«الاضطراب النفسي» هل يكون مخرجاً للمتهمين بقتل فتيات بمصر؟

إيداع المتهم بقتل «طالبة الشرقية» مستشفى الأمراض العقلية

صورة متداولة على موقع تواصل تجمع المتهم بقتل فتاة الشرقية مع ضحيته
صورة متداولة على موقع تواصل تجمع المتهم بقتل فتاة الشرقية مع ضحيته
TT

«الاضطراب النفسي» هل يكون مخرجاً للمتهمين بقتل فتيات بمصر؟

صورة متداولة على موقع تواصل تجمع المتهم بقتل فتاة الشرقية مع ضحيته
صورة متداولة على موقع تواصل تجمع المتهم بقتل فتاة الشرقية مع ضحيته

أثار قرار محكمة مصرية إيداع المتهم بقتل زميلته المعروفة إعلاميا بـ«طالبة الشرقية» مستشفى الأمراض العقلية لبيان حالته النفسية نقاشات علمية وقانونية حول ما إذا كان يمكن أن يتحول «الاضطراب النفسي» إلى مخرج قانوني للمتهمين بقتل الفتيات في مصر؟ خاصة أن المحاكم المصرية شهدت في الآونة الأخيرة قرارات بإحالة العديد من المتهمين في جرائم قتل إلى المستشفيات النفسية والعقلية.
وقررت محكمة جنايات الزقازيق (الثلاثاء) إحالة المتهم بقتل زميلته سلمى بهجت المعروفة إعلاميا بـ«طالبة الشرقية» إلى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية لمدة شهر لإعداد تقرير طبي عن حالته، واستئناف نظر القضية في 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وتعود القضية إلى 8 أغسطس (آب) الماضي، حيث ألقت أجهزة الأمن القبض على المتهم بطعن زميلته بالجامعة لرفضها الزواج منه 31 طعنة وفق تحقيقات النيابة.
وأثار قرار إيداع المتهم بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية نقاشات بين القانونيين وخبراء الطب النفسي حول الأمراض التي من شأنها أن تعفي المتهم من العقوبة، والمسارات الطبية والقانونية لجرائم القتل في هذه الحالات، إذ إن القانون الجنائي المصري وضع مواد تجيز لمحامي الدفاع طلب إيداع المتهم في أحد مستشفيات الصحة النفسية والعقلية لبيان حالته، وتجيز بعض المواد إعفاء المتهم من العقوبة وفقا للمستشار أحمد عبد الرحمن، النائب الأول الأسبق لرئيس مجلس القضاء الأعلى، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «قانون الإجراءات الجنائية المصري يضم مواد تجيز إيداع المتهم بمستشفيات الأمراض العقلية لمدة لا تتجاوز 45 يوما لبيان حالته، وكان الأمر قاصرا على الأمراض العقلية المعروفة، إلا أنه في عام 2007 تم إقرار تعديل بإضافة الأمراض النفسية أيضا».
وبحسب عبد الرحمن يمكن أن يكون «حكم المحكمة النهائي بإيداع المتهم في مستشفى للأمراض العقلية والنفسية، وهو حكم يتضمن متابعة طبية دائمة خلال فترة العقوبة، ويستخدم كثير من محامي الدفاع (التشكيك في صحة المتهم النفسية) لتجنب عقوبة الإعدام أو تخفيف العقوبة، والمشكلة الأكبر أن الأمراض العقلية يسهل إثباتها على عكس الأمراض النفسية».
وشهدت مصر خلال الفترة الماضية قرارات قضائية في العديد من جرائم القتل بإيداع المتهم بأحد المستشفيات العقلية والنفسية لبيان حالته، ومن بين القضايا التي ما زال ينظرها القضاء انتظارا لتقارير مستشفيات الأمراض العقلية عن حالتهم القضية المعروفة إعلاميا بـ«مذبحة الريف الأوربي»، حيث قررت محكمة جنايات الجيزة قبل أيام في 3 سبتمبر (أيلول) الحالي إحالة المتهم بقتل خمسة أشخاص إلى مستشفى الأمراض العقلية، واستئناف نظر القضية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
كما تعاود محكمة جنايات الزقازيق في 19 سبتمبر الحالي نظر قضية متهم بقتل طفلته عقب تلقيها التقرير الطبي الخاص به، وكانت المحكمة قد قررت في يوليو (تموز) الماضي إيداعه بمستشفى الأمراض العقلية لمدة 45 يوما لبيان حالته.
ويخضع إعداد التقرير الطبي الخاص بالمتهمين المحالين إلى مستشفيات الأمراض العقلية لمعايير علمية وطبية دقيقة بحسب الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب، ويقول فرويز لـ«الشرق الأوسط» إن «المتهم المحال من المحكمة إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية يخضع فورا للكشف الطبي، ثم تتم مراقبته طوال 24 ساعة في اليوم بمناوبة من ثلاثة أطباء، ويقوم كل طبيب منهم بإعداد تقرير مختلف عن حالته، ثم يتم دمج التقارير الثلاثة».
وبحسب فرويز فإن «ثمة أمراضا نفسية وعقلية يمكنها أن تعفي المتهم من العقوبة، منها الفصام، والاضطراب التشككي، والهوس، لكن في بعض الأمراض يجب أن يكون المرض ناشطا لدى المتهم وقت ارتكاب الجريمة، بمعنى أن يكون مصابا بنوبات هذا المرض، وهو أمر يتضح مبدئيا من التقرير الجنائي الذي يصف حالة المتهم وقت القبض عليه».
وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أن «المتهم بقتل طالبة المنوفية الذي انتحر مريض بمرض عصبي، وكنت توقعت انتحاره، لكن بشكل عام يعد اللجوء إلى التشكيك في السلامة النفسية للمتهم هدفه تجنب حكم الإعدام».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

يتصدر ملفا «المساعدات المالية» و«الهجرة» محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، خلال زيارتها إلى القاهرة، الأربعاء والخميس.

ووفق إفادة لوفد الاتحاد الأوروبي إلى مصر، الأربعاء، فإن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، و«المناقشات الجارية حول مساعدات الاتحاد الأوروبي المالية الكلية، والوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط والمنطقة المجاورة».

وفي مارس (آذار) الماضي، توافقت مصر والاتحاد الأوروبي على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة». ووقع الاتحاد الأوروبي ومصر في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، اتفاقية تمويل استثماري بوصفها جزءاً من حزمة أكبر بقيمة 7.4 مليار يورو تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي ودعم استقرار مصر في ظل التحديات الإقليمية والدولية.

وأكد بيان وفد الاتحاد الأوروبي أن اجتماعات ميتسولا في القاهرة «تعد فرصة لمناقشة العلاقات البرلمانية، بما في ذلك تنظيم الاجتماع البرلماني المقبل بين الاتحاد الأوروبي ومصر في القاهرة، والمساعدة المالية الكلية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر التي تجري مناقشتها حالياً في البرلمان الأوروبي، وتدفقات الهجرة واللجوء».

صورة للبرلمان الأوروبي بستراسبورغ (د.ب.أ)

وأشار الوفد إلى أنه من المقرر أن تجتمع ميتسولا، الخميس، مع وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، حيث تتركز المناقشات على عدد من الموضوعات، من بينها «الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، والمساعدات المالية الكلية للاتحاد الأوروبي، والوضع الجيوسياسي في المنطقة، بما في ذلك الحاجة إلى إعادة تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في غزة والتطورات الأخيرة في سوريا».

وعلاقات مصر بالاتحاد الأوروبي الوثيقة، ويعد «الأوروبي» أيضاً المستثمر الرائد في مصر، حيث يبلغ رصيد الاستثمار المتراكم نحو 38.8 مليار يورو، يمثل نحو 39 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر. وتظل مصر ثاني أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر من الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب معلومات بعثة الاتحاد الأوروبي إلى مصر عبر موقعها الإلكتروني.

وكان وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المصري، محمود فوزي، قد أكد، الثلاثاء، حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع البرلمان الأوروبي ومواصلة التشاور بين النواب البرلمانيين المصريين والأوروبيين، «بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم الحوار البنَّاء، وتوطيد أواصر التعاون البرلماني بين الجانبين».

وأشاد الوزير المصري خلال استقباله في القاهرة سفيرة الاتحاد الأوروبي ورئيسة بعثة الاتحاد إلى مصر، أنجلينا إيخهورست، «بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي منذ صدور الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة في مارس الماضي، خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية للقاهرة»، مؤكداً «اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة التي تجمعها بالاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعد الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتطورات الإيجابية التي يشهدها التعاون بين الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى جانب التنسيق في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».