ألبانيا تقاطع إيران بسبب هجمات إلكترونية... وتعهد أميركي بالرد

تحذيرات من تصاعد التهديدات السيبرانية ضد دول «الناتو» مع تعثّر المفاوضات النووية

شرطي ألباني يقف أمام بوابة السفارة الإيرانية في تيرانا أمس (أ.ف.ب)
شرطي ألباني يقف أمام بوابة السفارة الإيرانية في تيرانا أمس (أ.ف.ب)
TT

ألبانيا تقاطع إيران بسبب هجمات إلكترونية... وتعهد أميركي بالرد

شرطي ألباني يقف أمام بوابة السفارة الإيرانية في تيرانا أمس (أ.ف.ب)
شرطي ألباني يقف أمام بوابة السفارة الإيرانية في تيرانا أمس (أ.ف.ب)

أعلنت ألبانيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وأمرت طاقمها بالمغادرة في غضون 24 ساعة، على خلفية إحباط هجوم إلكتروني استهدف مؤسسات حكومية ألبانية في منتصف يوليو (تموز) الماضي، في خطوة أيّدتها الولايات المتحدة، متعهدة باتخاذ إجراءات للرد على الهجوم الذي استهدف حليفتها العضو في حلف شمال الأطلسي.
وقال رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، في بيان مصور: «قررت الحكومة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ على الفور»، مضيفاً أن «رد الفعل الصارم... يتناسب تماماً مع خطورة وجسامة الهجوم الإلكتروني الذي هدد بشلّ الخدمات العامة ومحو الأنظمة الرقمية واختراق سجلات الدولة وسرقة المراسلات الإلكترونية الداخلية الحكومية، وإثارة الفوضى والانفلات الأمني في البلاد»، مؤكداً أن «تحقيقاً معمّقاً قدّم لنا دليلاً لا لبس فيه» على أن الهجمات «دبّرتها ورعتها» طهران، حسب «رويترز».
وقالت الحكومة الألبانية إن أساليب المتسللين مماثلة لهجمات العام الماضي في دول أعضاء بحلف الناتو، بما في ذلك ألمانيا، وليتوانيا، وهولندا، وبلجيكا.
بدوره، أدان البيت الأبيض «بشدة» الهجوم السيبراني الإيراني على ألبانيا والإضرار عمداً بالبنية التحتية للحكومة الألبانية، ملوحاً باتخاذ تدابير إضافية لمحاسبة النظام الإيراني على الأعمال التي تهدد أمن حليف للولايات المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريين واتسون، في بيان، صباح الأربعاء، إن «الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم الإلكتروني الإيراني ضد حليفتنا في الناتو، ألبانيا». وأضاف البيان أن الهجوم الإلكتروني الإيراني ضد ألبانيا «غير مسؤول»، مشددة على أنه «يشكل سابقة مقلقة».
وقال البيان: «يتجاهل سلوك إيران معايير السلوك المسؤول للدولة في زمن السلم في الفضاء الإلكتروني، الذي يتضمن قاعدة بشأن الامتناع عن إتلاف البنية التحتية الحيوية التي توفر الخدمات للجمهور»، لافتاً إلى أن «الإضرار عمداً بالبنية التحتية يشكل خطراً متزايداً لإلحاق الأذى بالسكان وقد يؤدي إلى التصعيد والصراع».
وقالت شركة مانديانت الأميركية لأمن الإنترنت، التي أشارت إلى الهجوم في منشور على مدونة في وقت سابق هذا الشهر، إن المجموعة، التي تربطها صلات بإيران، شنّت هجوماً معقداً، استخدمت فيه برنامجاً خبيثاً لمحو البيانات ضد المعارضين الإيرانيين.
وقال جون هولتكويست، نائب رئيس قسم الاستخبارات في «مانديانت»، في بيان عبر البريد الإلكتروني: «ربما يكون هذا أقوى ردّ علني على هجوم إلكتروني شاهدناه على الإطلاق... وفي حين أننا رأينا مجموعة من التداعيات الدبلوماسية الأخرى في السابق، فإنها لم تكن شديدة أو واسعة النطاق مثل هذا الإجراء».
وأوضحت «مانديانت» أن برامج فيروسات الفدية يتم استخدامها بكثرة في عمليات الابتزاز الإجرامي الهادفة للربح، وقد تزايد استخدامها أيضاً لتحقيق غايات سياسية، خاصة من قبل إيران.
وحذّر مسؤولو الشركة، في بيان، من أن «هذا النشاط يشكل تهديداً نشطاً للمنظمات العامة والخاصة في الدول الأعضاء الأخرى في الناتو». وأضاف البيان: «مع استمرار تعثر المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني، فإن هذا النشاط يشير إلى أن إيران قد تشعر بقدر أقل من ضبط النفس في شنّ عمليات هجوم الشبكة الإلكترونية في المستقبل».
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من اتهام الجبل الأسود العضو في حلف شمال الأطلسي مجموعة إجرامية تُدعى «كوبا رانسوم وير» بشنّ هجوم رقمي على البنية التحتية لحكومتها، وصفه مسؤولون هناك بأنه غير مسبوق.
وقال هولتكويست: «على الرغم من أن الحادثين قد يكونان غير مرتبطين، فإن الاضطرابات المتكررة في البنية التحتية الحكومية تمثل اتجاهاً ينذر بالخطر».
وتوترت العلاقات بين طهران وتيرانا في السنوات الأخيرة بعدما وافقت الدولة الواقعة في منطقة البلقان على أن تستقبل على أراضيها 3000 من أعضاء في منظمة «مجاهدي خلق»، أبرز فصائل المعارضة الإيرانية في المنفى، بناء على طلب من واشنطن والأمم المتحدة في 2013. وتتخذ «مجاهدي خلق» من مخيم بالقرب من دوريس، الميناء الرئيسي في البلاد، مقراً لها.
وأرجأت منظمة «مجاهدي خلق» في يوليو اجتماعاً في ألبانيا، مخصصاً للدعوة إلى تغيير النظام في إيران، «بناء على توصيات من الحكومة الألبانية، لأسباب أمنية، وبسبب تهديدات إرهابية ومؤامرات».
وقبل إلغاء المؤتمر، حذرت السفارة الأميركية في تيرانا بشكل منفصل من «تهديد محتمل» يستهدف القمة، حاضّة مواطنيها في ألبانيا على تجنب الحدث وعدم لفت الأنظار. وقالت السفارة إن «الحكومة الأميركية تدرك وجود تهديد محتمل يستهدف القمة العالمية لإيران الحرة». وفتحت النيابة الألبانية تحقيقات في حلقة تجسس محتملة، واستجوبت عدداً من الأشخاص، لكن لم تنشر النتائج.
ولاحقاً، اقترحت وكالة أنباء «فارس»، التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، أن تستهدف إيران جماعة «مجاهدي خلق» التي تتخذ من ألبانيا مقراً لها، بطائرات مسيرة وصواريخ. وقالت الوكالة إن «(استخدام) الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الإيرانية لضرب مقر منظمة (مجاهدي خلق) في ألبانيا لا يواجه أي حظر قانوني، وعلى سلطات طهران وضع العمل العسكري على جدول الأعمال بعد توجيه التحذير اللازم للحكومة الألبانية».
وفي 30 يونيو (حزيران) 2018، كان يفترض أن يستهدف تفجير في فيلبانت، بالقرب من باريس، التجمع السنوي الكبير للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو تحالف من المعارضين، يضم في صفوفه حركة «مجاهدي خلق».
في اليوم نفسه من ذلك العام، أوقفت الشرطة البلجيكية زوجين بلجيكيين من أصل إيراني يعيشان في أنتويرب، بالقرب من بروكسل، وبحوزتهما 500 غرام من بيروكسيد الأسيتون المتفجر، وصاعق، في سيارتهما. وجرى توقيفهما في اللحظة الأخيرة، وتمكنت المعارضة من عقد تجمعها الذي حضرته شخصيات مهمة.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إردوغان يطالب أوجلان بحل «العمال الكردستاني» ويرفض إطلاق سراحه

إردوغان متحدثاً خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم الأربعاء (الرئاسة التركية)
إردوغان متحدثاً خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم الأربعاء (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يطالب أوجلان بحل «العمال الكردستاني» ويرفض إطلاق سراحه

إردوغان متحدثاً خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم الأربعاء (الرئاسة التركية)
إردوغان متحدثاً خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم الأربعاء (الرئاسة التركية)

أبدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ترحيباً بالخطوات المتخذة على صعيد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان بهدف إنهاء الإرهاب في تركيا لكنه أكد أنه ليس من الوارد العفو عنه أو إطلاق سراحه ووضعه قيد الإقامة الجبرية.

وفي تعليق على الحوار الذي انطلق بمبادرة من حليفه رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، لحل حزب «العمال الكردستاني» وإلقاء أسلحته وإنهاء الإرهاب في تركيا من خلال دعوى يطلقها أوجلان من خلال البرلمان التركي، مع الوعد بالنظر في إجراءات لإطلاق سراحه، قال إردوغان: في حال «إطلاق الدعوة اللازمة» واتخاذ المسلحين الخطوات اللازمة، فإن تركيا كلها ستفوز.

وأضاف إردوغان خلال كلمة أمام المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم الأربعاء أنه «إذا لم تستجب المنظمة الإرهابية حزب (العمال الكردستاني) لمثل هذه الدعوة (حل الحزب)، وإذا لم تظهر الهياكل التابعة لها الإرادة المتوقعة منها، فإننا سنحقق هدفنا المتمثل في (تركيا من دون إرهاب)، من خلال وسائل أخرى... المنظمة الإرهابية تقترب من نهايتها».

إردوغان متحدثاً خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم الأربعاء (الرئاسة التركية)

وتابع: «نحن لا نتراجع عن حل مشكلاتنا المزمنة بطريقة بناءة تجاه التطورات في المنطقة، هناك قضية إرهاب مستمرة منذ 40 عاماً، وشهدنا خلال الأشهر الأخيرة سلسلة من التطورات، إذا استجابت المنظمة فإن ذلك سيكون لصالح الجميع الأتراك والأكراد والعرب والتركمان».

الحوار مع أوجلان

وقال الرئيس التركي «إن هدفنا هو إزالة حواجز الإرهاب وتعزيز روابط الأخوة، ورأينا الاتصالات التي أجريت في الفترة الأخيرة بعد المبادرة التي أطلقها السيد دولت بهشلي رئيس حزب (الحركة القومية) شريك (العدالة والتنمية) في (تحالف الشعب)، وكان موقف غالبية الأحزاب إيجابياً من خلال اللقاءات التي أجريت معها، الجميع، باستثناء بعض الأحزاب، (في إشارة إلى حزبي الجيد والنصر القوميين)، يدعمون تركيا خالية من الإرهاب، ويسعدنا أن نسمع أن الجهات الفاعلة الأخرى تتصرف أيضاً بروح المسؤولية».

وأجرى وفد من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» على مدى الأسابيع الماضية لقاءات بدأت بالاجتماع مع أوجلان في محبسه بسجن جزيرة إيمرالي في جنوب بحر مرمرة غرب تركيا، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أكد خلاله الاستعداد لتوجيه النداء اللازم لـ«العمال الكردستاني» لإلقاء السلاح، على أن يشارك البرلمان والأحزاب السياسية في هذه العملية.

وأجرى الوفد المؤلف من نائبي الحزب، المؤيد للأكراد، لقاءات مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش وقادة وممثلي أحزاب البرلمان، وسياسيين أكراد سجناء، وينتظر أن يعقد لقاء ثانياً مع أوجلان.

مظاهرة لأنصار أوجلان للمطالبة بالإفراج عنه (رويترز)

ونفى إردوغان أن تكون العملية الحالية تتضمن عفواً عن أوجلان، الذي أمضى بالسجن 25 عاماً من عقوبة بالسجن مدى الحياة لتأسيسه وقيادته منظمة إرهابية، قائلاً: «لا يوجد شيء اسمه عفو، لا عفو عن قتلة الأطفال».

وقال إردوغان رداً على أسئلة لنواب الحزب الحاكم، عما إذا كان سيتم العفو عن أوجلان أو الإفراج عنه ووضعه تحت الإقامة الجبرية، إنه «لا يوجد شيء اسمه العفو أو الإقامة الجبرية، الرجل نفسه (أوجلان) لا يريد الخروج من السجن، من أين تأتي هذه الأشياء؟ لا عفو عن قتلة الأطفال».

انتقادات للمعارضة

على صعيد آخر، شن إردوغان هجوماً حاداً على زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، وحزبه، قائلاً إنهم لا يفهمون دور تركيا ولا سياستها الخارجية، ولا يجيد السيد أوزال سوى لعب الأوراق، ورفع «البطاقات الحمراء».

وقال: «لقد شهدنا في الأيام الأخيرة مرة أخرى مستوى المعارضة في بلادنا، عندما يتعلق الأمر بالكلمات، يقول السيد أوزال إنه يجلس في مقعد مصطفى كمال أتاتورك، لكن عندما نأتي إلى الأفعال نجده يتصرف بلا جدية، وكأننا لسنا أمام حزب كبير وإنما مسرحية في مدرسة ابتدائية».

أوزال ونواب حزب «الشعب الجمهوري» رافعين البطاقات الحمراء ضد إردوغان وحكومته في البرلمان التركي الثلاثاء (موقع الحزب)

وفي إشارة إلى حملة «البطاقة الحمراء» التي أطلقها أوزال بهدف إجبار إردوغان على الدعوة للانتخابات المبكرة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية ومستوى المعيشة لغالبية الشعب التركي، قال إردوغان: «يقولون إنهم سيظهرون البطاقة الحمراء، لكنهم لا يعرفون شيئاً عن ذلك، هذه وظيفتنا».

وأضاف متهكماً: «(لعبة الورق) تناسب شخصية حزب (الشعب الجمهوري) أكثر لأنها لا تتطلب الكثير من الجهد والمتاعب، السابقون عاشوا حياة الفراشة، وتمكنوا من الاستمرار في ذلك لفترة أطول قليلاً، لكن لا ينبغي لهم أن ينجرفوا وراء هذه اللعبة كثيراً. فهي لها حيلها الخاصة، وخدعها، لديهم العديد من البدائل التي يمكنهم القيام بها باستخدام البطاقات».

وختم إردوغان: «ناخبو حزب (الشعب الجمهوري) هم الأكثر قدرة على تقييم الوضع المزري الذي وصل إلى مستوى المأساة».