هل للكتف صوت مسموع؟

يحدث بسبب الشيخوخة ونمو العظام والإصابات

هل للكتف صوت مسموع؟
TT
20

هل للكتف صوت مسموع؟

هل للكتف صوت مسموع؟

الأصوات المنبعثة من الكتف؛ مثل الطحن (القَرْقَشَة)، والنقر (الطَقطَقَة)، والسحق (الصَرِير)، والفرقعة، يمكن أن تكون مزعجة. وإليكم ما يتوجب فعله حيالها.

تركيب الكتف

هذه الأصوات تفاجئك على حين غرة: أصوات القرقشة، أو الفرقعة، أو الطقطقة، الصادرة من كتفك، والتي لم تسمعها من قبل. فهل تعني أن كتفك تنبهك إلى خطر ما؟ أم إنها من العوارض الطبيعية للتقدم في العمر؟ تتوقف الإجابة على عدد من العوامل.
تتكون الكتف من 3 عظام: عظمة الذراع العلوية (upper arm bone)، وعظمة الترقوة (collarbone)، وعظمة «إسكابولا» أو لوح الكتف (shoulder blade)، ومن العديد من الأنسجة اللينة (بما في ذلك العضلات والأربطة والأوتار).
وهناك 4 مفاصل داخل الكتف. يحتوي المفصل الرئيسي على بنية المقبس والكرة: عظمة الذراع العلوية هي «الكرة (ball)» التي تناسب «المقبس: التجويف (socket)» الضحل في لوح الكتف.
تُسبب الشيخوخة، ونمو العظام، ومختلف الإصابات، تغييرات في الكتف تلك التي تولد أصواتاً من وقت إلى آخر.

أصوات غريبة

ليس هناك صوت واحد مميز لمشكلة بعينها في الكتف، مما يجعل من الصعب معرفة ما تُخبرك به مختلف الأصوات الصادرة عن الكتف. وإليكم بعض الاحتمالات.
* التهاب المفاصل: عندما يبلى الغضروف الذي يُبطن مفاصل الكتف، يمكن أن تحتك العظام بعضها ببعض. يقول الدكتور جايسون سيمون، جراح العظام في «مستشفى نيوتن ويليسلي» التابع لجامعة هارفارد: «أحيانا تضعف الغضاريف إثر تآكلها، تماماً مثل انتزاع طبقة من فوق طبقة أخرى، ومع انزلاق الكرة في اتجاهها، فإنها تتحرك مُحدثة صوتاً مسموعاً». ويمكن أن يصاحب التهاب المفاصل بالتيبس والألم.
* كسر العظام: يمكن للعظام المكسورة أن يحتك بعضها ببعض بصوت مسموع. ويُصاحب الكسر قدر من الألم، والتورم، والتغير في لون الجلد، والتيبس.
* تمزق «الكفة المدورة (Rotator cuff tears)»: تتكون «الكفة المدورة» من أوتار تساعدك في رفع ذراعك وتدويرها. كما تساعد الأوتار أيضاً في إبقاء الكرة متمركزة في تجويف المقبس. يقول الدكتور سيمون: «إذا كنت تعاني تمزقاً في الوتر، فيمكن للكرة أن تتحرك بصورة غير طبيعية، أو ربما يكون هناك نسيج رخو يتقاطع مع محاولة تحريك ذراعك. وكلاهما يُحدث صوتاً مسموعاً. والتمزق يرافقه ألم يزداد سوءاً مع مواصلة استعمال الكتف».

فقاعات ونتوءات

* فقاعات الغاز: عندما تحرك كتفك، يمكن أن تطلق الغاز المتراكم في فقاعة داخل المفصل. وهذا لا يسبب ألماً؛ فالصوت الناجم يشبه صوت طقطقة مفاصل أصابع اليدين.
* نتوءات العظام: أحيانا ينمو التورم المتكلس في الكتف. ويقول الدكتور سيمون: «يمكن لأكثر النتوءات العظمية بروزاً الاحتكاك مع (الكفة المدورة). ويمكن أن يؤدي ذلك إلى صوت مسموع أو ألم، لا سيما مع الحركة العلوية».
* مشكلات العنق: في بعض الحالات، ما قد تُدركه على أنه صوت صادر من الكتف؛ قد يكون في الواقع ناشئاً من العنق. على سبيل المثال؛ قد ينشأ الصوت من عظام العنق التي تحتك بعضها ببعض بسبب غضروف بال (تالف). وهذا قد يضر أو لا يضر.
* التهاب التجويف الكيسي: يحتوي مفصل الكتف على عدد من الأكياس الصغيرة المملوءة بالسائل (الأجربة) التي تحمي الأوتار من العظام والأربطة التي تنزلق عليها. يشرح الدكتور سيمون الأمر قائلاً: «عند انتفاخ أو التهاب الأجربة المملوءة بالسائل، يزداد ضغطها كلما تحرك المفصل، مما يُصدر صوتاً مسموعاً».
* الأجزاء المنفصلة (السائبة): قد لا تشعر بوجود قطع صغيرة من الحطام في كتفك - مثل أجزاء الغضاريف التي كُسرت أو فُصلت من جراحات الكتف السابقة - لكن يمكن أن يصدر عنها صوت مسموع أثناء تحركها داخل المفصل.

استشارة الطبيب

* التحقق وطلب المساعدة: ينصح الدكتور سيمون بالتحقق من أصوات الكتف إذا كنت تعاني ألماً أو ضعفاً في الكتف، أو صعوبة في حركة الذراعين، أو إذا كان الصوت لاحقاً لإصابة في الكتف. ويقول إنه من الحكمة أيضاً - وإن لم يكن عاجلاً - أن تسأل طبيبك عن أصوات الكتف التي لا ترافقها أعراض أخرى: «من الأفضل دائماً أن تكون آمناً، وأن تُعنى بالأمر قبل أن يسوء ويتعذر إصلاحه».
اطلب المساعدة من طبيب الرعاية الأولية الذي يمكنه إحالتك إلى جراح العظام. ولإجراء التشخيص، يُجري الطبيب فحصاً جسدياً، ويطلب فحوصات الأشعة، مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
* العلاج: إذا لزم الأمر العلاج، فهذا لا يعني الجراحة على الفور. بعض الحالات يحتاج فقط إلى العلاج الطبيعي، أو العقاقير المضادة للالتهاب أو الحقن. يقول الدكتور سيمون: «إذا كان هناك شيء ممزق، أو مكسور، أو تالف تماماً؛ ربما نفكر في الجراحة. ولكنها الحل الأخير؛ إذ إن أصوات الكتف لا تعني بالضرورة أن هناك عملية جراحية في المستقبل».


مقالات ذات صلة

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

صحتك الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

تنتشر «المواد المضافة للأغذية» في كل مكان هذه الأيام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في استهلاك الأغذية المصنعة، فكيف تؤثر على صحتنا؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة للبهارات والأعشاب من (شاترستوك)

8 أعشاب وتوابل مفيدة للهضم في الصيف الحار

خلال أشهر الصيف الحارة والرطبة، قد يتباطأ الجهاز الهضمي، ويصبح خاملاً بسبب الحرارة والتوتر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك لماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف؟ (جامعة روتشستر)

هل يؤثر انقطاع الطمث لدى النساء على صحة أدمغتهن؟

تُعدّ الهبات الساخنة والأرق وتقلبات المزاج جزءاً مزعجاً من انقطاع الطمث لدى كثير من النساء. لكن زيادة أعراض انقطاع الطمث قد تعني أيضاً تدهوراً في صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك انخفاض مستويات فيتامين «د» قد تسبب ضرراً لصحة العظام (رويترز)

8 علامات تحذيرية تُشير إلى انخفاض مستويات فيتامين «د» لديك

يُعد فيتامين «د» من أهم العناصر الغذائية، فهو ضروري للحفاظ على قوة العظام، وصحة الجهاز المناعي، والحيوية العامة... فما علامات نقصه في جسمك؟ وكيف تُعززه؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة باكستانية ترفع الأثقال في صالة للألعاب الرياضية (إ.ب.أ)

هل يمكن لرفع الأثقال حمايتك من الخرف؟

اعتباراً من عام 2021، قدَّر الباحثون أن نحو 57 مليون شخص حول العالم يُعانون من الخرف، وهي حالة عصبية تؤثر في ذاكرة الشخص.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
TT
20

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)

تنتشر «المواد المضافة للأغذية» في كل مكان هذه الأيام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في استهلاك الأغذية المصنعة. ومع ذلك، ورغم انتشار استخدامها على نطاق واسع، ما زلنا لا نعرف سوى القليل نسبياً عن كيفية تفاعل هذه المواد، وكيف يمكن أن تؤثر على صحتنا، وفق ما ذكره موقع «نيوز ميديكال» المختص بالأخبار الطبية.

«المواد المضافة للأغذية» هي مواد تضاف في المقام الأول إلى الأغذية المُصنعة، لأغراض تقنية. على سبيل المثال: لتحسين السلامة، أو زيادة الوقت الذي يمكن فيه تخزين الطعام، أو تعديل الخصائص الحسية للطعام، أو الحفاظ على نكهته، أو تحسين مذاقه أو مظهره.

وبحثت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «PLOS» الطبية هذا الأمر بمزيد من التفصيل، حيث بحثت في كيفية ارتباط «المواد المضافة للأغذية» الشائعة بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وتمثل الأطعمة فائقة المعالجة حالياً ما بين 15 إلى 60 في المائة من استهلاك الطاقة اليومي في الدول الصناعية. وتربط أدلة متزايدة هذه الأطعمة بأمراض التمثيل الغذائي، ربما بسبب سوء جودتها الغذائية واحتوائها على «المواد المضافة للأغذية».

ويتم خلط كثير من هذه المواد «بشكل روتيني» مع الطعام، ورغم إجراء تقييمات سلامة لكل مادة مضافة منهم على حدة، لم تخضع الخلطات لنفس مستوى التدقيق، على الرغم من استهلاكها من قبل مليارات الأشخاص.

وغالباً ما اعتمدت الموافقات السابقة التي أجازت استخدام هذه المواد على اختبارات «تقييم المخاطر السُمية» الأساسية فقط. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض هذه المواد المضافة قد تُسبب التهابات، وتُعطل ميكروبات الأمعاء، وتُساهم في مشكلات التمثيل الغذائي. ووجدت إحدى الدراسات زيادة في فرط النشاط لدى الأطفال الذين استهلكوا مثل هذه المواد.

وربطت دراسة سابقة بعض المُحليات والمستحلبات الصناعية بأمراض مزمنة، مثل داء السكري من النوع الثاني، إلا أنها لم تتناول كيفية تفاعل تركيبات المواد المُضافة وتأثيرها على الصحة الأيضية.

ووفق موقع «نيوز ميديكال»، ركّز بحث حديث بشكل خاص على مخاطر خلط هذه الإضافات معاً. وشملت هذه الدراسة واسعة النطاق أكثر من 108 آلاف مشارك، بمتوسط ​​عمر 42.5 عام، وتم تتبعهم على مدى نحو 7.7 سنة.

وتُعدّ هذه أول دراسة رئيسية تُقيّم التعرض طويل الأمد لخلطة «المواد المُضافة للأغذية» لدى مجموعة سكانية كبيرة، وتربطه بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وخلال فترة الدراسة، شُخِّص 1131 مشاركاً بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وأثبتت الدراسة ارتباطاً بين التعرض لبعض هذه الخلطات وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وفي حين أن الآليات الدقيقة وراء زيادة خطر الإصابة بالسكري لا تزال غير واضحة، فإن اختلال ميكروبيوم الأمعاء يُعدّ فرضيةً رئيسية. ومن المعروف أن بعض «المواد المُضافة للأغذية» تؤثر على أيض الغلوكوز عن طريق تغيير بكتيريا الأمعاء.

ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج، وكشف الآليات البيولوجية التي تشرح هذه الزيادة في خطر الإصابة بالسكري، تدعم هذه الدراسة توصيات الصحة العامة بالحدّ من التعرض لـ«المواد المُضافة للأغذية» غير الأساسية.