الدبيبة يرفض «الوصول للسلطة بالسلاح»... ويتعهد مجدداً بالانتخابات

البعثة الأممية تستبعد الحل العسكري للخروج من الأزمة السياسية

الدبيبة خلال اجتماعه بوفد حكماء وأعيان طرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماعه بوفد حكماء وأعيان طرابلس (حكومة الوحدة)
TT

الدبيبة يرفض «الوصول للسلطة بالسلاح»... ويتعهد مجدداً بالانتخابات

الدبيبة خلال اجتماعه بوفد حكماء وأعيان طرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماعه بوفد حكماء وأعيان طرابلس (حكومة الوحدة)

قال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة، إن «هدفه الأساسي هو إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية»، وأكد رفضه «المطلق للمراحل الانتقالية والوصول للسلطة بواسطة السلاح والمؤامرات»، في إشارة إلى غريمه فتحي باشاغا رئيس حكومة الاستقرار المدعومة من البرلمان.
وبعدما اعتبر خلال اجتماعه مساء أول من أمس مع حكماء وأعيان طرابلس الكبرى أن الانتخابات التشريعية والرئاسية استحقاق وطني، تعهد الدبيبة بالعمل على تحقيقه رغم التحديات والصعوبات.
ودعا الدبيبة الذي «ترحم على أرواح ضحايا الاشتباكات المسلحة» التي اندلعت مؤخراً في العاصمة طرابلس، وأكد اهتمامه بالجرحى وتوفير العلاج اللازم، وتشكيل لجان لحصر الأضرار لتعويض المتضررين، وضرورة إلغاء أي معسكرات أو تمركزات أمنية داخل بلديات طرابلس، وتفعيل دور مراكز الشرطة والجهات الأمنية.
https://twitter.com/Hakomitna/status/1567160224678612993
كما أشاد الدبيبة بترؤس ليبيا الدورة الـ158 لمجلس وزراء الخارجية العرب، بعد غياب دام تسع سنوات، وقال إنه يتطلع إلى بذل نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومته، جهودها لحشد الدعم العربي لإنجاح الانتخابات، وإعطاء المرأة العربية الريادة، باعتبارها أول سيدة تتولى رئاسة المجلس.
https://twitter.com/Dabaibahamid/status/1567134874095550465
من جهتها، شكرت المنقوش زملاءها وزراء الخارجية العرب لدعمهم دور ليبيا في رئاسة الدورة العادية 158 على أرض مصر، وأشادت بما وصفته بالدعم المطلق لها من المجلس الرئاسي، وحكومة الوحدة، والإصرار على أن تعتلي ليبيا منصة الرئاسة.
في المقابل، دعا حافظ قدور، وزير الخارجية بحكومة باشاغا، الجامعة العربية وأمانتها إلى «فك الارتباط نهائياً بحكومة الوحدة»، التي وصفها بـ«السابقة» كونها «منتهية الولاية ومسحوباً منها ثقة مجلس النواب، وأن يقتصر التعامل حصراً مع حكومة باشاغا باعتبارها الحكومة الشرعية».
https://twitter.com/NajlaElmangoush/status/1567463360513380353
وأشاد بموقف وزارة الخارجية المصرية «الذي أبان عن احترام للشرعية الوطنية والتزام بخيارات الأجسام المنتخبة ومناصرة لحق الليبيين في استرداد وامتلاك العملية السياسية»، ودعا «كل الدول العربية الشقيقة إلى اتخاذ موقف مماثل، تتجسد فيه روح الأخوة ووحدة المصير، وذلك من خلال احترام إرادة الليبيين وأجسامهم المنتخبة في اختيار حكومتهم الشرعية».
ودخل السفير الأميركي ريتشارد نورلاند على الخط ببيان مقتضب هنأ فيه ليبيا على توليها رئاسة الجامعة العربية، وقال إنها «تواصل لعب دور مهم في الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في ليبيا».
ولفت إلى أنه بدا من الواضح عقب الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس، أنّ الوضع الراهن غير قابل للاستمرار ويتعين على جميع الجهات الفاعلة الخارجية والداخلية التحرّك نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن.
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1567473112031051777
إلى ذلك، أعرب أعضاء مجلس النواب عن المنطقة الغربية والجبل عن قلقهم من تصريحات الغرفة المشتركة التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد عسكري مسلح فـي منطقة ورشفانة، التي تبعد (30 كلم) جنوب العاصمة طرابلس، واعتبروا أن هذه الخطوة تهدد بحرب أهلية قد تتسبب برجوع المنطقة إلى مثلث الظلام مرة أخرى وتزايد حالات القتل والخطف والابتزاز كما شهدتها سابقاً.
وحمل النواب، في بيان لهم، البعثة الأممية ومجلس الأمن الدولي مسؤولية «ما سوف يحدث من مجازر»، كما حذروا الميليشيات الموالية للدبيبة من مغبـة هذا الفعل الذي لا يحمد عقباه.
واتهمت مصادر محلية محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة، بإعطاء الأوامر باقتحام ورشفانة وسط شائعات عن احتمال استخدام الطيران المسير، مشيرة إلى أن اجتماع الغرفة المشتركة مع مشايخ ورشفانة ممثلي معمر الضاوي آمر الكتيبة 55 الموالي لباشاغا، أسفر عن أربعة شروط لحقن الدماء؛ على رأسها استقالة سامي الضاوي وزير الحكم المحلي بحكومة باشاغا.
وطبقاً لتقارير، فقد منحت قوات الدبيبة، الضاوي ومجموعاته المسلحة مهلة للاستسلام، وإخراج المجرمين والمطلوبين، وتسليم جميع التمركزات والمعسكرات بالمدينة وعدم إقحامها في أي صراع قد يشكل خطراً على طرابلس.
بدوره، اعتبر القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة ريزدون زينينغا، أنه لا يوجد حل عسكري للانسداد الانتخابي والتنفيذي، لافتاً إلى أن الشعب الليبي عبّر بوضوح عن تطلعه لاختيار قادته وتجديد شرعية المؤسسات الليبية عبر انتخابات ديمقراطية.
وقال خلال اجتماعه بوفد من مصراتة إن الأمم المتحدة تعطي الأولوية للعمل مع جميع الأطراف الليبية لتيسير التوصل إلى اتفاق على مسار للانتخابات الوطنية في أقرب وقت ممكن.
https://twitter.com/UNSMILibya/status/1567255557714608130
من جانبه، زعم خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، وجود تهديدات لم يحددها لمحاولة منع نشوب حرب جديدة في العاصمة طرابلس في إطار الصراع القائم على السلطة بين حكومتي الدبيبة وباشاغا.
لكن المشري تعهد في المقابل بالمضي قدماً لمنع القتال في طرابلس، الذي اعتبره بمثابة خط أحمر، مؤكداً «ضرورة منعه في المنطقة الغربية بأي شكل من الأشكال»، لافتاً في كلمة بثها مجلس الدولة مساء أول من أمس على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى أن الحرب ستكون مدمرة نظراً لكثافة السكان ونوعية السلاح.
وقال إنه طلب من تركيا خلال زيارته الأخيرة التي تشاور فيها أيضاً مع قطر حول تفادي «الصدام المسلح»، لعب «دور الوساطة» وإجراء اتصالات مع الدبيبة وباشاغا.
من جهة أخرى، أعلن فرحات بن قدارة، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، عن خطة مستقبلية تستهدف إيصال إنتاج ليبيا من النفط الخام إلى 2 مليون برميل يومياً، مشيراً في الاجتماع العاشر للجنة متابعة ميزانية المؤسسة، إلى أنها تعقد اجتماعاتها مع الشركات العاملة بالقطاع من أجل وضع هذه الخطة.
وطبقاً لبيان حكومي، فقد تابع الاجتماع الخطة الثلاثية للمؤسسة وفق اتفاق إعداد الميزانية الاستثنائية، بالإضافة إلى تسوية مرتبات العاملين بالقطاع من خلال صرف مرتبات الموظفين الجدد.
بموازاة ذلك، اعتبر المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، أن جميع الليبيين يشعرون بالتعب وينظرون إلى الجيش على أنه المنقذ، وقال خلال حضوره أمس المناورة العسكرية المُشتركة للواءين 106 مُجحفل وطارق بن زياد المُعزّز: «في الفترة المقبلة لا بد من العزم على التخلص من هذه الجراثيم التي ابتلينا بها»، وأضاف: «لا يمكن أن نطمئن ما دام هناك إرهاب، نحن والإرهاب لا نستطيع أن نتجاور أبداً».


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

الحكومة المصرية تتعهد بعدم اللجوء إلى «تخفيف أحمال الكهرباء»

TT

الحكومة المصرية تتعهد بعدم اللجوء إلى «تخفيف أحمال الكهرباء»

تعهّدت الحكومة المصرية بعدم اللجوء إلى خطة «تخفيف أحمال الكهرباء»، أي قطع الخدمة مدة محددة يومياً، الصيف المقبل، وقالت إنها «وفّرت الوقود الكافي لتشغيل المحطات»، إلى جانب «التوسع في إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة».

وافتتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، محطة «أبيدوس 1» للطاقة الشمسية في مدينة كوم أمبو، بمحافظة أسوان (جنوب مصر)، ضمن خطوات للحكومة المصرية للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء.

ولجأت الحكومة المصرية لخطة تُسمى «تخفيف الأحمال»، تقضي بقطع التيار عن مناطق عدة خلال الصيف الماضي لمدة وصلت إلى ساعتين يومياً، وذلك لتقليل الضغط على شبكات الكهرباء، بسبب زيادة الاستهلاك، في حين اشتكى مواطنون من تجاوز فترات انقطاع الكهرباء أكثر من ساعتين.

وتعهّد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، بـ«عدم اللجوء إلى تخفيف أحمال الكهرباء مرة أخرى»، وقال في كلمته خلال افتتاح محطة «أبيدوس 1» للطاقة الشمسية، السبت، إن «حكومته خصصت التمويل لتوفير الوقود اللازم لاستقرار إنتاج الشبكة القومية للكهرباء»، مشيراً إلى «وضع خطة عاجلة لإضافة 4 آلاف ميغاواط من الطاقة المتجددة لتأمين الاستهلاك في صيف 2025».

رئيس الوزراء المصري خلال افتتاح محطة أبيدوس للطاقة الشمسية - (مجلس الوزراء المصري)-

وأوضح مدبولي أن «وزارة الكهرباء تمكّنت من حل مشكلة الانقطاعات بالتنسيق، وتحسين الإنتاجية»، إضافة إلى «وضع خطة لتأمين التغذية الكهربائية لصيف 2025 مع وزارة البترول، تقوم على سد فجوة متوقعة في الإنتاج في حدود من 3 إلى 4 آلاف ميغاواط إضافية، بتكلفة استثمارية تقارب 4 مليارات دولار»، مشيراً إلى أنه «سيتم الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة لسد فجوة الإنتاج والاستهلاك في الصيف المقبل، وتجنّب اللجوء لتخفيف الأحمال، وتقليل استيراد المواد البترولية».

وكان رئيس الوزراء المصري قد بحث خلال اجتماع حكومي، الخميس، مع وزراء الكهرباء والبترول والمالية، «ضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من الوقود في فصل الصيف المقبل»، وأكد «ضمان الجاهزية، وعدم وجود انقطاعات في الكهرباء، واستدامة واستقرار التغذية بالكهرباء بمختلف المحافظات»، وفق إفادة لمجلس الوزراء المصري.

ولجأت الحكومة المصرية في شهر يونيو (حزيران) الماضي، لاستيراد 300 ألف طن مازوت، و20 شحنة من الغاز لضخ كميات كافية من الوقود لإنتاج الكهرباء، ووقف خطة انقطاع الكهرباء، في حين قدرت وزارة الكهرباء المصرية حجم الاحتياج اليومي لإنهاء انقطاعات الكهرباء بنحو 135 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، و10 آلاف طن من المازوت.

وعدّ مدبولي افتتاح محطة «أبيدوس» للطاقة الشمسية، «تحولاً نوعياً» في استثمار الموارد الطبيعية في بلاده، وتوظيفها بشكل «أكثر كفاءة بما يغطي الاحتياجات».

وتقام محطة «أبيدوس 1» لإنتاج الطاقة الشمسية على مساحة 10 آلاف متر مربع، وتضم أكثر من مليون لوح شمسي، بقدرة إنتاجية تصل إلى 560 ميغاواط، ما يجعلها ثاني أكبر محطة للطاقة الشمسية في أفريقيا بعد محطة «بنبان» في أسوان

وتضاف المحطة لمشروعات الطاقة الشمسية في محافظة أسوان؛ حيث سبق أن افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يوليو (تموز) 2018، محطة «الطاقة الشمسية في بنبان» بأسوان، والتي تصنف الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط، بطاقة إنتاجية 2000 ميغاواط من الكهرباء، حسب مجلس الوزراء المصري.

ويعتقد خبير الطاقة المصري، علي عبد النبي، أن توسع الحكومة المصرية في مشروعات الطاقة المتجددة «خطوة ضرورية لمواجهة عجز الإنتاج في فترات ذروة الاستهلاك»، وشدد على «ضرورة اتخاذ الحكومة حزمة من الإجراءات لتحقيق أمن الطاقة، من بينها الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء».

ووضعت الحكومة المصرية استراتيجية وطنية للطاقة المتجددة، تستهدف إنتاج 42 في المائة من الكهرباء، من مصادر الطاقة الجديدة بحلول عام 2030، وفق مجلس الوزراء المصري.

وطالب عبد النبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بـ«ضرورة استثمار موارد مصر الطبيعية في إقامة مزيد من مشروعات الطاقة الجديدة، مثل التوسع في محطات الطاقة الشمسية في أسوان، ومحطات الرياح في محافظتي البحر الأحمر والسويس»، مشيراً إلى «ضرورة إقامة محطات لتخزين الكهرباء للاستفادة من إنتاج مشروعات الطاقة الجديدة».

محطة أبيدوس للطاقة الشمسية - (مجلس الوزراء المصري)

من جهته، يرى أستاذ الطاقة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، جمال القليوبي، أن الحكومة المصرية «تتخذ 3 إجراءات استباقية لتأمين إنتاج الكهرباء في الصيف المقبل»، مشيراً إلى أن «أولى تلك الخطوات التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية والرياح لإنتاج نحو 4 آلاف ميغاواط من الكهرباء».

وأوضح القليوبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة المصرية تتجه لإبرام صفقات لاستيراد الغاز والوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، مع التوسع في عمليات البحث والتنقيب والاستكشافات المحلية»، مشيراً إلى أن القاهرة «تستهدف تقليل فاتورة استيراد الطاقة من الخارج، بالاعتماد على مصادر الإنتاج المحلية».

وعلى هامش افتتاح محطة «أبيدوس»، شهد رئيس الوزراء المصري، توقيع اتفاقين لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في منطقة خليج السويس، بين وزارة الكهرباء المصرية وشركة «إيميا باور» الإماراتية.