واشنطن تدعو الأطراف الليبية للتحاور بـ «حسن نية»

«الرئاسي» يلوّح مجدداً بالتدخل لحسم الخلاف على الانتخابات

جانب من اجتماع برلين حول ليبيا أمس (السفير الألماني على تويتر)
جانب من اجتماع برلين حول ليبيا أمس (السفير الألماني على تويتر)
TT

واشنطن تدعو الأطراف الليبية للتحاور بـ «حسن نية»

جانب من اجتماع برلين حول ليبيا أمس (السفير الألماني على تويتر)
جانب من اجتماع برلين حول ليبيا أمس (السفير الألماني على تويتر)

قال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا وسفيرها، ريتشارد نورلاند، إنه شارك في الاجتماع، الذي عُقد على مستوى المبعوثين الخاصين إلى ليبيا الخميس والجمعة، «بهدف دفع الأطراف الليبية إلى الحوار للوصول إلى اتفاق على إجراء الانتخابات الليبية».
وأوضحت السفارة الأميركية في بيان، أن نورلاند، ذهب إلى برلين برفقة نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شمال أفريقيا جوشوا هاريس، «لإجراء محادثات مع الشركاء الدوليين بشأن الجهود المشتركة لدعم السلام والاستقرار في ليبيا».
وانطلق اجتماع برلين بمشاركة المبعوثين الخاصين إلى ليبيا، من كل الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، إضافة إلى ممثلين عن مصر وتركيا، وكارولين هورندال، السفيرة البريطانية، وروزماري دي كارلو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية.
وأضاف نورلاند أن «الولايات المتحدة تنضم إلى الأمم المتحدة والشركاء الدوليين في دعوة جميع الأطراف الليبية للانخراط في الحوار والعمل بحسن نية على (خريطة طريق) ذات مصداقية لإجراء انتخابات مبكرة». ونوه بأنه أكد هذا الهدف هاتفياً مرتين في الأسبوع الماضي، مع رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الدكتور عماد السائح، لافتاً إلى أنه اتفق معه على «ضرورة إجراء الانتخابات من دون تأخير».
واعتبر السفير الألماني لدى ليبيا ميخائيل أونماخت، أن «الوحدة الدولية ضرورية إذا أردنا مساعدة ليبيا في إيجاد حل مستدام». وتحدث عبر حسابه على «تويتر»عن مشاركته مع كريستان بوك، المبعوث الألماني الخاص لليبيا في اجتماع برلين، أمس.
بدورها، قالت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إن اجتماع برلين، «هو استمرار لالتزام الدول المعنية بدعم جهود الليبيين لإرساء حل سياسي». وأشارت في تغريدة لها عبر صفحتها على «تويتر» الجمعة، إلى أنها اتفقت هاتفياً مع بوك، على «ضرورة تسريع العملية السياسية، والحفاظ على مخرجات مؤتمري برلين (1و2) وصولاً لانتخابات وطنية وفق إطار دستوري متفق عليه». كما نقلت عن السفير الإيطالي، رغبة بلاده «في الحفاظ على الأمن والسلم في ليبيا».
إلى ذلك، جدد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، التلويح باحتمال تدخل مجلسه لحسم الخلافات بين مجلسي النواب و«الدولة» حول القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة في البلاد. وقال لدى اجتماعه في طرابلس مع وفد من برقة بالمنطقة الشرقية، إن النزاع بين المجلسين «يتمحور حول أيهما السلطة التشريعية في البلاد (...) نحن ندعم أي توافق بينهما، ولكن نقول أيضاً إنه لا يمكن أن يكون ذلك من دون تاريخ محدد».
وأضاف المنفى، أن «المجلس الرئاسي مستعد للتدخل لإنتاج (القاعدة الدستورية) للانتخابات، لو عجزت السلطة التشريعية عن حسم الأمر والخروج بنتائج محددة بتواريخ محددة». ودافع عن دور المجلس الرئاسي في العملية السياسية، وقال: «ليس لدينا طموح للبقاء في السلطة»، لافتاً إلى أن المجلس «ليس مسؤولاً عن الانقسام السياسي والعسكري والاقتصادي في البلاد». وأوضح أن ملف توحيد المؤسسات يمضي قدماً «وهناك تقدم على صعيد توحيد المؤسسات العسكرية والاقتصادية»، على رغم وجود نقاط خلاف ما زالت مستمرة بهذا الصدد.
وتسلم المنفي من المبعوث الفرنسي الخاص إلى ليبيا بول سولير، في حضور السفيرة الفرنسية بياتريس لوفرابير دوهيلين، رسالة خطية من الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، الذي قال إنه يأمل في لقاء المنفي خلال الاجتماعات المقبلة للدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
من جهة أخرى، تعهد محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية للدبيبة، بأن يكون لها دور أساسي في «منع الحرب والاقتتال»، و«العمل على استقرار المنطقة الغربية، والضرب بيد من حديد لكل من يدعو إلى الحرب ويحشد لها». ودعا لدى لقائه مع ممثل عن أعيان مدينة الزاوية، إلى الاستمرار في العمل «لرأب الصدع ونزع فتيل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد»، ولقطع الطريق أمام من وصفهم بـ«تجار الحروب، وأصحاب الأجندات المتآمرة».
في المقابل، أكد «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، أن وحداته كافة «على أهبة الاستعداد للضرب بيد من حديد، كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار ليبيا». وقال بيان مصور «للواء 128 المعزز» التابع للجيش الجمعة، إن ما وصفه بـ«معجزة قواته» يكمن فيما حققته قيادته «بشأن إعادة تكوين وترتيب الوحدات لمقارعة الإرهاب».
وكان وفد الجيش إلى اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» قد أشاد بدوره في القضاء على خلية «داعش» الإرهابية، وأحد قيادييها المدعو «المهدي دنقو»، الذي وصف بأنه «أحد أخطر الإرهابيين الذين كانوا وراء العديد من العمليات الإجرامية ومن بينها مذبحة الأقباط المصريين».
وأكد الوفد في بيان نقله خالد المحجوب مسؤول التوجيه المعنوي بالجيش، أن ما قامت به قواته «يدل على قدرة أفرادها وكفاءتهم وحرصهم على تأمين الوطن والقضاء على الإرهاب»، لافتاً إلى أنها «استطاعت القضاء على أخطر قيادات الإرهاب من خلال سلسلة العمليات التي نفذتها خلال السنوات الماضية بعد أن وجهت إليه العديد من الضربات القاصمة، وآخرها ما قامت به قوة عمليات الجنوب في القطرون قبل أيام».
ودعت اللجنة العسكرية إلى مزيد من العمل «لاجتثاث ما تبقى من فلول (الإرهاب) في منطقة الصحراء التي عول عليها تنظيم (داعش) ومن انضم إليه، لتكون ملاذاً له ولإجرامه».


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.