الرئيس التونسي يطلق جولة مشاورات حول الانتخابات التشريعية

جانب من فضّ صناديق الاقتراع خلال الاستفتاء على الدستور في يوليو الماضي (رويترز)
جانب من فضّ صناديق الاقتراع خلال الاستفتاء على الدستور في يوليو الماضي (رويترز)
TT

الرئيس التونسي يطلق جولة مشاورات حول الانتخابات التشريعية

جانب من فضّ صناديق الاقتراع خلال الاستفتاء على الدستور في يوليو الماضي (رويترز)
جانب من فضّ صناديق الاقتراع خلال الاستفتاء على الدستور في يوليو الماضي (رويترز)

شرع الرئيس التونسي قيس سعيد في عقد سلسلة من الاجتماعات التشاورية مع عدد من الأطراف المهتمة بالشأن السياسي، وحول الخيارات التي اقترحها على التونسيين، بعد إقراره التدابير الاستثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021، وذلك قبل نحو 3 أشهر من موعد الانتخابات البرلمانية المنتظرة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وكان سعيد قد وضع إطاراً لتلك الاجتماعات، قائلاً إنها ستأخذ في الحسبان الملاحظات والاقتراحات التي سيتقدم بها الذين دعموا المسار الإصلاحي ليوم «25 يوليو»، وانخرطوا في عملية التأسيس الجديد، عكس «الذين يظهرون ما لا يبطنون، وتسللوا باسم هذا المسار من دون أن تكون لهم علاقة به»، وهو ما جعل عدداً من المراقبين يتحدثون عن إقصاء منتظر لعدد من الأحزاب التي حكمت خلال السنوات العشر الماضية، وعلى رأسها «حركة النهضة» وحزب «قلب تونس»، وحزب «ائتلاف الكرامة».
وبدأ سعيد هذه الاجتماعات مع زهير المغزاوي رئيس «حركة الشعب» المؤيدة للمشروع السياسي لقيس سعيد. وكان مركز الاهتمام الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي تختلط مع الملف السياسي وانتظارات التونسيين من وراء عملية الإصلاح السياسي التي قطعت مع منظومة الحكم التي كانت تتزعمها «حركة النهضة» بقيادة راشد الغنوشي.
وبعد لقاء رئيس الجمهورية، أكد المغزاوي أن الاستحقاق الانتخابي المقبل المتمثل في الانتخابات البرلمانية المقررة يوم 17 ديسمبر 2022، و«وشروط نجاح هذه المحطة الوطنية المهمة التي تنهي الوضع الاستثنائي وتقطع مع المرحلة السابقة، كانت من أهم النقاط المطروحة». وأشار إلى أن «الملف الاقتصادي والاجتماع مثل محوراً مهماً للقاء؛ وبخاصة سبل مواجهة الأزمة الحالية وتجاوزها».
وكان الرئيس التونسي هيأ لهذه الاجتماعات باستقبال فاروق بوعسكر رئيس «هيئة الانتخابات» ضمن الاستعدادات لهذه العملية. وأكد بوعسكر في هذا الخصوص أن «أهم مسألة مطروحة اليوم هي القانون الانتخابي الذي سينظم العملية الانتخابية، إلى جانب مسألة مراجعة تقسيم الدوائر الانتخابية التي سينص عليها القانون». وأوضح في تصريح له أن موضوع مراجعة تقسيم الدوائر الانتخابية «يطرح نفسه بحدة في ظل إمكانية إجراء الانتخابات التشريعية وانتخابات مجلس الجهات والأقاليم على القائمات أو على الأفراد، وهو ما يفترض أن يتم بالاعتماد على دوائر أضيق وناخبين أقل عددياً».
وأكد ضرورة أن يتزامن صدور القانون الانتخابي الجديد مع الأمر الحكومي المتعلق بتقسيم هذه الدوائر، وتحديد طبيعتها، «حتى تتمكن الهيئة من توزيع الناخبين على مراكز الاقتراع»، مشيراً إلى أن هذا الأمر يجب أن يصدر يوم 18 سبتمبر (أيلول) الحالي على أقصى تقدير مع انطلاق عملية تسجيل الناخبين.
وبشأن مشروع القانون الانتخابي الجديد الذي يعكف الرئيس التونسي على إعداده، وعرض مسودة له على هيئة الانتخابات للاطلاع عليه وإبداء الرأي، أكد التليلي المنصري المتحدث باسم الهيئة، أنه لم يوضع بعد في أي نص قانوني، «كما أن التشاور بين رئيس الدولة ورئيس (هيئة الانتخابات) حول مرسوم الانتخابات والأمر المتعلق بالدوائر، ما زال متواصلاً»، موضحاً أن «الهيئة تمثل جهة استشارية تقدم مقترحات إلى رئيس الجمهورية فيما يخص الجوانب الفنية والقانونية لمشروع القانون الجديد، وهو الذي يقرر النص النهائي».
وعن التطورات السياسية في تونس، قالت المحللة السياسية دنيا حفصة إن «قيس سعيد ماض بخطوات ثابتة وسريعة نحو تجسيد مشروعه السياسي. فبعد نجاح الاستشارة الوطنية خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي واستفتاء 25 يوليو، وتمرير دستور الجمهورية الجديدة، بات موعد 17 ديسمبر المقبل الذي ستنتظم فيه الانتخابات التشريعية، يمثل رهانه المقبل. فالرئيس يحرص على توفير كل السبل لإنجاح هذا الموعد الذي سيحدث تغييرات كبيرة في المشهد السياسي بصفة عامة؛ والمشهد البرلماني بصفة خاصة، والقطع بصفة نهائية مع العشرية الماضية، وهو ما أكد عليه في مناسبات عدة، وتصريحات عدة».
وقبل نحو 3 أشهر من موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، ما زال عدد كبير من الأطراف المشكلة للمشهد السياسي التونسي يشكو من الغموض والضبابية في التعامل مع المسائل السياسية التي ستكون مؤثرة على المشهد برمته. من ذلك؛ أن الجوانب والنقاط المتعلقة بالانتخابات البرلمانية ما زالت غامضة، وهو ما أدى إلى تململ في صفوف الأحزاب الداعمة للمشروع الرئاسي؛ من بينها «حركة الشعب» و«حركة تونس إلى الأمام». وذهبت أطراف سياسية معارضة أكثر إلى من ذلك؛ إذ تعالت أصواتها المطالبة بضرورة «مقاطعة الانتخابات».


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

الصومال يرحب بالمشاركة المصرية في قوات حفظ السلام «الأفريقية»

وزير الدفاع المصري يلتقي نظيره الصومالي في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري يلتقي نظيره الصومالي في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)
TT

الصومال يرحب بالمشاركة المصرية في قوات حفظ السلام «الأفريقية»

وزير الدفاع المصري يلتقي نظيره الصومالي في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري يلتقي نظيره الصومالي في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)

رحب الصومال بالمشاركة المصرية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة لدعم الأمن والاستقرار في الصومال، وذلك خلال لقاء القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول عبد المجيد صقر، وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور، والوفد المرافق له، في القاهرة، مساء الخميس.

ووقعت مصر والصومال، في أغسطس (آب) الماضي، بروتوكول تعاون عسكري، واتفق البلدان حينها على مشاركة مصر في البعثة الأفريقية لحفظ السلام خلال الفترة في 2025 - 2029، ودعمت القاهرة مقديشو بمعدات عسكرية.

ووفق إفادة للمتحدث العسكري المصري، فقد أشاد القائد العام للقوات المسلحة المصرية بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر والصومال واعتزازه بعلاقات الشراكة التي تربط القوات المسلحة لكلا البلدين.

وأضاف في بيان له، الخميس، أن لقاء صقر ومحمد نور تناول «مناقشة آخر التطورات والأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار داخل القارة الأفريقية».

ونقل البيان المصري عن وزير الدفاع الصومالي تقدير بلاده لجهود مصر في «إرساء دعائم الأمن والاستقرار لدول القارة الأفريقية كافة»، مرحباً بالمشاركة المصرية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي بدولة الصومال، مؤكداً على «أهمية التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية والصومالية في مختلف المجالات». حضر اللقاء رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة، وقادة الأفرع الرئيسة وعدد من قادة القوات المسلحة لكلا البلدين.

وعززت مصر تعاونها العسكري مع الصومال عقب أزمة بين الصومال وإثيوبيا، العام الماضي، بعدما عارضت القاهرة توقيع الحكومة الإثيوبية في يناير (كانون الثاني) 2024 اتفاقاً مبدئياً مع إقليم «أرض الصومال»، تحصل بموجبه أديس أبابا على مَنفذ بحري يتضمن ميناء تجارياً وقاعدة عسكرية في منطقة بربرة لمدة 50 عاماً، مقابل اعتراف إثيوبيا بـ«أرض الصومال» دولة مستقلة. وعدّت القاهرة حينها الاتفاق «مخالفاً للقانون الدولي، واعتداء على السيادة الصومالية».

جانب من محادثات وزير الدفاع المصري ونظيره الصومالي في القاهرة (المتحدث العسكري المصري)

وفي وقت سابق رحب سفير الصومال بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، السفير علي عبدي، بإعلان مصر المشاركة في قوات حفظ السلام بالصومال. وقال في إفادة له «ممتنون لتعهد مصر أن تكون من أوائل الدول التي تنشر قوات لدعم الجيش الصومالي بعد انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي الحالية». واعتبر أن اتفاقية الدفاع المشترك التي تم توقيعها بين البلدين «ستمنع الفراغ الأمني في الصومال»، مشيراً إلى أن الاتفاقية «تتضمن التدريب ودعم المعدات والعمليات المشتركة بين قوات البلدين».

كما أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال لقائه نظيره الصومالي، أحمد مُعلم فقي، في القاهرة، أغسطس الماضي «حرص مصر على المشاركة في بعثة حفظ السلام في الصومال بناء على رغبة الأشقاء الصوماليين»، مشيداً بـ«خطوة التوقيع على بروتوكول التعاون العسكري بين البلدين».

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن «سفينة حربية مصرية سلَّمت شحنة كبيرة ثانية من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية». وكانت القاهرة قد أرسلت طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقّع البلدان اتفاقية أمنية مشتركة في أغسطس الماضي.

وقرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في يونيو (حزيران) الماضي، إرسال بعثة جديدة لحفظ السلم في الصومال باسم «بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال»، اعتباراً من يناير الجاري.