تقاليد وإجراءات متوقعة قبل جنازة الملكة إليزابيث

رجل يتأمل صوة للملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (إ.ب.أ)
رجل يتأمل صوة للملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (إ.ب.أ)
TT

تقاليد وإجراءات متوقعة قبل جنازة الملكة إليزابيث

رجل يتأمل صوة للملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (إ.ب.أ)
رجل يتأمل صوة للملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (إ.ب.أ)

بعد وفاة الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، كان الإعلان الرسمي من قصر باكنغهام مسبوقاً بـ«سلسلة مكالمات» مع إبلاغ رئيسة الوزراء ليز تراس شخصياً من قبل السكرتير الخاص للملكة، ونقل الخبر إلى سكرتير مجلس الوزراء ومكتب المجلس الخاص، الذي ينسق العمل الحكومي. عندها فقط تم نشر «الإخطار الرسمي» للجمهور، وفقاً لتقرير لصحيفة «الغارديان».
تم إنزال الأعلام عبر المساكن الملكية ووايتهول والمباني الحكومية الأخرى، مع تغيير موقع العائلة المالكة عبر الإنترنت ليظهر صفحة سوداء مع بيان قصير يعلن وفاة الملكة. تم تغيير المواقع الحكومية أيضاً لإظهار لافتة سوداء.
كانت رئيسة الوزراء أول عضو في الحكومة يدلي ببيان حول وفاة الملكة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1568167830113046528?s=20&t=QWbbaqVinOLKzWCPjLZZ8A
في قصر باكنغهام، يتمثل التقليد في تثبيت الإعلان الرسمي المؤطر عن الوفاة على أحد البوابات. سيقوم دير وستمنستر وكاتدرائية القديس بولس بقرع أجراسهما في أوقات محددة بعد وفاة الملكة.
في اليوم الأول من الحداد، من المتوقع أن يتم إلقاء التحية الاحتفالية بالبنادق في هايد بارك وفي تاور هيل، ومن المتوقع أن تكون هناك دقيقة صمت وطنية.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1568152981245140992?s=20&t=1fyZUcS2_sdksdeK0PzHFw
من المفترض أن يجري الملك تشارلز أول لقاء له مع رئيسة الوزراء. وسيلتقي أيضاً مع إيرل مارشال للتوقيع رسمياً على خطط الجنازة الكاملة، ومن المتوقع أن تقام الجنازة الرسمية في غضون 10 أيام. سيبث تشارلز خطاباً موجهاً للبلاد والكومنولث في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
بعد ذلك، سيجتمع مجلس الانضمام، الذي يضم شخصيات حكومية رفيعة ومستشارين خاصين، في قصر سانت جيمس يوم السبت للإعلان الرئيسي عن الملك الجديد، والذي يقرأ علناً من شرفة قصر سانت جيمس.
ستتم قراءة إعلان آخر في رويال إكسشينج في مدينة لندن. سيظهر الملك الجديد أمام الجماهير برفقة رئيسة الوزراء والحكومة، وزعيم المعارضة، ورئيس أساقفة كانتربري وعميد وستمنستر.
سيتم تقديم التعازي لرحيل الملكة في البرلمان.
ومن المتوقع بعد ذلك أن يغادر جثمان الملكة من بالمورال ليتم نقله برا إلى قصر هوليرود هاوس. ستكون هناك إعلانات في المناطق التي تم تفويضها في إدنبرة وكارديف وبلفاست ومن المرجح أن تستمر عملية تقديم التعازي وإبداء التحيات للملكة في البرلمان.

سيكون هناك موكب احتفالي من هوليرود على طول رويال مايل إلى كاتدرائية St Giles من أجل الصلاة التي يحضرها أفراد العائلة المالكة. بعد هذه الخدمة، ستفتح كاتدرائية سانت جايلز للجمهور لمدة 24 ساعة.
ومن المتوقع بعد ذلك نقل الجثمان جوا إلى لندن.
سيزور الملك تشارلز آيرلندا الشمالية، حيث من المقرر أن يتلقى رسالة تعزية في قلعة هيلزبورو وسيحضر إلى كاتدرائية سانت آن في بلفاست من أجل الصلاة والتأمل في حياة الملكة إليزابيث الثانية.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1567983741292744705?s=20&t=WcwdF_C-5BvfHIl7kWl54g
ستكون هناك تدريبات على موكب نقل نعش الملكة الراحلة من قصر باكنغهام إلى قاعة وستمنستر.
ومن المتوقع أن يصل الجثمان إلى قصر باكنغهام لبضع ساعات قبل الوداع الكبير المخطط له في لندن.

في أول حدث كبير يسبق الجنازة، سينقل نعش الملكة من قصر باكنغهام إلى قاعة وستمنستر لبداية مرحلة «خمسة أيام في الدولة». ومن المتوقع أن يحمل الجثمان على عربة مدفع.
سيتم تثبيت النعش في وسط قاعة وستمنستر، والتي ستكون مفتوحة للجمهور لمدة 23 ساعة في اليوم.
سيسافر الملك تشارلز إلى ويلز لحضور قداس في كاتدرائية لانداف في كارديف، وسيتلقى طلب تعزية. سيكون له لقاء مع الوزير الأول الويلزي. ومن المتوقع بعد ذلك أن تبدأ شخصيات الكومنولث في الوصول إلى لندن. عشية الجنازة، سيرحب تشارلز بحضور العائلات الملكية الأجنبية.
ستقام الجنازة في وستمنستر. سيحمل التابوت من قاعة وستمنستر في موكب إلى الدير. سيكون هناك دقيقتان صمت في جميع أنحاء البلاد. بعد انتهاء الصلاة لمدة ساعة، سيصاحب النعش موكب كبير إلى هايد بارك، حيث سيتم نقله إلى وندسور. بعد موكب عبر وندسور، ستقام مراسم في كنيسة سانت جورج، في قلعة وندسور، حيث سيتم إنزال جثمان إليزابيث في القبو الملكي.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

القاهرة الخديوية «المرهَقة» تسعى إلى استعادة رونق الزمن الجميل

ميدان طلعت حرب في قلب القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)
ميدان طلعت حرب في قلب القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)
TT

القاهرة الخديوية «المرهَقة» تسعى إلى استعادة رونق الزمن الجميل

ميدان طلعت حرب في قلب القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)
ميدان طلعت حرب في قلب القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)

جولة قصيرة في شوارع القاهرة الخديوية، المعروفة بوسط البلد، كافية لإدراك الثروة المعمارية التي تمثّلها المنطقة، ما بين طُرز معمارية متنوّعة، وأنماط في البناء وتخطيط للشوارع، وزخارف ورسوم على الواجهات التراثية، تعكس حسّاً فنياً يستدعي نوستالجيا من عصور مضت.

وتعرَّضت القاهرة الخديوية في الأعوام الـ50 الماضية إلى طفرات من النزوح والتغيير، ليقبع هذا الحيّ الذي أمر الخديوي إسماعيل ببنائه عام 1872، بهدف محاكاة باريس، تحت وطأة التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية. ويبدو أنّ طبيعة المكان بوصفه مركزاً تجارياً جعلته عرضة لتغييرات جذرية نالت من هيئة مبانيه وعادات سكانه وروحه.

تسعى مصر إلى استعادة القاهرة الخديوية برونقها القديم، وهو ما أكده رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، لتصبح هذه المنطقة جاذبة سياحياً وتجارياً وثقافياً؛ معلناً أنّ مشروع التطوير سيتطلّب تخصيص عدد من شوارع القاهرة الخديوية للمشاة فقط.

يأتي هذا التوجه ضمن خطة يُشرف عليها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري تتضمّن 4 مراحل، وفق ما يورده الجهاز في كتابه السنوي. وتستهدف الخطة تطوير منطقة وسط المدينة وإعادة إحيائها، وتحويل مشروع القاهرة الخديوية وجهةً سياحيةً وثقافيةً عالميةً، مع تعزيز رونق العاصمة التاريخي والحضاري، بالتعاون بين الجهاز ومحافظة القاهرة والجهات المعنية.

ممر «بهلر» من الطُرز المعمارية المميّزة في القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)

وزار عدد من المسؤولين، قبل أيام، مُثلث البورصة وشارع الشريفين لرفع كفاءتهما، وكذلك رفع كفاءة شارع الألفي وسرايا الأزبكية، والشوارع المتفرّعة منها. وأعلن الجهاز التدخّل على مستويين، هما التصميم العمراني وتطوير الواجهات، وفق تصوّر لإعادة إحياء الميادين الرئيسية في القاهرة الخديوية والمباني التراثية المطلّة عليها.

وقد رُمِّمت واجهات المباني وعُدِّلت واجهات المحلات، وأُزيلت جميع التعدّيات والمخالفات على واجهات المباني التراثية، في نطاق شارع قصر النيل، بدايةً من ميدان طلعت حرب، حتى ميدان مصطفى كامل، وفق إفادة رسمية.

وخلال مداخلة تلفزيونية، أكد عضو اللجنة العليا في جهاز التنسيق الحضاري، الدكتور أسامة النحاس، مواصلة العمل بشكل مكثّف على مشروع «تطوير القاهرة الخديوية»، لإعادة القاهرة التاريخية إلى سابق عصرها بكونها واحدةً من أهم المدن التراثية في العالم وأكبرها؛ موضحاً أن «جميع التعدّيات أُزيلت مِن على الواجهات والمباني التاريخية، سواء من المحلات أو الإعلانات وجميع الإشغالات التي تشوّه الصورة البصرية للقاهرة الخديوية»، ومؤكداً الحرص على تعزيز رونق العاصمة التاريخي والحضاري الناجم عن تفاعل العمارة المصرية الفرعونية بالغربية.

في المقابل، أشار متخصّصون في العمارة التاريخية، من بينهم مديرة «بيت المعمار المصري» سابقاً، الدكتورة هبة صفي الدين، إلى أكثر من مسار لتطوير القاهرة الخديوية، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أنّ «التطوير لا يقتصر على الأنماط المعمارية فقط، وإنما يمتدّ لاستعادة روح المكان، وما يمثّله من تاريخ عريق، إلى جانب ترميم وإعادة تأهيل المباني ذات الطراز المعماري المميّز».

أحد العقارات قيد التطوير (الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)

وكلّف الخديوي إسماعيل، المعماري الفرنسي هاوسمان، بتصميم القاهرة الخديوية وتنفيذها في وسط مدينة القاهرة عام 1867، وتصل المساحة التي خُصصت لذلك إلى 20 ألف فدان، وتضمَّنت طُرزاً معمارية فريدة أسهم فيها معماريون فرنسيون وإيطاليون وألمان ومصريون، وفق خبراء ومؤرخين.

وتشهد منطقة وسط البلد أعمال تطوير وترميم؛ الأمر الذي يظهر في واجهات عدد من المباني، لتستعيد طابعها المعماري التراثي. وبعضها، إنْ لم يكن تراثياً، فله طراز معماري مميّز، وفق تصريح تلفزيوني لرئيس جهاز التنسيق الحضاري، المهندس محمد أبو سعدة، الذي أشار في السياق عينه إلى وجود خطة موسَّعة لتطوير منطقة وسط البلد، واستخدام المباني التاريخية بالطريقة المناسبة.

وبالتوازي والتنسيق مع الجهود الحكومية، تعمل شركة «الإسماعيلية» التي تمتلكها مجموعة من رجال الأعمال على ترميم وإعادة تأهيل 25 عقاراً ضمن أصول الشركة بوسط البلد، «القاهرة الخديوية»، باستثمارات وصلت إلى نحو 500 مليون جنيه (الدولار يساوي 50.56 جنيه مصري)، وفق تصريحات إعلامية سابقة لرئيسها.

«الحفاظ على القاهرة الخديوية نمطاً حضارياً في المعمار يجب أن توازيه استعادة ثقافة المكان عبر سلوك البشر، فلا يصحّ ترك الأمر لتغيّرات الزمن التي سمحت للعشوائية بالزحف إلى أماكن عدّة في وسط البلد»، وفق صاحب مشروع «القاهرة عنواني»، محمود التميمي، لاستعادة الطابع التراثي وروح المدينة، الذي يشيد بجهود جهات عدّة تسعى إلى استعادة رونق القاهرة الخديوية، لكنه يُشدّد على ضرورة ربط تطوير المعمار وترميمه بالحفاظ على سلوكيات المكان وثقافته.

مبنى تراثي مفترض ترميمه في المرحلة الثالثة (الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)

وتضمّ القاهرة التاريخية أحياء عدّة، مثل: عابدين، وقصر النيل، والزمالك، وبولاق أبو العلا، وميادين التحرير وطلعت حرب ومصطفى كامل والأوبرا بالعتبة؛ وشوارع شهيرة؛ مثل: قصر النيل، وطلعت حرب، وباب اللوق، وشريف، وعدلي، ونوبار، وعماد الدين، ومحمد فريد، و26 يوليو (شارع فؤاد سابقاً).

وبينما يستعيد صاحب مشروع «القاهرة عنواني» نمطاً مميّزاً للنوادل في أربعينات القرن الماضي وخمسيناته، حين كانوا يرتدون أزياء أنيقة تتمثّل في القميص الأبيض وربطة العنق على شكل فراشة، والجاكيت الأبيض، والبنطلون الأسود، كما في أفلام الأبيض والأسود؛ يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا يصحُّ أن تُرمَّم وتُطوَّر العقارات المميّزة، ثم أجد تحتها مقهى يضمّ كراسي بلاستيكية، ونادلاً يرتدي الجينز و(تي شيرت) غريب و(شبشب) في قدمه». ويوضح: «على كراسي المقاهي في هذه المنطقة التحلّي بـ(كود) يُوضع بطريقة تليق بطبيعة المكان ولا يتحرّك من مكانه».

وفي كتابه «مقتنيات وسط البلد»، يرصد الكاتب المصري الراحل مكاوي سعيد عدداً من الأماكن التي لا تزال تحتفظ ببريقها، وكان لها دور فاعل في الحياة الثقافية والترفيهية في القاهرة التاريخية والحكايات التي تدور حولها، مثل: مقاهي «ريش»، و«غروبي»، و«النادي اليوناني»، و«ستوريل»، و«أسترا»، و«علي بابا»، وقهوة «الحرية»، وكثير من الأماكن التي لا يزال بعضها باقياً، والآخر أزاحته محلات الأحذية والوجبات السريعة.

ويلفت إلى أنّ بعض الأماكن الثقافية والترفيهية، مثل: «كلوب محمد علي»، وهو حالياً «النادي الدبلوماسي»، و«كافيه ريش»، لعبت دوراً في تطوّر الحياة الثقافية والفنّية في مصر، مضيفاً: «كذلك فندق (سافوي) الذي بُنيت مكانه عمارات (بهلر)، ودور العرض السينمائي التي اشتهرت بها المنطقة، ومنحتها طابعاً ثقافياً مميّزاً نتمنّى استعادته ضمن خطط التطوير الجديدة».