الطيران الروسي يستأنف غاراته الجوية على إدلب

دخان يتصاعد جراء القصف على قرية حفسرجة في إدلب أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد جراء القصف على قرية حفسرجة في إدلب أمس (أ.ف.ب)
TT
20

الطيران الروسي يستأنف غاراته الجوية على إدلب

دخان يتصاعد جراء القصف على قرية حفسرجة في إدلب أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد جراء القصف على قرية حفسرجة في إدلب أمس (أ.ف.ب)

قُتل وجرح 17 مدنياً، منهم أطفال ونساء، في حصيلة غير نهائية، صباح أمس (الخميس)، بقصف جوي روسي جديد طال قرى وتجمعات سكنية بريف إدلب، شمال غربي سوريا.
ولجأ أهالي المناطق المستهدفة إلى العراء نتيجة تصاعد حدة الغارات الروسية على منازلهم، تزامناً مع تحليق طائرات استطلاع في الأجواء، وأطلقت مناشدات لإنقاذ الجرحى من تحت الأنقاض.
وأفاد شهود عيان بأن «3 مقاتلات روسية نفذت بالتناوب، 16 غارة جوية متتالية، بصواريخ فراغية شديدة الانفجار على قرى سهل الروج وحفسرجة بريف إدلب الغربي، وغارة على منشأة صناعية للأحجار والرخام وأخرى على مزرعة دواجن».
وقالت إن هذه الغارات أدت إلى مقتل 5 مدنيين، بينهم طفل، وإصابة 12 مدنياً بجروح خطيرة، في حصيلة غير نهائية، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، وطواقم الإسعاف، تواصل أعمالها في إزالة الأنقاض بحثاً عن ناجين.
وأضافت أن «عشرات العائلات نزحت من قرى الغفر وحفسرجة وسيجر والشيخ يوسف والبلدات المحيطة بريف إدلب الغربي، إلى السهول الزراعية والعراء، عقب مناشدات وتحذيرات أطلقتها مراصد الطيران (المعارضة) العاملة في المنطقة، بعدما تصاعدت حدة الغارات الجوية على مناطقهم».
وحلّق عدد من طائرات الاستطلاع الروسية في الأجواء، تزامناً مع قصف المنطقة بصواريخ روسية من طراز «طوشكا»، وسماع دوي انفجارها في كل أنحاء المنطقة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره لندن، إن «طائرات حربية روسية شنت غارات جوية على مناطق في محيطي حفسرجة وسيجر، وقرب قرية الغفر في منطقة سهل الروج بريف إدلب الغربي». ولفت إلى أن هذه الضربات «هي الأولى في شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، وجاءت بعد أكثر من أسبوع من الضربات الأخيرة في 31 أغسطس (آب) الماضي، حين استهدفت المقاتلات الروسية محيط مدينة إدلب وبلدة حفسرجة، الواقعة ضمن منطقة بوتين - إردوغان، أو ما تُعرف بمنطقة خفض التصعيد، من دون أن ينتج عنها أي خسائر بشرية.
وكانت طائرات حربية روسية نفذت غارات جوية مماثلة في 23 أغسطس (الماضي)، استهدفت خلالها حرش مدينة إدلب، حيث توجد مقرات ومعسكرات للفصائل في المنطقة.
وحمّل نشطاء معارضون في شمال غربي سوريا، تركيا والمجتمع الدولي، مسؤولية ما تتعرض له مناطق إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية - التي تؤوي أكثر من 4 ملايين ونصف المليون نسمة من المدنيين نصفهم من النازحين - من تصعيد متواصل من قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها، إضافة إلى الغارات الجوية المكثفة للطيران الحربي الروسي بين الحين والآخر، التي تستهدف أغلبها المناطق المأهولة بالسكان، وتتسبب بقتلى وجرحى في صفوف المدنيين. في وقت تراجع حجم المساعدات الإنسانية والطبية من قبل المنظمات الدولية (المانحة)، كما تراجع عدد المراكز الطبية في المناطق، بسبب تعرضها لقصف جوي روسي وبري من قبل قوات النظام السوري في وقت سابق، وخروجها عن الخدمة.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».