«ميّاس» اللبناني يقترب من قطف «الحلم» الأميركي

سايمون كاول قال «إن الفريق الذي سيغير العالم»

فريق «ميّاس» اللبناني أبهر العالم
فريق «ميّاس» اللبناني أبهر العالم
TT

«ميّاس» اللبناني يقترب من قطف «الحلم» الأميركي

فريق «ميّاس» اللبناني أبهر العالم
فريق «ميّاس» اللبناني أبهر العالم

انتظر اللبنانيون حتى ساعات الصباح الأولى ليقفوا على نتيجة التصويت لفريق الرقص اللبناني «ميّاس». فتأهلهم إلى مرحلة النهائيات في مسابقة «أميركاس غوت تالنت» هو الخبر الذي سيثلج قلوبهم. وبالفعل خرج الدخان الأبيض عند الثالثة فجراً من صباح أمس (الخميس)، ليؤكد اجتيازهم مرحلة نصف النهائيات واقترابهم من تحقيق الحلم بعد حصدهم نسبة أصوات عالية، أمنت لهم الانتقال إلى مرحلة النهائيات في البرنامج المذكور.
وكان اللبنانيون قد تابعوا فجر الثلاثاء مرور فريق «ميّاس» في «أ. جي. تي» «أميركاس غوت تالنت» في مرحلة نصف النهائيات ضمن لوحة راقصة أبهرت لجنة الحكم في البرنامج كما الحضور في استوديو التصوير، وحملت عنوان «الطبيعة الأم» (Mother nature). ومنذ ذلك اليوم حتى صباح أمس، تصدر الفريق الـ«تراند» في وسائل التواصل الاجتماعي. ونظمت له شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال «إل بي سي آي» حملات مكثفة للترويج له ولتحفيز المغتربين اللبنانيين في أميركا للتصويت لهم.
5 أيام تفصل فريق «ميّاس» واللبنانيين عن مرحلة تحقيق الحلم. وسيتبارز في مرحلة النهائيات أمام الأسترالية كريستي سيلرز وهي أم لولدين قدّمت بمفردها عرضاً راقصاً، واستطاعت أن تحصد نسبة أصوات مرتفعة من قبل المشاهدين، مما خولها التأهل لمرحلة النهائيات.


تصميم الفستان الأزرق المصنوع من قماش المخمل (الشرق الأوسط)

وجاء رد فعل فريق «ميّاس» مؤثراً لدى إعلان مقدم البرنامج تيري كروز تأهلهم للنهائيات. فصرخت الفتيات الـ36 ابتهاجاً، وتقدمت إحداهن المسرح لتشكر صوفيا فيرغارا عضو لجنة الحكم. فهي كانت السبب بتأهل الفريق للمراحل النهائية بعد ضغطها على الزر الذهبي في حلقة سابقة، الذي يؤهل المتسابق على اجتياز مراحل عدة والتأهل للعروض المباشرة.
وكانت لوحة الرقص التي قدمها الفريق تحت عنوان «الطبيعة الأم» قد أبهرت أعضاء لجنة الحكم في البرنامج، فوقفوا يصفقون طويلاً لها إعجاباً، في حين اعتلت فيغارا المسرح لتضم الفريق وتغمره لتهنئه على إنجازه. وعلق سايمون كاول على لوحة «ميّاس» بالقول: «هذه اللوحة لن تغير حياتكم فحسب بل ستغير العالم. كل الاحترام». في حين عدّ هوي ماندل عضو آخر في اللجنة، بأن ما شاهده كان أجمل ما تابعه في هذا البرنامج منذ بداياته. ورأت هايدي كلوم أن الفرقة أصبحت جاهزة لدخول عالم لاس فيغاس.
وعلّق نديم شرفان مؤسس الفريق ومدربه إثر إعلان النتيجة، بأن ما قاله له سايمون مؤثر جداً. «لقد قال لي يا ليتني أملك نصف موهبتك».
إذن اللبنانيون هم على موعد في 13 و14 سبتمبر (أيلول) المقبل، لمتابعة نهائيات البرنامج. فبعد تقديم لوحة الرقص الأخيرة في اليوم الأول، سيصار إلى إعلان نتيجة الفائز في البرنامج اليوم الثاني.
وأشار نديم شرفان إلى أن فكرة عرض النهائيات موجودة وتتطلب تخطييها لتصبح مكتملة.
ولفت الفريق بأدائه المحترف ملايين المشاهدين كما تناولت الأحاديث والتعليقات كثيراً، الأزياء التي كُنّ يرتدينها. فهي جاءت بتصاميمها لتبرز حركاتهم على المسرح سيما أنها حملت ألوان الطبيعة التي طغى عليها الترابي. فتنوعت ما بين البرونز والذهبي والأخضر وجميعها تشير إلى ألوان الطبيعة والشجر، وتحديداً من رأسها حتى جذعها.
وفي المناسبة كان لـ«الشرق الأوسط» لقاء مع مصممة أزياء الفريق إليان زيادة التي تحدثت عن كواليس تصميم أزياء الفريق والصعوبات التي واجهتها. فالأزياء التي يرتدينها صبايا الفريق يُنجزها فريق محترف يتألف منها وزميلتها كريستي سماحة، إضافة إلى إيلي خطار المسؤول عن قسم التنفيذ الإبداعي في الفريق.
وتعلق زيادة: «لقد آمنت بموهبة نديم شرفان منذ اللحظة الأولى للقائي به. وجلسنا معاً طويلاً نناقش نوعية الأقمشة وخطوط التصاميم التي تلائم فكرة العرض الراقص الذي سيقدمه بعنوان «الطبيعة الأم»، وتتابع: «عملنا كفريق لأكثر من 3 أشهر لتنفيذ مجموعة الأزياء هذه. وكانت الفكرة مغايرة عن تلك التي رأيتموها في العرض. ومع الوقت تبلورت فمرت بمراحل عدة إلى حين وصولها مكتملة كما شاهدتموها اليوم».


إليان زيادة مصممة أزياء فريق «ميّاس» (الشرق الأوسط)

تفاصيل عدة أخذتها زيادة وفريق التصميم بعين الاعتبار. «كان علينا أن نقف على نوعية قماش مريح يوفر للراقصات التحرك براحة وحرية. كما أننا لجأنا إلى التصميم الغرافيكي لطبع جلد الحية على الأكمام المصنوعة من قماش الليكرا؛ وللقيام بهذه المهمة كان علينا التقيد بتفاصيل وقياسات دقيقة لتبرز الأزياء بأجمل حلة. ووصلنا إلى هذا الخيار بالألوان بعد دراسة دقيقة للإضاءة التي سترافق العرض والقصة التي يحملها. فكان نديم يتخيل الصورة وأنا أنفذها وجاء اختيارنا لزي الـ«جامب سوت» مناسباً لإبراز اللياقة عند الحية الحاضرة في اللوحة، وولادة الحياة في الطبيعة الميتة. وكان ملائماً لتسليط الضوء على الحركات الراقصة للفريق. وهو صمم لارتدائه على طول الجسم حتى كعب القدمين. وهنا كان لا بد من التفكير بكيفية تثبيته من الأسفل كي لا تتعرض الراقصات إلى حوادث انزلاق على خشبة المسرح. أما التصاميم الخاصة بأيادي الفريق فكان من الضروري أن تعبر عن مشهدية الطبيعة وأغصان الشجر. فاضطررنا إلى تطويل القفازات التي ترتديها الفتيات ورصعناها بين الأصابع بإكسسوارات تبرز كل حركة يقمن بها».
تبقى التعديلات على الأزياء واردة حتى اللحظة الأخيرة بالنسبة لنديم شرفان وتوضح زيادة: «لاحظت خلال العرض إضافة الرقائق اللماعة (paillettes) على الأكمام كي تتفاعل مع إضاءة الاستوديو، وهو أمر عُدّل قبيل تقديم العرض بساعات قليلة حسب اعتقادي».
ومن اللقطات الراقصة التي سرقت عين المشاهد في لوحة «الطبيعة الأم» كانت تلك التي تخلع فيها الأرض ثوبها لتولد من جديد. بحيث يتمزق فستانها مباشرة على المسرح ويسقط أرضاً لتبدأ مرحلة الولادة بزي مستوحى من أزياء الرقص الشرقي. «في هذه اللوحة استخدمنا قماش المخمل الأزرق وصممناه ليُفكّ بسهولة وبثوانٍ قليلة. ولتظهر بوضوح الولادة الجديدة للطبيعة مع أوراق الشجر وغصونها ذات الألوان البرونزية والخضراء».
وعما إذا بُحث في أزياء من الفولكلور اللبناني لتنفيذ هذه التصاميم ترد: «لم ندخل في هذا الباب بتاتاً، ولكن لبنان يسكننا بصورة تلقائية بثقافته وتاريخه وفنّه. فحاولنا وببساطة المزج بين روح الشرق والغرب، حتى إننا ركنا إلى استعمال أشياء لا تستخدم عادة في تصميم الثياب. وكان الـ«جامب سوت» مطروحاً بشكل أساسي وعدّلنا فيه كي يخدم الصورة».
وتحكي اللوحة التي قدمتها الفرقة عن المرأة الـ«meduse» والحية تحيط بها على طبيعة ميتة لا حياة فيها. ولتولد من جديد في تصميم تعبيري راقص تختفي الفتيات خلاله عن الوجود. ولتتحدنّ معاً كشجرة ضخمة ذات جذور صلبة يخرج منها جسد متحرك لا يلبث أن يزوّد الطبيعة بالحياة.
وأشارت زيادة إلى أن أزياء اللوحة النهائية للفريق جاهزة بناء على طلب من إدارة برنامج «أميركاس غوت تالنت» التي تطلب من المتسابقين تجهيز اللوحات سلفاً، التي سيقدمونها في حال وصلن النهائيات.
وعما حملتها لها هذه التجربة تختم إليان زيادة لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كانت رائعة سيما أنها تسلط الضوء على لبنان الإبداع، وذكرتني في مشاركتي لبرنامج مسابقة (ميس فاشين). فقد غمرتني مشاعر الحماس والتنافس نفسها. كنت أتمسك بتعاوني مع نديم كي تصل أصداء لبنان الجمال العالم. فنديم لطالما ردد أمامي بأنه يحمل لبنان على أكتافه».
وفي انتظار النتائج النهائية للمسابقة، يمسك اللبنانيون بقلوبهم متمنين الفوز لـ«ميّاس» الذي يشكل بارقة أمل يحتاجونها. ومن المتوقع أن تكون المنافسة قوية بين المتسابقين كريتسي الأسترالية و«مياس» اللبناني. فهما يتمتعان بمواصفات الإبداع المتميز في فن الرقص كل على طريقته.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

وزير الدفاع الألماني: بعد الإطاحة بالأسد أعطوا فرصة للحكام الجدد في سوريا

لقطة جوية تظهر رجلاً سورياً يلوح بعلم الاستقلال السوري في ساحة الأمويين بوسط دمشق (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر رجلاً سورياً يلوح بعلم الاستقلال السوري في ساحة الأمويين بوسط دمشق (أ.ف.ب)
TT

وزير الدفاع الألماني: بعد الإطاحة بالأسد أعطوا فرصة للحكام الجدد في سوريا

لقطة جوية تظهر رجلاً سورياً يلوح بعلم الاستقلال السوري في ساحة الأمويين بوسط دمشق (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر رجلاً سورياً يلوح بعلم الاستقلال السوري في ساحة الأمويين بوسط دمشق (أ.ف.ب)

عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، دعا وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إلى زيادة التعاون؛ لتحقيق استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط. وعلى هامش محادثات حكومية في العراق، وعد الوزير بمشارَكةٍ ألمانيةٍ أكبر في العراق حال كانت هناك رغبةٌ في ذلك. وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، قال إن التعاون مع الحكام الجدد قد يكون ممكناً في ظل ظروف معينة.

وأضاف بيستوريوس: «في الأشهر المقبلة سيدور الأمر بالطبع حول تصميم أشكال جديدة للتعاون الأمني في المنطقة؛ من أجل توضيح أننا نتحمَّل مسؤوليةً هنا، ونريد الاستمرار في تَحمُّل المسؤولية في المستقبل أيضاً بالنظر إلى سوريا»، موضحاً أن هذا يوسع «بشكل واضح مجدداً نطاق المهام».

والتقى بيستوريوس رئيسَ الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ووزيرَ الدفاع العراقي ثابت العباسي في بغداد. وقال بيستوريوس إن كليهما أكد تقارير حول التهديد المستمر من تنظيم «داعش». ثم توجَّه بيستوريوس جواً؛ لإجراء محادثات في المنطقة الكردية بشمال العراق. ويعتزم الوزير التوجُّه إلى تركيا في يناير (كانون الثاني) المقبل؛ لإجراء محادثات، حيث تعتزم أنقرة إبقاء نفوذ الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا عند أدنى مستوى ممكن، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وفي بغداد زار بيستوريوس معسكر «يونيون 3» العسكري الذي يتمتع بحماية مشددة، حيث يقيم نحو 50 جندياً ألمانياً، يعمل معظمهم مستشارين عسكريين في مؤسسات. ولم يشهد المعسكر والمنطقة المحيطة به أي هجمات منذ أشهر، على الرغم من وجود تقارير عن تحليق طائرات مسيَّرة، ومحاولات تجسس.

وخلال توقفه في الأردن، تطرَّق بيستوريوس أيضاً إلى الهجمات الإسرائيلية المكثفة على منشآت عسكرية سورية ومستودعات أسلحة، وقال إنه نظراً للوضع غير المستقر في سوريا، فلا بد من «النظر إلى هذا الأمر في سياق أوسع»، وفهمه بوصفه إجراءً للأمن الإقليمي وخارجه.

وقال بيستوريوس: «فكرة أن أسلحة الغاز السام المُنتَجة من مصانع سورية، على سبيل المثال، يمكن أن ينتهي بها المطاف في الأيدي الخطأ وأن تلعب دوراً في هجمات ذات دوافع متشددة في أي مكان في العالم يصعب احتمالها».

وعقب الإطاحة بالأسد وانهيار جهاز سلطته، يعتقد بيستوريوس بأن ألمانيا بحاجة إلى الانخراط بشكل أكبر في المنطقة. وقال في مقابلة مع محطة «إيه آر دي» الألمانية التلفزيونية في بغداد: «يجب ألَّا ننسحب تحت أي ظرف من الظروف. بسبب سقوط الأسد في سوريا، لم يعد من الواضح في أي اتجاه ستتطور المنطقة، وفي أي اتجاه ستتطور سوريا».

وذكر الوزير أن «أوروبا وألمانيا لا تستطيعان ولا ينبغي لهما القبول بأن تكونا مجرد متفرجتَين هنا»، مشيراً في ذلك إلى أهمية المنطقة، موضحاً أن هذا قد يعني بالنسبة لألمانيا أيضاً التعاون مع الحكام الجدد في «سوريا الجديدة»، وذلك «إذا استغلوا الفرصة المتاحة لهم الآن واستطاعوا بسرعة ضمان بعض الهدوء الذي يمكننا البناء عليه بعد ذلك».

ويشارك الجيش الألماني في العراق، ومن الأردن بنحو 300 جندي، في مهام دولية لتحقيق الاستقرار في إطار التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة (عملية العزم الصلب) لمحاربة تنظيم «داعش»، ومهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق.

وقد حثَّ العراق أخيراً على أن تحلَّ أشكالٌ أخرى من التعاون الثنائي محلَّ عملية «العزم الصلب». كما أعربت الولايات المتحدة أخيراً عن رغبتها في إعادة تنظيم وجودها العسكري في العراق تدريجياً، بعيداً عن التحالف العسكري الدولي في البلاد، ونحو شراكة أمنية ثنائية.