزيد على 34 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، يبدو ضرورياً التوقف عند المحطات التي وصلت إليها المواقف الدولية ومن بينها الاتحاد الأوروبي الذي يرى في الشرق الأوسط «جاره الجنوبي»، وبالتالي فإنه معني بما يحصل فيه من تطورات وأزمات وحروب. وجاءت حرب غزة لتضع «الاتحاد» في مرمى السهام والاتهامات وعلى رأسها «ازدواجية المعايير» وإشاحة النظر عما ترتكبه القوات الإسرائيلية من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والامتناع عن اتخاذ أي تدبير أو إجراء لمحاسبتها واعتبار أن العلاقات التي تربط الطرفين يجب ألا تتأثر بأداء القوات الإسرائيلية.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: دعم غير مشروط لإسرائيل - متحدثة في مؤتمر صحافي في بروكسل في 18 أبريل الحالي

ثمة إجماع لدى المهتمين بالشأن الأوروبي على أن انقساماته الداخلية بين ثلاث مجموعات؛ «أولاها تضم دولاً مؤيدة بالمطلق لإسرائيل بغض النظر عما ترتكبه من أفعال، وثانيتها تسعى لاتباع سياسات متوازنة رغم الصعوبات التي تواجهها، وثالثتها متأرجحة بين هذه وتلك»، تمنع الاتحاد من اتباع سياسة قوية ومؤثرة، وبالتالي فإن المواقف الجماعية تبدو دوماً ثمرةَ مساومات لا تخرج عن سقف «الحد الأدنى». وثاني القناعات أن النادي الأوروبي «لا يملك الأوراق الكافية»، ليكون له دور مؤثر على مسار الأحداث، خصوصاً على الجانب الإسرائيلي، فيما يرى آخرون أنه «يفتقد للإرادة السياسية»، وأنه لو أراد فعلاً أن يؤدي دوراً مؤثراً، فإن الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والعلمية المبرمة مع إسرائيل، تمثل أوراق ضغط حقيقية ومؤثرة. أخيراً، ترى أكثرية القادة الأوروبيين أن الانغماس في ملف النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، لا يرجى منه أي مكسب سياسي بل العكس هو المتوقع، ولذا، ما دام أن النزاع يمكن ركنه في زاوية أو إدارته من غير الكثير من القلاقل، فلا بأس من بقائه حيث هو، ما دام لا يؤثر على المصالح الأوروبية.

اصطفاف وراء إسرائيل

منذ اليوم الأول لحرب غزة، اصطفت دول الاتحاد الأوروبي وراء إسرائيل، وتبنت مبدأ حقها في الدفاع عن النفس، والقضاء على حركة «حماس». وتبدّى ذلك في أمرين: الأول، مسارعة أوليفيه فارهيلي، المفوض الأوروبي لسياسات الجوار إلى «التجميد الفوري» لكل المساعدات المقدمة للفلسطينيين القائمة والمستقبلية، وذلك من غير التشاور مع أحد. والثاني، برز مع الزيارة التي قامت بها رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، إلى إسرائيل في 13 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث عبرت عن «التضامن التام» مع إسرائيل، وأكدت حقها في الدفاع عن النفس، ووصفت «حماس» بأنها تنظيم إرهابي، ولم تشر من قريب أو بعيد إلى ضرورة أن تحترم إسرائيل القانون الدولي الإنساني والتزامها بحماية المدنيين.

غضب الموظفين

وأثارت مواقف المسؤولة الأوروبية نقمة داخل الاتحاد، حيث وجّه 850 موظفاً، في 20 أكتوبر رسالة إلى مكتبها يرفضون فيها «دعمها المطلق غير المشروط» لإسرائيل، وعدم مبالاتها بـ«المجزرة المتواصلة ضد المدنيين في غزة وتجاهل حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني». كذلك انتقد جوزيب بوريل، المسؤول عن السياسة الخارجية، وشارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبي، مبادرات فون دير لاين.

رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال يرفض أن تقوم فون دير لاين بمبادرات في السياسة الخارجية (أ.ب)

وجاءت البيانات الجماعية الصادرة رسمياً، ومنها يوم 26 أكتوبر ويوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) متضمنة إدانة ما قامت به «حماس»، والتعبير عن التضامن مع إسرائيل، وتأكيد حقها في الدفاع عن نفسها، ولكن في إطار احترام القانون الدولي والتشديد على إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة إلى سكان القطاع. كذلك سارع الاتحاد إلى تجميد الأموال المخصصة لوكالة «الأونروا» التي اتهمتها إسرائيل بأنها «مخترقة» من «حماس».

ثلاث لاءات

في اليوم التالي للاجتماع، اقترح بوريل الخطوط الرئيسية للسياسة الأوروبية وتتشكل من ثلاث لاءات: لا للترحيل القسري للفلسطينيين، لا لطردهم من غزة نحو دول أخرى، ولا إعادة احتلال القطاع أو ضم أجزاء منه. بالمقابل، طرح بوريل ثلاثة مبادئ لمستقبل القطاع: تمكين «سلطة فلسطينية مؤقتة» من إدارة القطاع بموجب قرار من مجلس الأمن ومشاركة دول عربية يثق بها الفلسطينيون والإسرائيليون في إدارة القطاع، على أن تشكل خطوة باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية. والمبدأ الثالث ينص على انخراط الاتحاد الأوروبي في المنطقة والمساعدة على قيام دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة وقادرة على إبرام السلام مع إسرائيل وتوفير الأمن لها وللفلسطينيين.

ازدواجية المعايير

رغم أهمية مقترح بوريل، فإن «الاتحاد» لم يتخذ موقفاً قوياً من استهداف القوات الإسرائيلية للمستشفيات والمساجد والمدارس التي بعضها أقيم بأموال أوروبية. كذلك لم يصدر عن الاتحاد - بوصفه كتلة - أي إدانة لما تقوم به إسرائيل في القطاع أو دعوة لوقف إطلاق النار بسبب معارضة مجموعة من دوله، الأمر الذي يعكس انقساماته الداخلية التي ظهرت في تصويت دول الاتحاد في الأمم المتحدة. ففي 27 أكتوبر، اختارت 15 دولة أوروبية الامتناع عن التصويت على مشروع قرار يدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار ووضع حد للأعمال العدائية، فيما صوتت لمصلحته ثماني دول: فرنسا وآيرلندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وإسبانيا وسلوفينيا ومالطا والبرتغال. أما الدول الأربع المتبقية فقد صوتت ضده، وهي النمسا وتشيكيا والمجر وكرواتيا.

نتائج التصويت في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة على الدعوة إلى وقف النار في غزة (إ.ب.أ)

في 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، صوتت الجمعية العامة على مشروع قرار يدعو إلى «توفير الحماية للمدنيين واحترام القوانين الإنسانية ولوقف إطلاق النار وإطلاق السراح الفوري وغير المشروط لجميع الرهائن، دعمت 17 دولة القرار وعارضته الدول الأربع المذكورة سابقاً، وامتنعت الدول المتبقية عن التصويت.

أما في مجلس الأمن، فإن الدول الأوروبية الثلاث الممثلة حالياً فيه «فرنسا وسلوفينيا ومالطا» فقد صوتت جميعها لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر فيما لم تعارضه الولايات المتحدة، الأمر الذي أتاح تبنيه وقد دعا، بشكل أساسي، إلى وقف فوري إنساني لإطلاق النار خلال شهر رمضان، كما تضمن العناصر الأخرى المتكررة في كل مشاريع القرارات. ويمكن، بناء على ما جرى في نيويورك وبروكسل، استخلاص وجود ثلاث مجموعات أوروبية: الأولى، تريد وقفاً فورياً لإطلاق النار وتمثلها فرنسا، بلجيكا، إسبانيا ولوكسمبورغ وآيرلندا ومالطا وسلوفينيا. والثانية معارضة لكل ما يعد «فرضاً» على إسرائيل، وأعضاؤها الأشد «النمسا، تشيكيا والمجر». أما الثالثة فممتنعة بحجة أن القرارات المذكورة إما أنها لا تدين «حماس»، وإما أنها لا تشير إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ومن أعضائها ألمانيا، رومانيا، بولندا وإيطاليا.

مسؤول العلاقات الخارجية جوزيب بوريل مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في 19 أبريل بمناسبة اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية (أ.ب)

في السعي لنقطة التوازن، اضطلع بوريل بدور مهم؛ إذ دعا الأوروبيين إلى الالتفات لجذور المشكلة وليس الاكتفاء باقتفاء أثر المواقف الإسرائيلية. وشرح رؤيته في مقال نشرته مجلة «Le Grand Continent « داعيا إلى الابتعاد عن «ازدواجية المعايير» والوفاء لمبادئ وقيم الاتحاد الأوروبي.

ومع ارتفاع أعداد القتلى والدمار الرهيب الذي حل بغزة والقضاء على قطاعي التعليم والصحة وضرب البنى التحتية والقتل الأعمى وضغوط الشارع في العواصم الأوروبية، سعى القادة الأوروبيون إلى تعديل سياساتهم. وكان واضحاً أنه إزاء تجاهل إسرائيل لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية وتصاعد العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية/ حيث الجيش والمستوطنون أوقعوا مئات القتلى، كان على هؤلاء القادة ووزرائهم ودبلوماسياتهم التحرك. وأحد العوامل التي دفعتهم للتحرك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال علناً إنه يرفض حل الدولتين، وهو ما تدعو إليه أوروبا، وإنه عازم على اجتياح رفح، الأمر الذي يقلق الأوروبيين من وقوع مجازر إضافية. وليس من مجال للتوقف عند خصوصيات مواقف كل دولة أوروبية.

ولكن يمكن اعتبار أن الأوروبيين وجدوا في فرض عقوبات على أربعة مستوطنين وكيانين إسرائيليين وسيلة للتعبير عن نقمتهم ورفضهم للمسار الذي تسلكه إسرائيل. ولم يكن ذلك ممكناً إلا بعد أن سبقتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى فرض عقوبات محدودة. وجاء في بيان صادر عن الاتحاد في 19 أبريل الحالي أن هؤلاء «مسؤولون عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين»، وأنهم «مارسوا عمال تعذيب، وغيرها من أشكال المعاملة القاسية، أو اللاإنسانية، أو المهينة، فضلاً عن انتهاك الحق في الملكية والحق في الحياة الخاصة والعائلية للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة». وتشمل العقوبات تجميد الأصول وحظر التأشيرات، ولن يسمح لهؤلاء الخاضعين للعقوبات بدخول الاتحاد الأوروبي أو التعامل مع مواطنيه، كما سيتم تجميد أي أصول أو حسابات لديهم في الاتحاد.

وزراء الخارجية الأوروبيون مع نظيريهم الأميركي والكندي في كابري 18 أبريل الحالي (أ.ب)

ثمة أمر تجدر الإشارة إليه، وهو أن إسرائيل تريد تجيير الهجمات الجوية الإيرانية لصالحها، وللتأثير على العالم الغربي والأوروبي على وجه الخصوص. ويرى كثيرون أن أحد أهداف تهديد إسرائيل باجتياح رفح، يكمن في حرف الأنظار عما ارتكبته قواتها وعما برز من مجازرها من خلال الكشف عن المقابر الجماعية، حيث طمرت مئات الجثث ما يشكل جريمة حرب موصوفة.

وحتى الساعة، كانت نادرة التعليقات الأوروبية على هذا الأمر البشع الذي لو حصل في أوكرانيا مثلاً لكانت الدول الأوروبية قد عبأت قدراتها السياسية والدبلوماسية والقضائية على وجه السرعة. ولذا، فإذا كان الموقف الأوروبي قد تغير قليلاً، فإنه يحتاج للكثير حتى يكون متطابقاً مع الشعارات والقيم التي جعلتها القارة القديمة نبراساً للاتحاد الأوروبي. لكن دولاً أوروبية مثل إسبانيا وآيرلندا ومالطا وبلجيكا وسلوفينيا تسير بخطوات أسرع من خطوات الآخرين؛ إذ تريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهي تبحث عن آلية لذلك، وإن من غير أن يكون الاعتراف عملاً جماعياً أوروبياً، الأمر الذي يبرز، مرة أخرى، عمق الانقسامات بين الأوروبيين.


اكتشاف مشاركة عشرات الطالبات من جامعة بكمبردج في فك الشيفرات النازية

لقطة بعيدة تُظهر جامعة كمبردج (رويترز)
لقطة بعيدة تُظهر جامعة كمبردج (رويترز)
TT

اكتشاف مشاركة عشرات الطالبات من جامعة بكمبردج في فك الشيفرات النازية

لقطة بعيدة تُظهر جامعة كمبردج (رويترز)
لقطة بعيدة تُظهر جامعة كمبردج (رويترز)

خلال الحرب العالمية الثانية، شاركت العشرات من طالبات جامعة نيونهام كمبردج ليل نهار، في سرية تامة، في الجهود لفك رموز نازية، وتولّت نحو 50 منهنّ العمل تحديداً على إنزال النورماندي، لكنّ قصتهنّ لم تكشف إلا أخيراً.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، كانت جميعهن من طالبات جامعة نيونهام المخصصة حصراً للإناث والتي تأسست عام 1871 في مدينة كمبردج الإنجليزية.

وخلال الحرب، كانت 77 طالبة على الأقل من هذه الجامعة يعملن في بلتشلي بارك في شمال لندن، حيث كان المقر الرئيسي الشهير لعمليات فكّ الشيفرات السرية الألمانية.

وفي هذا المبنى، تمكّن عالم الرياضيات آلن تورينغ من فك رموز آلة «إنيغما» التي استخدمها النازيون لتشفير رسائلهم، ولا سيما رسائل الغواصات الألمانية التي تبحر في شمال المحيط الأطلسي. ويؤكد المؤرخون أن جهوده وجهود العاملين في بلتشلي عموماً، ساعدت في التعجيل بسقوط ألمانيا النازية وزعيمها أدولف هتلر.

واكتُشفت قصة الدور الذي أدته هؤلاء الشابات بفضل البحث الذي بدأته قبل خمس سنوات الطالبة والأستاذة السابقة في جامعتهنّ سالي وو البالغة اليوم 69 عاماً.

وأوضحت وو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنها أرادت تسليط الضوء على دور المرأة في هذه الحقبة، إذ غالبا ما تتجاهله كتب التاريخ. ولاحظت أن «أحداً لم يشكرهنّ يوماً».

وروَت أنها لم تكن تملك «أدنى فكرة عن أن أشخاصاً من نيونهام عملوا في بلتشلي». لكنها عثرت ذات يوم على مقال ورد فيه اسم صديقتها القديمة جين مونرو التي توفيت عام 2005.

وعندما سُئلت جين التي درست الرياضيات في نيونهام عما فعلته أثناء الحرب، لم يخرج جوابها في المقال عن تحفظها، فاكتفت بالقول: «أوه، لقد كنت أعدّ الشاي»، بحسب سالي.

وأشارت الباحثة إلى أن جين «كانت في الواقع مفككة شيفرات». وأضافت: «كانت صديقتي، لكنها لم تخبرني بذلك يوماً».

وكان امتناع جين مونرو عن الإفصاح عن هذه المرحلة من حياتها نابعاً من وعد قطعته بإبقاء هذه العمليات سرية التزاماً بـ«قانون الأسرار الرسمية».

إعادة تكوين الرسائل

أورد المقال أسماء ثلاث نساء أخريات وجدتها سالي في محفوظات الجامعة.

وأشارت إلى أنها فكرت بعد ذلك في أن «وجود أربع يعني ربما أن ثمة المزيد». وفي الواقع، وجدت نحو عشرين ثم قارنت معلوماتها مع «بلتشلي بارك»، فتبيّن أن العدد هو نحو ثمانين.

والوحيدة التي دخل اسمها التاريخ من هؤلاء هي عالمة الرياضيات جوان كلارك التي جُنِّدَت عام 1940 وعملت مع آلن تورينغ الذي كانت مخطوبة له لمدة وجيزة. وقد أصبحت نائبة رئيس وحدتها وبعد الحرب واصلت العمل في الاستخبارات.

وفي القائمة عالمة رياضيات أخرى هي فايوليت كين التي كانت بارعة في علم الإحصاء. وقد عملت في قسم بلتشلي البحري بين عامي 1942 و1945.

أما إليزابيث لانغستاف التي كانت تجيد الألمانية بطلاقة، فكانت مهمتها تتمثل في إعادة تكوين الرسائل الألمانية من عمليات فك التشفير الأولية، وتفسير الاختصارات وتحليل النتائج على مدار أشهر.

وعثر المسؤول عن محفوظات نيونهام في نهاية عام 2023 على رسالة تحمل تاريخ 28 يناير (كانون الثاني) 1939 أكدت فيها رئيسة الجامعة لـ«بلتشلي بارك» أن «الكلية ستكون قادرة على توفير ستّ طالبات على الأقل يُجدن اللغات الحديثة للعمل في وزارة الخارجية في حال الطوارئ».

وأرسلت نيونهام في النهاية عالمات رياضيات واختصاصيات في اللغات ومؤرخات وحتى عالمات آثار إلى «بلتشلي» لتحليل الصور الجوية.

وشرح مدير «بلتشلي بارك تراست» جوناثان بيرن أن طالبات نيونهام «كنّ ممثلات في معظم المجالات الرئيسية لعمل بلتشلي بارك»، ومنها على سبيل المثال لا الحصر فك رموز الإشارات الألمانية المشفرة بواسطة «إنيغما»، وإنتاج تقارير استخباراتية، وتحليل حركة المرور لفهم موقع أنشطة العدو النازي، وتحليل الإشارات الدبلوماسية.

وأفاد بأن «عدداً كبيراً من هؤلاء النساء كنّ في الخدمة في 6 يونيو (حزيران) 1944» خلال إنزال النورماندي، مؤكداً أن «عملهنّ ساهم في التخطيط لعملية التحرير» التي نفذتها قوات الحلفاء.

فصباح ذلك اليوم، وبفعل إنزال جنود الحلفاء، شهدت حركة الإشارات الألمانية في فرنسا زيادة كبيرة.

وقال جوناثان بيرن إن النساء في «بلتشلي بارك» لم يعرفن يومها «أن عملية الهبوط كانت تحدث، وواصلنَ فك الشيفرات».

وأضاف: «من خلال الاستماع إلى الراديو فهمن معنى كل هذه الرسائل التي كنّ يفككن رموزها».


أمير الكويت في الأردن: مواقف مشتركة من معظم القضايا

الملك الأردني وأمير الكويت (رويترز)
الملك الأردني وأمير الكويت (رويترز)
TT

أمير الكويت في الأردن: مواقف مشتركة من معظم القضايا

الملك الأردني وأمير الكويت (رويترز)
الملك الأردني وأمير الكويت (رويترز)

حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال محادثاته مع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، من خطورة التصعيد الأخير، الذي قد يدفع بالمنطقة إلى حالة من انعدام الأمن والاستقرار. مجدِّداً تأكيد ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وتوحيد الجهود العربية للتصدي للوضع الإنساني الكارثي في القطاع.

وشدد الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء، خلال مباحثات ثنائية مع أمير دولة الكويت، تبعتها أخرى موسَّعة، عُقدت في قصر بسمان، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، على «ضرورة إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذي يضمن حصول الأشقاء الفلسطينيين على كامل حقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وثمَّن العاهل الأردني المواقف الحكيمة للكويت تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ودعم الأشقاء الفلسطينيين، وسعيها الدائم لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

العاهل الاردني مستقبلاً أمير الكويت (رويترز)

كان المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين، قد قال إن زيارة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، للمملكة، تحظى باهتمام رسمي بالغ، بالتزامن مع استمرار المشاورات والتحركات الدبلوماسية الأردنية والعربية الساعية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وجهود تدفق المساعدات إلى القطاع والضفة الغربية.

وفي تصريحات خاصة «للشرق الأوسط»، أكد مبيضين أن الزيارة، وهي الأولى إلى المملكة، تركز على الشراكة بين دولة الكويت والأردن والتعاون الثنائي حول مختلف القضايا الإقليمية والعربية والمشتركة، وفي مقدمتها «تأكيد موقف البلدين» على أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وضرورة إدخال واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين.

وبيَّن المبيضين أن الأردن والكويت تجمعهما مواقف مشتركة من مختلف القضايا، مشيراً إلى أن العلاقة بين البلدين شهدت تطوراً خلال السنوات الأخيرة الماضية، وأن الكويت تدعم الاقتصاد الأردني من خلال توجيه استثماراتها كأكبر مستثمر في قطاعات حيوية في المملكة.

ويقدّر حجم الاستثمارات الكويتية في الأردن، بنحو 20 مليار دينار أردني، فيما يقدّر عدد الطلبة الملتحقين بالجامعات الأردنية بنحو 4 آلاف طالب وطالبة، فيما تأتي الزيارة تلبيةً لدعوة ملكية وجَّهها العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني.

وثمَّن الوزير المبيضين مواقف الكويت المشرفة في دعم الأردن واستقراره، مشدداً على أن العلاقات التاريخية بين البلدين تؤكدها روابط العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأخيه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت.

حرس الشرف في استقبال أمير الكويت (رويترز)

كان الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، قد وصل إلى العاصمة الأردنية، مساء الثلاثاء، في زيارة دولة تستمر يومين، وكان في استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وولي عهده الأمير الحسين.


رغم انتقادات فورست... تايلور وأتويل في صدارة حكام «يورو 2024»

الحكم أنتوني تايلور واجه غضباً شديداً من لاعبي نوتنغهام فورست (غيتي)
الحكم أنتوني تايلور واجه غضباً شديداً من لاعبي نوتنغهام فورست (غيتي)
TT

رغم انتقادات فورست... تايلور وأتويل في صدارة حكام «يورو 2024»

الحكم أنتوني تايلور واجه غضباً شديداً من لاعبي نوتنغهام فورست (غيتي)
الحكم أنتوني تايلور واجه غضباً شديداً من لاعبي نوتنغهام فورست (غيتي)

جرى تأكيد طاقم التحكيم لبطولة أوروبا هذا الصيف في ألمانيا، ومن بينهم الرباعي الإنجليزي أنتوني تايلور ومايكل أوليفر، وستيوارت أتويل، وديفيد كوت، وقد جرى اختيار الأخيرين حكمي فيديو مساعدين للبطولة.

وقامت لجنة الحكام في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بتعيين 19 حكماً، بالإضافة إلى فرق الحكام المساعدين ومسؤولي مباريات الفيديو في 51 مباراة هذا الصيف.

ويأتي تعيين أتويل (41 عاماً) وتايلور (45 عاماً) بعد يومين من انتقاد نوتنغهام فورست للمسؤولين بسبب فشلهما في احتساب 3 ركلات جزاء خلال خسارة النادي 2 - 0 أمام إيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز.

أصدر فورست بياناً على وسائل التواصل الاجتماعي يشكك به في نزاهة حكم الفيديو المساعد «فار» ستيوارت أتويل، الذي زعموا أنهم أثاروا مخاوف بشأنه مع الهيئة الإدارية الإنجليزية بسبب دعمه لوتون تاون، الذي يتنافس مع نوتنغهام فورست وأندية أخرى على الهروب من الهبوط.

وجرى اختيار تايلور وأوليفر مرة أخرى لتمثيل الدوري الإنجليزي الممتاز في بطولة كبرى، بعد بطولتي كأس العالم قطر 2022 ويورو 2020. وسيساعد تايلور غاري بيسويك وآدم نان، بينما سيساعد ستيوارت بيرت ودان كوك.

كما جرى تعيين الحكم الألماني فيليكس زواير، لإدارة مباريات البطولة، علماً بأنه جرى إيقافه من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لمدة 6 أشهر لتورطه في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في عام 2005، كما كان حكماً لمواجهة جمعت بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ في ديسمبر (كانون الأول) 2021، والتي انتهت بفوز بايرن 3 - 2، وأثار أداؤه فيها تعليقات لاعب خط الوسط الإنجليزي جود بيلينغهام، الذي كان يلعب لدورتموند وقتها، وجرى تغريمه مبلغ 40 ألف يورو من قبل مسؤولي كرة القدم الألمان.

الحكم جيل مانزانو أنهى مباراة ريال مدريد وفالنسيا فجأة (غيتي)

كما سيكون الإسباني خيسوس جيل مانزانو، حاضراً في نهائيات اليورو، علماً بأنه كان الحكم المسؤول عن إطلاق صافرة النهاية قبل لحظات من تسجيل بيلينغهام برأسه هدفاً في اللحظة الأخيرة لريال مدريد ضد فالنسيا في مارس (آذار) الماضي.

وسيكون الحكم البولندي سيمون مارشينياك، الذي تولى إدارة نهائي كأس العالم 2022 ونهائي دوري أبطال أوروبا 2023، والذي نال إشادة واسعة النطاق على أدائه في المباراة الأولى، أيضاً من بين 19 حكماً في بطولة هذا الصيف.

ومن بين الحكام الموجودين في النهائيات أيضاً سيكون السويدي جلين نيبيرغ، الذي تولى مسؤولية مباراة الذهاب في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بين آرسنال وبايرن ميونيخ والتي شهدت عدم احتساب ركلة جزاء للفريق الألماني بسبب لمسة يد محسوسة من غابرييل، والروماني ستيفان كوفاكس، الذي أدار مباراة إياب ربع النهائي بين باريس سان جيرمان وبرشلونة.

وبالإضافة إلى 18 حكماً من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، جرى اختيار الحكم الأرجنتيني فاكوندو تيلو ومساعديه غابرييل تشادي وإزيكيل برايلوفسكي لإدارة البطولة «في إطار التعاون بين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم واتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)».

وتقام بطولة يورو 2024 في الفترة من 14 يونيو (حزيران) إلى 14 يوليو (تموز).


«فيراري» يتأهب للكشف عن تصميم جديد لألوان سيارته

سيارة «فيراري» سيتم تعديل ألوانها في سباق ميامي (أ.ف.ب)
سيارة «فيراري» سيتم تعديل ألوانها في سباق ميامي (أ.ف.ب)
TT

«فيراري» يتأهب للكشف عن تصميم جديد لألوان سيارته

سيارة «فيراري» سيتم تعديل ألوانها في سباق ميامي (أ.ف.ب)
سيارة «فيراري» سيتم تعديل ألوانها في سباق ميامي (أ.ف.ب)

يستعد فريق فيراري الإيطالي لكشف النقاب عن تصميم جديد لألوان سيارته يتضمن درجتين من اللون الأزرق خلال سباق «جائزة ميامي الكبرى» ضمن بطولة العالم لسباقات سيارات «فورمولا 1» في الخامس من مايو (أيار) المقبل.

ويتزامن هذا التغيير مع حلول الذكرى السبعين لوجود «فيراري» في أمريكا الشمالية، حيث سيتم الاستعانة بدرجتين من اللون الأزرق مع الطرازين «أزورو لا بالتا» و«أزورو دينو».

اعتمد طراز «أزورو لا بالتا» درجةً فاتحةً من اللون الأزرق كتلك المستخدمة في علم الأرجنتين، بلد ألبرتو أسكاري السائق الأسطورة لـ«فيراري» خلال أنجح مواسمه في «فورمولا 1».

وأصبح أسكاري أول سائق لـ«فيراري» يحرز لقب بطولة العالم، حيث توّج باللقب في عامي 1952 و1953، بينما استخدم طراز «أزورو دينو» لوناً أزرق داكناً أكثر.


صابرين الروح... الطفلة التي وُلدت بعملية قيصرية خلال احتضار والدتها في رفح

الطفلة صابرين الروح أُخرجت من رحم أمها المحتضرة (أ.ف.ب)
الطفلة صابرين الروح أُخرجت من رحم أمها المحتضرة (أ.ف.ب)
TT

صابرين الروح... الطفلة التي وُلدت بعملية قيصرية خلال احتضار والدتها في رفح

الطفلة صابرين الروح أُخرجت من رحم أمها المحتضرة (أ.ف.ب)
الطفلة صابرين الروح أُخرجت من رحم أمها المحتضرة (أ.ف.ب)

ترقد الرضيعة صابرين الروح شكري الشيخ في حضانة الخدج في المستشفى الإماراتي الميداني في مدينة رفح بعد أن وُلدت بعملية قيصرية من دون تخدير قبل دقائق من وفاة والدتها المصابة في قصف إسرائيلي.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، في 20 أبريل (نيسان)، نقل الدفاع المدني الفلسطيني صابرين محمد السكني إلى مستشفى الكويت التخصصي بعد قصف إسرائيلي استهدف منزلاً شرق رفح، وكانت مصابة إصابة بالغة. كما نُقل زوجها شكري أحمد الشيخ وابنتهما ملاك شكري إلى المستشفى وقد فارقا الحياة نتيجة إصابتيهما.

ويقول مدير مستشفى الكويت التخصصي الدكتور الجراح صهيب الهمص لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وصلت صابرين محمد السكني إلى المستشفى جراء القصف الذي استهدفهم. كانت حالتها ميؤوساً منها، فقد كانت مصابة في أماكن عدة، وكان الدماغ خارج الرأس بالكامل. كما كانت هناك إصابة في البطن أخرجت جزءاً من الأمعاء إلى الخارج، وإصابة في الصدر».

ويصف الهمص ولادة ابنة صابرين السكني «بالمعجزة». وأضاف: «عند إجراء الفحص للمصابة صابرين، رأينا أن بطنها ممتلئ، ولكن لا معلومات لدينا عن حمل، ثم شعرت بحركة وتبيّن لنا أنها حامل».

ويتابع: «أخذنا قراراً بإجراء عملية قيصرية فورية ومن دون تخدير لاستخراج الجنين لعدم وجود طبيب تخدير في ذلك الوقت».

ويشير إلى أن صابرين السكني كانت في الدقائق العشر الأخيرة من حياتها «تتنفّس بصعوبة وتصارع الموت».

ويصف تلك اللحظات بـ«الصعبة»؛ إنقاذ الطفلة في حين أن «أمها ترتقي شهيدة بصعوبة» بعد عشر دقائق.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة «حماس» أن 19 شخصاً قُتلوا في الضربة التي استهدفت ذلك المنزل.

وفي المستشفى الإماراتي، يقول المدير الطبي الدكتور حيدر أبو سنيمة: «تمّ تحويل الطفلة إلى المستشفى الإماراتي لتلقّي العلاج، فقمنا سريعاً بوضعها على الحاضنة وأمددناها بالأكسجين والمحاليل والمضاد الحيوي منعاً لحدوث أي التهاب».

ويشير إلى أن «أمورها مستقرّة حتى هذه اللحظة. لكن عندما تموت المرأة أو تصاب بشكل خطير والجنين بداخلها، يتعب الجنين». ويصف إنقاذ الطفلة بـ«الإنجاز الكبير». وتحتاج الرضيعة لأسابيع عدّة للتعافي قبل الخروج من الحاضنة.

صابرين الروح

اندلعت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» بعد هجوم نفّذته «حماس» على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أسفر عن مقتل 1170 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

ورداً على ذلك، توعدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس»، وتشنّ عمليات قصف وهجوماً برياً واسعاً على قطاع غزة، ما تسبّب بمقتل 34183 شخصاً، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وانتشرت على نطاق واسع صور الولادة والجنين، الاثنين، وروى صحافيون قصتها.

وقال المفوّض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، في بيان: «صور طفلة أُخرجت من رحم أمها المحتضرة، وصور منزلين وخمس نساء قتيلات، تتجاوز الحرب».

وليست المرّة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الولادة. في 21 أكتوبر، وُلدت مكة أبو شمالة بعملية قيصرية قبيل وفاة والدتها التي أصيبت بجروح خطيرة جراء غارة جوية على المبنى الذي كانت فيه في رفح.

ويذهب رامي الشيخ، عمّ صابرين، يومياً إلى المستشفى لتفقّد ابنة شقيقه. ويقول إن «الطفلة تعاني من صعوبة في التنفس. نتمنّى أن يشفيها الله وتستقر حالتها».

ويتابع: «استُهدف منزلنا الذي كان يؤوي نازحين، وكلهم مدنيون وأطفال، بصاروخين».

ويضيف بحسرة: «شقيقي كان عبارة عن أشلاء»، ثم يقول بيأس: «أناشد كل العالم أن ينقذنا من هذه الإبادة الجماعية».

ويروي أنه أطلق على ابنة أخيه اسم «صابرين الروح»؛ لأن والدها كان يريد أن يسميها «روح»، واختار لها اسماً مركّباً، تكريماً لوالدتها وعملاً برغبة والدها.


«دورة مدريد»: الألمانية تاتيانا ماريا إلى الدور الثاني

الألمانية تاتيانا ماريا (غيتي)
الألمانية تاتيانا ماريا (غيتي)
TT

«دورة مدريد»: الألمانية تاتيانا ماريا إلى الدور الثاني

الألمانية تاتيانا ماريا (غيتي)
الألمانية تاتيانا ماريا (غيتي)

تأهلت الألمانية تاتيانا ماريا إلى الدور الثاني في بطولة مدريد لتنس الأساتذة بتغلبها على الأميركية بيتون ستيرنز، الثلاثاء، في الدور الأول.

وحسمت ماريا المواجهة أمام ستيرنز بمجموعتين مقابل مجموعة بنتيجة 6 - 7، و6 - 2، و7 - 6.

وحجزت الهولندية أرانتشا روس مقعدها في الدور الثاني بفوزها على التشيكية بريندا فروهفيتوفا بمجموعتين متتاليتين بنتيجة 7 - 5، و6 - 3.

وفازت الفلبينية ألكسندرا إيلا على الأوكرانية ليسيا تشرينكو 2 - 6، و6 - 4، و6 - 4، والأرجنتينية ناديا بودوروسكا على التشيكية كاترينا سينياكوفا 6 - 2، و7 - 6.


تحريك الوساطة الأميركية لتطبيق الـ«1701» بيد «حزب الله»

الموفد الأميركي آموس هوكستين في لقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري خلال إحدى زياراته لبيروت (أ.ف.ب)
الموفد الأميركي آموس هوكستين في لقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري خلال إحدى زياراته لبيروت (أ.ف.ب)
TT

تحريك الوساطة الأميركية لتطبيق الـ«1701» بيد «حزب الله»

الموفد الأميركي آموس هوكستين في لقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري خلال إحدى زياراته لبيروت (أ.ف.ب)
الموفد الأميركي آموس هوكستين في لقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري خلال إحدى زياراته لبيروت (أ.ف.ب)

لا يمكن الركون للجهود الأميركية والفرنسية لنزع فتيل تفجير الوضع على امتداد الجبهة في جنوب لبنان بمنع إسرائيل من إشعالها على نطاق واسع، ما لم تتلازم، كما يقول مصدر سياسي لبناني، مع تهيئة الأجواء لتطبيق القرار 1701، كونه الناظم الوحيد لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وهذا ما يتصدر جدول أعمال مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكستين، الذي يربط معاودة تشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب بموافقتهما على الأفكار التي طرحها لوضعها موضع التنفيذ، اليوم قبل الغد، لقطع الطريق على توسيع الحرب.

ويأتي الترويج اللبناني لعودة الوسيط الأميركي إلى بيروت في سياق الآمال المعقودة عليه لوقف ارتفاع منسوب المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل، التي تلوّح بتوسيع الحرب لتشمل جنوب لبنان، حتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الجبهة الغزاوية.

فعودة الوسيط الأميركي، بحسب مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط»، ليست مطروحة على الأقل في المدى المنظور، وتتوقف على ما سيتوصل إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في تواصله مع قيادة «حزب الله» الذي أوكل إليه التفاوض معه، وهذا ما ينسحب أيضاً على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

«أفكار» هوكستين

وكشف المصدر نفسه أن الوسيط الأميركي طرح على الرئيس بري مجموعة من الأفكار يمكن أن تشكل، من وجهة نظره، الإطار السياسي والأمني لتطبيق القرار 1701، وقال إنه طرحها أيضاً على الحكومة الإسرائيلية التي استمهلته في الإجابة عليها إلى حين التأكد من مدى استعداد «حزب الله» للتجاوب معها، ولكن على قاعدة عدم ربط تطبيقه بوقف إطلاق النار في غزة.

وأكد المصدر أن الرئيس بري سجّل تحفّظه على عدد من النقاط التي طرحها عليه الوسيط الأميركي، وقال إن هذا الأخير أبدى تفهماً لوجهة نظره، مبدياً استعداده لإعادة النظر في بعضها، لأن ما يهمه في نهاية المطاف أن يتوصل إلى إعداد ورقة أميركية متكاملة تشكل قاعدة لتكثيف لقاءاته على طريق إقناع الأطراف المعنية بتطبيق القرار 1701، وضرورة السير فيها لإعادة الهدوء إلى جنوب لبنان، خصوصاً أن المواجهة بين الحزب وإسرائيل تجاوزت قواعد الاشتباك وباتت تنذر بتوسّع الحرب، على الأقل من جانب إسرائيل.

صعوبات أمام الورقة الفرنسية

ولفت المصدر إلى أن هناك صعوبة في الاعتماد على الورقة الفرنسية لإعادة الهدوء إلى جبهة الجنوب، وقال إنها استُبدلت بالأفكار التي طرحها هوكستين ويسعى لتسويقها، بذريعة أن تلك الورقة طُرحت تحت عنوان التوصل إلى ترتيبات أمنية بين لبنان وإسرائيل، ما يعني أنها تأتي على حساب تطبيق القرار 1701 الذي نصّ على آلية متكاملة لتطبيقه تحت إشراف قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل).

ورأى المصدر نفسه أن الورقة الفرنسية، بما حملته من مضامين، أوحت كأنها تأتي في سياق إعادة النظر في القرار 1701، وصولاً إلى تعديله بالإنابة عن مجلس الأمن، وقال إن التواصل بين الرئيس بري وقيادة «حزب الله» لم ينقطع، لكنه لا يزال محصوراً بالجانب التقني للأفكار التي طرحها الوسيط الأميركي، ولم يبلغ حتى الساعة الانتقال إلى الشق السياسي منه.

وسأل المصدر عما إذا كان لدى «حزب الله» الاستعداد المطلوب المؤدي إلى عدم ربط التهدئة في الجنوب بوقف إطلاق النار في غزة، الذي يتأرجح حالياً بين هبّة باردة وأخرى ساخنة، فيما المخاوف الأوروبية والأميركية حيال إصرار رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وفريق حربه على اجتياح مدينة رفح إلى تزايد، وتتقاطع مع التحذير من لجوئه إلى توسيع الحرب جنوباً.

عودة هوكستين مرهونة بردود «حزب الله»

لذلك، يتمهل «حزب الله» في حسم موقفه بصورة نهائية حيال الأفكار الأميركية، برغم أن التهافت الدولي على لبنان لم يتوقف، ويصبّ في خانة إسداء النصائح بعدم الانجرار إلى توسيع الحرب والامتناع عن توفير الذرائع لإسرائيل التي تسعى للالتفاف على الضغوط التي تدعوها إلى ضبط النفس، ظناً منها بأن هناك ضرورة أمنية تقضي بضرب وتفكيك البنى العسكرية للحزب، لئلا يفكر يوماً من الأيام في اجتياح منطقة الجليل الأعلى أسوة بما قامت به «حماس» في اجتياحها للمستوطنات الإسرائيلية الواقعة في غلاف غزة.

وعليه، فإن عودة الوسيط الأميركي إلى بيروت ليست مطروحة إلا إذا قرر، في حال قيامه بجولة شرق أوسطية، أن يعرّج على بيروت، وربما من باب رفع العتب، كما يقول المصدر السياسي، لأن مفتاح تزخيم الاتصالات لتطبيق القرار 1701 يبقى بيد «حزب الله»، الذي يبدو أنه ليس في عجلة من أمره، طالما أنه يصرّ على التلازم بين الوضع المشتعل في الجنوب والحرب الدائرة في غزة، ويشترط وقفها للبحث في الأفكار المؤدية إلى تنفيذه بلا أي تعديل.


نديكا مدافع روما جاهز لاستئناف نشاطه الرياضي

سقوط نديكا أوقفَ مباراة أودينيزي وروما (غيتي)
سقوط نديكا أوقفَ مباراة أودينيزي وروما (غيتي)
TT

نديكا مدافع روما جاهز لاستئناف نشاطه الرياضي

سقوط نديكا أوقفَ مباراة أودينيزي وروما (غيتي)
سقوط نديكا أوقفَ مباراة أودينيزي وروما (غيتي)

أعلن نادي روما المنتمي لدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، الثلاثاء، أن مدافعه إيفان نديكا حصل على الضوء الأخضر لاستئناف النشاط الرياضي بعد خضوعه لسلسلة من الفحوصات وذلك بعد أيام من انهيار اللاعب (24 عاماً) على أرض الملعب خلال مباراة أمام أودينيزي. وخرج نديكا المولود في باريس ويمثل منتخب كوت ديفوار محمولاً على محفة بعد سقوطه على ظهره على أرض الملعب قبل 18 دقيقة على نهاية اللقاء الذي تقرر إلغاؤه والنتيجة 1 - 1.

وكان نديكا واعياً لكن الألم كان واضحاً عليه، وكان يدلك صدره بيده اليمنى بينما هرع الفريق الطبي لنجدته.

وخرج من المستشفى بعد يوم من الحادث الذي وقع في 14 أبريل (نيسان).

وقال روما في بيان: «خضع نديكا لسلسلة من الفحوصات للقلب والرئة. وأكدت الفحوصات عدم وجود أمراض في القلب وتعافيه من الأعراض التي ظهرت عليه خلال المباراة».

وأضاف: «وبالتالي أصبح اللاعب جاهزاً لاستئناف النشاط الرياضي الذي ستتم مراقبته في الأيام التالية».

ويحل روما، الذي يحتل المركز الخامس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي قبل ست مباريات على نهاية الموسم، ضيفاً على نابولي يوم الأحد المقبل.


زيارة شتاينماير لتركيا بمناسبة مئوية العلاقات الدبلوماسية تتجاوز رمزيتها

تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)
تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)
TT

زيارة شتاينماير لتركيا بمناسبة مئوية العلاقات الدبلوماسية تتجاوز رمزيتها

تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)
تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)

تحولت زيارة الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير الرمزية لتركيا، بمناسبة الذكرى المائة لقيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلى حدث ساخن ومثير للجدل والضجيج.

لا يرجع الضجيج الذي صاحب زيارة شتاينماير منذ بدايتها من إسطنبول الاثنين، وحتى ذهابه إلى غازي عنتاب إحدى ولايات البلاد المنكوبة بزلزالي 6 فبراير (شباط) 2023، الثلاثاء، أو المباحثات التي سيجريها مع الرئيس رجب طيب إردوغان في أنقرة الأربعاء، إلى طبيعة وخلفيات العلاقات التركية الألمانية التي غالباً ما يغلفها التوتر فقط.

فقد زادت مساحة الضجيج حول الزيارة، التي تعد الأولى للرئيس الألماني لتركيا منذ توليه الرئاسة قبل 7 سنوات، بسبب أجندتها، التي تضمنت لقاءات مع أكبر رمزين للمعارضة في تركيا حالياً في مواجهة الرئيس رجب طيب إردوغان، رئيسي بلديتي إسطنبول أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور ياواش، والاحتجاجات التي كانت في استقباله أينما حل بسبب موقف بلاده من الحرب في غزة، والجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يتحدث للإعلام خلال زيارته مركزاً يرعى متضررين من الزلزال (د.ب.أ)

حرص الرئيس الألماني على توجيه رسائل ودية بمناسبة الاحتفال بمئوية العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، حيث نشر حساب السفارة الألمانية رسالة منه، قال فيها: «بزيارتي، أريد التعبير عن العلاقة الوثيقة بين بلدينا».

دبلوماسية الشاورما

واصطحب شتاينماير، في سابقة هي الأولى، خلال رحلته لتركيا، المواطن الألماني من أصل تركي، عارف كيليش ومعه سيخ «دونر كباب» (شاورما) مجمدة تزن 60 كيلوغراماً، حيث قام بتقطيعها وتوزيعها على المارة بنفسه، واصطحب أيضاً عددا آخر من الضيوف بوصفهم نماذج لقصص نجاح المهاجرين الأتراك في ألمانيا.

وعمل جد عارف كليتش، وهو من «العمال الضيوف»، وهو التعبير الذي عرف به الأتراك الذين هاجروا إلى ألمانيا في الستينات للعمل، لسنوات في مصنع للحديد قبل أن يفتتح مطعمه للوجبات الخفيفة في 1986.

الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يتحدث مع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الاثنين (أ.ف.ب)

وقال عارف: «الآن يأخذني الرئيس حفيداً إلى وطن أجدادي... أعتبر سفري في هذه الرحلة علامة تقدير كبيرة».

وهناك نوع من التراشق بين الأتراك والألمان حول منشأ كباب «الدونر» أو «الشاورما»، حيث ينسبه كل شعب إلى نفسه. وتقول الأرقام إن قطاع الكباب الألماني، الذي يبلغ حجم مبيعاته السنوية نحو 7 مليارات يورو، يعد رمزاً لنجاح اندماج الأتراك في المجتمع الألماني.

وشكل الاندماج في حد ذاته واحدة من المعارك بين إردوغان وحكومة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، عندما رفض فرض تعليم الأتراك، الذين يقدر عددهم بـ 3.3 مليون منهم 1.2 مليون يحملون الجنسية التركية، في مدارس ألمانية، وإصراره على أن يتلقوا تعليمهم في المدارس التركية بلغتهم الأم.

وأطلقت وسائل إعلام في تركيا على لفتة الرئيس الألماني «دبلوماسية الشاورما».

أتراك يتظاهرون ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)

ضجة لقاء إمام أوغلو

واستهل شتاينماير زيارته لتركيا من إسطنبول، حيث توجه إلى محطة قطار «سيركجي» في منطقة الفاتح التاريخية، وهي النقطة التي بدأت فيها هجرة العمالة إلى ألمانيا قبل 63 عاماً، تحت اسم «العمال الضيوف»، وكان في استقباله عند باب المحطة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. وعقد شتاينماير والقنصل العام لألمانيا في إسطنبول يوهانس ريجنبريشت اجتماعاً مغلقاً مع إمام أوغلو في مطعم «أورينت إكسبريس» التاريخي. وبعد الاجتماع، قام شتاينماير وإمام أوغلو بزيارة متحف السكك الحديدية مع والي إسطنبول داود غل.

ونقلت وسائل إعلام عن بعض حضور اللقاء أن إمام أوغلو عبّر عن أسفه الشديد، لأن علاقات تركيا مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي سيئة جداً حالياً، وأن حديث إمام أوغلو أثار اهتمام شتاينماير بشدة، بينما أثار اللقاء ذاته ضجة واسعة في وسائل الإعلام وعبر منصات التواصل الإعلامي في تركيا، لأن أول لقاء للرئيس الألماني كان مع رئيس بلدية إسطنبول، الذي ينظر إليه على أنه الرئيس المحتمل المقبل لتركيا.

وأثناء تجوله في محطة سيركجي، تجمع العشرات من المتظاهرين، الذين اتهموا شتاينماير بدعم «الإبادة الجماعية» في قطاع غزة، وتكرر الأمر في غازي عنتاب، الثلاثاء، حيث توجه الرئيس الألماني لافتتاح مدرسة ابتدائية أقامتها بلاده لضحايا الزلزال، وأعلن المتظاهرون رفض وجوده لافتتاح المدرسة في يوم «الطفولة والسيادة الوطنية» الذي تحتفل به تركيا في 23 أبريل (نيسان) من كل عام، بينما تواصل إسرائيل قتل الأطفال في غزة بدعم من ألمانيا.

وفي الحالتين تدخلت الشرطة التركية لتفريق المتظاهرين، ووقعت اشتباكات بين الطرفين.

وكان آخر لقاء بين إردوغان وشتاينماير عقد خلال زيارة الرئيس التركي لبرلين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ولم تكن الأجواء فيها ودية تماماً تجاه إردوغان الذي تعرّض لحملة واسعة من جانب سياسيين ووسائل إعلام ألمانية، بسبب تضامنه مع الفلسطينيين في غزة، واتهامه لإسرائيل بـ«ارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، وتأييده لـ«حركة حماس»، ورفضه تصنيفها منظمة إرهابية.

وينظر إلى إردوغان في ألمانيا على أنه «يقمع المعارضة ويعادي الديمقراطية» رغم انتخابه ديمقراطياً في تركيا. كما تنشط أحزاب المعارضة التركية بقوة في أوساط الأتراك في ألمانيا.

قضايا خلافية

وهناك الكثير من القضايا الخلافية بين أنقرة وبرلين التي لا تنظر بارتياح لوضع الديمقراطية وحقوق الإنسان في تركيا ولا إلى سياستها الخارجية، فضلاً عن حالة الاستياء من تحركات الحكومة التركية ضد بعض المواطنين الأتراك المنتمين إلى حركة فتح الله غولن، وممارسة أنشطة تجسس عليهم عبر المراكز التابعة للشؤون الدينية التركية، التي نفذت السلطات الألمانية حملات ضدها، وأغلقت بعضها في السنوات الأخيرة.

في المقابل، تنتقد أنقرة انحياز ألمانيا لليونان وقبرص في خلافهما معها، وعرقلة مساعي انضمامها للاتحاد الأوروبي، ودعمها للمعارضة التركية على الرغم من تمتع إردوغان بشعبية كبيرة في أوساط الأتراك في ألمانيا، وتساهلها مع أنشطة «حزب العمال الكردستاني»، المصنف في البلدين منظمة إرهابية.