تشير ورقة بحثية جديدة نشرتها مجلة القلب الأوروبية، التي تصدرها جامعة أكسفورد البريطانية، إلى أن تدابير التباعد الاجتماعي مثل الإغلاق التام، لها تأثير ملموس على صحة القلب والأوعية الدموية.
وخلصت الدراسة المنشورة (الثلاثاء) إلى هذه النتيجة من خلال المقارنة بين صحة الأشخاص الذين عاشوا في حالة إغلاق جزئي، مقابل إغلاق كلي، خلال بداية جائحة «كوفيد - 19».
وكان البقاء في المنزل، والإغلاق التام، هو الإجراء الأكثر لفتاً للانتباه الذي تم اتخاذه لمنع انتشار عدوى «كوفيد - 19»، وأظهرت الأبحاث السابقة أن هذا الإجراء أدى إلى انخفاض بنسبة 54 في المائة في النشاط البدني، إضافة إلى حالة القلق والضغوط المالية وصعوبة الحصول على موعد مع الأطباء، وهو ما قد يضر بصحة العديد من أجهزة الجسم.
غير أن الدراسة الجديدة، وجدت لهذا الإجراء فائدة لصحة القلب والأوعية الدموية، حيث أدت إرشادات التباعد الاجتماعي المفروضة على الناس في جميع أنحاء العالم إلى الحد من تلوث الهواء وزيادة الطهي المنزلي، وقلل الناس من استهلاكهم للوجبات السريعة والوجبات الجاهزة، وكان لدى الناس ضغوط أقل مرتبطة بالعمل وكانوا ينامون بشكل أفضل.
وتم تطبيق الإغلاق بشكل غير متجانس من قبل بلدان مختلفة، مما وفر فرصة فريدة لمقارنة تأثير تدابير التباعد الاجتماعي المختلفة على صحة القلب والأوعية الدموية في تجربة واقعية مع عينة سكانية كبيرة.
وقارن الباحثون صحة القلب والأوعية الدموية للناس في فرنسا، والتي فرضت قيوداً صارمة على تحركات الناس بما في ذلك إغلاق جميع الأنشطة الإنتاجية والتجارية غير الضرورية، مع تلك الإجراءات الخاصة بألمانيا، التي اتخذت تدابير أقل صرامة للتباعد الاجتماعي.
واختار الباحثون أكثر من 53 ألف شخص في فرنسا وألمانيا، وتتبعوا صحتهم خلال ربيع عام 2020 عندما بدأ الإغلاق، فأظهر نحو 21.1 في المائة من المرضى الفرنسيين الذين تم تتبعهم أثناء الإغلاق تحسناً عاماً في صحة القلب والأوعية الدموية، مع انخفاض في تصلب الأوعية الدموية ووزن الجسم، رغم الانخفاض المصاحب في النشاط البدني، وكان التحسن في عمر الأوعية الدموية أثناء الإغلاق يتوافق مع انخفاض في عمر الأوعية الدموية لأكثر من ثلاث سنوات.
ولم تكن هذه الظاهرة موجودة إلا بشكل متواضع في ألمانيا، حيث كان الإغلاق جزئياً، وكان الانخفاض في تصلب الأوعية الدموية أكثر وضوحاً في المرضى الفرنسيين منه في الألمان، وانخفاض عمر الأوعية الدموية أثناء الإغلاق أكثر وضوحاً في الفرنسيين، مقارنة بالمشاركين الألمان.
وأظهر المشاركون الفرنسيون أيضاً ارتفاعاً طفيفاً في الوزن أثناء الإغلاق.
دراسة: الإغلاق الصارم أثناء جائحة «كورونا» حسّن صحة القلب
باحثون تابعوا أكثر من 53 ألف فرنسي وألماني
دراسة: الإغلاق الصارم أثناء جائحة «كورونا» حسّن صحة القلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة