هل فشلت سياسة باكستان في أفغانستان؟

قلق في إسلام آباد من تقارب «طالبان» مع الهند

عضو في «طالبان» يحمل ابنه في الذكرى الأولى لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان  في أحد شوارع العاصمة كابل 31 أغسطس 2022 (رويترز)
عضو في «طالبان» يحمل ابنه في الذكرى الأولى لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في أحد شوارع العاصمة كابل 31 أغسطس 2022 (رويترز)
TT

هل فشلت سياسة باكستان في أفغانستان؟

عضو في «طالبان» يحمل ابنه في الذكرى الأولى لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان  في أحد شوارع العاصمة كابل 31 أغسطس 2022 (رويترز)
عضو في «طالبان» يحمل ابنه في الذكرى الأولى لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في أحد شوارع العاصمة كابل 31 أغسطس 2022 (رويترز)

لم تلقَ محاولات «طالبان» لإقامة علاقات عمل مع الهند، ومطالبتها بتدريب قواتها، استحساناً لدى الدوائر الأمنية في إسلام آباد. وكان الملا يعقوب، وزير دفاع «طالبان»، قد طلب من الهند مؤخراً، عبر بيان له، تدريب قوات «طالبان» على تنفيذ المهام الأمنية.
يُذكر أن باكستان والمؤسسة الأمنية الهندية في منافسة منذ الاحتلال الأميركي لأفغانستان للحصول على عقد لتدريب قوات الأمن الأفغانية، وعندما أرسل الرئيس الأفغاني الأسبق، أشرف غني، قوات أفغانية إلى أكاديمية التدريب العسكرية الهندية في وقت ما من عام 2016.
شعرت باكستان بالانزعاج الشديد. والآن، هناك موقف مثير للسخرية، حيث طالب وزير دفاع «طالبان»، الذي تصادف أنه نجل الزعيم الأعلى لـ«طالبان»، الملا عمر، الهند علناً بتدريب قواتها.
تُعتبر علاقات مؤسسات الأمن الباكستانية، وتلك التابعة لـ«طالبان»، وثيقة بشكل خاص. ويُقال إن الاستخبارات الباكستانية ساعدت «طالبان» الأفغانية في نضالها ضد قوات الأمن الأميركية.
وهذه ليست الخطوة الوحيدة التي أغضبت باكستان من جانب «طالبان». وحركة «طالبان» غير مستعدة للاعتراف بالحدود التي يبلغ طولها 2640 كيلومتراً بين البلدين، والمعروفة باسم «خط دوراند». وفي مقابلة أُجريت معه في فبراير (شباط) 2022، قال القائم بأعمال وزير إعلام حركة «طالبان»، ذبيح الله مجاهد: «لا تزال مسألة (خط دوراند) مُعلَّقة، بينما تخلق مسألة بناء السياج انشقاقات داخل دولة تمتد عبر جانبي الحدود».
أخيراً وليس آخراً، توفر حركة «طالبان» الملاذ لقيادة «طالبان» الباكستانية في أفغانستان. وبعد فترة وجيزة من توليها السلطة، أفرجت حركة «طالبان» الأفغانية عن أكثر من ألفين من أعضاء حركة «طالبان» الباكستانية كانوا قد وُضِعوا في السجون الأفغانية على يد الرئيسين السابقين؛ أشرف غني وحميد كرزاي.
وبعد 6 سنوات من الاستقرار النسبي في باكستان، عندما انخفضت الهجمات الإرهابية فعلياً كل عام، زادت الهجمات عام 2021 بنسبة 56 في المائة؛ فقد أسفر 294 هجوماً بشكل عام عن مقتل 395 شخصاً، وتزامنت هذه الهجمات مع الهجوم العسكري لـ«طالبان» الأفغانية الذي بدأ في مايو (أيار) 2021، ووصل إلى أعلى مستوى له في أغسطس (آب) من العام ذاته، وذلك عندما استولت حركة «طالبان» على كابل، وفقاً لمركز أبحاث تابع لـ«معهد باكستان للدراسات الأمنية والنزاعات»، ومقره إسلام آباد.
يقول الخبراء إن فشل سياسة باكستان الأفغانية أصبح واضحاً، بشكل متزايد، عندما لم تؤتِ سنوات من استثمار باكستان في «طالبان» الأفغانية ثمارها. كانت قوات الأمن الباكستانية تدعم «طالبان» الأفغانية على أمل إثبات ولائها لباكستان.


مقالات ذات صلة

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

العالم غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الوضع في أفغانستان هو أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، مؤكداً أن المنظمة الدولية ستبقى في أفغانستان لتقديم المساعدة لملايين الأفغان الذين في أمّس الحاجة إليها رغم القيود التي تفرضها «طالبان» على عمل النساء في المنظمة الدولية، محذراً في الوقت نفسه من أن التمويل ينضب. وكان غوتيريش بدأ أمس يوماً ثانياً من المحادثات مع مبعوثين دوليين حول كيفية التعامل مع سلطات «طالبان» التي حذّرت من استبعادها عن اجتماع قد يأتي بـ«نتائج عكسيّة». ودعا غوتيريش إلى المحادثات التي تستمرّ يومين، في وقت تجري الأمم المتحدة عملية مراجعة لأدائها في أفغانستان م

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم «طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

«طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

رفضت حركة «طالبان»، الأحد، تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي زعم أن جماعات مسلحة في أفغانستان تهدد الأمن الإقليمي. وقال شويغو خلال اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون يوم الجمعة في نيودلهي: «تشكل الجماعات المسلحة من أفغانستان تهديداً كبيراً لأمن دول آسيا الوسطى». وذكر ذبيح الله مجاهد كبير المتحدثين باسم «طالبان» في بيان أن بعض الهجمات الأخيرة في أفغانستان نفذها مواطنون من دول أخرى في المنطقة». وجاء في البيان: «من المهم أن تفي الحكومات المعنية بمسؤولياتها». ومنذ عودة «طالبان» إلى السلطة، نفذت هجمات صاروخية عدة من الأراضي الأفغانية استهدفت طاجيكستان وأوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

قبل أن تتغير بلادها وحياتها بصورة مفاجئة في عام 2021، كانت مهناز أكبري قائدة بارزة في «الوحدة التكتيكية النسائية» بالجيش الوطني الأفغاني، وهي فرقة نسائية رافقت قوات العمليات الخاصة النخبوية الأميركية في أثناء تنفيذها مهام جبلية جريئة، ومطاردة مقاتلي «داعش»، وتحرير الأسرى من سجون «طالبان». نفذت أكبري (37 عاماً) وجنودها تلك المهام رغم مخاطر شخصية هائلة؛ فقد أصيبت امرأة برصاصة في عنقها، وعانت من كسر في الجمجمة. فيما قُتلت أخرى قبل وقت قصير من سقوط كابل.

العالم أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من عشرين امرأة لفترة وجيزة في كابل، أمس، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وسارت نحو 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، وردّدن «الاعتراف بـ(طالبان) انتهاك لحقوق المرأة!»، و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!».

«الشرق الأوسط» (كابل)
العالم مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من 20 امرأة لفترة وجيزة في كابل، السبت، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة. وسارت حوالي 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، ورددن «الاعتراف بطالبان انتهاك لحقوق المرأة!» و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!». وتنظم الأمم المتحدة اجتماعاً دولياً حول أفغانستان يومَي 1 و2 مايو (أيار) في الدوحة من أجل «توضيح التوقّعات» في عدد من الملفات. وأشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، خلال اجتماع في جامعة برينستون 17 أبريل (نيسان)، إلى احتمال إجراء مناقشات واتخاذ «خطوات صغيرة» نحو «اعتراف مبدئي» محتمل بـ«طالبان» عب

«الشرق الأوسط» (كابل)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.