«العدل» الأميركية تهدد باستئناف الحكم في قضية «وثائق مارالاغو»

منزل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ب)
منزل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ب)
TT

«العدل» الأميركية تهدد باستئناف الحكم في قضية «وثائق مارالاغو»

منزل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ب)
منزل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ب)

كما كان متوقعاً، هددت وزارة العدل الأميركية باستئناف الحكم الصادر عن محكمة فيدرالية، التي قضت بتعيين خبير خاص في قضية «وثائق مارالاغو»، وهي مجموعة من الوثائق السرية عُثر عليها في منزل الرئيس السابق دونالد ترمب، بفلوريدا.
وقدمت الوزارة بلاغاً رسمياً لقاضية المحكمة الين كانون، يعلمها بنية الوزارة استئناف الحكم في حال رفضت رفع الحظر عن وكالات الاستخبارات بالاطلاع على الوثائق السرية المصادرة خلال عملية دهم مقر إقامة ترمب، بهدف تقييم تداعياتها على الأمن القومي الأميركي. وحذرت الوزارة قائلة: «من دون رفع الحظر، فإن الحكومة والأميركيين على حد سواء سيعانون من ضرر لا يمكن إصلاحه بسبب التأخير غير المناسب في التحقيق الجنائي».
واعتبرت الوزارة أن أي تأخير في سير التحقيقات بانتظار مراجعة الخبير الخاص للوثائق المصادرة «سيتسبب بأضرار بالغة في التحقيق في سوء التعامل مع وثائق سرية». ورغم أن القاضية كانون التي رشحها ترمب لمنصبها في عام 2020، سمحت في حكمها للاستخبارات الأميركية بالاستمرار في مراجعة الوثائق لتقييم أي ضرر طال الأمن القومي الأميركي جراء احتفاظ الرئيس السابق بها في مارالاغو، إلا أن وزارة العدل عدّت أن تقييم المجتمع الاستخباراتي لا يمكن أن يستمر مع قرار القاضية تجميد التحقيق الجنائي، فقالت «إن مراجعة المجتمع الاستخباراتي المستمرة وتقييمه مرتبطان بشكل كبير مع التحقيقات الجنائية لوزارة العدل و(إف بي آي)، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض». وأشارت الوزارة إلى أن فريقي «إف بي آي» والاستخبارات يتعاونان بشكل وثيق في مراجعة الوثائق وتقييمها، محذرة من «الضرر البالغ الذي سيلحق بالأمن القومي والمصالح الاستخباراتية» بسبب توقف التحقيقات.
وخصت الوزارة بالذكر الملفات الـ48 الخالية من الأوراق المفترض أن تحويها، التي تم العثور عليها خلال عملية الدهم في الثامن من الشهر الماضي، والتي ظهرت علامة «سري» على غلافها، إضافة إلى 42 ملفاً خالياً كُتب على أغلفتها «يعود إلى وزارة الدفاع».
وتطرقت الوزارة إلى صلاحيات «إف بي آي» الذي «يلاحق أي ادعاء أو أدلة تشير إلى أن الوثائق السرية قد تم الاطلاع عليها أو الاحتفاظ بها أو نشرها في انتهاك للقوانين من خلال استعمال أدوات التحقيق الجنائي».
ومن أهم النقاط التي حرصت وزارة العدل على تسليط الضوء عليها موضوع الخصوصية التنفيذية التي ادعى ترمب أنه يتمتع بها بعد مغادرته للرئاسة، والتي تبرر، حسب رأيه، الاحتفاظ بهذه الوثائق، فقالت إن «العلامة السرية الموجودة خارج هذه الوثائق تثبت أنها سجلات حكومية، وليست سجلات المدعي الخاصة. ومراجعة الحكومة لهذه الوثائق لن ينجم عنها أي انتهاك لخصوصية التواصل بين المدعي ومحاميه، لأن هذه الوثائق السرية لا تتضمن أي محادثات بين المدعي وفريقه الخاص من المحامين».
بطبيعة الحال، هاجم ترمب، وزارة العدل ونيتها بالاستئناف، فقال على منصته «تروث سوشيال»، إن الوزارة «ستصرف ملايين الدولارات وكمية هائلة من الوقت والطاقة لاستئناف القرار المتعلق بالحملة الوهمية لدهم مارالاغو، الذي اتخذته قاضية لامعة وشجاعة تردد صدى كلماتها الحكيمة في أمتنا».
ورغم أن أغلبية الجمهوريين تحفظوا هذا الأسبوع عن التعليق على القضية، إلا أن وزير العدل السابق في عهد ترمب ويليام بار، لم يتردد في معارضة الرئيس السابق وانتقاد قرار القاضية، معتبراً أنه «قرار خاطئ»، لأن «القضية ليست ما إذا كانت الوثائق محمية في الخصوصية التنفيذية، بل القضية تتعلق بما إذا كان يحق للرئيس منع وزارة العدل من مراجعة الوثائق. والجواب ببساطة: لا».
كانت صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن مصادر معنية بالتحقيقات أنه من ضمن الوثائق التي أخذها ترمب معه من البيت الأبيض إلى مقر إقامته وثيقة بغاية السرية تفصل «دفاعات حكومة أجنبية، بما فيها مقدراتها النووية»، من دون تحديد هوية البلد المعني.
وتقول الصحيفة، إن بعض الوثائق المصادرة تتضمن معلومات عن عمليات أميركية «بغاية السرية» لا يسمح حتى لمسؤولين كبار في الأمن القومي الاطلاع عليها. من ضمن هذه الوثائق تفاصيل لا يمكن معرفتها إلا في حال أعطى الرئيس أو بعض أفراد إدارته الضوء الأخضر لمسؤولين حكوميين بالنظر فيها. وتشير المصادر إلى أن السجلات المرتبطة بعمليات من هذا النوع عادة ما تحفظ في علب مغلقة داخل منشآت محمية يشرف عليها موظف مسؤول عن تحركاتها.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مشرّعان أميركيان يطالبان «أبل» و«غوغل» الاستعداد لحذف «تيك توك»

عملاء يمرّون أمام شعار شركة «أبل» داخل أحد متاجرها في محطة غراند سنترال في نيويورك (رويترز)
عملاء يمرّون أمام شعار شركة «أبل» داخل أحد متاجرها في محطة غراند سنترال في نيويورك (رويترز)
TT

مشرّعان أميركيان يطالبان «أبل» و«غوغل» الاستعداد لحذف «تيك توك»

عملاء يمرّون أمام شعار شركة «أبل» داخل أحد متاجرها في محطة غراند سنترال في نيويورك (رويترز)
عملاء يمرّون أمام شعار شركة «أبل» داخل أحد متاجرها في محطة غراند سنترال في نيويورك (رويترز)

قال رئيس لجنة مجلس النواب الأميركي المعنية بالصين وأكبر عضو ديمقراطي فيها، الجمعة، للرؤساء التنفيذيين لشركة «ألفابت» الشركة الأم لـ«غوغل»، ولشركة «أبل»، إنه يتعيّن عليهم الاستعداد لحذف تطبيق «تيك توك» من متاجرهم الأميركية للتطبيقات في 19 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأيّدت محكمة استئناف اتحادية أميركية، الأسبوع الماضي، قانوناً يُلزم شركة «بايت دانس»، ومقرها الصين، بسحب استثماراتها في «تيك توك» في الولايات المتحدة وإلا فستتعرّض للحظر.

وحثّ النائب جون مولينار، وهو جمهوري ورئيس اللجنة المعنية بالصين، والنائب راجا كريشنامورثي، أبرز عضو ديمقراطي في اللجنة، الرئيس التنفيذي لشركة «تيك توك»، شو زي تشيو، على بيع تطبيق المقاطع المصوّرة القصيرة الذي يستخدمه 170 مليون أميركي. وكتب المشرّعان: «تحرّك الكونغرس بحسم للدفاع عن الأمن القومي للولايات المتحدة وحماية مستخدمي (تيك توك) الأميركيين من الحزب الشيوعي الصيني. نحث (تيك توك) على تنفيذ سحب الاستثمارات بالمستوى المطلوب على الفور».

ولم تصدر تعليقات بعد من «أبل» و«ألفابت» و«تيك توك».

وقدّمت «بايت دانس» و«تيك توك»، يوم الاثنين، طلب طوارئ لوقف القانون مؤقتاً في انتظار مراجعة من المحكمة العليا الأميركية. وقالت وزارة العدل الأميركية، يوم الأربعاء، إنه إذا نُفّذ الحظر في 19 يناير، فلن «يُحظر مباشرة الاستمرار في استخدام (تيك توك)» من مستخدمي «أبل» أو «غوغل» الذين ثبتوا بالفعل التطبيق. لكنها أقرّت بأن الحظر المفروض على تقديم الدعم «سيجعل التطبيق في نهاية المطاف غير قابل للاستخدام».